حائل

روى مواطن من محافظة الشنان يروي تفاصيل اللحظات الأولى للهزة الأرضية، التى تعرضت لها المنطقة.

وقال المواطن فى لقاء له مع نشرة النهار المذاع عبر قناة الاخبارية: ” كنت في منزلي وخرجت لصلاة الجمعة، ولم يكن هناك مؤشر لاى شئ، لكن بعد الصلاة وجدت بعض الإخوة يتحدثون انهم سمعوا صوت أشبه بالطائرة او القطار”.

وأضاف: “بعدها دخلت على موقع التواصل الاجتماعى، وعلمت أن هناك هزة أرضية حدثت بالقرب منا، لكنها لم تؤثر على اى شئ من الممتلكات أو ما يحيط بنا”.

واختتم، أنه لولا وسائل الإعلام وما تم تداوله عن الخبر لما علم اهل المنطقة ان هناك أى هزة أرضية.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/06/ssstwitter.com_1719671607302.mp4

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: هزة ارضية

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية فلسطيني: التهجير مخطط إسرائيلي أمريكي قديم.. ورفض مصر والأردن مهم.. ويجب أن يكون هناك تحرك موحد

قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطينى، إنّ تهجير الشعب الفلسطينى مخطط إسرائيلى أمريكى قديم وليس جديداً، والحل الأمثل للقضية الفلسطينية، هو إزاحة الاحتلال عن أرضنا العربية المحتلة، لأن السلام لا يمكن أن يتحقّق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

د. أسامة شعث: «القاهرة» أكثر الدول الداعمة لفلسطين وموقفها صلب وراسخ لأنها قلب الأمة العربية 

وأضاف خلال حوار لـ«الوطن» أن الرفض المصرى والأردنى لمخطط التهجير مهم، ويجب أن يكون هناك تحرك استباقى موحد عربى وإسلامى ودولى، لأن تهجير الشعب الفلسطينى يعنى تصفية القضية وحلم قيام الدولة وضياع حق اللاجئين فى العودة، ولذلك فإن وقف العدوان أهم خطوة يجب الحديث عنها الآن، ومشاهد العودة من جنوب غزة إلى شمالها تجسّد أكبر رسالة إلى ترامب، بأن فلسطين ليست للبيع، ولن يقبل شعبها الرحيل عن وطنه.. وإلى نص الحوار:

هل تعتقد أن الإدارة الأمريكية جادة فى تهجير الشعب الفلسطينى؟

- ما يقوله الرئيس ترامب هو مخطط إسرائيلى أمريكى قديم وليس جديداً على مسامعنا، وهناك شواهد وسوابق تاريخية بشأن الوطن البديل للشعب الفلسطينى، وهى مشروعات قديمة عُرضت علينا منذ أوائل خمسينات القرن الماضى، فضلاً عن تصريحات ترامب بشأن توسعة دولة الاحتلال، لأن مساحتها صغيرة حسب قوله، فالفكر الصهيونى يقوم على ثلاث نقاط، وهى الإجلاء من خلال الطرد أو التهجير من الأرض، وهو ما يعتبر تطهيراً عرقياً لا جدال فيه، وجريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن الاستخفاف بهذه التصريحات دون اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة، وإذا أراد الرئيس ترامب التهجير يجب عليه تهجير المستوطنين الصهاينة والمتطرّفين، وصنّاع الكراهية والعنصرية البغيضة، لأنهم السبب الرئيسى فى اشتعال الصراع، فالسلام لا يمكن أن يتحقّق بوجود الاحتلال والاستيطان، وأرى أن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية هو إزاحة الاحتلال عن أرضنا العربية الفلسطينية المحتلة، فالسلام لا يمكن أن يتحقّق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

هل تعتقد أن خطة ترامب سوف تنجح بعدما رفضتها مصر والأردن؟

- الرفض المصرى والأردنى مهم، ولكنه لا يكفى فى ظل هذه الضغوط والتهديدات التى تُلوح بها واشنطن، ولذا يجب أن يكون هناك تحرك استباقى موحد عربى وإسلامى ودولى، لأن تهجير الشعب الفلسطينى يعنى إنهاء القضية واغتيال حلم قيام الدولة الفلسطينية، كما يقضى على حق اللاجئين فى العودة، ويمثل انتهاكاً للقانون الدولى والإنسانى، ويُمثل تعدياً على سيادة الدول، ومن شأنه إشعال الصراعات فى المنطقة، كما يُمثل انتهاكاً للسيادة المصرية والأردنية على أراضيهم، فإذا حدث هذا الأمر لا قدّر الله، فقد نشهد تكرار ذلك فى الضفة ولبنان وجنوب شرق سوريا والجولان والقنيطرة، فضلاً عن خطره على فلسطينى أو عرب الداخل فى أراضى ٤٨، خصوصاً بعدما فرض الكنيست قانون القومية اليهودية العنصرى، الذى يعتبر كل من هو غير يهودى مقيماً وليس مواطناً، وليست له حقوق سياسية كاليهود، لذلك أنصح بضرورة التحرّك الجدى والفورى العربى بإعلان عربى وإسلامى ودولى صريح ضد التهجير، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عقابية رادعة لكل من تُسول له نفسه تنفيذ هذا المخطط.

تفكيك إسرائيل يعنى الإضرار بمصالح الدول الغربية التى ترفض عودة يهود أوروبا إلى بلادهم

الخطة الإسرائيلية الأمريكية هى حلم قديم بالتمدّد إلى سيناء، عبر التهجير كمرحلة أولى، وهى أرض مصرية، ورفضتها مصر ورفضها الشعب الفلسطينى، ورغم هذا الرفض تواصل حكومات الاحتلال الصهيونية المتطرّفة الإغراء والضغط والابتزاز والتلويح بالتهديد وغير ذلك، وأما مقترحات السلام التى تتغنّى بها الولايات المتحدة من حين إلى آخر بشأن حل الدولتين، فهى عملية خداع هدفها استنفاد الوقت لتكريس سياسة الأمر الواقع بتكثيف الاستيطان، بما يجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية فى المنظور القريب، وكل هذا الإصرار الأمريكى على دعم الاحتلال، ينبع من كون الكيان الإسرائيلى دولة وظيفية، وتفكيكها يعنى الإضرار بمصالحهم، فهناك مثلاً 5 ملايين من يهود أوروبا سيهربون إلى أوروبا حال تفكّك الاحتلال، وسيُشكلون أزمة اقتصادية، وسيُشكلون وضعاً جديداً أمنياً واقتصادياً، إضافة إلى أنهم أينما ذهبوا يخلقون الفتن والصراعات والأزمات الداخلية، ولذلك تم طردهم مسبقاً من أوروبا، ولهذا تبنى الغرب وأوروبا حل الدولتين، لكن الاحتلال الصهيونى قائم على التوسّع والاستيلاء، ولذا لا يُؤمن بهذا الحل، وطرح فكرة التوطين خارج فلسطين، أى إنهاء حق العودة للاجئين وتوطين الفلسطينيين فى وطن بديل عن وطنهم، ولكن الفلسطينيون خرجوا فى مظاهرات صاخبة، رفضاً لهذا المخطط.

مشاهد العودة من جنوب القطاع إلى شماله أرسلت رسالة إلى العالم بأن فلسطين ليست للبيع ولن يقبل شعبها الرحيل عن وطنه

وماذا عن مخطط تصفية القضية الفلسطينية؟ وكيف ترى ما قاله ترامب بشأن استقبال مصر والأردن مزيداً من الفلسطينيين؟

- بالفعل إسرائيل ماضية فى مخططاتها التوسعية، حيث تقضم الأرض وتستمر فى الاستيطان رويداً رويداً، الأمر الذى يقتل أى أمل فى حل الدولتين، وأى أمل فى إقامة دولة فلسطينية، فما يجرى فى الضفة الغربية أخطر بكثير مما يتصوره العقل، حيث تستهدف دور العبادة، خاصة المسجد الأقصى، فى عملية التقسيم الزمانى والمكانى، وفعلياً حل الدولتين بحاجة إلى معجزة لتنفيذه على الأرض، لأنه من غير الممكن قيام دولة فلسطين قبل تفكيك المستوطنات، وانسحاب جيش الاحتلال من الأرض المحتلة عام 1967، وهذا أصبح بعيد المنال فى الوقت الراهن، فالاحتلال يتغطى بالعباءة الأمريكية ويحتمى بها، أما تصريحات ترامب عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فأؤكد لك أن مشاهد العودة من جنوب غزة إلى شمالها، جسّدت أكبر رسالة إلى ترامب بأن فلسطين ليست للبيع، ولن يقبل الشعب الفلسطينى الرحيل عن وطنه، مهما كلفه ذلك من تضحيات، أما عن باقى مخططات تصفية القضية الفلسطينية والبدائل، فهى تهجير الفلسطينيين إلى عدة دول، على أن يتم دعم هذه الدول بالأموال، مثلاً التهجير إلى أوروبا، فهناك تهجير قسرى ويتم عن طريق القصف، فيهرب الناس بحثاً عن أماكن آمنة. وحاول الاحتلال تنفيذه فى الحرب الأخيرة، أو تنفيذ خطة ترحيل جماعى عبر عمليات الاعتقال ونقلهم فى ناقلات خارج الحدود، مثل عملية مرج الزهور عام 1992، وتبادل الأسرى الحالى، فهناك إبعاد وترحيل للأسرى بشكل مخالف لاتفاقية جنيف، أو التهجير الطوعى، وهو إجباره على الاختيار طوعاً، إما الموت جوعاً وفقراً وإما الإغراء بالرحيل.

واشنطن هى الداعم الرئيسى لإسرائيل وتحالفاتها فى المنطقة قائمة على حماية الاحتلال ودعمه المطلق فى كل المجالات

إذاً كيف ساعد ترامب فى إقناع الجانب الإسرائيلى بالموافقة على اتفاقية وقف إطلاق النار قبل تنصيبه؟

- بلا شك رغبة الرئيس ترامب كانت سبباً رئيسياً فى وقف إطلاق النار، لأن لديه علاقات وطيدة مع نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرّفة، وهذه الحكومة اليمينية تعول كثيراً على تنفيذ مشروعاتها المتطرّفة من الاستيطان والتوسّع والتهويد والضم للأراضى الفلسطينية فى الضفة، كل ذلك يعتمد على قدوم الرئيس الأمريكى للبيت الأبيض، وبالتالى يطلب الرئيس ترامب وقفاً لإطلاق النار، ولو كان مؤقتاً أو مرحلياً، وهذا بالمجمل جزء من رغبة الرئيس الأمريكى فى أن يدخل للبيت الأبيض بصفته قوياً ورجل السلام، وبالتالى اصطدام نتنياهو به سيُفقده ثقة ترامب مجدداً بعدما جفت العلاقات بين الرجلين، والكثير من الامتيازات التى انتظرها نتنياهو وحكومة الاحتلال من ترامب، ومنها رفع المستوطنين المتطرفين من قائمة الحظر لدخول أمريكا، وكذلك وعود وامتيازات كثيرة أخرى.

ما التوقعات لسياسات ترامب فى الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية؟

- بالتأكيد الدورة الرئاسية الأولى للرئيس ترامب مختلفة عن الدورة الحالية، ففى مقاربة صغيرة نقول إن الدورة الأولى، كانت طبيعة الصراعات مختلفة عما هى عليه الآن، فالمحور الإيرانى كان موجوداً ويُشكل حالة قلق ومخاوف كبيرة للاحتلال وللخليج العربى والمصالح الأمريكية، الأمر الذى جعل ترامب وغيره من الإدارات الأمريكية يسعون لاستثمار هذا الأمر بتطبيع العلاقات العربية مع الاحتلال على قاعدة «عدو عدوى صديقى»، والمقصود إنشاء تحالف خليجى إسرائيلى ضد إيران، أما الدورة الرئاسية الثانية لترامب فهى مختلفة تماماً عن السابقة، لأن العدو المصطنع، أى إيران، تراجعت قوته بعد ضرب أذرعها، خاصة سقوط نظام الأسد فى سوريا، وتحجيم حزب الله وإنهاك حماس، وبالتالى استكمال التطبيع والتحالف مع الاحتلال، يكون بحاجة إلى سبب آخر ضرورى يجعله قابلاً للتنفيذ، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، التى وضعت شرطاً أساسياً للتطبيع، فلا تطبيع إلا بالاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما قد يجعل ترامب يأتى بأفكار جديدة مختلفة عما كان قبل من خطة صفقة القرن، بهدف دمج الاحتلال الإسرائيلى فى المنطقة بربط العلاقات الأمريكية العربية بالاحتلال، على حساب القضية الفلسطينية.

كيف يمكن تقييم تأثير السياسة الأمريكية فى عهد «ترامب» على القضية الفلسطينية؟

- بلا شك قضية فلسطين تتأثر بالسياسة الأمريكية على الدوام، فمنذ انفتاح العلاقات الفلسطينية مع واشنطن عام ١٩٨٩ إلى اليوم، لم تتغير سياسات واشنطن الاستراتيجية تجاه القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير، ولاحظنا حالة المد والانفتاح بالعلاقات مع واشنطن فترة ما وتراجعها فترات أخرى، إلا أنها لم تتغير رؤيتها للقضية الفلسطينية انطلاقاً من رؤيتها للصراع، واتفاقها مع الاحتلال فى كل شىء، بل إن واشنطن قررت أن تعادى منظمة التحرير الفلسطينية وكل الدول العربية المساندة لها، منذ اللحظة الأولى لتأسيسها ولهذا فإن أساس العلاقات والتحالفات الأمريكية فى المنطقة قائمة على حماية الاحتلال وإسناده ودعمه المطلق فى كافة المجالات، وكافة المشروعات والخطط الأمريكية تنطلق من الرؤى الإسرائيلية وتتطابق معها، سواء برؤيتها للدولة الفلسطينية ورفضها الاعتراف بها أو للاستيطان أو لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، أو مسالة التهجير القسرى، ولاحظ أن مشروع وقف إطلاق النار هو أساساً مقترح إسرائيلى وقد تبنته أمريكا وعندما تهربت منه إسرائيل قامت بتعديله مراراً وتكراراً دون الاهتمام بالرؤى العربية، والأمر هنا لا ينسحب على فلسطين وإنما على المنطقة، ولا يمكن الظن للحظة أن علاقة أمريكا بدولة فى المنطقة سواء مصر أو السعودية أو الإمارات أو قطر أو غيرها تتساوى مع علاقتها بإسرائيل، فعلاقاتنا العربية معها قائمة على المصالح المادية فى ميزان غير متعادل، أى بنظرة القوة المهيمنة، بينما علاقتها بالاحتلال استراتيجية حيوية، وتمثل امتداد نفوذ، فالاحتلال هو ذراع حيوية وقوة ضاربة متقدمة لأمريكا، إذن، كيف سيكون ترامب مختلفاً عن أسلافه؟ هذا مستحيل.

ماذا يحتاج قطاع غزة الآن وكيف ترى الوضع الراهن؟

- الحقيقة أن هناك إبادة جماعية فى قطاع غزة، رأينا كل فصولها على شاشات التليفزيون، وهناك أكثر من 50 ألف شهيد ارتقوا جراء هذا العدوان البربرى والوحشى والإجرامى على الشعب الفلسطينى، فضلاً عن المفقودين تحت الأنقاض، وعشرات الآلاف من المصابين، وجل هؤلاء من الأطفال والنساء والمدنيين، وهناك مئات الآلاف من المنازل المدمرة، التى دمرت ما بين تدمير كامل وتدمير جزئى يصل إلى 80% من أجزاء المنازل وأساساتها، وبالتالى أصبحت غير صالحة للسكن والمعيشة، وهناك تدمير كامل للمرافق الصحية والطبية والتعليمية والمؤسساتية، والطرق والنقل وخطوط المياه والكهرباء والاتصالات والبنية التحتية بشكل عام، وأقول بصراحة إن ما يحدث فى غزة إبادة وتطهير عرقى واضح يندى له الجبين.

ماذا بعد انتهاء الحرب فى غزة والهدنة كيف ترى اليوم التالى؟

- وقف العدوان أهم خطوة يجب الحديث عنها الآن، فما زلنا فى خضم المرحلة الأولى التى ستمتد إلى 6 أسابيع، وأمامنا منذ الآن ثلاثة أسابيع أخرى، سيتم خلالها التفاوض على المرحلة الثانية من عملية وقف النار، وستمتد إلى 6 أسابيع أخرى ثم المرحلة الثالثة، ولذلك الأمر يعتمد على قدرة الوسطاء بمنع الاحتلال العودة إلى الحرب والعدوان، وخصوصاً مصر والإدارة الأمريكية والتى لديها قدرة على الضغط والتأثير المباشر على الاحتلال، فنحن نعيش خطر اليوم التالى.

ماذا تعنى بخطر اليوم التالى؟

- بالطبع نعيش حالياً خطر اليوم التالى، لأن المواطن فى غزة ينظر حوله، فلا يجد مسكناً أو كهرباء أو صحة أو تعليماً، ويقال له لا تبق فى هذا الفقر، فى ظل وضع غير إنسانى نهائياً، فلا توجد أية مقومات للحياة الآدمية، ولذلك أحذر من اليوم التالى لوقف إطلاق النار، لأننا أمام كارثة، فكل ما نراه الآن على شاشات التليفزيون لا يعبر عن 1% من الكارثة الموجودة فى غزة، فهى كارثة إنسانية بيئية صحية كبيرة.

ما قراءتك حول تأثير الحرب فى غزة على المنطقة؟

- هناك تحولات وتغييرات إقليمية كبيرة فى المنطقة وخصوصاً فى تركيبة المحاور الإقليمية، ونلاحظ هنا تراجع النفوذ الإيرانى وانهيار أذرعه فى المنطقة، وسقوط النظام السورى، وتحجيم قوة حزب الله وكذلك حماس، بالمقابل شعور الاحتلال بنشوة القوة، كل ذلك أثر بالتأكيد على المواقف العربية ودورها، رغم أن الدول العربية ما زالت متباينة فى رؤاها تجاه اليوم التالى فى غزة، نظراً لتباين التحالفات والمصالح العربية، وهو ما انعكس بكل أسف على الساحة الفلسطينية بالانقسام الجيوسياسى، الذى أنهك الشعب الفلسطينى وأصبح عقبة كبيرة بوجه حلم الدولة الفلسطينية، فلا يمكن إقامة دولة دون وحدة وطنية، كخطوة أولى.

ما تقييمك لدور مصر تجاه القضية الفلسطينية؟

- دائماً ما كانت مصر أكثر الدول الداعمة لنا، والموقف المصرى صلب وراسخ ولا يمكن أن يكون غير ذلك، لأنها قلب الأمة العربية، ومصر بذلت جهوداً كبيرة جداً وما زالت تواصل، وتكثف جهودها لإسناد الشعب الفلسطينى، على كافة المستويات، فعلى المستوى الإنسانى، لم تتوقف مصر حكومة وشعباً عن إرسال المساعدات الغذائية واللوجيستية للشعب الفلسطينى على الرغم من الظروف الاقتصادية التى تمر بها، وعلى المستوى الأمنى واصلت مصر جهودها الحثيثة للتوسط لوقف إطلاق النار فى كافة الحروب التى جرت فى فلسطين مع الاحتلال الإسرائيلى، حيث وقّعت الهدنة الدائمة فى فبراير ١٩٤٩م، وصولاً لما نشهده اليوم بفضل إصرارها على وقف لإطلاق النار، وكذلك إدارتها باقتدار لملف تبادل الأسرى مراراً وتكراراً، أما على المستوى السياسى، فمنذ البداية تبنت مصر رؤية سياسية ثابتة، نحو حل الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولذلك نلاحظ أنها احتضنت مفاوضات سياسية وقدمت التسهيلات والمبادرات العديدة، بهدف إنجاح المفاوضات وصولاً لإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية ١٩٩٤، وظلت إلى يومنا هذا تواصل جهودها السياسية الشاقة فى احتضان الوفود الدولية، وعقد المؤتمرات لتوضيح وشرح الرؤية.

برأيك.. فى ظل الأوضاع الحالية هل ترى إمكانية تسوية القضية بشكل عادل؟

- بالتأكيد قضية فلسطين هى قضية الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، وهى تؤثر وتتأثر بالأوضاع الإقليمية والدولية، ومنذ بدء الهجوم على غزة رأينا العديد من القوى الإقليمية هاجمت الاحتلال فوراً، بل إن هناك متغيرات عديدة طرأت على المشهد الإقليمى بسبب فلسطين، ولهذا نجاح أو فشل مفاوضات وقف النار أو مفاوضات السلام سيؤثر قطعاً على المنطقة سلباً أو إيجاباً، لهذا كلنا ننشد السلام الذى سيؤدى حتماً للاستقرار والتنمية.

لن يكون هناك أمل أو استقرار فى المنطقة إلا بدولة فلسطين وإلا سيظل الصراع قائماً.. ونعيش خطر اليوم التالى.. والمواطن الغزاوى ينظر حوله فلا يجد مسكناً أو كهرباء أو صحة أو تعليماً

وكيف ترى الموقف العربى من القضية الفلسطينية؟

- عدم حل القضية هو بسبب العجز العربى، وعجزهم بكل أسف فى صياغة استراتيجية موحدة تجاه حل قضاياهم المشتركة، ولذلك تشتت الرؤية العربية يأتى على حساب القومية والوحدة العربية، ووحدها مصر هى التى سعت بهدف تعزيز الوحدة العربية والقومية، فهناك عجز عربى لحل قضية فلسطين، وحل القضايا المصيرية المشتركة، فلن يكون هناك أمل أو استقرار فى المنطقة، إلا بدولة فلسطين، قولاً واحداً، وإلا سيظل الصراع قائماً.

دائماً ما نطالب بالعودة لحدود 1967، كم تبلغ هذه المساحة؟

- حدود دولة فلسطين هى نصف الدولة التى تحدثنا عنها وفق قرار الأمم المتحدة 181 عام 1947 والبالغة 44%، أى أن الكيان الإسرائيلى حصل على 55% واحتل نصف دولة فلسطين المتبقى من قرار الأمم المتحدة فى 1948، ولم يتبق سوى 22% وهى مساحة عبارة عن القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة وخط الهدنة المرسوم 1949 بين الأردن وإسرائيل، وأصبح هناك ما يسمى بالخط الأخضر، حيث رُسمت الحدود، وهكذا انقسمت أيضاً مدينة القدس حيث احتلت القوات الإسرائيلية الجانب الغربى من المدينة، بينما ظل الجانب الشرقى وبيت لحم جزءاً من الضفة الغربية، وغزة وقت هذه الهدنة كانت مساحتها 555 كيلومتراً مربعاً، وبالتالى نسبة 22% المتبقية بعد 1948، هى أرض الضفة والقدس وتبلغ 5600 كيلومتر مربع وقطاع غزة البالغ 555 كيلومتراً مربعاً، وفى عام 1967 احتلت إسرائيل باقى المساحة البالغة 22%، القدس والضفة وغزة، وبالتالى هذا الجزء المحتل بعد 1967، وبالتالى أصبحنا نطالب بالجزء المحتل بناء على قرارى مجلس الأمن الدولى والأمم المتحدة 242 و338.

هل تقبل إسرائيل بالعودة إلى حدود 1967؟

- لا يوجد فى إسرائيل شخص واحد يقبل بالعودة إلى حدود 1967، لأنهم يعتقدون فى العقيدة التوراتية، بضرورة إنشاء إسرائيل تحديداً فى الضفة الغربية، لأنها هى مملكة يهودا والسامرة التى كانت قائمة وقت سيدنا داود، وتبدأ حدودها فى كل الوثائق اليهودية والأساطير، من بئر السبع جنوباً وصولاً إلى تل القاضى شمال جنين، وبالتالى تشمل كل أراضى 1967 بالكامل، فلن يتركوها لأنه طبقاً لمعتقدهم هذه الأراضى مقدسة ومن حقهم، فقد ولد فيها سيدنا يوسف وسليمان وداود، هذا على المستوى الدينى، أما على المستوى الأمنى فهى مهمة جداً لهم، لأن هذه المنطقة تعتليها أهم جبال فى فلسطين، وهى منطقة مرتفعة، لو تمركزت عليها قوة فلسطينية صغيرة، تستطيع أن تسيطر على كل إسرائيل، وبالتالى كعمق أمنى لن ينسحبوا من هذه المنطقة.

كيف ترى الانقسام وتداعياته على القضية الفلسطينية؟

- منذ بدء الانقسام، حلت اللعنة على الشعب الفلسطينى، فلم يعد هناك أى أفق أو مستقبل لدولة فلسطينية فى ظل الانقسام المقيت، بينما الاحتلال يستبيح الدم والأرض والشعب وكل مناحى الحياة، فلا بديل عن الوحدة وإيقاف الانقسام، وأتمنى من حماس وفتح وكل الفصائل، أن يقبلوا بحكومة تكنوقراط تقوم بإعمار غزة وأن توحد أجزاء الوطن وتعيد تأهيل مؤسساته، وإجراء انتخابات دون إبطاء، لأن وجود حماس تحديداً أو أى فصيل آخر قد يعرقل جهود الإعمار ويكون ذريعة للاحتلال بالعودة للحرب فى غزة مرة أخرى.

السبب الرئيسى فى إفشال المصالحة الفلسطينية هو الاحتلال والولايات المتحدة.. والعجز العربى فى صياغة استراتيجية موحّدة وراء عدم حل القضية.. ووحدها مصر هى التى قاتلت من أجل تعزيز الوحدة

ما معوقات المصالحة الفلسطينية وسبل تحقيقها؟

- معوقات المصالحة معروفة، وهى أن الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية هما السبب الرئيسى، والهدف إفشال أية جهود سياسية قد تؤدى لقيام الدولة الفلسطينية، وهناك دول إقليمية لا تريد مصالحة لأنها تتعارض مع مصالحها فى المنطقة، إذ نلاحظ أنه كلما قامت مصر بحوارات واتفاقات مصالحة، تفشل تارة تلو الأخرى، لأن بعض القوى الإقليمية لا تريد نجاحها.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. سقوط نائب حاكم ميسيسيبي على أرضية مجلس الشيوخ
  • أستاذ علاقات دولية فلسطيني: التهجير مخطط إسرائيلي أمريكي قديم.. ورفض مصر والأردن مهم.. ويجب أن يكون هناك تحرك موحد
  • تفاصيل السجن 15 سنة لـ عاطل بتهمة سرقة مواطن بالإكراه
  • مواطن يوضح كيفية الجلوس بطريقة الاحتباء التراثية في جازان .. فيديو
  • تفاصيل 4 هزات أرضية ضربت تونس
  • رئيس مركز رصد الزلازل بذمار يكشف تفاصيل الهزة الأرضية في البيضاء
  • هزة أرضية ثانية خلال 72 ساعة يشعر بها سكان وسط اليمن
  • هزة أرضية مفاجئة تهز محافظة البيضاء والمناطق المجاورة
  • بقوة 4.5 درجة.. وفيات في هزة أرضية بدولة عربية
  • هزة أرضية تضرب محافظة البيضاء والمناطق المجاورة لها