ألسنة وتكنولوجيا.. غوغل تضيف الأمازيغية لخدمة الترجمة
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
أعلنت شركة غوغل الأميركية إضافة 110 لغات جديدة، من بينها الأمازيغية، إلى خدمتها للترجمة، ضمن هدفها لإتاحة 1000 لغة جديدة في خدمة الترجمة الإلكترونية الأكثر استخداما عالميا.
وتأتي الخدمة الجديدة بغرض تسهيل ترجمة الأمازيغية المكتوبة بالخط اللاتيني وخط تيفيناغ، وكلاهما يدعمهما ترجمة جوجل.
و"تيفيناغ" حرف تقول بعض الروايات والأبحاث التاريخية إن الأمازيغ استعملوه في عصور ما قبل الميلاد للتعبير عن لسانهم، ثم اختفى لتقتصر شعوب المنطقة على الحكي الشفهي، وتستعين لاحقا بالحرف العربي لكتابة لغتها إثر الفتوحات الإسلامية، قبل بروز نقاش حاد في نهاية القرن الماضي بين نخبة مطالبة بالعودة إلى الحرف العربي وتيار فرانكفوني متمسك بالحرف اللاتيني، حسمه في المغرب العاهل محمد السادس عام 2003 بحل وسط من خلال المصادقة على "تيفيناغ"، ليكون حرفا رسميا وحيدا لكتابة الأمازيغية في المغرب.
وقالت غوغل إن خدمتها للترجمة تتخطى الحواجز اللغوية لتعزيز التواصل وفهم العالم بشكل أفضل، وتسعى لمساعدة الناس على التواصل عبر استخدام أحدث تقنيات الذكاء الصناعي.
وظهرت منذ الخميس الماضي اللغة الأمازيغية في خدمة الترجمة الخاصة بغوغل، وتعد اللغات الجديدة المضافة لخدمة الترجمة التوسعة الأكبر للخدمة على الإطلاق منذ تأسيسها، لتشمل أكثر من نصف مليار شخص.
وقالت الشركة في مدونتها الرسمية إنها في عام 2022 أضافت 24 لغة جديدة باستخدام الترجمة الآلية بدون نماذج (Zero-Shot Machine Translation)، حيث يتعلم نموذج التعلم الآلي الترجمة إلى لغة أخرى دون الحاجة إلى رؤية أي أمثلة سابقة، كما أعلنت الشركة عن مبادرة "1000 لغة"، وهي التزام ببناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي ستدعم اللغات الألف الأكثر انتشارا في العالم.
وأضافت الشركة أن هذه اللغات الجديدة المضافة يتحدثها أكثر من 614 مليون إنسان، ما يفتح المجال للترجمة لحوالي 8% من سكان العالم، وتشمل اللغات الجديدة لغات عالمية رئيسية تضم أكثر من 100 مليون متحدث، بالإضافة إلى لغات يتحدث بها مجتمعات صغيرة من السكان الأصليين، وبعض اللغات الأخرى، التي لم يتبقَّ لها إلا عدد قليل جدا من المتحدثين الأصليين، ولكن هناك جهود نشطة لإحيائها.
ترجمة نص عربي للأمازيغية بخط تيفيناغ عبر خدمة غوغل للترجمة (الجزيرة)ويأتي حوالي ربع اللغات الجديدة من إفريقيا، وهو ما يمثل أكبر توسع للغات الأفريقية حتى الآن، ومن أمثلة اللغات الجديدة المضافة إلى ترجمة جوجل، العفرية، وهي لغة نغمية يتحدث بها في جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، والكانتونية التي كانت واحدة من أكثر اللغات المطلوبة لترجمة جوجل، والمانكسية وهي اللغة الكلتية لجزيرة مان، وكادت تندثر تماما بوفاة آخر متحدث أصلي لها عام 1974، ولكن بفضل حركة إحياء على مستوى الجزيرة، أصبح هناك الآن الآلاف من المتحدثين بها.
وأيضا لغات النكو وهي شكل موحد للغات الماندينغية في غرب أفريقيا، والذي يوحد العديد من اللهجات في لغة مشتركة، وتم اختراع أبجديته الفريدة عام 1949، ويوجد مجتمع بحث نشط يعمل على تطوير موارد وتقنيات لها حتى اليوم، والبنجابية وهي لغة السكان الذين يعيشون منطقة البنجاب التاريخية في باكستان وشمال غرب الهند، وتكتب بالخط العربي الفارسي، وغيرها من اللغات.
وقالت غوغل إن هناك الكثير مما تجب مراعاته عند إضافة لغات جديدة إلى ترجمة جوجل، بدءا من التنوعات اللغوية واللهجات، وحتى قواعد الإملاء المعيارية، إذ تحتوي اللغات على قدر هائل من التنوع، بما في ذلك التنوعات الإقليمية واللهجات ومعايير الإملاء المختلفة.
الأمازيغية في المغربوفي العقود الأخيرة انتعشت اللغة الأمازيغية، وكان من نتائج ذلك اندماجها في التعليم المغربي منذ عام 2003، حيث إن 20% من تلاميذ المستوى الابتدائي يدرسون اليوم الأمازيغية، وأطلقت شعبة مستقلة بها في بعض الجامعات. واعترف دستور 2011 بالأمازيغية لغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية، وصار لها حضور في الإعلام من خلال قناة ناطقة بها.
وفي حديث سابق للجزيرة نت، يعزو محمد أفقير، الأستاذ في شعبة الدراسات الأمازيغية بجامعة ابن زهر بأكادير التطور في الإنتاجات الأدبية باللغة الأمازيغية إلى الواقع الجديد للأمازيغية بالمغرب، بعد الاعتراف الرسمي بها وما تلاه من إجراءات أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في تطور الإبداع الأدبي الأمازيغي، ومن ذلك تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ودمج الأمازيغية في جزء من التعليم الابتدائي، وتأسيس مسالك للإجازة (الليسانس) والماجستير خاصة بالدراسات الأمازيغية ببعض الكليات، إلى جانب تأسيس تكتلات تجمع الأدباء والكُتاب الأمازيغ على شكل اتحاد جهوي للكتاب، وتنظيم مسابقات للإبداع الأدبي ومنح جوائز للفائزين.
ويبدو أن التنوع الإثني الذي تتمتع به دول المنطقة المغاربية أخذ بالانعكاس أيضا على مشهدها الإعلامي، الذي تمكنت ضمنه الصحافة الأمازيغية -رغم حداثة نشأتها- من توطيد مكانة مهمة لدى الجمهور، بدءا من كونها متخصصة في قضايا الأمازيغ بلغات مختلفة، مرورا بتوظيف الحرفين العربي واللاتيني لتحرير المادة الأمازيغية، وصولا إلى مخاطبة القارئ بـ"تيفيناغ".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللغات الجدیدة الأمازیغیة فی ترجمة جوجل
إقرأ أيضاً:
وزيرا الثقافة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يُعلنان انطلاق تطبيق "كتاب"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات انطلاق تطبيق "كتاب"، والذي يأتي تزامنًا مع انطلاق فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بحضور عمرو البسيوني، الوكيل الدائم لوزارة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين العساسي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والدكتور أشرف العزازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والمهندسة نيفين فكري، مدير مركز المعلومات بوزارة الثقافة.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أن هذا التطبيق يأتي في وقت حيوي يشهد فيه العالم تحولًا رقميًا سريعًا، مشيرًا إلى أن التطبيق يعمل على تسهيل الوصول إلى الكتب والمحتوى الثقافي من خلال أحدث الوسائل التكنولوجية، وأوضح وزير الثقافة أن المشروع سيشمل مكتبة رقمية ضخمة تحتوي على مجموعة متنوعة من الكتب في مختلف فروع المعرفة ، مما يتيح للمواطنين إمكانية الوصول إلى محتوى ثقافي متنوع ومتجدد، حيث إن التطبيق سيتيح للمواطنين تحميل مكتبة واسعة من إصدارات وزارة الثقافة من خلال منصة رقمية متطورة هي ثمرة التعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو: "إننا نعيش في عصر أضحت خلاله التكنولوجيا الرقمية واقعًا ملموسًا يجب مواكبته بشكل فعال، ونسعى جاهدين لمواكبة هذا التحول من خلال توفير منصات تتيح للمواطنين الوصول إلى المعرفة بأيسر الطرق وأكثرها فاعلية، فتطبيق "كتاب"هو خطوة جديدة في مسارنا نحو تعزيز الثقافة الرقمية، وتوسيع دائرة القراءة، وبناء جسر جديد بين الكتاب والقارئ".
وثمن وزير الثقافة، جهود التعاون القائمة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في دعم المشروع وتوفير البنية التحتية التقنية اللازمة لضمان نجاحه، من خلال تطوير تطبيقات ومنصات رقمية تسمح للمواطنين بتحميل الكتب بسهولة ويسر، حيث إن هذا التعاون بين الوزارتين يعكس تكامل الجهود الحكومية لتطوير القطاع الثقافي، وتوفير بيئة معرفية تنافسية باستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة، مشيرًا إلى أن الكتاب الإلكتروني سيكون أداة فعالة في تعزيز التفاعل الثقافي بين مصر والعالم، من خلال توفير محتوى رقمي يمكن الوصول إليه من أي مكان في العالم.
الجدير بالذكر أن مشروع الكتاب الإلكتروني هو مبادرة ثقافية حديثة تهدف إلى توفير محتوى ثقافي ومعرفي واسع عبر منصات رقمية، تتيح للمواطنين الوصول إلى الكتب في مختلف المجالات بسهولة ويسر، ويأتي المشروع نتيجة تعاون مشترك بين وزارة الثقافة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في خطوة استراتيجية لتعزيز الثقافة الرقمية في مصر وتوسيع نطاق الوصول إلى المعرفة عبر التكنولوجيا الحديثة.