سيدتي، بعد التحية والسلام مطمئنة أنا اليوم وأنا أحظى بهذه الفرصة التي أعتبرها ملاذا لي من غطرسة زوجي وإتهاماته. فلولا ركن قلوب حائرة لما كنت قد وجدت متنفسا للهم الذي أكابده منذ يومين.

نعم سيدتي، فحياتي تحولت في اليومين الأخيرين إلى جحيم لا يطاق مع زوجي الذي بات يوجه لي أصابع الإتهام بأنني أنا السبب في إخفاق إبنتنا الوحيدة في نيل شهادة التعليم المتوسط.

فهو وحسبه يرجع السبب إلى الدلال الكبير الذي منحته لإبنتي التي لم أمارس عليها أي نوع من التشديد أو الترهيب حتى تذاكر وتجتهد، والله أعلم أنني لم أكن أبحث سوى عن راحتها النفسية التي ظننتها ستنعكس بالإيجاب على مردودها الفكري.

صحيح أن إبنتي ليست بالتلميذة المجتهدة ولا المكدة، فهي تملك رصيدا لا بأس به من العلم الذي وللأسف لم يكفل لها أن تكون من مصاف الناجحين. وأكثر ما يلومني عليه زوجي أنني أيضا أسرفت في مصروف البيت كرمى لأن يكون لإبنتي فرصة حضور بعض الدورات الخاصة بالمراجعة والتحفيز التي يقوم بها اساتذة متخصصون ومدربون تحفيزيون في علم النفس.

جهود إبنتي المتواضعة ذهبت هباءا منثورا سيدتي، وأنا اليوم أدرك فداحة عدم حرصي على إبنتي أن تراجع وتجتهد وتلتزم طيلة السنة الدراسية، لكن هذا لا يعني أن يقدم زوجي بما يقوم به معنا من سياسة الزجر والنهر وكلامه القاسي الذي لا ينتهي من أنني قضيت على مستقبل إبنتي ومن أنني حكمت عليها أن تحيا إنهزامية.

أيعقل هذا سيدتي؟ أيعقل أن تقبل أم أن تكون إبنتها من الراسبات الخاسرات؟ ايعقل أن يكون الجوّ المشحون هو عنوان حياتنا بعد صدمة الرسوب، عوض أن يكون الإحتواء والطبطبة منهجا لتتعافى إبنتي وتعود إلى إستقرارها النفسي.

أريد منك جوابا سيدتي ، فلا تبخلي عليّ رجاءا.

أختكم أم نورهان من الغرب الجزائري.

الرد:

هوني عليك أختاه,لتهدئي من روعك فكلمات الكون كله لا تكفي للتعبير عن حسرة أن يكون ابناءنا في مصاف الراسبين بعد سنة دراسية كانوا من خلالها يحضرون لإمتحان مصيري.

لست في صف زوجك أختاه، لكن دعيني أخبرك أنك بالإفاراط في تدليل إبنتك وخوفك على حالتها النفسية جعلتها كمن يهمل ولا يعي أهمية الشهادة التي ستمتحن بها. لقد خلقت في قلبها نوعا من الركود الذي لم تفلح دورات المراجعة ولا حتى جلسات المختصين النفسانيين في تحريكه وبثه.

لا محالة فأصابع الإتهام موجهة لك، ولا يمكنك التنصل من مسؤوليتك تجاه هذه الخسارة التي لم ترخي بظلالها سوى على إبنتك المسكينة التي ستكون مضطرة لأن تعيد السنة، وسيكون عليها بذل الكثير من المجهودات حتى تلتحق بركب ترائبها وزملائها، ولعلمك فالضغط النفسي الذي ستجابهه سيكون أكثر من الذي كانت ستحياه هذا الموسم لولا لفّك لها بالخوف والرهبة التي افقدتها روح الإتكال على نفسها والذي جعلها غير مسؤولة أمام الإمتحان المصيري الذي إجتازته.

عليك أختاه أن تتحملي ما يقوم به زوجك من تصرف حيالك، حيث أنه ترك لك مسألة التكفل بدراسة إبنتك ونجاحها، ولم يبخل عليك بالماديات التي لم تكن لديك سياسة رشيدة في إنفاقها، حيث أنّك صرفتها في دورات وجلسات لميكن لها داع لدى إبنتك، لأنه كان عليها أن تتزود بالإرادة والعزيمة والرغبة في النجاح.

لم يفت الأوان أختاه، وعليك أن تشحذي همة إبنتك بما يكفل أن يكون زادها الموسم الدراسي المقبل، من خلال حثها على المراجعة والتركيز والعمل بجدّ، وعوض الإفراط في الدلال والخوف على المشاعر، فليكن منهجك مع إبنتك غرس الإتكال على النفس، وتقوية الثقة بنفسها حتى تكرم أمام ورقة الإمتحان ولا تهان، ولتخبريها منذ اليوم أنه لديها فرصة ثمينة لا تعوض في أن تحوز على معدّل ممتاز وأن تنال الشهادة وتفرح كباقي زملائها فرحة العمر.

ومن خلال هذه السانحة، نتمنى من كل التلاميذ الذين رسبوا أن يكفكفوا دموعهم ولا يتوانوا عن المحاولة مرة ومرتين لبلوغ المنى والظفر بالنجاح والتألق.

ردت:”ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

نائب كردي سابق: حكومة البارزاني والسوداني تتحملان مسؤولية استمرار الاعتصامات في السليمانية

آخر تحديث: 6 فبراير 2025 - 12:30 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- اكد النائب السابق غالب محمد علي، تجاهل السلطتين في بغداد واربيل لأصوات المعتصمين والمضربين عن الطعام في السليمانية، لافتا الى ان الموظفين في الإقليم لم يحصلوا على الرواتب التي تذهب أحيانا الى جيوب العوائل الحاكمة.وقال علي في حديث صحفي، ان “الاعتصامات والاضراب عن الطعام مازال قائما في السليمانية لليوم التاسع على التوالي، حيث تدهورت صحة عدد من المضربين عن الطعام والبالغ عددهم 13”.وأضاف ان “السلطات سواء في الإقليم والاتحادية لم تعلن او تخرج بموقف او تصريح إزاء الاعتصامات القائمة، وبالتالي فأن حكومتي بغداد واربيل تتحملان مسؤولية استمرار الاعتصامات والاضرار التي لحقت بالمضربين عن الطعام”.وبين ان “هناك اكثر من 5 الاف متظاهر ومعتصم يطالبون بحقوقهم، خصوصا ان الرواتب تتأخر كثيرا في التسليم واحياناً تذهب في جيوب العوائل الحاكمة من دون ان تصل الى المستحقين”.

مقالات مشابهة

  • إسرائيليون يحملون نتنياهو مسؤولية تدهور صحة الأسرى
  • هل يجوز لي أن أتصدق من مال زوجي دون علمه؟ مركز الأزهر العالمي يرد
  • زوجة لمحكمة الأسرة: زوجي لاحقني بـ5 دعاوى حبس بشيكات أجبرني بالتوقيع عليها بالإكراه
  • الإصلاح والنهضة: مصر تتحمل مسؤولية تاريخية لحماية حقوق الفلسطينيين واستقرار المنطقة
  • استشاري صحة: تهيئة الأطفال نفسيا للعودة للدراسة مسؤولية الأسرة
  • استشاري صحة: تهيئة الأطفال نفسياً للعودة للدراسة مسؤولية الأسرة أولاً
  • استشاري صحة نفسية: تهيئة الأطفال للعودة للدراسة مسؤولية الأسرة أولا
  • محمد فايز فرحات: الحوار الوطني خلق مسؤولية كبيرة في التعامل مع القضايا الإقليمية
  • نسب النجاح في الشهادة الإعدادية.. رسوب نصف الطلاب بأسيوط
  • نائب كردي سابق: حكومة البارزاني والسوداني تتحملان مسؤولية استمرار الاعتصامات في السليمانية