الوطن:
2024-07-01@19:48:23 GMT

د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز

11 عاماً مضت على ثورة 30 يونيو، إذا أردت لها وصفاً دقيقاً فإنها سنوات التحدى والإنجاز، منذ اللحظة الأولى كانت التحديات فوق الاحتمال، فقد تربص أبالسة الشر بتلك الثورة المباركة المؤيدة من الله تعالى، تربصوا بها رغبة فى عرقلتها ووقف مسيرتها.

وكلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله تعالى بقدرته، فهم يجهلون أنهم يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين، كما أنهم يجهلون أن الله من ورائهم محيط، لذلك وجدنا التحديات تتوالى والنصر من الله لعبور التحديات لا يتوانى، وهذا ما أفقدهم صوابهم وشتت جمعهم وأفقدهم البصيرة والبصر، فلم يجدوا سوى الأكاذيب الممزوجة بالشبهات حتى يخدعوا البسطاء بدعواهم التى يفوح منها الكذب، لكنهم يخادعون الله وهو خادعهم.

ولأن فطرة المصريين نقية فلم تنطلِ عليهم تلك الأكاذيب، ووقفوا وراء دولتهم ومؤسساتهم الوطنية الصادقة بالتأييد فى أصعب الظروف، وتحمّلوا التحديات والصعاب سعياً إلى تحقيق الإنجاز الذى يليق بمقام مصر ومكانتها بين دول العالم والمنطقة بتاريخها ومقامها وأزهرها الشريف وعلمائها والبركة والنور الإلهى الذى اصطفاها الله تعالى به منذ خلق الأرض ومن عليها.

كنت أول المؤمنين أن الإخوان لن يكملوا عاماً واحداً فى مكانهم، فكما أن الحق عليه دلائل فإن الباطل لدى العقلاء معروف، وعندما تتعرض لحادثة من الحوادث غير المنطقية فعليك بقراءة التاريخ وربطه بعلوم الطبائع البشرية وعادات وأخلاق الشعوب، وإذا حققت تلك المقدمات فإن النتائج تصل بك إلى يقين أن شعب مصر معدنه طيب أصيل يأبى التحزب ويرفض التناحر الطائفى.

ولذلك عندما جاء الإخوان بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر من الحقد والغل والبغضاء وتصفية الحسابات وإرهاب المخالفين، كانوا يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يخطر على بال عاقل، أرادوا مصر ولاية إرهاب.

لكن الصالحين من أبنائها أعلنوا النفير العام ضد المستعمرين الذين يتخذون الدين مطية لتغييب العقول، ولأنهم كذبوا على ربهم لذا فإن الله تعالى كشف للناس باطلهم، ولم تمض السنة العجفاء التى تولوا فيها حكم مصر حتى جاء نصر الله والفتح بتلك الثورة المباركة التى قام بها شباب وحمى ظهرهم جيش لا يتأخر عن تلبية نداء شعبه للدفاع عن أرضه ضد الاختطاف الداخلى أو العدوان الخارجى.

منذ جاءت هذه الجماعة المنحرفة إلى الحكم أيقنت أنهم سيصابون بحالة من الفصام فى بداية الأمر، حيث يقولون شيئاً ويفعلون نقيضه تماماً، يحاولون مخادعة الناس بابتسامات صفراء، لكن يجهلون أن صفحات الوجوه كاشفة لبواطن القلوب، لذا فإنهم حرصوا على التمكين لأذنابهم فى جميع المؤسسات، ووقتها تحدث الإعلام عن منهجيتهم فى أخونة الدولة.

وبدأوا فى الإعداد للسيطرة على مفاصل العملية السياسية فى الدولة من خلال إنشاء حزب الحرية والعدالة وتدشين مقرات له بالمراكز والمحافظات، وتحققت لهم الأغلبية الكاسحة فى مجلس النواب، وبدأوا تصفية الحسابات مع الجميع، وأنا من جملة من حاولوا تصفيتهم جسدياً، وكان ذلك يوم جمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس، وأثناء توجهى لأداء الصلاة بمسجد فاضل، المجاور لمسكنى.

ورغم أننى أجلس مستمعاً لأحد الأبناء يؤدى خطبة الجمعة، فإننى فى ذلك اليوم حرصت على صعود المنبر لأداء خطبة الجمعة لأعلمهم أننى جندى فى صفوف المصريين الشرفاء الذين لا يخافون فى الحق لومة لائم، وهذه الطباع الإرهابية كشفت للمجتمع مدى تأصل تلك الجماعة وأذنابها فى العنف، وأنهم لا يراعون فى مؤمن إِلَّاً ولا ذمة.

ولا يؤمنون بحرمة الدماء ولا الأعراض، وأذكر أن من جملة الأسباب التى جعلت الشيخ الشعراوى، رضى الله عنه، يعدل عن المضى فى طريقهم بعدما حاول حسن البنا احتواءه، أنه رأى بعينيه عبدالرحمن السندى، مؤسس الجناح العسكرى لجماعة الإخوان، يعتدى على حسن البنا بالدفع حتى كاد أن يسقط نتيجة خلافهما على دعم النحاس باشا أو إسماعيل صدقى فى الانتخابات، ووقتها أذكر كلام الشيخ الشعراوى بأنه علم أن تلك الجماعة هدفها الحكم وليس الدعوة، وأنهم لا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد.

الحق دائماً تتم محاربته، ومن قرأ التاريخ جيداً يعلم أن دعوات الحق واجهها أهل الباطل بكل ما يستطيعون إليه سبيلاً من تكذيب وافتراءات حتى وصلت إلى الدماء، وحينما نطالع السيرة النبوية نجد عجباً عجاباً من اتهامات وتشنيع على خير خلق الله تعالى، وحينما لم يجدوا سبيلاً فى صده عن الدعوة التى يحملها ويؤمن بها قرروا التخلُّص منه صلى الله عليه وسلم.

واتفقوا على ضربه ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه بين القبائل، لكنهم جهلوا حقيقة «والله يعصمك من الناس»، وهذه العصمة الإلهية ثابتة فى حق أصحاب الدعاوى وحاملى مشاعل التنوير، وهذا لا ينفى أن هناك من دفعوا أرواحهم ثمناً، والتاريخ القديم والحديث ملىء بأمثال تلك النماذج، أبرزهم فى تاريخنا الحديث فضيلة الشيخ محمد حسين الذهبى حينما واجه جماعة التكفير بالفكر.

لكن الفكر يزعجهم لأن بضاعتهم كاسدة قليلة لا تتفق مع العقل المستقيم ولا الفطرة السوية، لذلك قرروا الهجوم على بيته ليلاً واختطافه وسط أبنائه، وتصفيته جسدياً، والعجيب فى تلك الحادثة أنهم بعدما اختطفوا الشهيد الذهبى طالبوا بعدة مطالب مثل الإفراج عن أتباعهم والحصول على مبلغ مالى قدروه وقتها بنحو 200 ألف جنيه، لكن الغريب مطالبتهم أن تقوم الصحافة المصرية بتجميل صورتهم ونشر كتاب شكرى مصطفى «الخلافة» على حلقات.

وعندما لم تتم الاستجابة لمطالبهم قتلوه قاتلهم الله أنى يؤفكون، لذلك فإن سُنة الله ماضية بأن الحق يحاربه أهل الباطل، وسنظل نحاربهم لنحمى شبابنا وبلادنا ونحمى الناس أجمعين من شرهم، حتى نلقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونُبلغه بأننا أدينا الأمانة التى حَمَّلنا إياها كاملة غير منقوصة.

هنا يجب التوقف عند نقطة محددة دفاعاً عن الإعلام، حيث تعرض الإعلام والإعلاميون لهجمة إخوانية شرسة نالت منهم ومن شرف مهنتهم، وقد دفع بعض الإعلاميين حياتهم فى ثورة الـ30 من يونيو مثل الحسينى أبوضيف والصحفية ميادة أشرف، وقد حاول وقتها الإخوان وأذنابهم أن يلصقوا التهمة بالثائرين عليهم رغبة فى تغيير دفة الريح، لكن تاريخهم الملىء بالدماء فضح كذبتهم، وكانت دماء هذين الإعلاميين بمثابة الوقود الحقيقى لثورة الـ30 من يونيو.

وأذكر أن الإخوان كانوا يتطاولون فى مهاجمة الإعلاميين بأوصاف نابية، ولأنهم يؤمنون بمبدأ: من ليس معنا فإنه علينا، لذا فإنهم يجهلون مفهوم رسالة الإعلام، فرسالة الإعلام كاشفة وليست منشئة، بمعنى أن الإعلام حينما يتعرض لوضع معين فإنه لا يختلقه وفق أسس الإعلام الصحيحة، وكما يصف الإعلاميون حقيقة منهج الرسالة الإعلامية بأنهم مرآة عاكسة لما تراه من جمال أو قبح.

وأن هذه الصورة التى تبدو فى مرآة الإعلام يفترض أنها بمثابة نقل الواقع بتفاصيله دون إضافات مدعومة بالغرض أو الهوى، وهذا ما حدث بالفعل فى وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمرئية، فإذا كانوا يحاولون تكذيب الصحف والمواقع الإلكترونية بدعاوى الاختلاق، رغم أنهم فى دعواهم كاذبون، لكن دعنا نفترض جدلاً صدق دعواهم، فهل الاختلاق أيضاً فى اللقاءات التليفزيونية الموثقة بالصوت والصورة والحركة؟!

لذلك فإن الإعلام المصرى كان بمثابة الوقود الذى يُحرك المشاعر ويفتح بصائر المصريين على الواقع المأساوى الأليم الذى يلقونه حال استمرار تلك الجماعة فى حكمهم

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو الله تعالى

إقرأ أيضاً:

محمد عامر يكتب: حقيقة الوطن ووهم الجماعة.. «30 يونيو» معجزة شعب

بين الوهم والحقيقة.. كان الإيمان بالله والوطن وجيش مصر العظيم هو الحقيقة، وأن عصابات الظلام وجماعات الإرهاب لن تنتصر، وأن وجودهم فى عام 2012 وهمٌ لن يدوم، وأن التاريخ بقراءة الماضى ورؤية الحاضر يقول إنه لن تستطيع جماعة أو فرقة أن تحكم مصر العظيمة التى ذُكرت فى القرآن الكريم مرات كثيرة، وعندما ذكرها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وامتدحها ذكر جندها ورباطهم إلى يوم الدين.

نعم ضاقت الأيام وتسارع الزمان، وكانت جماعات الشر فى الداخل والخارج تمارس علينا الضغط والترهيب، وأنهم إن تركوا حكم مصر سيحرقون البلاد والعباد، وتكون نهاية الدولة، كان الإيمان لا ينقطع بشعب قوى أبى وجيش يحمى البلاد والعباد ومقدَّرات الشعب.

فشعب مصر عنوانه الصبر لا الذل.. مؤمن بفطرته لا تخدعه المظاهر أو الشعارات، ينظر إلى الأمور بروية وثبات، لا تخدعه مؤامرات من الداخل، سواء جماعة الشر أو طموح مَن باعوا أنفسهم لشيطان المال، ولا خداع من الخارج، سواء منمّق بدعاية كاذبة أو أجهزة لبعض الدول، فجيشه وشرطته حصنه وأمانه، فهم بعض منه، يد تبنى ويد تحمل السلاح لحماية مقدَّراته.

مرت الأحداث تترى، وزاد الكذب والتدليس من أصحاب مظاهر التديّن الزائف، الذين استخدموا الدين لأهداف سياسية تخص جماعات الشر وتجار الأديان، والشعب كل همّه جيشه، يحافظ عليه ويقف بجواره، واتّسعت رقعة الإرهاب من الداخل، ونما التعاون من الخارج يحصد أرواح الشهداء فى سيناء وبعض المناطق فى مصر، أرادوا فتنة بين أشقاء الوطن وإخوة الدم، ففجَّروا الكنائس.

لكن الشعب الأبى والجيش القوى والشرطة الباسلة وقفوا لهم بالمرصاد، فالمساجد تُفتح لإخوتنا وشركاء الوطن، فكلها دور عبادة، فلما رأوا ذلك أحدثوا التفجير فى المساجد، قتلوا جموع المصلين فى سيناء، فالشهداء من الشعب كانوا يصلون ويدعون الله تعالى بالخير والسلام، وآخرون يقتلون ويفجّرون خدمة لأهداف مرشدهم وشياطين الإنس.

كانت التهديدات فوق كل تصوُّر، وكنت أحد شهود العيان قبل ثورة ٣٠ يونيو، يوم حاولوا الهجوم على وزارة الدفاع فى 2012، واندفع مرتزقة الجماعة نحوها فى حى العباسية العريق، وكانت بطولات الشعب وأهالى العباسية تفوق الخيال، شاهد الجميع كيف حافظ الجيش والشرطة على الأهالى، وكيف كان التعامل الذكى والقوة الهادئة التى تعرف كيف تنجو بهذا الوطن من براثن جماعات الشر.

هددت الجماعة أهالى العباسية، وأرادوا أن يجعلوهم، بخيالاتهم المريضة، سبايا من خلال فرض الأمر الواقع واحتلال المنطقة، ولم لا وهم من قالوا: إحنا شعب وأنتم شعب؟! ذهبت إليهم مع بعض الشباب الراقى، تحدّثنا معهم لترك الميدان والمنطقة وترك وزارة الدفاع، فكان التهديد والوعيد من بلطجية الإرهاب.

وكان الاتهام الذى حفظوه من سدنة الجماعة وعصابات البلطجة بأننا أمنجية أو مضحوك علينا، قُلنا لهم: جيش بلدك ركن دولتكم وحامى الحمى فى الداخل والخارج، وكان ردهم: إما الجماعة وإما الدمار والقتل، نحكم أو الدماء. وبدأ الأمر بمناوشات انتهت باستشهاد بعض من خيرة شباب العباسية رحمة الله عليهم، وبدأ غدرهم، وظهرت شجاعة الشعب فى التصدى لهم.

وأقسم غير حانث، لقد وجدتهم يُكبرون أننا كفار وأنهم وجماعات الضلال أهل الإيمان، وكان بجوارى شاب فتى فى أول العشرينات من عمره، وتلقى طلقة من سلاح آلى، وذهبنا به إلى دار الشفاء وإذا بالطبيب يقول البقاء لله مات، قتلوا الشباب بدم بارد، ورأيت جموعاً من الشعب جاءوا من جميع الأماكن يروون ما يحدث، وإذا بصرخات الشعب تقول: لا للإخوان، لا للإرهاب، جماعات الظلام لن تحكم مصر.

تفحّصت وجوه الناس وتأكدت أن النهاية حتمية لحكم المرشد، وأن مصر آن الأوان لها أن تقوم، وأن الجميع ينادى جيش بلده، فهم أمان البلاد وحُماة الوطن، وكل الجماعات وغيرهم من أفراد مشكوك فى أمرهم فى التعامل مع الخارج وأجهزتهم.

علمت بعدما رأيت قادتهم على منصات النهضة ورابعة يقولون إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جاءهم وبشَّرهم، وبدأ الأمر بكذب على الرسول الكريم، علمت أن الجماعة أفلست، وعندما اعترفوا بأن الجيش لو انسحب ستتوقف العمليات فى سيناء، أنطقهم الله أمام العالم أجمع لكى يعرف شعب مصر والعالم مَن قادة الإرهاب، مَن الذين قتلوا الجنود والنساء والأطفال، مَن الذين فجَّروا الكنائس والمساجد، فقام الشعب وطالب جيشه حتى تكون نهاية الظلام، وبداية عصر تكون فيه مصرنا الحبيبة قائدة ورائدة فى أفريقيا والشرق الأوسط، وأن يسطر جيشها البطولات ويحافظ عليها من كل الجهات.

سلام على أرواح الشهداء من الجيش والشرطة والشعب

مقالات مشابهة

  • جمعة الشرعية ضد «تمرد».. «فصيل» في مواجهة الشعب
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • الوصول إلى 25 مليون متعامل بالبورصة يكتب شهادة ميلاد للاستثمار
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • محمد عامر يكتب: حقيقة الوطن ووهم الجماعة.. «30 يونيو» معجزة شعب
  • الشيخ خالد الجندي يكتب: ثورة انتصار لمقاصد الشرع الشريف
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • إيجابية 11 حالة في فحص تعاطي المخدرات بين السائقين