تعقد لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين، وهي منظمة ممولة من الحكومة تتابع العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، جلسة هذا الشهر لبحث المخاوف المتعلقة باستعداد الصين لغزو تايوان.

وقال موقع "ذا دبلومات" في تقرير ترجمته "عربي21" إن أعضاء اللجنة استمعوا إلى أن الصين تقوم بتخزين المعادن وغيرها من الموارد الرئيسية في ما يمكن أن يكون تمهيدا للحرب، وتحديدا محاولة لغزو تايوان والسيطرة عليها.



ونقل الموقع تصريحات غريغوري ويشر من شركة دي غراسيا مينيرالس، التي أدلى بها للجنة في بيان مُعد مسبقا؛ حيث قال: "إن قيام الحكومة المركزية الصينية بتخزين المعادن هو أحد المؤشرات المحتملة على أنها ربما تستعد لغزو تايوان".

وأضاف الموقع أن ويشر أشار إلى أن المخزون الصيني، الذي تديره الإدارة الوطنية للاحتياطيات الغذائية والإستراتيجية الصينية، هو المسؤول عن إدارة "الكميات الكبيرة من المعادن مثل الألومنيوم والكوبالت والنحاس" التي تقوم الصين بتخزينها، على الأرجح "لأسباب إستراتيجية".


وأوضح الموقع أن التخزين هو إجراء ليس فقط للتغلب على نقص الإنتاج من الموارد المختلفة، ولكن أيضًا لتجاوز المشاكل المتعلقة بتوريد وشراء تلك الموارد في حالة وقوع الدولة في حالة من السخط الدولي، كما ستفعل الصين بالتأكيد مع معظم دول العالم إذا حاولت السيطرة العسكرية على تايوان.

المقارنات النازية وعقلية الحصار
وأفاد الموقع بأن الصين أصبحت تشعر بقلق متزايد من الجهود الدولية لاحتواء نموها وإعاقة صعودها كقوة عالمية. وقال مانوج كيوالراماني من معهد تاكشاشيلا في الهند في شهادته إنه "خلال جلستي آذار/ مارس 2023، كان شي صريحًا في قوله إن البيئة الخارجية للصين أصبحت أكثر غموضًا وغير متوقعة بشكل متزايد. واتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى "الاحتواء والقمع الشامل للصين". وكان هذا اتهامًا مباشرًا نادرًا من شي".

وذكر أن اثنين على الأقل من الشهود قارنا، بشكل مستقل تقريبًا عن بعضهما البعض، بين تخزين الصين الحالي للموارد الرئيسية وأنشطة التخزين التي قامت بها ألمانيا النازية في أواخر الثلاثينيات، خاصة في فترة التحضير لغزو بولندا في سنة 1939. وشهد "ويشر" أن "ألمانيا خزنت كميات كبيرة من النحاس في سنتي 1938 و1939، وعندما غزت بولندا في أيلول/ سبتمبر 1939، كان لدى ألمانيا مخزون من النحاس يكفي لتغطية ما يقرب من تسعة أشهر من الاستهلاك المقدر في زمن الحرب". ومضى "ويشر" يقول إن اليابان فعلت الشيء نفسه مع معادن مثل القصدير والبوكسيت في السنوات التي سبقت هجماتها في جميع أنحاء المحيط الهادئ.

ونقل الموقع عن "غابرييل كولينز"، من معهد بيكر في جامعة رايس، قوله إن "التوسع الهائل لألمانيا النازية في إنتاج الفحم أثناء استعدادها للحرب في منتصف إلى أواخر الثلاثينيات" شهد زيادة ألمانيا "إنتاجها من الفحم بمقدار الضعف تقريبًا بين تولي هتلر السلطة في سنة 1933 وغزو بولندا في سنة 1939".

وأشار الموقع إلى أنه لا يوجد شيء يثير غضب الحزب الشيوعي الصيني أكثر من ذكر أي أوجه تشابه بين حكمه للصين وسيطرة الحزب النازي على ألمانيا قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.

وبحسب الموقع؛ عبر كولينز عن قلقه من تخزين الصين للنفط أكثر من قلقه من جهودها للحفاظ على إمدادات الفحم والغاز الطبيعي، مضيفًا: "لقد انخرطت الشركات الصينية على مدى العقد الماضي في بناء بنية تحتية ضخمة للطاقة تشمل جميع موارد الطاقة الهيدروكربونية الأساسية الثلاثة. ومع ذلك؛ فإن النفط من بين الثلاثة يثير أعمق المخاوف".


وقال الموقع إن الدافع للاكتفاء الذاتي، الذي يهيمن على سياسة الحزب الشيوعي الصيني وممارسته، نابع من عقلية الحصار بقدر ما هو نابع من الاحتياجات العملية للأمة.

وأشار غوستافو فيريرا، من وزارة الزراعة الأمريكية، إلى أن الصين "هي أكبر منتج للغذاء في العالم... وقد حققت مستويات عالية من الاكتفاء الذاتي الغذائي في المحاصيل الرئيسية مثل الأرز والقمح"، مبينًا أن هناك "نقاط ضعف" في النظام الغذائي الصيني. ونتيجة لذلك، تعتمد الصين على الواردات من "السلع الزراعية الرئيسية مثل الذرة وفول الصويا، وهي أكبر مشترٍ لهذه المنتجات في العالم".

نظرة على التخزين القديم
وبين الموقع أن التخزين ليس حكرًا على الصين وحدها. فقد أوضح تروي رول في مجلة تكساس إيه آند إم لو ريفو أن التخزين المتعمد للموارد لاستخدامها في حالات الطوارئ هو إستراتيجية قديمة لمواجهة النقص المتوقع في الأغذية المطلوبة بشدة، والصينيون أنفسهم ليسوا حديثي العهد بالتخزين.

وكتب رول أنه في تطور تاريخي مثير للسخرية، كان النظام الصيني لتخزين الحبوب الذي يعود إلى أكثر من ألف سنة هو الذي أثر على تطوير المخزونات في الولايات المتحدة.

رأي التجار
ولفت الموقع إلى أن الأمر لا يقتصر على الأكاديميين والمشرعين الذين يتساءلون عن مشتريات الصين من الحبوب والسلع الأساسية الأخرى. فالتجار يطرحون السؤال التالي: "ما الذي تستعد له الصين؟".

في أوائل شهر آذار/ مارس من هذه السنة، أفاد موقع أيه جي ويب، "أن الصين تواصل شراء حبوب العلف، من الذرة إلى الذرة الرفيعة وحتى الشعير. وبغض النظر عن مصدر الزيادة في المشتريات، هناك شيء واحد واضح: الصين تخزن الحبوب".

وتساءل أرلان سودرمان، كبير اقتصاديي السلع في مجموعة ستون إكس جروب، عن سبب قيام الصين بمشتريات محفوفة بالمخاطر ومكلفة من الذرة من أوكرانيا، مما يتطلب أن تمر الشحنات إما عبر البحر الأحمر أو حول الطرف الجنوبي من أفريقيا.

وقال "سودرمان": "من المفارقات أن الصين تشتري تلك الذرة لأن محصول الذرة لديهم كان وفيرًا، وذلك استنادًا إلى مصادرنا الخاصة في الصين"، مضيفًا أنهم يعتقدون أن محصول الذرة في الصين كان أكبر مما كانت الحكومة على استعداد للاعتراف به.


ومع ذلك، كانت هناك إشارات متضاربة هذه السنة. ففي غضون أسابيع من المشتريات الكبيرة غير المتوقعة من الحبوب وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، ألغت الصين فجأة عقودًا لشراء أكثر من 500 ألف طن متري من القمح من الولايات المتحدة. ويشتبه المحللون في أن عمليات الإلغاء ترجع إلى انخفاض الأسعار في أماكن أخرى، مثل روسيا على نحو غير مفاجئ. وأشار آخرون إلى أن العقود قد تعكس ضعف الطلب المحلي في الصين. في كلتا الحالتين، في دولة تقوم بتخزين كل شيء أساسي على ما يبدو في مجموعة مواردها، لماذا تلغي مشتريات القمح المخطط لها؟

واختتم الموقع تقريره قائلًا إن هناك أسبابا كثيرة لتخزين الصين الحبوب، منها: الاستعداد للحرب والحصول على النفوذ على المنافسين والسيطرة على السوق وجنون العظمة وتهدئة المخاوف المحلية من نقص الغذاء وتأجيج المخاوف الدولية من الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة الصين تايوان الحرب الولايات المتحدة الصين تايوان حرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة أن الصین أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل تكرار الذنب يحرم الإنسان من استجابة الدعاء؟.. اعرف رأي الشرع

هل تكرار الذنب يمنع استجابة الدعاء؟ سؤال يتردد على أذهان كثيرين حيث قد يقع بعضنا في ذنب متكرر، ورغم توبته من ذلك الذنب فإنه يقع في الذنب ذاته مرة أخرى ثم يعود ليعلن توبته مجددًا، الأمر الذي بسببه يطرح سؤالًا ملحًا هل بعد كل ذلك ورغم تكرار الذنب نفسه سيتقبل الله الدعاء؟.

ويمكن اقتباس إجابة ذلك السؤال، من ما ذكره الإمام النووي - رحمه الله - في كتابه "الأذكار" عن الإمام سفيان بن عُيينة -رحمهُ الله- أنه قال: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 14 و15].

دعاء الغضب.. كلمات مستحبة تتخلص بها من العصبيةدعاء الاستعاذة من الفقر وقلة الرزق.. احفظه عن النبي وداوم عليه يوميادعاء بعد العصر لقضاء الحوائج والرزق والفرج .. ردده حتى غروب الشمسدعاء للمريض بالشفاء.. ردده بيقين يشفيه اللهأسباب عدم استجابة الدعاء

في السياق ذاته، بيّن الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامية، أسباب عدم استجابة الدعاء، مؤكدًا أن التعجل في استجابة الدعاء، السبب فى عدم القبول من الله، لافتًا إلى أن الصبر شرط من القبول.

واستشهد «عبد المعز»، بما روي عَنْ أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي»، متفقٌ عَلَيْهِ.

وتابع: “وفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ أن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ»”.

وواصل: «تلاقى الناس تدعو لأولادها، ويقولك أنا دعوت وصليت ومفيش استجابة، وتلاقيه يقولك مفيش فايدة»، مستشهدا بالحديث النبوى الشريف: "يستجاب للمرء ما لا يعجل».

وأكد أن الدعاء هو العبادة، وقد أمرنا الله تعالى بدعائه ووعدنا بالإجابة عليه، فقال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر:60)، وقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة:186).

واستطرد: “ولتعلم أن دعاءك لن يضيع، فإما أن يعجل لك به ما تريدين، وإما أن يدخر لك من الثواب ما أنت في أمس الحاجة إليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وإما أن يصرف عنك به شر، أو بلاء في هذه الدنيا، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ”.

طباعة شارك الدعاء استجابة الدعاء هل تكرار الذنب يمنع استجابة الدعاء الذنب يمنع استجابة الدعاء أسباب عدم استجابة الدعاء

مقالات مشابهة

  • لماذا تسدد قطر والسعودية ديون سوريا للبنك الدولي؟
  • الصين تنشر فيديو عن الحرب التجارية وتصف الولايات المتحدة بـ”نمر من ورق”
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
  • ترامب: الصين أكثر دولة في العالم تسرق الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة تسعى لاتفاق تجاري مع الصين دون خسارة تريليون دولار سنويا
  • إدارة ترامب: الصين تشن حربًا اقتصادية ضد الولايات المتحدة
  • لماذا تخشى الصين اندلاع مواجهة بين الهند وباكستان؟
  • هل تكرار الذنب يحرم الإنسان من استجابة الدعاء؟.. اعرف رأي الشرع
  • لماذا لا يستطيع ترمب تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة؟
  • طريقة عمل سلطة الذرة والأفوكادو