عبد المجيد التركي
كما أنا.. لم يتغير شيء..
أطرقُ البابَ الخطأ باستمرار
وأمنــِّي نفسي بيدٍ سأصافحها خلفَ الباب،
للأبواب حكاية طويلة لا يعرفها النجَّارون،
حكاية تتجاوز سعر الخشب وجودته..
الأبواب مومياوات ترتدي الخشب
وربما أنها بشرٌ انتهت فترة صلاحيتهم فتمَّ تحنيطهم.
***
تغلق الباب بهدوء كي لا يسمعك أحد
فيصدر أصواتاً يخيفك بها كأنه يطقطقُ أصابعه،
لا لشيءٍ إلاَّ ليجرِّب لؤمه عليك.
***
لباب حكاية طويلة لعُري الشجرة
وعقمٌ مدهونٌ بطلاءٍ لا يستجيب للرياحِ اللَّواقح
التي تــــُزاوجُ بين الأشجار دون أدنى شهوة.
***
الباب انتظارٌ دائمٌ
وانفراجه مؤقتة لضيق طويل..
كلُّ خضرته مخزونة في ذاكرة المنشار الذي يقطع المشهد من نصفه
ولا يبالي بالنهايات
لأنها غير سعيدة في نظره..
***
المنشار صديق الشجرة
يحميها من مقصِّ البستاني
ومياه الشتاء التي تملأ عروقها بالصقيع
ويمنحها شكلاً آخر لكسر رتابة الفصول
التي تتلاعب بأوراقها المتساقطة..
***
يتذكَّر الباب أنه كان بذرة ملقاة على التراب،
ويتذكَّر أنه بقي لساعات في حوصلة عصفور
أصابه قيءٌ مفاجئ..
***
أصبح في مأمنٍ من الشيخوخة
ورماد المدفأة
وثرثرة الطيور التي كانت تستريح على أغصانه في حياة سابقة..
يتذكَّر الباب أن جذوره ما زالت مدفونة في التراب
وأن نصف ذاكرته تكفي ليتأكد أنه يقوم بدورين في مسلسل واحد.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
جريمة غدر الصحاب حكاية مقتل شاب على يد شقيقين في فيصل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يتخيل محمد الشاب العشريني، أن الفصل الأخير من حياته سيكتب على يد صديقيه دون أن يقترف جرما أو يرتكب ذنباً، سوى أنه سلم نفسه لأشخاص تملك الغدر بعدما سيطر إبليس على عقولهم ليقوموا باستدراج المجنى عليه نحو منطقة بعيدة عن رصد آلات المراقبة المثبتة فى الشارع وطعنه بسلاح أبيض ثم ضربه بشومة على رأسه ليسقط على الأرض لتراق دماء شاب، تتغنى الجميع بشهامته بعد وفاته.
تفاصيل الجريمة المأساوية كما سردتها «نوال»والدة المجنى عليه، محمد القمش، قالت لـ"البوابة" إن أحداث الجريمة درات فى منطقة فيصل، التابعة لمحافظة الجيزة، حيث قام شقيقان "علاء.أ"، ٢٤ عاما و"سامي" ٢١ عاما، بانتظار نجلها أمام المسجد الذى كان يؤدى فيه صلاة العشاء ويخفى أحدهما فى طيات ملابسه سلاحا أبيض "مطواة"، بينما كان يمسك الآخر " شومة".
ومع مرور الوقت لاحظ الأخوان تأخر المجنى عليه، ومع ظهور طليعة المصلين الخارجين من المسجد، وعند رؤيتهم لـ محمد ابنى ، رفع "علاء" صوته مناديا "محمد" تعال يا صاحبى عايزك فى موضوع مهم.
وتابعت الأم: "بدأت خطة استدراج ابنى حيث اختفى سامى من المشهد، وسار نجلى مع علاء الذى وضع يديه على كتف محمد، ثم أمسك بذراعه تارة أخرى حتى يطمئنه قبل أن يقوم بتنفيذ خطته به، وواصل المتهم خطته حتى وصل بالمجنى عليه إلى مسرح الجريمة، وحينها اختار القاتل مكانا خاليا من كاميرات المراقبة، حتى لا يتم تسجيل لحظة ارتكابهما الجريمة، دون مقدمات أخرج مطـواه وسدد للضحية طعنة نافذة فى الصدر.
وأوضحت الأم: "لما ابنى تلقى الطعنة رجع إلى الوراء لتلقطه إحدى كاميرات، وقتئذ تعالت صرخات محمد ليأتى المتهم الثانى "سامي"، "شقيق المتهم، وصديق الضحية، ليستنجد قائلاً: "أخوك غزنى يا صاحبي"، وتعلق نظره بالشومة التى يمسكها، وتيقن أنه استجار بالشخص الخاطئ.
وتابعت: حيث اجتمع عليه الأخوان ضربه "سامي" بشومته، وطعـنه "علاء" مرة أخرى فى قلبه، تماسك محمد للحظات، ثم توقفت كلمات العتاب فى حلقه، فالقتلة أصدقاؤه لكن طعنات الغدر كانت نافذة، ليسقط أرضا يتمتم بكلمات غير مفهومة وأراح رأسه ليفـارق الحياة.