في الوقت الذي يخفي الجيش الإسرائيلي حقيقة عدم قدرته على خوض مواجهة واسعة مع حزب الله اللبناني، ترفض الأغلبية الساحقة من المستوطنين الذين يقطنون شمالي إسرائيل التوصل إلى تسوية مع حزب الله، تفضي إلى إنهاء التصعيد المتواصل منذ الثامن تشرين الأول الماضي.   وفي تقرير بثته، مساء الجمعة، ذكرت قناة التلفزة 13 أنّ المستوطنين، الذين أخلوا مستوطناتهم بناء على طلب حكومة بنيامين نتنياهو في أعقاب شروع حزب الله في شن عملياته، يرفضون العودة إليها نتاج تسوية مع حزب الله.



ولفتت القناة في تقريرها إلى أن المستوطنين ومعظم قادة المستوطنات في الشمال يرون أن المسار الذي يضمن الهدوء على الجبهة الشمالية لمدة طويلة يتمثل في شن عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله تفضي إلى تغيير الواقع الأمني على جانبي الحدود.   وفي هذا السياق، شدد دفيد أوزلاي، رئيس بلدية مستوطنة المطلة المتاخمة للحدود مع لبنان، على أن تغيير الواقع الأمني في الشمال يتطلب شن عملية عسكرية ضد حزب الله.

وفي مقابلة معه نشرها موقع صحيفة "معاريف"، هاجم أوزلاي بشدة القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب بسبب الحرص على توجيه التهديدات لحزب الله من دون أن تُدعم هذه التهديدات بالأفعال قائلا: "لقد صرنا نحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط من حيث التهديدات... وتحديدا التهديد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري... لكن عندما وصلت إلى الأفعال لم تتردد القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل في تدشين حزام أمني داخل إسرائيل والتضحية بـ80 ألف مستوطن جرى اقتلاعهم من مستوطناتهم وتوزيعهم في جميع أرجاء البلاد". وانتقد أوزلاي "استلاب" إسرائيل الاستراتيجية الدفاعية في الشمال عبر استقدام عشرات الآلاف من الجنود إلى المستوطنات هناك وفي الوقت ذاته إخلاء المستوطنين.

لكن الرغبة في اندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله لا تتوقف على المستوطنين في شمال إسرائيل، بل إن جمهوراً واسعاً من الإسرائيليين يؤيدون شن حرب على حزب الله.   وبحسب استطلاع للرأي العام أجري لصالح مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، تبين أن 46% من الإسرائيليين يرون أنه تجب على إسرائيل المبادرة لشن حرب على حزب الله حتى في ظل الحرب المتواصلة ضد قطاع غزة.

لكن ألون بن دافيد، المعلق العسكري لقناة "13"، يعتبر أن تأييد الجمهور الإسرائيلي الواسع شنَّ حرب واسعة على حزب الله يتناقض مع حقيقة أن جيش الاحتلال غير جاهز لشن مثل هذه الحرب. وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف"، لفت بن دافيد إلى أن هناك بون شاسع بين سقف توقعات الجمهور وبين إمكانيات جيش الاحتلال، وأضاف: "يجب أن نقول ما لا تجرؤ قيادة الجيش على قوله: الجيش غير جاهز حاليا لمواجهة واسعة ضد لبنان... الجيش غير قادر على تحقيق إنجازات جوهرية في مواجهة حزب الله وتغيير الواقع في الشمال بشكل جذري".

وواصل بن دافيد: "في أحسن الأحوال، مواجهة في الشمال يمكن أن تنتهي بتسوية سيئة مع حزب الله قد يُتوصل إليها بعد دفع ثمن قاس، وفي سيناريو أكثر سوءا، يمكن لهذه الحرب ألا تنتهي، بحيث تجد إسرائيل نفسها في حرب استنزاف طويلة الأمد تفضي إلى شل مظاهر الحياة في معظم أنحاء إسرائيل من دون القدرة على تحقيق حسم".   وأعاد بن دافيد إلى الأذهان حقيقة أن العقيدة الأمنية التي تحكم إسرائيل تقوم على تحقيق الحسم في أسرع وقت، مشيراً إلى أن "تاريخ الجيش الإسرائيلي يدل على أنه غير جاهز لخوض حرب تستمر تسعة أشهر".

وفي حين أبرز بن دافيد حقيقة أن تعاظم الجهد الحربي على كاهل الجنود يأتي في ظل سقوط عدد كبير من الجنود بين قتيل وجريح، أو يعالجون بسبب أمراض نفسية جراء الحرب المتواصلة في قطاع غزة، أشار إلى أن جيش الاحتلال يجد صعوبة في إصلاح الدبابات وعربات النقل العسكرية التي أعطبت بفعل عمليات المقاومة في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه من أصل 5000 دبابة وعربة عسكرية أعطبت بسبب نيران المقاومة، فإن عشرات منها فقط أُصلحت.

وفي السياق، خلص موقع "ISRAEL DEFENSE" المختص بالشؤون العسكرية إلى أن نجاح حزب الله في استنزاف إسرائيل حوالي تسعة أشهر يدل على فشل استراتيجية "المواجهة بين الحروب"، التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد الحزب في السنوات الماضية بهدف المس بقدراته العسكرية وللتأثير سلبا على دافعيته للقتال ضدها.   وفي تحليل أعده المعلق عامي دومبا، لفت الموقع إلى أن الواقع يدل على أن حزب الله تمكن من بناء قوته العسكرية "ويخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل على الرغم من استراتيجية المواجهة بين الحروب".   وأبرز الموقع أن رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بني غانتس (زعيم حزب المعسكر الرسمي حاليا) وخلفه في المنصب غادي أيزنكوت وقائد سلاح الجو السابق أمير إيشل هم الذين وضعوا وكرّسوا استراتيجية "المواجهة بين الحروب"، التي هدفت إلى ضرب الوجود الإيراني في المنطقة وتحديدا في سوريا، وإلى قطع الإمدادات العسكرية عن حزب الله.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جیش الاحتلال مع حزب الله فی الشمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

صنعاء تعلن جهوزيتها العسكرية وتحذر “إسرائيل” من أي تنصل عن تنفيذ إتفاق غزة

الجديد برس|

حذرت حكومة صنعاء ، “إسرائيل” من أي تراجع أو تنصل عن تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل ، مؤكدة أنها في استعداد عسكري عالٍ .

وقالت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء ، في بيان إنها ” ستراقب مسار تنفيذ الاتفاق ومدى احترامه من قبل الكيان الصهيوني المجرم في ظل جهوزية عسكرية عالية “.

مشددة على ” أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني “.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشدد إجراءاتها العسكرية عند حاجزي تياسير والحمرا بالأغوار
  • في اليوم الـ60... تقرير يكشف: هل ستنسحب إسرائيل من جنوب لبنان؟
  • صنعاء تعلن جهوزيتها العسكرية وتحذر “إسرائيل” من أي تنصل عن تنفيذ إتفاق غزة
  • اجراءات مشددة.. ماذا يفعل الجيش في البقاع؟
  • ماذا يريد العرب والغرب من سوريا الجديدة؟
  • عمال موانئ السويد يعتزمون حظر نقل المعدات العسكرية إلى “إسرائيل”
  • اليمن في 2024.. حصاد المواجهات العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل وضربات أمريكا وبريطانيا (تقرير)
  • بعد اتفاق الهدنة.. النجباء العراقية تعلق العمليات العسكرية ضد إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يكشف سبب استهدافه رتلا لإدارة العمليات العسكرية في سوريا
  • تقرير مسرب.. ماذا حدث داخل الجيش الإسرائيلي نتيجة الحرب؟