إخفاق الحزب الديمقراطي في المناظرة الرئاسيّة
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
ترجمة: بدر بن خميس الظّفري -
استعدوا للتّغيير الديمقراطي العظيم.
سيكون من الصعب حتى على أكثر الأشخاص خبرة في معسكر الرئيس بايدن أن يكتبوا خبر انتصاره، نتيجة أداء بايدن المزري في مناظرة ليلة الخميس ضد سلفه دونالد ترامب.
وهو ما يعني بروز المخاوف مرة أخرى التي كانت لدى الديمقراطيين طوال الوقت بشأن قرار بايدن الترشح لولاية ثانية، إلى جانب السيناريوهات بعيدة الاحتمال التي قد يضطر فيها إلى التنحي.
لكن الفوضى التي قد تحدث ستكون كارثية، إذ إن بايدن وترامب هما المرشحان اللذان اختارهما كل حزب، وهو الاختيار الذي تظهره استطلاعات الرأي باستمرار، وهو، في رأيي، الخيار الأكثر إثارة للاشمئزاز الذي يواجهه الأمريكيون في التاريخ الحديث.
طوال تلك الفترة، كان سن بايدن الكبير هو أكبر مصدر قلق لدى الناخبين، فهو يبلغ من العمر81 عامًا، وهو أكبر رئيس أمريكي في التاريخ؛ إذ سيكون عمره 86 عامًا بنهاية فترة الولاية الثانية.
إن أداء الرئيس يوم الخميس لن يخفف من مخاوف الناخبين، فقد خسر بايدن المناظرة منذ اللحظات الأولى، إذ كان صوته ضعيفًا وأجشًا بشكل صادم. وفي أحيان أخرى، كان يعاني من صعوبة في اختيار الكلمات ونطقها، وبدا أنه فقد تسلسل أفكاره، وهذا يتعارض كليّا مع أداء بايدن القوي الذي ألقى خطابًا قويًا عن حالة الاتحاد في مارس.
على الرغم من أن ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، أصغر من بايدن بثلاث سنوات فقط، إلا أنه كان مسيطرا على المناظرة طوال الوقت.
جاءت أسوأ لحظة بالنسبة لبايدن، التي من المرجح أن نتذكرها أكثر من غيرها، وسيتداولها الناس مرات عديدات في الأيام المقبلة، جاءت في وقت مبكر من المناظرة، وفي نهاية إجابة مشتتة قال فيها بايدن: «لقد تغلبنا أخيرا على الرعاية الطبية».
وردّ ترامب، كما كان متوقعا: «حسنا، إنه على حق. لقد تغلب على الرعاية الطبية. لقد ضربها حتى الموت.»
ثم، وبطريقة معتادة، ادّعى ترامب كذبا أن «الملايين والملايين» من المهاجرين غير الشرعيين «سيدمرون الضمان الاجتماعي»، وسيُضعِفون الرعاية الطبية أيضا. (في الواقع، العكس هو الصحيح، فالمهاجرون غير الشرعيين يعززون كلا النظامين، إذ يُمنـَعونَ بموجب القانون الفيدرالي من الحصول على فوائد الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، على الرغم من أن العديد منهم يدفعون أموالا في كلا البرنامجين).
مما لا شك فيه أن فريق كاشفي الأكاذيب سوف يكونون مشغولين كثيرا بسبب سلسلة الأكاذيب التي أطلقها ترامب، فقد كان مراوغا عندما واجه موضوعات محرجة مثل محاولته صرف سؤال حول هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 يناير2021، وتحوّلَ للحديث عن الحدود والاقتصاد في ذلك اليوم.
لكن في المجمل، بدا ترامب أفضل استعدادا وأكثر انضباطا مما توقعه معظم الناس؛ فقد كان متبجحا ومعظّما لذاته، وهو ما اعتدنا عليه، لكنه لم يعد ذلك المتنمر المختل الذي ظهر في مناظرته الأولى مع بايدن قبل أربع سنوات. لا شك أنه كان في مصلحة ترامب التقيّد بقانون أصر عليه فريق بايدن، وهو إغلاق ميكروفون كل مرشح عندما لا يكون دوره في التحدث.
وكانت هذه المواجهة هي المرة الأولى في التاريخ التي يرى فيها الأمريكيون رئيسًا سابقًا وحاليًا جنبًا إلى جنب على منصة المناظرة، وأصبحوا على دراية جيدة بنقاط القوة والضعف لدى كلا الرجلين. ولا يوجد قدر كبير من الغموض بشأن موقف كل منهما من القضايا السياسية الكبرى اليوم. كل ذلك أدّى إلى زيادة انطباع الناس ومعرفتهم بأداء كل من الطرفين.
لقد كان بايدن مشتتًا حتى في إجابة سؤال متوقع، وهو السؤال الذي طرحه (دانا باش) من شبكة سي إن إن حول «قدرة بايدن على التعامل مع أهم منصب في العالم وهو في الثمانينيات من عمره»، فكان جواب بايدن أن تحدث أولاً عن الطريقة التي قضى بها حياته المهنية كأصغر شخص في عالم السياسة، ثم قفز للحديث عن رقائق الكمبيوتر.
لقد حاول بايدن تحويل هذه الانتخابات إلى استفتاء على خصمه ترامب، وهو أمر يصعب دائمًا على شاغل منصب الرئيس القيام به، خاصة في الوضع الحالي لبايدن. إن نسبة تقييم أداء بايدن في استطلاع جديد أجرته مؤسسة جالوب هي 38 في المائة، وهي نفسها لم تتغير منذ أشهر، وهذه النسبة أقل بـ 10 نسب عن العتبة التي تجاوزها جميع الرؤساء الحاليين المعاد انتخابهم في العصر الحديث بحلول يوم الانتخابات، وهي 48%.
وأظهر الاستطلاع نفسه أن الجمهوريين على الأرجح سيكونون راضين عن مرشحهم ضعفي رضى الديمقراطيين عن مرشحهم، مع أن أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع نظروا إلى كلا المرشحين بشكل سلبي.
لقد أقدم بايدن، من خلال الدعوة إلى هذه المناظرة المبكرة، على مخاطرة كبيرة، والتي كان يأمل من إقامتها تغيير مؤشرات السباق الرئاسي المتقاربة بينه وبين ترامب. لقد حدث ذلك التغيير بالفعل، ولكن ليس لصالحه.
الخبر السار بالنسبة لبايدن، إن كان هناك خبر سار، هو أنه لا يزال أمامه خمسة أشهر، ومناظرة أخرى، قبل حلول يوم الانتخابات في نوفمبر. لكن هذه المناظرة كانت بمثابة ضربة كبيرة له، ولا شك في أنها ستترك أثرا بالغا.
كارين تومولتي محررة مشاركة وكاتبة عمود في صحيفة واشنطن بوست
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حشود في كيب تاون تستقبل سفير جنوب أفريقيا الذي طردته واشنطن.. ماذا قال؟ (شاهد)
قال سفير جنوب أفريقيا الذي طردته الولايات المتحدة وعاد إلى بلاده الأحد إنه لا يشعر "بأي ندم" بشأن مواقفه، وذلك في تصريح في كيب تاون أمام حشد جاء للترحيب به.
وأمرت الولايات المتحدة إبراهيم رسول بمغادرة البلاد في 14 آذار/ مارس الماضي، بعدما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "شخصا غير مرغوب فيه"، واتهمه بأنه "سياسي عنصري يكره أمريكا" ورئيسها دونالد ترامب.
وجاء ذلك بعدما وصف رسول حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" بأنها رد فعل عنصري على التنوع في الولايات المتحدة.
ودافع السفير، وهو ناشط سابق في مجال مناهضة الفصل العنصري، عن تصريحاته الأحد قائلا إنه كان يتحدث إلى مثقفين وقادة سياسيين وغيرهم في جنوب أفريقيا ليخبرهم بأن "الطريقة القديمة في التعامل مع الولايات المتحدة لن تنجح".
وأصبحت جنوب أفريقيا هدفا لواشنطن منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. وقطع الأخير المساعدات للدولة الأفريقية، متهما إياها بمعاملة أحفاد المستوطنين الأوروبيين "بشكل غير عادل"، وهاجمها بسبب شكواها التي رفعتها ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وقال رسول أمام مئات الأشخاص الذين جاؤوا للترحيب به في كيب تاون: "لم نختر العودة إلى الوطن، لكننا نعود بلا أي ندم".
[WATCH] "It was not our choice to come home, but we come home with no regrets," says Ebrahim Rasool, the former South African ambassador, as he returns following his expulsion by the United States. pic.twitter.com/XIQn9cDrvQ
— SABC News (@SABCNews) March 23, 2025#ANC members chanting slogans ahead of arrival of Ambassador #IbrahimRasool who was expelled in the United States of America for speaking against the perceived imperialist white supremacy agenda of the Trump Administration.#sabcnews pic.twitter.com/XYMMM70xyQ
— #LordOfTheMedia (@samkelemaseko) March 23, 2025وكانت الرئاسة في جنوب أفريقيا قد اعتبرت قرار طرده "مؤسفا"، ودان وزير الخارجية رونالد لامولا هذا الإجراء ووصفه بأنه "غير مسبوق".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا كريسبين فيري في 15 آذار/ مارس إن "السفير رسول كان على وشك الاجتماع مع مسؤولين استراتيجيين في البيت الأبيض" عندما أعلن طرده.
وأضاف أن "هذا التطور المؤسف أفسد تقدما كبيرا"، وذلك بعد أسابيع من الجدل والمخاوف المحيطة بتواصل استفادة بريتوريا من قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) الذي يسمح بتصدير سلع معينة إلى الولايات المتحدة من دون رسوم جمركية.
وأثار إعلان طرد إبراهيم رسول ردود فعل منددة في أكبر اقتصاد في أفريقيا. واتهم حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية اليساري الراديكالي الذي جاء رابعا في انتخابات العام الماضي بنحو 10 % من الأصوات، دونالد ترامب بأنه "كبير سحرة جماعة كو كلوكس كلان العالمية".