سبب محنتي أن زوجي يحملني مسؤولية رسوب إبنتي
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
سيدتي، بعد التحية والسلام مطمئنة أنا اليوم وأنا أحظى بهذه الفرصة التي أعتبرها ملاذا لي من غطرسة زوجي وإتهاماته. فلولا ركن قلوب حائرة لما كنت قد وجدت متنفسا للهم الذي أكابده منذ يومين.
نعم سيدتي، فحياتي تحولت في اليومين الأخيرين إلى جحيم لا يطاق مع زوجي الذي بات يوجه لي أصابع الإتهام بأنني أنا السبب في إخفاق إبنتنا الوحيدة في نيل شهادة التعليم المتوسط.
فهو وحسبه يرجع السبب إلى الدلال الكبير الذي منحته لإبنتي التي لم أمارس عليها أي نوع من التشديد أو الترهيب حتى تذاكر وتجتهد، والله أعلم أنني لم أكن أبحث سوى عن راحتها النفسية التي ظننتها ستنعكس بالإيجاب على مردودها الفكري.
صحيح أن إبنتي ليست بالتلميذة المجتهدة ولا المكدة، فهي تملك رصيدا لا بأس به من العلم الذي وللأسف لم يكفل لها أن تكون من مصاف الناجحين. وأكثر ما يلومني عليه زوجي أنني أيضا أسرفت في مصروف البيت كرمى لأن يكون لإبنتي فرصة حضور بعض الدورات الخاصة بالمراجعة والتحفيز التي يقوم بها اساتذة متخصصون ومدربون تحفيزيون في علم النفس.
جهود إبنتي المتواضعة ذهبت هباءا منثورا سيدتي، وأنا اليوم أدرك فداحة عدم حرصي على إبنتي أن تراجع وتجتهد وتلتزم طيلة السنة الدراسية، لكن هذا لا يعني أن يقدم زوجي بما يقوم به معنا من سياسة الزجر والنهر وكلامه القاسي الذي لا ينتهي من أنني قضيت على مستقبل إبنتي ومن أنني حكمت عليها أن تحيا إنهزامية.
أيعقل هذا سيدتي؟ أيعقل أن تقبل أم أن تكون إبنتها من الراسبات الخاسرات؟ ايعقل أن يكون الجوّ المشحون هو عنوان حياتنا بعد صدمة الرسوب، عوض أن يكون الإحتواء والطبطبة منهجا لتتعافى إبنتي وتعود إلى إستقرارها النفسي.
أريد منك جوابا سيدتي ، فلا تبخلي عليّ رجاءا.
أختكم أم نورهان من الغرب الجزائري.
الرد:هوني عليك أختاه,لتهدئي من روعك فكلمات الكون كله لا تكفي للتعبير عن حسرة أن يكون ابناءنا في مصاف الراسبين بعد سنة دراسية كانوا من خلالها يحضرون لإمتحان مصيري.
لست في صف زوجك أختاه، لكن دعيني أخبرك أنك بالإفاراط في تدليل إبنتك وخوفك على حالتها النفسية جعلتها كمن يهمل ولا يعي أهمية الشهادة التي ستمتحن بها. لقد خلقت في قلبها نوعا من الركود الذي لم تفلح دورات المراجعة ولا حتى جلسات المختصين النفسانيين في تحريكه وبثه.
لا محالة فأصابع الإتهام موجهة لك، ولا يمكنك التنصل من مسؤوليتك تجاه هذه الخسارة التي لم ترخي بظلالها سوى على إبنتك المسكينة التي ستكون مضطرة لأن تعيد السنة، وسيكون عليها بذل الكثير من المجهودات حتى تلتحق بركب ترائبها وزملائها، ولعلمك فالضغط النفسي الذي ستجابهه سيكون أكثر من الذي كانت ستحياه هذا الموسم لولا لفّك لها بالخوف والرهبة التي افقدتها روح الإتكال على نفسها والذي جعلها غير مسؤولة أمام الإمتحان المصيري الذي إجتازته.
عليك أختاه أن تتحملي ما يقوم به زوجك من تصرف حيالك، حيث أنه ترك لك مسألة التكفل بدراسة إبنتك ونجاحها، ولم يبخل عليك بالماديات التي لم تكن لديك سياسة رشيدة في إنفاقها، حيث أنّك صرفتها في دورات وجلسات لميكن لها داع لدى إبنتك، لأنه كان عليها أن تتزود بالإرادة والعزيمة والرغبة في النجاح.
لم يفت الأوان أختاه، وعليك أن تشحذي همة إبنتك بما يكفل أن يكون زادها الموسم الدراسي المقبل، من خلال حثها على المراجعة والتركيز والعمل بجدّ، وعوض الإفراط في الدلال والخوف على المشاعر، فليكن منهجك مع إبنتك غرس الإتكال على النفس، وتقوية الثقة بنفسها حتى تكرم أمام ورقة الإمتحان ولا تهان، ولتخبريها منذ اليوم أنه لديها فرصة ثمينة لا تعوض في أن تحوز على معدّل ممتاز وأن تنال الشهادة وتفرح كباقي زملائها فرحة العمر.
ومن خلال هذه السانحة، نتمنى من كل التلاميذ الذين رسبوا أن يكفكفوا دموعهم ولا يتوانوا عن المحاولة مرة ومرتين لبلوغ المنى والظفر بالنجاح والتألق.
ردت:”ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: أن یکون
إقرأ أيضاً:
د. عبيدات يحمل التربية مسؤولية انهيار منظومة القيم في المدارس
#سواليف
قال الخبير الاجتماعي والتربوي الدكتور #ذوقان_عبيدات إن واقع العلاقات التربوية بين أطراف #العملية_التعليمية يضعنا أمام حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها، وهي أن #وزارة_التربية والتعليم لم تتمكن من بناء روابط إنسانية متينة مع #المعلمين، والمعلمون بدورهم لم ينجحوا في إقامة علاقات قائمة على #الاحترام_المتبادل مع طلبتهم.
ونوّه إلى أن #المدارس كمؤسسة تعليمية وتربوية لم تنجح في نسج علاقة متماسكة مع المجتمع المحلي وأولياء الأمور، بل حتى #المناهج_الدراسية والكتب المدرسية عجزت عن مد جسور تواصل فكري وعاطفي بين الطالب وكتابه.
وحذر عبيدات من أن هذا الضعف البنيوي في العلاقات التربوية يؤدي إلى خلل عميق في أسس التعامل داخل البيئة التعليمية، إذ تتحول العلاقة بين المعلم والطالب من علاقة مبنية على التوجيه والإرشاد إلى علاقة سلطوية غير متكافئة، ويرجع ذلك إلى غياب القيم التربوية الجوهرية التي كان ينبغي أن تكون الأساس الراسخ لهذه العلاقة.
مقالات ذات صلة خبير عسكري: مليونا إسرائيلي أصبحوا يعيشون في مرمى صواريخ حزب الله 2024/11/19وقال إننا لم نعمل على ترسيخ ثقافة احترام المعلم للطالب، واحترام #الطالب للمعلم، بل وحتى احترام المجتمع للمؤسسة التعليمية ككل، سواء كانت المدرسة أو المعلم، وهذه الفجوة القيمية هي ما يجعل المشهد التربوي عرضة للتوتر والانفلات.
وفي ظل هذه البيئة المشحونة بالتوترات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أشار عبيدات إلى أنه من الطبيعي أن تنشأ بعض الحوادث الفردية التي، على الرغم من خطورتها، لا ترقى إلى مستوى الظواهر.
فعلى سبيل المثال، حالات #الاعتداء بين #الطلبة و #المعلمين، سواء كانت صادرة عن هذا الطرف أو ذاك، هي حوادث استثنائية يجب وضعها في سياقها الصحيح.
وتابع عبيدات قائلًا إنه من غير المقبول أن يعتدي الطالب على معلمه، لكن ينبغي علينا كذلك أن نسأل: هل نجحت المدرسة في تحقيق رسالتها التربوية؟ وهل وفرت البيئة التي تعنى بتهذيب الطلبة وزرع القيم النبيلة في نفوسهم؟ وإذا فشلنا في ذلك، فإن المسؤولية تقع أولًا وأخيرًا على عاتقنا كمنظومة تربوية، وليس على الطالب وحده.
ولتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، دعا إلى إعادة صياغة العلاقات التربوية داخل المدرسة على أسس صحية قائمة على الحوار والاحترام المتبادل.
ومع ذلك، لا يمكننا التغاضي عن الظروف التي يعيشها المعلمون، فهم يعانون من مشاعر إحباط وتوتر نتيجة غياب نقابتهم التي تمثلهم وتعبر عن مطالبهم، بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية التي لا تتناسب مع توقعاتهم أو متطلبات الحياة الكريمة.
وعندما يكون المعلم متوترًا، جنبًا إلى جنب مع ما يعيشه الطالب من ظروف تربوية واجتماعية ضاغطة، يصبح من السهل فهم أسباب هذه التوترات وما ينتج عنها من مشكلات.
وأكد عبيدات أن إصلاح هذا الواقع يتطلب رؤية شمولية تُعنى بتحسين المناخ العام داخل المدارس، من خلال تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية، وإعادة بناء القيم التربوية التي تُشكل أساس العلاقة بين المعلم، الطالب، والمجتمع.