اختيار مقاولة مغربية لإنجاز نفق TGV يمر تحت العاصمة الرباط
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
زنقة 20 ا متابعة
تم رسميا أمس الجمعة اختيار المجموعة المغربية “SGTM” لانشاء نفق لقطار فائق السرعة TGV الذي سيمر تحت العاصمة.
وكان المكتب الوطني للسكك الحديدية قد أعلن في وقت سابق عن إطلاق مناقصة لإنجاز مشروع نفق للسكة الحديدية في العاصمة الرباط، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 1.92 مليار درهم.
ويأتي هذا النفق ذو المسار المزدوج، الذي من المقرر إكماله في ظرف 42 شهرا، ضمن إطار مشروع الخط السريع بين القنيطرة ومراكش.
وتشمل أعمال المشروع النفقية إجراء الدراسات وتنفيذ الأعمال الإنشائية على الهياكل الهندسية والأعمال الترابية على المنصات المتصلة بها، داخل المنطقة الحضرية لمدينة الرباط.
وسيمتد النفق تحت الأرض على مسافة تقريبية تبلغ 3300 متر، بدءاً من وادي أبي رقراق وصولاً إلى محطة الرباط أكدال، مروراً بنفق مزدوج المسار بطول 2750 متر ومنطقة مفتوحة غير مغطاة تبلغ 50 مترًا، ونفق مغطى يتألف من 4 مسارات بطول 500 متر. وسيبدأ النفق من وادي نهر أبي رقراق بالقرب من النفق الحالي ويمتد حتى حدود محطة الرباط أكدال السككية.
دراسات وتنفيذ الأشغال الإنشائية على الهياكل الهندسية والأعمال الترابية على المنصات المرتبطة بها، داخل المجال الحضري لمدينة الرباط.
كما أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية مؤخرا، طلب عروض يتعلق بالدراسة التقنية لمشروع تشييد وبناء محطة قطار جديدة بحي الرياض في الرباط، وذلك في إطار مشروع تمديد الخط السريع الذي سيربط بين القنيطرة ومراكش بسرعة 320 كيلومترا في الساعة.
بلغ 840 ألف درهم لإنجاز الدراسات الفنية المتعلقة بمحطة حي الرياض، وفق أجل زمني لا يتعدى 27 شهرا، حيث من المرتقب أن تكون هذه المحطة الجديدة جاهزة قبل موعد احتضان المملكة لمنافسات كأس العالم 2030.
وسيتم بناء محطة قطارا حي الرياض على مساحة تناهز 4500 متر مربع، حيث ستربط هذه المنشأة الجديدة بين ضفتي شارع النخيل والحسن الثاني، على مقربة من ملعب الرباط الجديد، مركب مولاي عبد الله سابقا.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
خط السكة الحديدية البصرة- شلامجة ، هو ارتباط استراتيجي بين السعودية والصين في قلب غرب آسيا
مشروع خط السكة الحديدية البصرة-شلامجة يُعتبر تحولًا جيوسياسيًّا واقتصاديًّا وتجاريًّا في غرب آسيا. هذا الممر لا يعمل فقط كجسر للتواصل بين إيران والعراق، بل يمكن أن يتحول إلى طريق تجاري مهم في مبادرة الحزام والطريق الصينية.
في العقود الأخيرة، شهد غرب آسيا تحولاتٍ عميقةً في مجالات الجيوسياسة والجيوإكونوميكس. واحدةٌ من أهم هذه التحولات هي ظهور الصين كلاعبٍ رئيسيٍّ في هذه المنطقة، وسعيُ دولِ غربِ آسيا لتنويع علاقاتها الدولية، خاصةً في المجال الاقتصادي. وفي هذا السياق، تلعب المملكة العربية السعودية، بصفتها واحدةً من أكبرِ اقتصادياتِ المنطقةِ وأيضًا كقوةٍ مؤثرةٍ في العالمِ الإسلامي، دورًا محوريًّا في هذه التحولات.
تسعى السعوديةُ في السنواتِ الأخيرةِ لتوسيعِ علاقاتها الاقتصاديةِ مع الصين، التي تُعتبر ثانيَ أكبرَ اقتصادٍ في العالم. هدفُ السعوديةِ من هذا التطورِ في العلاقات، بجانبِ تنويعِ أسواقِها النفطية، هو الاستفادةُ من الاستثماراتِ الكبيرةِ والدعمِ السياسيِّ من الصين. كما تسعى الصينُ للاستفادةِ من المواردِ النفطيةِ والسوقِ الكبيرةِ في السعوديةِ لتوسيعِ اتصالاتِها التجاريةِ مع هذا البلد، دونَ الهيمنةِ الأمريكيةِ وبعيدًا عن الممراتِ البحريةِ الحالية.
في الواقع، تسعى الصينُ لإنشاءِ مساراتِ سككٍ حديديةٍ وطرقاتٍ بينها وبينَ دولِ منطقةِ غربِ آسيا، وخاصةً المملكةَ العربيةَ السعودية؛ لأن المساراتِ الحاليةَ تحتَ السيطرةِ الأمريكية، وتشعرُ الحكومةُ الصينيةُ بالقلقِ من الاحتمالاتِ التي قد تؤدي إلى عدمِ أمنِ هذه المساراتِ في حالِ حدوثِ أيِّ توترٍ بين الطرفين. واحدٌ من أهمِّ الطرقِ لدخولِ الصينِ إلى غربِ آسيا، وكذلك الاتصالِ بالمملكةِ العربيةِ السعودية، هو مسارُ آسيا الوسطى - إيران - العراق - السعودية.
رسم بياني لتجارة السعودية مع الصين
لذلك، يمكنُ للعراق، من خلال موقعهِ كحلقةِ وصلٍ للصينِ إلى السعوديةِ عبرَ آسيا الوسطى وإيران، أن يتحولَ إلى لاعبٍ رئيسيٍّ. يتوقفُ تحقيقُ هذا الهدفِ على إنشاءِ اتصالاتِ سككٍ حديديةٍ وطرقٍ ملائمةٍ مع إيران، والتي يمكنُ أن يساعدَ فيها حاليًّا خطُّ السككِ الحديديةِ شلامجة-بصرة.
في هذه التحولات، يُعتبرُ خطُّ السككِ الحديديةِ شلامجة-بصرة، الذي من المقررِ أن يربطَ إيرانَ بالعراق، مشروعًا بنيويًّا بين البلدين منذ أكثر من عقدين. هذا المشروعُ يتطلبُ إنشاءَ 33 كيلومترًا من السككِ الحديديةِ وبناءَ جسرٍ، وهذا العملُ جارٍ حاليًّا. من المتوقعِ أن يتحولَ هذا الخطُّ الحديديُّ إلى مسارٍ حيويٍّ كجزءٍ من مبادرة الحزام والطريق (BRI) الصينية، وهو ليس فقط مشروعًا بنيويًّا مهمًّا، بل يُعَدُّ أيضًا رمزًا لتقاربِ المصالحِ الاقتصاديةِ والاستراتيجيةِ بين السعوديةِ والصين.
هذا الخطُّ الحديديُّ، عندَ اكتمالهِ، لن يُسهِّلَ فقط نقلَ البضائعِ والمسافرين بين إيرانَ والعراق، بل يمكنُ أن يعملَ أيضًا كجسرِ تواصلٍ بين الصينِ وأكبرِ شريكٍ تجاريٍّ لها في غربِ آسيا. إضافةً إلى ذلك، في ظلِّ تعرضِ العلاقاتِ السعوديةِ مع بعضِ الدولِ الغربيةِ لتحدياتٍ، فإن تعزيزَ العلاقاتِ مع الصينِ واستخدامَ هذا المسارِ الحديديِّ يمكنُ أن يُعتبرَ استراتيجيةً لتنويعِ العلاقاتِ الدوليةِ للسعودية.
تقليديًّا، كانت المملكةُ العربيةُ السعوديةُ تعتمدُ على الطرقِ البحريةِ لنقلِ البضائعِ والطاقة، لكن خطَّ السككِ الحديديةِ شلامجة-بصرة يوفرُ مسارًا أرضيًّا بديلاً، مما قد يساعدُ في تقليلِ اعتمادِ البلادِ على الطرقِ البحريةِ الخطرة. إن إقامةَ مثلِ هذه الاتصالاتِ ستجعلُ العراقَ لاعبًا رئيسيًّا في العلاقاتِ بين السعوديةِ والصين، ومع الاستفادةِ الاقتصاديةِ الكبيرةِ التي ستعودُ على العراقِ من الاتصالِ بين الصينِ والسعودية، سترتفعُ مكانةُ العراقِ في سياستهِ الخارجيةِ أيضًا. لذا، من الضروريِّ الإسراعُ في تشغيلِ هذا الخطِّ الحديديِّ حتى لا تُضحى مصالحُ البلادِ أكثرَ من ذلك.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام