الوطن:
2024-09-30@12:43:17 GMT

سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها

عندما يتصدر المشهد السياسى رموز الإرهاب التاريخى فى مصر، ويقومون بتهديد مواطنى مصر على اختلافهم السياسى والثقافى والدينى إما بالرضوخ لمشروعهم أو الإقصاء المعنوى والمادى، فيما يشبه الحرب على عموم المصريين.

وعندما تحاول جماعة ما أن تغير طبيعة الدولة المصرية الوطنية الحديثة التى تقوم على الدستورية، والمواطنة، والعصرنة، والمؤسسية، والتعددية، لصالح الاحتكار، والاستئثار، والانغلاق، ونفى كل من هم من غير أعضائها.

وعند الانحراف عن الشرعية التى ارتضتها مكونات الجماعة الوطنية على اختلاف انتماءاتها وفرض شرعية مغايرة، تلك الشرعية التى أطلقت عليها فى حينها «شرعية الإكراه»، وذلك من خلال إعلان دستور وصفناه آنذاك بـ«دستور الغلبة».

كذلك عندما تتهدد أركان الدولة الحديثة مغامرة الجماعة إقامة مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة المصرية التاريخية الوطنية الحديثة «بغير حق» فيما يشبه المؤامرة فأصبحوا كما يقول الشاعر مثل الذين «يطلقون الأسد منهم» بغية تقييد أسدى: الأسد المصرى»..

عندما يحدث كل ما سبق لا بد أن ينتفض المصريون بكل «الحمية الوطنية»؛ إذا ما استعرنا تعبير مؤسس نهضة مصر الحديثة الفكرية الطهطاوى التى من شأنها يفدى الوطنى المخلص فى حب الوطن، وطنه بجميع منافع نفسه ويخدمه ببذل جميع ما يملك ويفديه بروحه»...

تحرك المصريون دفاعاً عن مصر: الوطن والدولة الحديثة؛ فى 30 يونيو 2013، من خلال تحالف عريض عابر: للطبقات، والأجيال، والانتماءات، والثقافات.. إلخ، يضم قطاعات عريضة من الشعب وكافة القوى المدنية الشعبية والحزبية ومؤسسات الدولة القانونية والقضائية والعسكرية والحداثية، يعلنون موقفاً مصرياً وطنياً تاريخياً موحداً تجاه الجماعة؛ موقف وقفوا فيه «وقفة الحزم.. بعزمة المستعد» كما قال شاعر النيل فى قصيدته المغناة الذائعة الصيت: «مصر تتحدث عن نفسها».

استطاعت تلك الوقفة التاريخية حماية: أولاً: مصر من الاستقطاب السياسى والدينى، وثانياً: المركب الحضارى المصرى المتعدد العناصر، وثالثاً: مؤسسات الحداثة، ورابعاً: المجتمع من أن يتمزق نسيجه النسيج الاجتماعى والثقافى والسياسى المصرى، وخامساً: حكم مصر حكماً دينياً استبدادياً.

ما مكّن من الانتصار، بالأخير، لمشروع الدولة الوطنية المصرية الحديثة، غير المخاصمة للدين، ومواجهة مشروع الجماعة المناقض بالكلية لمشروع الوطن المصرى. إذ إنه مشروع يتناقض تناقضاً تاريخياً مع مشروع الوطنية المصرية الحديثة، ولا مجال، بل ليس من العدل، لمشروع يقوم على «تكدير وِرد الأوطان»...

احتشد المواطنون، فى 30 يونيو، فى أنحاء الوطن، فى حشود تقاوم القيود؛ قيود «شرعية الإكراه»؛ فى ميادين مصر وشوارعها وأمام مساكنها.. وفى النجوع والكفور والعزب فى ريفنا المصرى الممتد.. كما ضمت الحشود كتلاً شبابية وعمالية فى كل مكان.. كذلك أسر الطبقة الوسطى بكامل هيئتها من آباء وأمهات وأطفال.. وذلك بشكل سلمى مقاومة ورافضة للقيود.. قيود «الإملاء السياسى»، والاقصاء الدينى والثقافى»، حشود تجسد أن المصريين العاديين لديهم قدرات هادرة لإحداث تحولات جذرية، وقادرة على حفر مسارات كبرى..

كانت الحشود التى خرجت فى 30 يونيو 2013 بمثابة نور تمثل فى عدد من «الموحدات» يتجلى الموحد الأول فى: رفض وطنى جمعى يعبر عن التيار الرئيس للمصريين على اختلاف ألوانهم للعنف والتدمير. أما ثانى الموحدات فيتمثل فى: الطمأنينة إلى حضور الجيش الوطنى جيش كل المصريين لا جماعة أو طائفة أحد الأركان الثلاثة الرئيسية للدولة الحديثة إضافة لمؤسسات الحداثة والجهاز الإدارى، لتأمين البلاد والعباد.

وأخيراً الموحد الثالث الذى يعكس رغبة حقيقية فى استعادة مصر «المقاومة/ القائمة».. المقاومة لكل أشكال الشر، والقائمة بما اكتسبته من مقومات الحداثة..

هكذا توحدت مصر فى 30 يونيو حيث جسّدت المركب الحضارى بتعددية عناصره وكيف وقف مواجهاً الأحادية

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو رموز الإرهاب فى 30 یونیو

إقرأ أيضاً:

ابنة شقيق «عبد الناصر»: فخورة بالزعيم وسيظل رمزا للكرامة الوطنية

أعربت إنجي عادل عبد الناصر، ابنة شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن فخرها واعتزازها بعمها الذي يعد أحد أعظم القادة في تاريخ مصر، مشيرًة إلى أنه كان يهتم دوما بالمواطن المصري البسيط، ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين الفقراء.

إحياء ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر

أضافت إنجي في تصريحات لـ«الوطن»، أثناء حضورها مراسم إحياء ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر بالضريح، واستقبالها عشرات الزوار من المحبين، أن إرثه سيظل مصدر فخر للأجيال القادمة، وسيبقى رمزا للكرامة الوطنية.

أن «الزعيم كان دائما قريبا من الناس، يشعر بمعاناتهم، ويعمل على تحسين حياتهم ورغم مسؤولياته الكثيرة، كان يحرص على التواصل مع عائلته، ويهتم بتربيتنا على حب الوطن وخدمة المجتمع»، مضيفة: «عمي كان قائدا في البيت والأسرة، قبل أن يكون رئيساً للجمهورية».

وأشارت إنجي إلى أن إرث عبد الناصر السياسي والإنساني ما زال حيا في قلوب المصريين، قائلة: «أشعر بالفخر لانتمائي لهذه العائلة التي يمثلها زعيم حمل هموم الوطن فوق كل اعتبار، وجعل مصلحة الشعب هي الأولوية».

مقالات مشابهة

  • العرادة في حفل تخرج ''قادة سرايا مدرعات والطيران المسير والهندسة العسكرية والأمن السيبراني'' :الحروب لم تعد كما كانت و الانتقال إلى الوسائل الحديثة أصبح ضرورة ملحة
  • «الأهلى المصرى» يفتتح مشروعات تطوير بمستشفى الحميات بالعباسية
  • الحرب فى السينما المصرية
  • أيمن الجميل : المبادرة الرئاسية بداية تحقق رؤية مصر 2030 وتنمية الإنسان المصرى فى كل أنحاء الجمهورية
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها
  • علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!
  • «الأهلي»: مساهمات التنمية المجتمعية تجاوزت 13 مليار جنيه
  • ابنة شقيق «عبد الناصر»: فخورة بالزعيم وسيظل رمزا للكرامة الوطنية
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: تجربة مصر الفتاة والمعركة مع سمير رجب
  • عضو «القومي للمرأة»: تعزيز الهوية الوطنية للطفل واجب على الأم