في تاريخ الحروب والصراعات، تظهر شخصيات بارزة تترك بصماتها الخالدة في ذاكرة الأوطان المشير محمد علي فهمي، أحد هؤلاء الأبطال، والذي لعب دورًا محوريًا في تأسيس وتطوير الدفاع الجوي المصري خلال فترة حرجة من تاريخ مصر. 

المشير محمد علي فهمي يعد واحدًا من أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث برؤيته الاستراتيجية وشجاعته الفائقة، تمكن من بناء سلاح الدفاع الجوي الذي لعب دورًا حاسمًا في نصر أكتوبر 1973 تظل ذكراه حية في قلوب المصريين، كشاهد على دور القيادة الحكيمة في تحقيق الأمن والنصر للوطن.

ولد محمد علي فهمي في 11 أكتوبر 1920 في محافظة القاهرة، حيث نشأ في أسرة متوسطة الحال منذ نعومة أظافره، أظهر محمد علي فهمي شغفًا بالعلوم العسكرية، مما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية تخرج منها عام 1939، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلته في الجيش المصري، حيث تنقل في مختلف المواقع القيادية، مما أتاح له فهمًا عميقًا للتكتيكات العسكرية ولحاجات الجيش المصري.

بعد نكسة 1967، كانت مصر بحاجة ماسة لإعادة بناء قواتها المسلحة وتجديد استراتيجياتها الدفاعية أدرك الرئيس جمال عبد الناصر أهمية الدفاع الجوي في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي، فقرر إنشاء قيادة مستقلة للدفاع الجوي هنا برز دور محمد علي فهمي، الذي عين قائدًا لهذا السلاح الجديد.

تحت قيادته، بدأ بناء شبكة دفاع جوي متكاملة، ضمت أنظمة صواريخ متطورة ورادارات حديثة كانت مهمته الرئيسية هي حماية السماء المصرية وتأمين الجبهة الداخلية من أي هجمات جوية ساهمت جهوده في بناء "حائط الصواريخ" الذي لعب دورًا حاسمًا في حرب أكتوبر 1973.

في حرب أكتوبر 1973، تجلى الدور الحيوي لسلاح الدفاع الجوي المصري تحت قيادة محمد علي فهمي. استطاع هذا السلاح أن يحد بشكل كبير من التفوق الجوي الإسرائيلي ويقلص خسائر الجيش المصري استخدمت قوات الدفاع الجوي المصرية تكتيكات مبتكرة مثل نصب الكمائن الجوية وتنسيق الهجمات المتكاملة بين مختلف الوحدات.

كان لنجاح الدفاع الجوي في شل حركة الطيران الإسرائيلي دور كبير في تمكين القوات البرية المصرية من عبور قناة السويس وتحرير جزء كبير من سيناء أظهر محمد علي فهمي براعته في التخطيط والتنسيق، مما جعله يحظى بتقدير وإعجاب قادة وزملائه في الجيش المصري.

نظير جهوده العظيمة وإنجازاته البارزة، حصل المشير محمد علي فهمي على العديد من الأوسمة والنياشين، بما في ذلك وسام نجمة الشرف العسكرية، وهو من أرفع الأوسمة العسكرية في مصر تم ترقيته إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة عسكرية في الجيش المصري، تكريمًا لعطاءاته وتفانيه في خدمة الوطن.

بعد انتهاء حرب أكتوبر، استمر محمد علي فهمي في تطوير سلاح الدفاع الجوي، مؤكدًا على أهمية التحديث المستمر للتكنولوجيا العسكرية. تقاعد في عام 1978، لكن بصماته وإرثه العسكري ظلا حاضرين في عقيدة الجيش المصري.

إن قصة المشير محمد علي فهمي ليست مجرد سيرة عسكرية، بل هي درس في التفاني والقيادة والإخلاص للوطن، تلهم الأجيال الجديدة للاستفادة من إرثه والعمل على حماية مصر والدفاع عن ترابها بكل ما يملكون من عزيمة وإصرار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر صواريخ الجيش المصري جمال عبد الناصر الدفاع الجوي محافظة القاهرة نصر اكتوبر الكلية الحربية نصر أكتوبر 1973 قوات الدفاع الجوي تظهر المشير محمد علي فهمي المشیر محمد علی فهمی الدفاع الجوی الجیش المصری الجوی ا

إقرأ أيضاً:

قائد قوات الدفاع الجوي المصرية: نؤمن بمبدأ "وما خفي كان أعظم"

قال قائد قوات الدفاع الجوي المصرية اللواء أركان حرب ياسر الطودي إنهم يؤمنون بمبدأ "وما خفي كان أعظم" سواء كان تسليحا جديدا أو تبني فكر استخدام غير نمطي وأسلحة وتكتيكات مبتكرة.

وأضاف اللواء أركان حرب ياسر الطودي في مقابلة مع "بوابة الأهرام" المصرية أنه "في عصر السماوات المفتوحة والمعلومات المتاحة أمام الجميع سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية وشبكات المعلومات الدولية، يكمن السر في قدرتنا على تطوير فكر استخدام السلاح والمعدات بكفاءة تامة".

إقرأ المزيد تقرير إسرائيلي يحلل "قدرات الجيش المصري" وإمكانية دخوله الحرب

وصرح بأنهم يطورون الأنظمة الموجودة لديهم بسواعد مصرية ويرتقون بمستوى تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق المفاجأة من خلال الاستعداد القتالي العالي للقوات.

وأفاد قائد قوات الدفاع الجوي بالجيش المصري بأن القيادة السياسية تولي اهتماما بالغا بتوطين التكنولوجيا والبحث العلمي اعتمادا على الكوادر المصرية.

وذكر أن البداية كانت بإنشاء مركز للبحوث الفنية والتطوير بسواعد كوكبة من ضباط الدفاع الجوي المتميزين الذين تم تأهيلهم داخل وخارج مصر وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية في المجالات المختلفة، حيث كانوا حجر الأساس لمنظومة التحديث ونقل التكنولوجيا سعيا لامتلاك تكنولوجيا تصنيع أنظمة دفاع جوي مصرية.

وأشار ياسر الطودي إلى أن قوات الدفاع الجوي قامت بصناعة رادار مصري، ومراكز قيادة وسيطرة، وأنظمة تعارف، وطائرات هدفية، وأنظمة مجابهة للطائرات الموجهة بدون طيار، بالتعاون مع المراكز البحثية بالقوات المسلحة والجهات المدنية، مع الاستفادة من القاعدة الصناعية بالهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي.

وأوضح أنه تم التأكد من صلاحية هذه المنتجات للاستخدام الفعلي الميداني بواسطة مقاتلي الدفاع الجوي.

إقرأ المزيد الإعلام العبري: "42 ألف جندي مصري مستعدون في سيناء".. مخاوف من جيش مصر و"العرجاني" في اسرائيل

وشدد في تصريحاته على أن قوات الدفاع الجوي تضع دائما نصب أعينها الحلول غير النمطية للمشكلات الفنية التي تواجهها في ظل تعقد التكنولوجيا والتطور السريع في العدائيات الجوية.

وصرح بأن هناك صراعا دائما ومستمرا بين منظومات الدفاع الجوي والعدائيات الجوية الحديثة التي تشمل الطائرات المقاتلة، والطائرات الموجهة بدون طيار، الصواريخ الباليستية والطوافة، والأسلحة الموجهة جو - أرض فائقة السرعة وذات المقطع الراداري الصغير.

وبين أن مصر تمتلك منظومة دفاع جوي متكاملة تشتمل على عناصر استطلاع وإنذار مثل طائرات الإنذار المبكر، والرادارات المحمولة جوا، والرادارات الأرضية، وعناصر المراقبة الجوية بالنظر لمجابهة هذه العدائيات، مؤكدا أن هذه العناصر تكتشف وتبلغ عن العدائيات الجوية في التوقيت المناسب.

كما أفاد أيضا بأن قوات الدفاع الجوي المصرية لديها عناصر إيجابية تتضمن المقاتلات، والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوي عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية بالدولة.

وأوضح في السياق أن مراكز القيادة والسيطرة الآلية تعتمد على مختلف المستويات على تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية.

المصدر: "بوابة الأهرام"

مقالات مشابهة

  • الجيش المصري يعلن امتلاكه أسلحة كانت محظورة على مصر.. فما هي؟
  • الأهلي يشارك في احتفالات قوات الدفاع الجوي بعيدها الرابع والخمسين
  • محمد حماقي عن حفله باستاد الدفاع الجوي: «كانت ليلة سحرية» (صور)
  • قائد قوات الدفاع الجوي: لا نغفل أهمية ترسيخ العقيدة الدينية المتفردة للمقاتل المصري التي تميزه عن باقي المقاتلين
  • الأهلي يشارك قوات الدفاع الجوي احتفالهم بالعيد ٥٤
  • حاكم بريانسك: الدفاع الجوي الروسي دمر 4 طائرات مسيرة أوكرانية
  • قائد قوات الدفاع الجوي المصرية: نؤمن بمبدأ "وما خفي كان أعظم"
  • قائد قوات الدفاع الجوي: خلال الـ3 أيام الأولى من حرب أكتوبر فقد العدو أكثر من ثلث طائراته
  • أبرز اللقطات من حفل محمد حماقي باستاد الدفاع الجوي