جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@03:50:36 GMT

شركات توظيف الأموال

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

شركات توظيف الأموال

 

خلفان الطوقي

 

 

أصبحت مُغريات الحياة كثيرة ومُنوَّعة ومُتجدِّدة، والنفس راغبة إذا رغبَتْها، ومقاومة إشباع الرغبات أصبحت يومًا بعد يوم أكثر صعوبة، ولابُد- في أحيان كثيرة- من وجود المال لإشباع هذه الرغبات، وفي الجانب الآخر هناك شركات التسويق التي تتفنن بكافة الأدوات المبتكرة والمقنعة والمغرية في إرغامك إلى مزيد من الاستهلاك من سلع وخدمات.

شركات التسويق هي جزء من المعادلة، أما الجزء الآخر من المعادلة فهو الشركات التي تعدك بعوائد عالية وخيالية والتي تسمى بشركات توظيف الأموال، وهذه الشركات تستهدف من لديه مدخرات مالية ولا يعرف كيف يستثمرها أو أن هذا الشخص يريد أن يضاعفها أضعافًا مضاعفة في وقت قياسي وبأقل جهد ممكن، وقلة من الناس ومن منَّا لا يرغب في ذلك.

القصص المُرعبة لشركات توظيف الأموال موجودة في كثير من أنحاء العالم، وبمجرد ضغط زر محركات البحث في الإنترنت ستجد مئات القصص ذات النهايات المحزنة هنا وهناك، ومن خصائص هذه الشركات أنها تظهر لفترة من الزمان ثم تختفي لسبب أو لآخر. والمحزن في الأمر أنها تختفي بعد أن تجر معها الآلاف من الضحايا والملايين من الريالات أو الدولارات، وبعد فترة تظهر شركات أخرى تحت شعارات مُغرية بعوائد خيالية؛ كالاستثمار في الأسهم والسندات العالمية أو العقارات أو عقود النفط والغاز والسلع الاستراتيجية أو المعادن النادرة أو غيرها من طرقٍ وحِيَلٍ يَسيلُ لها اللُعاب، وتغيب عنها لغة المنطق والأرقام والتحليل، فهم لا يتحدثون عن فائدة سنوية من 5% إلى 15% كحد أقصى، إنما عن عشرين ضعف هذه الفائدة، نتحدث عن 100% من الفائدة، وفي أحيان كثيرة أكثر من ذلك بكثير!!

في هذه المقالة، أكرِّرُ تقديم هذا المقترح لأهميته في الوقاية من وقوع ضحايا جُدُد الذين يظلوا صامتين بعدما خسروا كل ما جمعوه من المدخرات المالية من العمل الجاد والتضحية من أجل حياة كريمة.

المقترح هو عبارة عن إجراء وقائي، وفكرته تكمن في تنظيم حملات توعوية عصرية جذّابة ومُبتكرة، هدفها إيصال رسائل توعوية سهلة ومقنعة عن شركات توظيف الأموال المشبوهة والوهمية والتي تعد بالثراء السريع، على أن تقوم هيئة الخدمات المالية والبنك المركزي العماني بتبني هذه الحملات من خلال فريق مشترك، وتتشارك معها في الأفكار والتنفيذ كل من وزارة الاقتصاد ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والادعاء العام وشرطة عمان السلطانية، وأن يتم تمويلها من غرفة تجارة وصناعة عمان والبنوك وشركات التمويل، وتبقى المسؤولية جماعية؛ إذ لن ينحج أي جهد إلّا بالتضامن والتكامل.

الحملات التوعوية المُكرَّرة والمُبتكَرة وقائية في المقام الأول، ستضمنُ حماية الأموال من اختفائها؛ بل ستضمن ضخّها في الاقتصاد القانوني الصحيح، وسوف تقلل من آلالاف الضحايا الذين نقرأ أخبارهم من وقت لآخر؛ فالعمل الوقائي سيمنع وقوع الفأس في الرأس.

 

رغم أن المقترح مُقدَّم إلى الجهات التشريعية والتنفيذية والتمويلية، إلّا أن رسالة أخيرة أود التأكيد عليها وهي رسالة تذكيرية موجهة إلى كل فرد من أفراد المجتمع: حافظ على أموالك، استشر من هو أخبر منك، فكِّر ألف مرة في أي استثمار قبل اتخاذ قرارك، لا تستثمر في أي شركة غير مُرخصة من الدولة، وأخيرًا تذكر أنَّه لا توجد أي أدوات استثمارية تُحقِّق لك الثراء السريع دون تعب. وضع هذه القاعدة نصب عينيك: القانون لا يحمي المُغفلين، وسقوط الشركات الوهمية والمشبوهة ليس سوى مسألة وقت وتسقط، وسوف يسجلك التاريخ بأنك أحد الضحايا! فلا تلومن إلّا نفسك.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المشهداني لمبعوث بوتين: لدينا ملاحظات كثيرة على الوضع السوري الجديد

آخر تحديث: 6 فبراير 2025 - 10:35 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب في بيان ، الخميس، أن “رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، استقبل امس الأربعاء، وفدًا روسيًا رفيع المستوى برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكيل وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، برفقة سفير روسيا في بغداد وعدد من المسؤولين”.وأضاف، أن “اللقاء بحث القضايا المشتركة بين البلدين في الملفات السياسية والاقتصادية في مجال النفط والغاز والطاقة وتطورات الأوضاع في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.وتابع، أن “الجانبين ناقشا التغيير الذي حدث في سوريا والتحديات التي تواجه المنطقة إلى جانب ملفات خاصة بالشأن العراقي ومنها ملف الطلبة العراقيين المتواجدين في روسيا و سبل تعزيز الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين”.وبين، أن “رئيس مجلس النواب أبدى رؤيته حول الأوضاع في سوريا”، مشددًا على، أن “العراق داعم لوحدة الجارة الشقيقة ويحترم خيارات الشعب السوري، ولا يرغب بالتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد”.ونبه، بأن “المشهداني استمع إلى رؤية روسيا حول الأوضاع في المنطقة بصورة عامة وما يمكن ان يقدم للعراق في الملفات الاقتصادية والخبرات التكنولوجية”.

مقالات مشابهة

  • نيابة الأموال العامة بعدن تأمر بإعادة فتح مكاتب شركات النقل البري الدولي
  • عملية إطلاق النار "الأسوء" في السويد.. سوريون من بين الضحايا
  • ماجدة خير الله عن اختيار يحيى الفخراني رمزا للثقافة العربية: مؤثر لأجيال كثيرة
  • نبات السمكة الذهبية.. «لا يحتاج لمياه كثيرة وفوائده بالجملة»
  • المشهداني لمبعوث بوتين: لدينا ملاحظات كثيرة على الوضع السوري الجديد
  • حزب الله يبالغ في توظيف التحرك جنوبا؟
  • مرصد الأزهر: قيم أخلاقية كثيرة تعرضت للتشويه بسبب الإنترنت
  • ضبط مدير شركة توظيف عمالة بالخارج في الجيزة بتهمة النصب على المواطنين
  • استثمار البصرة تبحث توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة
  • السوداني:توظيف المال العام لصالح الإقليم من أولوياتي