من خلال حصيلة الأفلام السينمائية العمانية في السنوات الأخيرة، برزت أعمال عديدة حصلت على جوائز دولية من مختلف المحافل والمهرجانات السينمائية، وأظهرت جاذبية ثقافية وفنية فريدة. فحصول فيلم عماني على جائزة دولية يمثل إنجازا كبيرا، فهو ليس تقديرا للمخرج والممثلين والفريق الإنتاجي وحسب، بل تأكيد على القدرة على الابتكار والتعبير الفني.

يسهم حصول الأفلام العمانية على الجوائز الدولية في رفع مستوى الإدراك الدولي حول الهوية الثقافية العمانية وتعزيز مكانتها في الساحة السينمائية العالمية، وبفضل هذه الجوائز يمكن للأفلام العمانية أن تصل إلى جمهور أوسع وأن تحقق تأثيرًا أكبر على المستوى الثقافي والفني العالمي، مما يعزز من تطوير الصناعة السينمائية المحلية ويشجع على تقديم المزيد من الأفلام ذات الجودة العالية والرصينة.

عرضت الجمعية العمانية للسينما والمسرح ضمن فعاليتها «ليالي سينمائية» مجموعة كبيرة من الأفلام الفائزة بجوائز دولية، فسألنا مجموعة من صانعي هذه الأفلام حول ما يعنيه حصول فيلم سينمائي عماني على جائزة دولية، وعلاوة على كونها لحظة مهمة ومشجعة لصناع السينما في عُمان، فما الذي يمكن أن تؤدي إليه هذه الجوائز فيما يخص الاهتمام العالمي بالسينما العمانية وتعزيز مكانتها في المشهد السينمائي الدولي؟

الفوز الذي يؤدي إلى البحث

يقول صالح المقيمي مخرج فيلم «صرخة طفل»: «حصول الفيلم العماني على جائزة دولية يعني وصوله إلى بوابات العالمية حتى وإن كانت مهرجانات أفلام سينمائية قصيرة، فهي أعمال لا يستهان بها، بل هي أعمال مضنية لما فيها من اختزال وتكثيف في الطرح والذي هو أهم وأساس المهارات التي يجب على صانع الأفلام امتلاكها حيث إنه يطرح الموضوع في أقصر مدة ممكنة، وهذا يعتبر تحديًا، فلهذه الجوائز أهمية كبيرة على مستوى صانع الأفلام وعلى مستوى الجمعية العمانية للسينما وعلى المستوى الثقافي العماني وربما الاجتماعي حيث يحصل هذا الفيلم على الأضواء المستحقة مما يؤدي إلى بحث الباحثين والمهتمين والنقاد عن الثقافة المقدمة من خلال هذه الأفلام وحتى عن ثقافة صانع هذه الأفلام على سبيل البحث العلمي، أو البحث في الأنثروبولوجيا، أو حتى البحث في مجال صناعة الأفلام التي يتم على ضوئها التنظير السينمائي، ولا شك أن الجائزة الدولية هي تتويج ومقياس لصانع الأفلام ولأي مدى يستطيع أن يصل بأفكاره وأسلوبه وثقافته حول العالم».

الاتصال بالخارج

قال عبد الله الرئيسي، مخرج فيلم «جنة الطيور»: «أصبحت سلطنة عمان، من خلال تعدد وتنوع مشاركاتها السينمائية الخارجية، محل اهتمام منظمي المهرجانات الدولية للأفلام، فهي نافذة دولية لنقل الثقافة العمانية والحضارة إلى العالم الخارجي، وإبراز الفضاءات السينمائية العمانية دوليًا من خلال الروايات البصرية حول جيولوجية عمان والمكونات الطبيعية الفريدة وغيرها من الموروثات التاريخية التي ستساهم في استقطاب منتجي وصناع الأفلام الدوليين».

وأضاف: «كمخرج وكاتب سيناريو أفلام وثائقية قصيرة، فأنا سعيد جدًا بمشاركاتي في المهرجانات الدولية، وفخور جدًا بما حققه فيلم «جنة الطيور» من جوائز دولية داخل وخارج سلطنة عمان، فهذه الأفلام هي جسر يصل بنا إلى العالم الخارجي.

مرآة لسحر الطبيعة

يقول محمد الدروشي، مخرج فيلم «بيتا كاروتين»: «حصول فيلم سينمائي عماني على جائزة دولية، غاية في الأهمية ومشجع لصناع السينما في عُمان، فاليوم يرى العالم أجمع ويستكشف عُمان من خلال هذه الأفلام، التي عبر من خلالها الجمهور العالمي عن إعجابه من خلال هذا الوسط الفني. فالفن رسالة وثقافة وتعبير، ومن خلال أفلامي قدمت الكثير، وخاصة من خلال الأفلام الوثائقية التي عبرت من خلالها أن عُمان تتميز ببيئة متفردة بكل تفاصيلها وتاريخها العريق، كفيلمي الوثائقي «أفيولايت» الذي تم تسجيله كأول فيلم عالمي تناول موضوع صخور أفيولايت النادرة في عُمان، كما تناول موضوعات جيولوجية أخرى مهمة، والتي تجعل عُمان وجهة سياحية عالمية وجيولوجية متفردة بعجائبها التي تسحر الزائر من أول نظرة».

لفت الأنظار

حصل فهد الميمني، مخرج فيلم «لن تغوص وحيدًا» الحاصل على جائزتين دوليتين، وهما جائزة المركز الأول في المهرجان الدولي لسينما البحر وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الأطلس الدولي في المملكة المغربية للفيلم نفسه، اعتبر الميمني ذلك إنجازًا كبيرًا يعكس الجهود المبذولة من قبل صناع السينما في عُمان ويعزز من مكانة السينما العمانية على الساحة الدولية.

وقال: «الجائزة الدولية تساهم في لفت الأنظار العالمية إلى الثقافة والقصص العمانية، مما يعزز الفضول والرغبة في استكشاف المزيد من الإنتاجات السينمائية العمانية. هذا الاهتمام يمكن أن يترجم إلى فرص أكبر للمشاركة في مهرجانات سينمائية دولية، وتعاونات مع صناع أفلام عالميين، واستثمارات في صناعة الأفلام المحلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجوائز الدولية تساعد في بناء الثقة والاعتراف بقدرات المواهب العمانية، مما يشجع على تطوير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة في صناعة السينما. هذا التطور لا يعزز فقط جودة الأفلام المنتجة، بل يوفر أيضًا فرص عمل جديدة ويساهم في تنمية الاقتصاد الثقافي. في النهاية، الجوائز الدولية تضع السينما العمانية على خريطة السينما العالمية، مما يعزز من انتشارها الثقافة العمانية يتيح للجمهور العالمي فرصة للتعرف على غنى وتنوع الحكايات العُمانية».

القدرة على المواكبة

يشير يوسف الحوسني، مخرج فيلم «بو»، إلى أن حصول الفيلم العُماني على جائزة دولية يدل على أن صانع الأفلام العُماني لديه القدرة على مواكبة مجال صناعة الأفلام السينمائية العالمي وأن يكون ضمن نخبة المخرجين وشركات الإنتاج الكبيرة في منصات التتويج». وأضاف: «الفيلم العُماني حاضر، ونحن لا نحتاج إلى وجود صانعي الأفلام فقط في هذه التجمعات السينمائية، بل نريد الجمهور والمحب والناقد لأنهم هم المشجعون لنا لنكمل المسير والوصول إلى صناعة فيلم عُماني عالمي يضع بصمة حول العالم».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العمانیة على هذه الأفلام مخرج فیلم الع مانی فی ع مان من خلال ع مانی فیلم ع

إقرأ أيضاً:

خلال الربع الرابع.. كم سجلت مكاسب شركات التكنولوجيا والهواتف عالميا؟

نجحت شركة سامسونج الكورية الجنوبية لصناعة الإلكترونيات، في تحقيق صافي دخل خلال الربع الرابع من العام الماضي، بارتفاع سجل أكثر من 20%، مقارنة بالعام السابق له، لتتجاوز حد توقعات السوق بالرغم من تراجع الطلب العالمي على رقائق الذاكرة.

وسجل صافي دخل الشركة 7.75 تريليون وون، أي ما يعادل 5.4 مليارات دولار، خلال الفترة من أكتوبر لديسمبر من العام الماضي، وزيادة 22.2% عن 6.34 تريليونات وون في العام السابق له، وفق بيان أخير صادر مؤخرًا عن الشركة بأرباحها خلال الربع الرابع من العام الماضي.

هذا وقد بلغت أرباح الشركة التشغيلية لشركة سامسونج خلال الفترة من أكتوبر لديسمبر من العام الماضي 6.49 تريليونات وون، بزيادة قدرت بـ130% عن نفس الفترة من العام السابق، فيما ارتفعت المبيعات بنسبة 12% مسجله 75.78 تريليون وون.

نوكيا تحقق أرباحا بلغت 847 مليون دولار

نشرت شركة صناعة معدات الاتصالات الفنلندية «نوكيا» أرباحها، والتي بلغت قيمتها 847 مليون دولار، في الربع الأخير من العام الماضي، فيما بلغت قيمه الخسائر 33 مليون يورو، وبلغت أرباح السهم الواحد 0.15 يورو مقابل خسائر وصلت معدلها لـ0.01 يورو في الفترة نفسها.

وزادت مبيعات نوكيا في الربع الأخير العام الماضي بنسبة 10% سنويا، مسجلة 5.98 مليار يورو، مقابل 5.42 مليار يورو في الربع الأخير من عام 2023، حيث تجاوزت تقديرات المحللين بتحقيق 5.74 مليار يورو، وذلك ضمن استطلاع أجرته LSEG، بحسب الموقع الرسمي للشركة.

وزادت مبيعات قطاع معدات البنية التحتية للاتصالات بشدة طيلة الشهور الثلاثة الأخيرة العام الماضي، عبر مساهمة وحدات نوكيا تكنولوجيز وكلاود أند نتورك سيرفيسز.

انتل تتوقع زيادة في إيراداتها ما بين 11.7 لـ12.7 مليار دولار

وفي مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، فقد توقعت شركة إنتل، صانعة الرقائق الأمريكية العالمية معاناتها من تحديات كبرى، بحسب «سكاي نيوز»، مشيره إلى تقديرات وتوقعات ضعيفة حول إيراداتها في الربع الحالي.

وتوقعت الشركة التي ما زالت تبحث عن مدير تنفيذي دائم، بأن تتراوح الإيرادات ما بين 11.7 مليار دولار و12.7 مليار دولار خلال الربع الحالي، فيما توقع محللون أرباحا تصل لحوالي 12.9 مليار دولار في المتوسط.

مقالات مشابهة

  • بعد ارتفاع سعر الذهب عالميا.. إلى أين يتجه المعدن الأصفر خلال 2025؟
  • لجنة دولية من العلماء تختبر المتسابقين المشاركين في فرع الحافظ المتفقه ببورسعيد الدولية: اضافة كبيرة لـ الفائزون
  • لجنة دولية تختبر المتسابقين في مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم.. صور
  • سوق العقارات يتفوق على الذهب في مصر وسط انخفاض الأسعار عالميا
  • مرسوم سلطاني بإصدار قانون الجنسية العمانية 
  • خلال الربع الرابع.. كم سجلت مكاسب شركات التكنولوجيا والهواتف عالميا؟
  • ريتشارد غير يُكرَّم بجائزة غويا لمساهمته في السينما والعمل الإنساني!
  • "ماعت" تطالب بضرورة الاهتمام بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية واستكمال الجهود المبذولة خلال 4 سنوات
  • عضو اتحاد اليد: فخور بإنجاز منتخبنا وتحقيق المركز الخامس عالميا
  • روائع موسيقى «هانز زيمر» السينمائية في «جوهرة الصحراء»