للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
بداية ليس كل ما يعرف يقال، والكبار قالولنا زمان، اللى مبيشوفش من الغربال يبقى أعمى، نتشارك ونتعايش انا وانت عزيزى القارئ فى كل ما يحدث على أرض مصر فنعيش افراحها وانتصاراتها، وأيضًا نعيش سويا المحن التى قد تطرأ عليها وعلينا من آن لآخر، جميعا نتشارك فيها، فغلاء الاسعار يحرق جيوب جميع المصريين من الوزير للغفير، وغيرها من الأزمات وآخرها أزمة انقطاع الكهرباء، ولا أتصور أنه يوجد مسئول راض عن قطع الكهرباء فى مصر بداية من الوزير محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة الوزير المجتهد، القيمة والقامة العلمية والفنية الكبيرة، الذى يستحق منا وسام الوطنية، وعندما تتكشف الحقائق والمعلومات السرية سيكون رأيك عزيزى القارئ متطابقاً مع ما ذكرته بحق الدكتور شاكر وحتى أصغر عامل بالوزارة، ولكن هى تحديات قدر لنا كمصريين أن نعيشها.
عهدى معكم بأن لا أقول إلا الحق ولا شىء غيره، وان منبرى هذا لن يكون بأى حال من الأحوال، منبراً للتطبيل أو المجاملة، ولكنه منبر لصوت واحد منكم، قبل ما يكون حاليا فى موضع المسئولية، فأنا مواطن، ابن لفلاح مصرى من محافظة الدقهلية، زرع فى والدى رحمة الله عليه، مبادئ وقيم وأخلاقاً لن أحيد عنها ما حييت، فأجدد عهدى معكم أن منبرى هذا لكم وبكم، ولكنه أيضا بلا شك هو منبر المسئولية الوطنية، التى تحتم علينا جميعًا أن نكون على قدرها ونعمل من أجلها.
لماذا هذه المقدمة؟.. أؤكد لك عزيزى القارئ وانت تعلم بأن مصر تحاك ضدها مؤامرات ومكائد منذ فجر التاريخ، وهذا ليس فزاعة أسوقها اليك، ولكن واقع نعيشه فيه منذ أن بدأت الحياة على هذه الأرض، وقدر لمصر أن يتولى أمانتها وقيادتها بطل وطنى شجاع هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أجهض مؤامرات وأحلام دول كبرى، وغير مجرى التاريخ، وحافظ على الثوابت الوطنية والتاريخية للدولة المصرية، فاستحق وسام النبل والشرف والأمانة فى زمن عز فيه الشرف.
قدر لهذا البلد مصر بشعبها العظيم ورئيسها البطل، أن يدفع فاتورة الوطنية والشرف، وكان الرد على الاحتفاظ بكرامتنا وإرادتنا وارضنا، وإجهاض المخططات، هى حرب اقتصادية مفتوحة هدفها التضييق على مصر ويا ريت التضييق وفقط بل وصلت المؤامرة إلى حد الحنق وتأليب الرأى العام بهدف هدم الدولة.
كلمة اقولها للتاريخ بمناسبة أزمة انقطاع الكهرباء، والسبب كما تعلمون توقف إمدادات الغاز من خط حقل تمارا الذى يمتلكه الكيان الإسرائيلى بموجب اتفاقيات دولية مبرمة بهذا الشأن بادعاءات توقف الحقل لمشكلة فنية.
أتحدث إليكم وقد قدر الله لى أن اكون ضمن هيئة الدفاع فى القضية الشهيرة، وهى قضية «تصدير الغاز لاسرائيل» والتى أثيرت بعد عام2011 ودرست الموضوع والعقود والملابسات والأحداث لشهور طويلة، أيام كاملة لا أخرج من مكتبى ولا أعود إلى بيتى أواصل الليل بالنهار لدراسة الموقف وجميع جوانبه وملابساتها.... واقولها منذ بدء أزمة انقطاع الكهرباء وانا أتابع الأحداث والتطورات، وأعلم التساؤلات التى تدور فى ذهن كل مواطن مصرى، ولدى الاجابات.
اولاً كما تعلمون أن خط الغاز مصر- إسرائيل ابرم فى 2004 بين وزارة البنية التحتية الاسرائيلية وشركة شرق المتوسط المصرية، وكانت لمصر لها اليد العليا فى هذا الشأن، ولكن الدولة المصرية تقوم على ثوابت وقيم يجهلها الكثيرون الآن، ولم نستغل يوم حاجة إسرائيل للغاز (وكنا قادرين)، وإنما كنا نسير وفق ثوابت قانونية تقوم على احترام الاتفاقيات الدولية، ونتيجة للزيادة السكانية المطاردة فى مصر ومشروعات التنمية التى تحدث مصر والثورة التنموية التى بدأتها مصر، وغيرها من الأمور، انقلب خط الغاز وأصبح استيراد الغاز من إسرائيل من ميناء أشدود الإسرائيلية إلى المحطة القومية فى العريش، وفق اتفاقيات دولية ثابت فيها التزامات الطرفين.
تفاصيل تضمنها العقد السابق الخاص بالتصدير من مصر، تفاصيل لو نشرت لعلم المواطن أن اجهزتنا السيادية عظيمة ومحترفة، وللأمانة مصر أبرمت الاتفاقية بحرص وذكاء شديدين وحافظ المسؤولون فى هذا الوقت على حقوق مصر كاملة، وتحقيقات القضية وما حوته من مستندات ومعلومات تؤكد ذلك، وبعد أن انقلب الخط من تصدير إلى استيراد بهدف التسييل، ظن البعض أن الغاز سيكون وسيلة ضغط على القاهرة وقراراتها، ولكن نسى أن 120 مليون مواطن لديهم إرادة فولاذية، لا يستطيع أى كيان التأثير عليها فمصر قراراتها ومواقفها نابعة من ثوابت وطنية وتاريخية لن تحيد عنها.
أقولها بصدق إن كان ساعتان كهرباء تخفيف أحمال سيكون ثمنهما مواقف مصر الوطنية، واستقلال قراراتها، وإخضاعها، والتحكم فى مسارها، فأعلنها أمام الجميع أنا ومعى ملايين المصريين، أهلاً بالساعتين والثلاثة، لانقطاع الكهرباء ولا ترضخ مصر، وتظل رايتها خفاقة تعانق السحاب.
أخيرًا تحية اجلال وتقدير وإكبار للرئيس السيسى الذى يثبت فى كل يوم بأن الحفاظ على الاوطان شىء عظيم، وإن ما يتعرض له هذا الرجل من اختبارات منذ 2013 وحتى الان، ينجح فيها باقتدار لأنه يراعى الله العلى القدير الذى سيقف أمامه يوم المشهد العظيم.
فتوجيهات الرئيس السيسى بسرعة توفير الغاز بكميات كبيرة جدًا وهى أكبر شحنة فى التاريخ، اجهضت احلام من توهم أنه يستطيع التأثير على قرار مصر أو إظلام القاهرة كما اعتقد وخطط الخبثاء.
بقى أن أؤكد لك عزيزى القارئ بأن الحياة جولات وجولات وبفضل من الله وكرمه تنتصر مصر قيادةً وشعبًا، على كل المؤامرات والتحديات ولكن الغاز والكهرباء لن تكون الأخيرة، والمؤامرات لن تتوقف ولكننا صامدون متوحدون خلف رئيسنا البطل وجيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة، حتى اخر رمق.
واجدد عهدى معكم، وكما قلت للرئيس السيسى فى قاعة مجلس الشيوخ، أعيدها مرة أخرى، سيدى الرئيس (لن نقول لك كما قال اليهود لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا وإنا ها هنا قاعدون... ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا وانا معك مقاتلين جنود للوطن)
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز للتاريخ كلمة حق أرض مصر أزمة انقطاع الكهرباء
إقرأ أيضاً:
سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
من قال لك إن الهدف هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فقط، لقد قلنا مرارًا وتكرارًا، أن الهدف هو مصر الدولة والمؤسسات، وأن الطريق إلى ذلك هو الطابور الخامس الذى لا يعرف للوطن حدودًا يقاتل من أجلها، ولكنه يريد الوصول إلى السلطة بأية طريق تمهد لجماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر لمدة خمسمائة عام كما كانوا يقولون ويعتقدون!
لا تنس أن صفقة التهجير تم تسويقها فى عهد جماعة الإخوان كان مقابلها هو الصعود إلى قمة الهرم فى الدولة، والسيطرة على مقدرات هذا الشعب الذى قام بتصحيح مساره فأطاح بهم بعد عامٍ واحد فقط، ليصبح المخطط الذى كان سيتم تنفيذه رضاءً مع الجماعة لا يمكن تحقيقه إلا غصبًا وقهرًا مع غيرهم، ولذلك فالولايات المتحدة ومن قبلها إسرائيل تعلم أن مُخطط التهجير لن ينجح مع السيسى، ولن تقبله الدولة المصرية، ولن يسمح به الجيش المصرى، فالشعب الصامد والذى خاض أربع حروب للحفاظ على ترابه يُدرك أن هذا الخطر الكامن فى مصطلحات مثل الإنسانية والعطف على الشعب الذى تتم إبادته فى غزة، ما هو إلا حصان طروادة سيتم استخدامه للقضاء على القضية الفلسطينية والاستيلاء على سيناء للأبد، وبعدها ستتهم إسرائيل سكان سيناء (الغزاوية) بأنهم يخضعون لسيطرة حماس التى طردتها إسرائيل من غزة، وسيكون هذا هو مبررها بعد عشرة أوعشرين عامًا لسرقة سيناء من جديد، عندها ستقول لنا أمريكا «يجب نقل سكان سيناء التى أصبحت مركزًا للإرهاب إلى مدن القناة أو باقى المحافظات المصرية لحمايتهم من هجمات الجيش الإسرائيلي»، وتستمر اللعبة إلى أن نجد الضفة الأخرى من النيل يُرفع عليها علم إسرائيل ليتحقق حلم الدولة اليهودية التى تأسست سنة 1948 بكيان يمتد من النيل للفرات!
قد تقول لى.. هذا سيناريو من وحى الخيال.. لا يا عزيزى المواطن.. هذا سيناريو مستوحى من الأدبيات الإسرائيلية المكتوبة، وكنا نقاومه منذ كنا طلابًا فى جامعة القاهرة فى نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات.. وكنا نتحدث مع زملائنا حول فلسفة إصرار إسرائيل على اختيار مبنى مجاور للجامعة فى الجيزة ويطل على نهر النيل كمقرٍ لسفارتها التى تم افتتاحها فى مصر عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بأنه اختيار يتسق مع فكرها، فقد اختارت موقع السفارة على النيل فى الجيزة وليس العاصمة، لأن القاهرة طبقًا للبروتوكولات والخطة الاستراتيجية الإسرائيلية تقع فى شرق النيل وليس غربها، وشرق النيل هو جزء من دولة إسرائيل التى تمتد من النيل للفرات، وبالتالى لا يجوز للدولة أن تفتتح سفارة لنفسها فوق أرضها، أما الجيزة فهى غرب النهر الذى لن تعبره إسرائيل.
وقد تقول لى.. ولكن سفارة إسرائيل الآن موجودة فى المعادى بالقاهرة؟ نعم يا عزيزى.. هذا صحيح.. لأنها اضطرت مع ضغوط المتظاهرين قبل 14 عامًا على الرحيل والتراجع إلى شرق النيل مثلما تراجعت تاركة سيناء فى 1973 وما بعدها!
ثم إنك «مش واخد بالك» بأن إسرائيل تقترب من الفرات، وفى نفس الوقت تقترب من النيل بعد إبادة غزة، وهى تحركات تشبه حركة «البَرجلْ» الذى تزداد مساحة قدميه شرقًا وغربًا فى وقت واحد، فهى تتحرك نحو الشرق بنفس مقدار تحركها نحو الغرب، فقد دمرت غزة وطردت سكانها، وتحركت فى ذات الوقت للسيطرة على جنوب لبنان، واستولت على مساحات شاسعة من الأراضى السورية دون أن تواجه أية مقاومة من الجيش السورى المنهار، كما أن دخولها لسوريا تم بعد اتفاق مع (محمد الجولانى الذى أصبح اسمه أحمد الشرع) الرجل يرفض مصافحة النساء ولكنه يقبل ترك أرض بلاده فى سوريا والتى يحكمها الآن تُسرق وتنهب، ليتضح لنا أن مُخطط تمكين الجماعات الدينية المتطرفة هو مشروع يحظى برضًا إسرائيلى واضح!
نفس ما حدث فى سوريا.. يُدرس تنفيذه فى مصر.. ولكن لأن مصر دولة كبيرة– كما قال الرئيس فى الكاتدرائية يوم 6 يناير– فإن السيناريو من وجهة نظرى سيكون مختلفًا.. فالجيش المصرى قوى ومواجهته لن تكون سهلة.. والدولة المصرية تعمل بشكل علمى ومنظم وخداعها مستحيل.. ولذلك فإن الخطة سوف تختلف عن سيناريو سوريا وسيكون الهدف هو اختراق المؤسسات السياسية من الداخل.. وأطلب منك يا عزيزى أن تراجع ما قاله السيد وزير الداخلية منذ أيام قليلة فى خطابه أمام السيد رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بعيد الشرطة.. فقد قال نصًا: «تسعى جماعة الإخوان الإرهابية.. لإحياء نشاطها عبر التوسع فى ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملًا فى زعزعة الأمن والاستقرار، فضلًا عن التنسيق مع عدد من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبنى الدعوة لإعادة دمجها فى النسيج المجتمعى الذى لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب».
الكلام واضح.. وقلته لحضراتكم مرارًا فى مقالات عديدة.. جماعة الإخوان تحاول الاندماج عبر عناصر إخوانية ممتازة داخل المجتمع السياسى من خلال اختراق الأحزاب، عبر تمويل ضخم جدًا يستهدف الاستيلاء على هذه الأحزاب، ومن ثم خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ القادمتين تحت ألوية هذه الأحزاب وشعاراتها– حدث بالفعل فى التسعينات وقامت الجماعة بالاستيلاء على حزب العمل– وبعدها ستجد كوادر إخوانية ممتازة تتوغل داخل الأحزاب والمجلسين التشريعيين، وقد يستطيع أحدهم التسرب إلى منصب تنفيذى مهم– حدث بالفعل فى نهايات عهد مبارك هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان كان عضوًا فى الجهاز الإدارى للجنة السياسات– ومن بعدها ننتظر انتخابات رئاسة الجمهورية لنجد أحد الأحزاب– التى تم اختراقها– يدفع بمرشحٍ إخوانى يرتدى ثوب الليبرالية، مدعومًا بأموال الجماعة ومساندة مخابرات دول أجنبية، لتكتشف فى النهاية أن نموذج (الجولاني) تم زرعه فى مصر خلال سنوات قليلة، لنواجه مصيرًا مُعدلًا- لما حدث فى سوريا- لن تُدرك مخاطره إلا عندما تقع «الفاس فى الراس»!!
للمرة الرابعة أو الخامسة احذر من اختراق التنظيمات للأحزاب والمؤسسات السياسية.. ورغم إدراكى ليقظة وصحيان مؤسسات الدولة.. إلا أن دافعى فى التكرار هو أن الذكرى تنفع المؤمنين.
الموضوع كبير.. والخطة جُهنمية.. ونحن يقظون.. ولن تمر هذه المخططات الشيطانية مهما فات الزمن.. وسنقاوم أجيالًا بعد أجيال خطط تهجير سكان غزة نحو سيناء.. ومخططات الاستيلاء على أحزابنا.. وسيناريوهات اختراق مؤسساتنا.
اللهم احفظ بلدنا.. تحيا مصر.. وعاش الجيش المصرى العظيم.