توقع بنك باركليز، أن ينتهي برنامج الاحتياطي الفيدرالي لتقليص ميزانيته العمومية والمعروف باسم التشديد الكمّي، في ديسمبر المقبل. ورجح المحللون في البنك ألا يؤدي الانتهاء من هذا البرنامج إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية.

5 تريليونات دولار

ونوهوا بأن هذا يُعد اختلافًا ملحوظًا عن التوقف المفاجئ لبرنامج التيسير الكمي في عام 2019، والذي تسبب في زيادة سريعة في تكلفة اقتراض الأموال بين عشية وضحاها.

ويؤكد تحليل "باركليز" على الخطوات التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي لمنع تكرار أخطاء عام 2019 ولضمان انتقال تدريجي ومستقر. وحاز الاحتياطي الفدرالي على حوالي 5 تريليونات دولار من الأوراق المالية عبر التيسير الكمّي في العامَين وصولاً إلى مارس 2022، ما أدى إلى مضاعفة ميزانيّته العموميّة تقريباً. وبعد تراجع بنسبة 3.4% في 2020، نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5.7% في 2021. وحقّق إجمالي الإجراءات الاقتصاديّة الأثر المقصود.

وأشار بنك باركليز إلى أن "الاحتياطي الفيدرالي واصل تخفيض ميزانيته العمومية لفترة مفرطة في عام 2019". «لم يقيس الفيدرالي بدقة مستوى الاحتياطيات النقدية الإضافية التي أرادت البنوك الاحتفاظ بها كإجراء أمان، وأولى اهتمامًا كبيرًا بالمجال المحدد لمعدلات الاقتراض لليلة واحدة».

ماذا يعني التشديد الكمي؟

التشديد الكمي عكس التيسير الكمي، فبدل شراء الأوراق الماليّة وضخّ الأموال، ينطوي التشديد على سحب سندات الدين عند استحقاقها (أي تُزال الأموال من السوق عند سدادها من قبل المدينين). بذلك تختفي المدفوعات المحصلة أو "تُسحب من السوق" ما يعكس العمليّة التي ظهر فيها المال بالأصل.

وكان برنامج التشديد الكمي الذي وضعه الاحتياطي الفيدرالي أشد من السابق. فبعد ثلاثة أشهر من التصعيد، ستُلغى أصول بقيمة حوالي 100 مليار دولار من النظام المالي شهريّاً، ويخضع ذلك إلى تعديلات استجابةً للاقتصاد ككلّ. ويُتوقّع سحب ما يزيد عن 3 تريليون دولار في الأعوام القليلة المقبلة

حذر أكبر

ويمضي الاحتياطي الفيدرالي بحذر أكبر، فقد قام بتوسيع نطاق مراقبته للظروف التي تقرض فيها البنوك الأموال لبعضها البعض وبدأ في تقليص الاحتياطي الكمي في الوقت الذي لا تزال البنوك تحتفظ بأكثر من 3.4 تريليون دولار من الاحتياطيات الزائدة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل تطبيق الطرف المقابل المركزي للصفقات ومرفق إعادة الشراء الدائم (SRF) بمثابة حماية إضافية ضد الزيادة المفاجئة في تكاليف الاقتراض، على غرار ما حدث في عام 2019.

تُظهر حاليًا العديد من المؤشرات التي حذرت سابقًا من وجود صعوبات في السوق في 2018-2019 مستويات مرتفعة. وتحتفظ صناديق التحوط بمبالغ مماثلة من السندات الحكومية الأمريكية، وتستخدم القروض المضمونة لتمويل هذه المراكز، كما أن تجار الأوراق المالية لديهم مستويات قياسية من السندات الحكومية الأمريكية في دفاترهم.

ويرى بنك باركليز أن الاستعدادات الشاملة والإجراءات الاستباقية التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي ستؤدي إلى اختتام ثابت لمرحلة ما بعد التحوط الكمي. وذكروا: "أولاً، يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي يولي مزيدًا من الاهتمام لمجموعة أوسع من ظروف السوق وليس فقط التركيز على معدلات الاقتراض لليلة واحدة".

تسوية الصفقات

السبب الثاني لتفاؤل باركليز هو نمو نشاط القروض المضمونة قصيرة الأجل بين المؤسسات المالية واستخدام الطرف المقابل المركزي لتسوية الصفقات منذ عام 2020. وقد سمحت هذه التطورات بشكل فعال للمتعاملين في الأوراق المالية بإدارة المزيد من المعاملات بنفس المقدار من رأس المال من خلال معادلة المعاملات المتعارضة. وأدى استخدام القروض المضمونة قصيرة الأجل بين المؤسسات المالية - والاعتماد العام للطرف المقابل المركزي لتسوية الصفقات- إلى توسيع قدرة المتعاملين في الأوراق المالية على إدارة المزيد من المعاملات بنفس مقدار رأس المال من خلال تعويض المعاملات المتعارضة. ويؤكد التقرير أن حجم هذه المعاملات (التي تنطوي على كل من افتراض وإقراض الأوراق المالية) يتجاوز تريليون دولار، وقد زاد بأكثر من الضعف منذ عام 2019."

ويتوقع بنك باركليز أن يكمل الاحتياطي الفيدرالي بنجاح في ديسمبر دون أي اضطرابات كبيرة وقبل أن تظهر أي علامات على وجود ضائقة سواء في معدلات الاقتراض لليلة واحدة أو سوق القروض المضمونة قصيرة الأجل.

اقرأ أيضاًمحللون: «الاحتياطي الفيدرالي» مستمر في «خنق» الاقتصاد العالمي المثقل بالديون

مليار جنيه.. قيمة أسهم بالبورصة باعها الأجانب خلال يونيو

«التمثيل التجاري» يوقع بروتوكول تعاون مع «وفا بنك» لزيادة الصادرات المصرية لإفريقيا

شعبة الأجهزة الكهربائية: توقعات بارتفاع حجم سوق الأجهزة المنزلية في مصر إلى 9 مليارات دولار

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسواق المال أسواق المال العالمية اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اسعار الفائدة الاحتياطي الفيدرالي بنك باركليز سندات الدين الاحتیاطی الفیدرالی الأوراق المالیة بنک بارکلیز عام 2019

إقرأ أيضاً:

الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي

ارتفع الدولار بشكل طفيف، الخميس، وسط مساع لاستيضاح ملامح السياسات التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

وبعد ثباته على مدار ثلاث جلسات، عاود الدولار الصعود حيث رفع المستثمرون مؤشر الدولار مقابل منافسيه الرئيسيين ليقترب من أعلى مستوى في عام عند 107.07 الذي سجله الأسبوع الماضي.

وصعد الدولار بأكثر من اثنين بالمئة منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر وسط رهانات على أن سياسات ترامب قد تعيد إشعال فتيل التضخم وتقليص تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز أن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يخفض بنك الاحتياطي  الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر، على أن يقر تخفيضات أقل في 2025 مقارنة بالتوقعات التي صدرت قبل شهر بسبب خطر ارتفاع التضخم جراء سياسات ترامب.

وسجل مؤشر الدولار 106.56 مرتفعا عن أقل مستوى في أسبوع الذي سجله في الجلسة السابقة.

واستقر اليورو تقريبا عند 1.054725 دولار بعد أن هبط 0.5 بالمئة أمس الأربعاء، ليعود صوب أدنى مستوى له في الأسبوع الماضي عند 1.0496 دولار.

وتخلت العملة الأميركية عن بعض مكاسبها أمام الين متراجعة 0.33 بالمئة إلى 154.91 ين رغم استمرار تعرض العملة اليابانية لضغوط.

وارتفع الجنيه الاسترليني 0.07 بالمئة إلى 1.2656 دولار. وأظهرت بيانات أمس الأربعاء أن التضخم في بريطانيا قفز أكثر من المتوقع الشهر الماضي ليرتفع مجددا فوق هدف بنك إنجلترا البالغ اثنين بالمئة وهو ما يدعم النهج الحذر الذي ينتهجه البنك المركزي بشأن خفض أسعار الفائدة.

ووصل البتكوين إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 95016 دولار أمس الأربعاء مدعوما بتقرير أفاد بأن شركة التواصل الاجتماعي التابعة لترامب تجري محادثات لشراء شركة باكت للعملات المشفرة.

مقالات مشابهة

  • استشاري نفسي: اضطرابات النوم والسكريات تتسببان في إضعاف الذاكرة
  • الدولار يرتفع وسط ترقب لقرارات بنك الاحتياطي الاتحادي
  • الفيدرالي الأمريكي يقبض على شخص بتهمة التخطيط لتفجير بورصة «وول ستريت»
  • الدولار يرتفع مع ترقب سياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
  • الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
  • نشاط أسواق المال العربية| تباين في أداء البورصات العربية.. والسعودية تغلق على تراجع
  • مشروع قانون المالية 2025 يتوقع تراجع سعر استيراد غاز البوتان وارتفاع المنتوج الوطني من الحبوب
  • طفرة نادرة تكشف سر اضطرابات وراثية غير مُشخصة لـ30 مريضًا
  • آبل تدعو مستخدمي iOS 8 لتحديث الأجهزة قبل إيقاف دعم النسخ الاحتياطي في ديسمبر
  • جامعة الفيوم: ورشة عمل حول الخطة المستقبلية للجامعة وشرح قرار وزير المالية رقم (464) لسنة 2019