سعيد جليلي... تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعلنت  وزارة الداخلية الإيرانية، نحو جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، بعدما فشل المرشحون بتحقيق نسبة 50% وما فوق من أصوات المقترعين في الجولة الأولى.

وبحسب النتائج الرسمية التي أعلنتها الداخلية الإيرانية، حل في المرتبة الأولى المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، بحصوله على أكثر من 10 ملايين و415 ألف صوت حتى الآن، متفوقا على المرشح المحافظ، سعيد جليلي الذي فاز بـ9 ملايين ونصف مليون صوت، بينما بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 40%.

وحصل محمد باقر قاليباف، على مليونين و676 ألف صوت، في حين نال مصطفى بور محمدي 158 ألفا و314 صوتًا.

ومن المرتقب أن تجري الجولة الثانية يوم الجمعة المقبل 5 يوليو بين المرشحين الإصلاحي مسعود بزشكيان، والمحافظ سعيد جليلي اللذين تصدرا السباق.

من هو سعيد جليلي؟

سعيد جليلي هو شخصية سياسية إيرانية بارزة، ولد في مشهد عام 1965. يشتهر بكونه واحدًا من أهم الدبلوماسيين والسياسيين في إيران، حيث شغل منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني وكان كبير المفاوضين النوويين.

حصل جليلي على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الإمام صادق في طهران. دخل الحياة السياسية في التسعينيات، وارتقى بسرعة في سلم المناصب الحكومية، حيث تولى عدة مناصب هامة.

 بصفته أمينًا عامًا لمجلس الأمن القومي، قاد المفاوضات النووية الإيرانية مع الدول الكبرى، حيث كان يلعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن حقوق إيران في برنامجها النووي وتأكيد سيادتها في هذا المجال.

يمتاز جليلي بشخصية حازمة ومواقف صارمة تجاه القضايا الوطنية والدولية، ويدعم السياسات التي تعزز من مكانة إيران الإقليمية والدولية. يعتبر من الشخصيات المحافظة البارزة في السياسة الإيرانية، ويؤمن بضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية والتقاليد الدينية في مواجهة الضغوط الخارجية.

شارك جليلي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2013، ولكنه لم يتمكن من الفوز. ورغم ذلك، يظل مؤثرًا في الساحة السياسية الإيرانية، حيث يستمر في الدفاع عن سياسات بلاده والمساهمة في صياغة القرارات السياسية الهامة.

 

 

الحياة المبكرة والتعليم

سعيد جليلي ولد في 6 سبتمبر 1965 في مدينة مشهد بإيران، وهي واحدة من أقدس المدن في البلاد. نشأ في عائلة متدينة وملتزمة، مما أثر بشكل كبير على توجهاته الفكرية والسياسية فيما بعد. منذ صغره، أظهر جليلي اهتمامًا كبيرًا بالدين والسياسة، وكان يشارك في الأنشطة الثقافية والدينية في مجتمعه.

التعليم:

المرحلة الابتدائية والثانوية: تلقى جليلي تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس مشهد. كان طالبًا مجتهدًا ومتفوقًا، وشارك بنشاط في البرامج الثقافية والدينية التي نظمتها المدارس.

الجامعة: بعد إنهاء تعليمه الثانوي، انتقل إلى طهران لمتابعة دراسته الجامعية. حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمام صادق، وهي واحدة من الجامعات الرائدة في إيران، معروفة بتقديم تعليم يركز على القيم الإسلامية والسياسة. كانت فترة الدراسة الجامعية مهمة لجليلي، حيث طور خلالها اهتمامه بالسياسة الدولية والعلاقات الدبلوماسية.

الدكتوراه: تابع جليلي دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من نفس الجامعة، وتخصص في العلاقات الدولية. قدم أطروحة تناولت العلاقات بين إيران والدول الغربية، مع التركيز على السياسات النووية ودور إيران في الشرق الأوسط.

أثناء دراسته، تأثر جليلي ببيئة الجامعة التي تشجع على التفكير النقدي والدراسة العميقة للقضايا السياسية والدينية، مما أسهم في تشكيل رؤيته السياسية الخاصة وأهله لدخول الحياة السياسية فيما بعد.

 

 

المناصب

سعيد جليلي شغل مجموعة متنوعة من المناصب الهامة في السياسة الإيرانية، مما جعله واحدًا من الشخصيات البارزة في هذا المجال. وفيما يلي أبرز المناصب التي تولاها:

مدير مكتب المرشد الأعلى للشؤون الدولية (1991-1996):

عمل جليلي في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث تولى مهام متعلقة بالعلاقات الدولية والملفات الحساسة، مما أتاح له فرصة لتعميق معرفته بالشؤون الخارجية والسياسة الدولية.
مستشار الشؤون الخارجية لرئيس البرلمان (1996-2001):

في هذا الدور، ساعد جليلي في صياغة السياسات الخارجية ودعم العلاقات البرلمانية مع الدول الأخرى، مما ساهم في تعزيز دوره في السياسة الخارجية الإيرانية.
نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأمريكية (2001-2005):

شغل جليلي هذا المنصب في وزارة الخارجية الإيرانية، حيث لعب دورًا رئيسيًا في توجيه سياسات إيران تجاه أوروبا وأمريكا الشمالية. وكان مسؤولًا عن تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه المناطق.
أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني (2007-2013):

في هذا المنصب الهام، تولى جليلي مسؤولية تنسيق السياسات الأمنية والدفاعية لإيران. وكان أيضًا كبير المفاوضين النوويين، حيث قاد المفاوضات مع الدول الكبرى حول برنامج إيران النووي.
كبير المفاوضين النوويين (2007-2013):

بصفته كبير المفاوضين النوويين، كان جليلي يمثل إيران في المحادثات الدولية بشأن برنامجها النووي. لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن حقوق إيران في تطوير التكنولوجيا النووية واستخدامها لأغراض سلمية.
عضو مجلس الشورى الإسلامي (منذ 2016):

تم انتخاب جليلي لعضوية مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، حيث يعمل على صياغة السياسات الوطنية والمشاركة في التشريعات.
مرشح رئاسي في الانتخابات الإيرانية (2013 و2021):

شارك جليلي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، في 2013 و2021، لكنه لم يتمكن من الفوز. ورغم ذلك، يبقى شخصية مؤثرة في الساحة السياسية الإيرانية.
مستشار في الشؤون الدولية للمرشد الأعلى (منذ 2021):

يعمل جليلي مستشارًا للشؤون الدولية للمرشد الأعلى، حيث يقدم المشورة في القضايا الدولية والإستراتيجية.
سعيد جليلي يمتلك خبرة واسعة في السياسة الإيرانية، وكان له دور كبير في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية لإيران خلال العقود الماضية.

 

 

الانتخابات الرئاسية

شارك سعيد جليلي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، مما عكس طموحه السياسي في قيادة البلاد. وفيما يلي تفاصيل مشاركته في هذه الانتخابات:

الانتخابات الرئاسية لعام 2013:
السياق السياسي:

أجريت الانتخابات وسط توترات دولية بسبب البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
الحملة الانتخابية:

ركز جليلي على الدفاع عن البرنامج النووي الإيراني ورفض تقديم تنازلات للدول الغربية.
حملته كانت موجهة نحو القاعدة المحافظة في إيران، حيث وعد بمواصلة النهج الصارم في السياسة الخارجية والاقتصاد الوطني القائم على المقاومة الاقتصادية (اقتصاد المقاومة).
أبرز شعاراته تضمنت تعزيز الاستقلال الوطني والسيادة الاقتصادية.
النتائج:

لم يتمكن جليلي من تحقيق فوز في الانتخابات، وحل ثالثًا بنسبة 11.4% من الأصوات. الفائز كان حسن روحاني، الذي اتخذ موقفًا أكثر اعتدالًا وانفتاحًا في السياسة الخارجية والداخلية.
الانتخابات الرئاسية لعام 2021:
السياق السياسي:

جرت الانتخابات في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات واستمرار التوترات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
الحملة الانتخابية:

جليلي ركز على تقديم رؤية تعتمد على الاقتصاد المقاوم، وتعزيز القدرات المحلية لمواجهة العقوبات.
شملت وعوده الانتخابية تحسين الظروف المعيشية وتقليل الاعتماد على الاقتصاد الغربي.
استفاد من خبرته السابقة في المفاوضات النووية ليعزز موقفه كمفاوض قوي يمكنه تحقيق مصالح إيران.
النتائج:

لم يحقق جليلي النجاح المرجو في هذه الانتخابات، وجاء ترتيبه بعد الفائز إبراهيم رئيسي، الذي حصل على دعم كبير من الأوساط المحافظة والإصلاحية على حد سواء.

 


دعم قاليباف إلى جليلي 


أعلن المرشح الرئاسي الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم السبت، دعمه لسعيد جليلي، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقررة في 5 يوليو المقبل، وفقًا لما نقلته وكالة «مهر» الإيرانية.


وقال «قاليباف»، في تصريحات له اليوم، إن: «الطريق لم ينته بعد، ورغم أنني أحترم الدكتور بزشكيان شخصيًا، لكن نظرًا لاهتمام بعض الأشخاص حوله فإنني أطلب من كل القوى الثورية أن تساعد في وقف التيار الذي تسبب في جزء مهم من مشاكلنا الاقتصادية والسياسية اليوم، وهو عدم عودتها إلى ساحة السلطة، لذا يجب علينا جميعًا أن نحاول انتخاب مرشح الجبهة الثورية الدكتور جليلي رئيسًا لحكومة الـ14».

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سعيد جليلي الانتخابات الرئاسية الايرانية ايران

إقرأ أيضاً:

إيران توافق على تعزيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهام التفتيش

وافقت إيران على زيادة إجراءات المراقبة، التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابل المضي بقرارها زيادة وتيرة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بشكل كبير، وفق تقرير غير معد للنشر اطلعت عليه الوكالة، اليوم الجمعة.

وأعلنت طهران مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، عن البدء بتغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو بوسط البلاد، "ما من شأنه على  المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى  60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويتوقع بذلك أن يتجاوز إنتاجها 34 كيلوغراماً في الشهر مقارنة مع 4.7 كيلوغرامات، خلال الفترة الماضية التي تمت مراجعتها.

"وول ستريت جورنال": #طهران تسمح بدخول مفتشين جدد من الوكالة الذرية لمراقبة مواقعها النوويةhttps://t.co/qOVRaRMjKQ

— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) December 11, 2024

وأمام هذه "التغييرات"، طلبت الوكالة التي يقع مقرها في فيينا إعادة تقييم عمليات التفتيش التي تجريها، من أجل ضمان عدم استخدام المنشأة لإنتاج اليورانيوم بمستوى تخصيب أعلى من المستوى المعلن، واستخدام المواد النووية لغير الغرض المعلن منها.

وجاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "إيران وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة إجراءات المراقبة". وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.

وفشلت المفاوضات بين إيران ودول غربية، في إحياء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا عام 2015، بين إيران وعدد من القوى الكبرى ثم انسحبت منه واشنطن. وحدد الاتفاق معدل التخصيب عند 3.67%.

وتدافع طهران عن حقها في الحصول على الطاقة النووية للأغراض المدنية، وخصوصاً لتوليد الطاقة الكهربائية وتنفي رغبتها في حيازة القنبلة الذرية. لكنها تخلت عن التزاماتها بموجب الاتفاق رداً على الانسحاب الأمريكي عام 2018، من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات شديدة عليها.

ويأتي تعزيز التخصيب، بعدما أقر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قراراً يدين عدم تعاون طهران. وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي الأسبوع الماضي: "إنها رسالة واضحة رداً على الضغوط التي يشعر الإيرانيون أنهم يخضعون لها".

وأعربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، عن "قلقها العميق" الثلاثاء الماضي، وحثت الجمهورية الإسلامية على "إنهاء تصعيدها النووي على الفور". وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، ناقشت الدول الثلاث إمكان استخدام آلية إعادة فرض العقوبات على إيران "لمنعها من حيازة السلاح النووي".

مقالات مشابهة

  • مفوضية الانتخابات تشارك في ندوة علمية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
  • «مفوضية الانتخابات» تشارك بندوة علمية حول «حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة»
  • تأثير سقوط الأسد على إيران ومستقبل العلاقات الإيرانية السورية
  • ‏إيران تؤكد موافقتها على تكثيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهام التفتيش
  • الدنمارك تقترب من تحقيق لقب بطولة مصر الدولية للجولف.. صور
  • الدنمارك تقترب من لقب بطولة مصر الدولية للجولف
  • العربي يقتنص صدارة «دوري الأولى»
  • إيران قبلت بتعزيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهام التفتيش
  • إيران توافق على تعزيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهام التفتيش
  • الدنماركى فيكتور يتصدر منافسات بطولة مصر الدولية للجولف