منابر الفكر والنقاش: الجامعات العراقية في مواجهة التحديات السياسية
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
29 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تعد العلاقة بين الجامعات والسياسة في العراق موضوعًا معقدًا ومتشابكًا، حيث تلعب الجامعات دورًا محوريًا في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي للطلاب.
ومنذ تأسيس الجامعات العراقية، كانت هناك محاولات مستمرة لفصل التعليم عن السياسة، إلا أن الواقع يشير إلى تداخل كبير بينهما.
والجامعات ليست فقط مؤسسات تعليمية، بل هي أيضًا مراكز للنشاط السياسي والفكري، حيث يتفاعل الطلاب مع القضايا الوطنية والدولية.
وفي العراق، وبعد عام 2003، شهدت الجامعات تحولًا كبيرًا في دورها السياسي.
وأصبحت الجامعات ساحات للنقاشات السياسية، حيث يعبر الطلاب عن آرائهم بحرية أكبر مقارنة بالفترات السابقة.
وهذا التحول يعكس التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدها العراق بعد سقوط النظام السابق.
ومع ذلك، فإن هذا الانفتاح لم يكن دائمًا مرحبًا به من قبل جميع الأطراف. هناك مخاوف من أن النشاط السياسي داخل الجامعات قد يؤدي إلى انقسامات وصراعات تؤثر على البيئة التعليمية.
من ناحية أخرى، هناك من يرى أن الجامعات يجب أن تكون محايدة سياسيًا، وأن تركز على التعليم الأكاديمي فقط. هذا الرأي يستند إلى فكرة أن السياسة قد تؤدي إلى تشتت الطلاب وتؤثر على تحصيلهم العلمي.
في هذا السياق، تأتي مطالبة الجامعات للطلاب بتوقيع استمارات يتعهدون فيها بعدم الحديث في السياسة داخل الجامعة. هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على بيئة تعليمية هادئة ومستقرة، ولكنها تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع الدستور العراقي وحقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم.
وقال السياسي العراقي رائد فهمي: اسأل الخبراء بالدستور والتربية والاكاديميين، والمعنيين بالحقوق الحريات الدستورية:
واضاف: هل مطالبة الجامعات للطالب بتوقيع استمارة يتعهد فيها بعدم الحديث في السياسة داخل الجامعة وأمور أخرى، ينسجم مع الدستور وانفتاح وتفاعل الجامعة والطالب مع المجتمع؟
الدكتور علي الهاشمي، أستاذ القانون الدستوري يرى أن مطالبة الطلاب بتوقيع استمارات تمنعهم من الحديث في السياسة داخل الجامعة قد تتعارض مع الدستور العراقي الذي يكفل حرية التعبير. ويضيف أن الجامعات يجب أن تكون مكانًا لتبادل الأفكار والنقاشات الحرة، وأن تقييد هذه الحرية قد يؤدي إلى قمع الفكر النقدي والإبداعي لدى الطلاب.
من جهة أخرى، ترى الدكتورة سعاد الكاظمي أن الحفاظ على بيئة تعليمية هادئة ومستقرة هو أمر ضروري لتحقيق الأهداف الأكاديمية. وتضيف أن النشاط السياسي داخل الجامعات قد يؤدي إلى انقسامات وصراعات تؤثر على العملية التعليمية. ومع ذلك، تؤكد على أهمية إيجاد توازن بين حرية التعبير والحفاظ على الاستقرار داخل الجامعات.
أما الأستاذ محمد العلي، ناشط في مجال حقوق الإنسان، فيرى أن تقييد حرية التعبير داخل الجامعات يتعارض مع المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويشير إلى أن الجامعات يجب أن تكون مراكز للنشاط السياسي والفكري، وأن تقييد هذه الحرية قد يؤدي إلى تراجع في مستوى الوعي السياسي والاجتماعي لدى الطلاب.
في النهاية، يمكن القول إن العلاقة بين الجامعات والسياسة في العراق هي علاقة معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا بين حرية التعبير والحفاظ على بيئة تعليمية مستقرة. الجامعات يجب أن تكون مراكز للنقاشات الحرة وتبادل الأفكار، ولكن يجب أيضًا أن تضمن أن هذه النقاشات لا تؤدي إلى انقسامات وصراعات تؤثر على العملية التعليمية. تحقيق هذا التوازن يتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الإدارات الجامعية والطلاب والخبراء في القانون والتربية وحقوق الإنسان.
وهناك العديد من الأمثلة التاريخية التي توضح تأثير السياسة داخل الجامعات. ففي الستينيات، كانت الجامعات الأمريكية مثل جامعة كاليفورنيا في بيركلي مركزًا للحركات الطلابية التي طالبت بالحقوق المدنية وإنهاء التمييز العنصري. هذه الحركات ساهمت في تغيير السياسات الحكومية وتعزيز حقوق الأقليات.
واحتجاجات مايو 1968 في فرنسا انتشرت لتشمل العمال والمجتمع بشكل عام. وكانت ضد السياسات التعليمية والاجتماعية للحكومة الفرنسية وأدت إلى تغييرات كبيرة في النظام التعليمي والسياسي في فرنسا.
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: داخل الجامعات السیاسة داخل حریة التعبیر قد یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
"تعليم البحيرة": تنفيذ المناهج الدراسية وفق الخطة الزمنية
واصل يوسف الديب وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، جولاته الميدانية اليوم على مدارس إدارة مركز دمنهور التعليمية، من بينها مدرسة الأبعادية الإعدادية المشتركة؛ حيث تفقد المدرسة ومرافقها والفصول الدراسية، وتابع انتظام حضور الطلاب والطالبات وتحقيق الإنضباط الإدارى والتعليمى وتفعيل القرارات الوزارية والكتب الدورية الخاصة بكثافة الفصول كما تابع نظافة المدرسة والساحات بما يضمن بيئة تعليمية آمنة وصحية محفزة لأبنائنا الطلاب
وحرص وكيل الوزارة خلال جولته على متابعة سير وإنضباط العملية التعليمية داخل المدرسة ، ومتابعة شرح المعلمين داخل الفصول والتقييمات الأسبوعية ومدى تفاعل الطلاب معها وتفعيل الإشراف العام داخل المدرسة حفاظًا على سلامة الطلاب وأمنهم، ووجه بضرورة متابعة سجلات الحضور والنصراف بشكل يومى
مشيرًا إلى أن الهدف من الجولات الميدانية هو متابعة الإنضباط داخل المدارس والوقوف على مدى إلتزام أعضاء هيئة التدريس بتنفيذ المناهج الدراسية وفق الخطة الزمنية المعتمدة، إلى جانب التأكد من إنتظام حضور الطلاب وتوفير المناخ التعليمى المناسب الذى يساعد على تحقيق أفضل النتائج التعليمية
وقد حرص يوسف الديب وكيل الوزارة، خلال جولتة على متابعة استعدادات المدرسة لإستضافة إنتخابات مجلس النواب ٢٠٢٥ المقررة يومى الإثنين والثلاثاء المقبلين مؤكدًا على تسخير جميع إمكانات المدرسة وتهيئة مقار اللجان الإنتخابية وتجهيز حجرات القضاه وأفراد قوة التأمين بما يضمن سير العملية الانتخابية فى أجواء آمنه ومستقرة
كما أكد على إستمرار أعمال المتابعة والمرور اليومى وتكثيف أعمال الرقابة والمتابعة على جميع المدارس بمختلف مراحلها ونوعياتها التعليمية بما يضمن تحقيق عام دراسى جيد فى بيئة تعليمية آمنة وجاذبة تواكب رؤية مصر ٢٠٣٠ لتطوير التعليم مشيرا إلى أن التعليم رسالة وطنية سامية وأن الطالب هو محور العملية التعليمية.
وعلي جانب آخر نظمت مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة (ادارة التدريب ومشروعات الشباب) ،تدريب مشواري تنمية مهارات ، للمرحلة السنية من 10 حتى 24 سنة ،لتدريبهم على إكتشاف الذات والتخطيط للمستقبل وكيفية اتخاذ القرار وحل المشكلات والتفكير الإبتكاري والجاهزية للعمل، بمدرسة مستناد الثانويه الفنيه بنات قام بالتدريب مدرب احمد السبكي.
وأكد الدكتور علاء الجزار - مدير مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة، على إستمرار تنفيذ مثل هذه التدريبات لتشمل جميع مراكز الشباب على مستوي المحافظة لتعم الفائدة على جميع النشء والشباب حيث تقدم إدارة التدريب ومشروعات الشباب تدريبات (المشورة والتوجيه المهني - تنمية المهارات الحياتية وريادة الاعمال - تنمية مهارات سفراء مشواري).