متحدياً إصابته… الجريح يوسف أسعد يؤسس مشروعاً لصناعة الحلويات بريف طرطوس
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
طرطوس-سانا
على طريق عام، وبالقرب من مفرق مشتى الحلو بريف محافظة طرطوس، تفوح رائحة أصناف متنوعة من الحلويات الشهية التي يعدها الجريح يوسف أسعد متحدياً إصابته التي لم تنل من عزيمته وإصراره على تأسيس مشروعه الخاص بتصنيع أنواع الحلويات.
أسعد 30 عاماً من قرية بسدقين بريف صافيتا، ذكر خلال حديثه لمراسلة سانا أنه خلال دفاعه عن الوطن ومحاربة الإرهاب تعرض لطلق ناري بالعمود الفقري عام 2012 في حي القرابيص بمحافظة حمص ما تسبب بشلل الطرفين السفليين بنسبة عجز مئة بالمئة، مبيناً أن رحلة العلاج بدأت في المشفى العسكري بطرطوس، عبر إجراء عمل جراحي لإزالة الرصاصة، واستكمل لاحقاً العلاج في المنزل عبر ممارسة الرياضة وجلسات المعالجة الفيزيائية.
وإيماناً بقيمة العمل في حياة الإنسان، تمكن أسعد من تنفيذ فكرة راودته بتأسيس المشروع بعد مرحلة العلاج، فقرر افتتاح محل لبيع وتصنيع الحلويات، وتطويره بعد اكتسابه مهارة صناعتها بجميع أنواعها وأصنافها الشرقية والغربية، وبدعم من أخيه الكبير الذي شرع بتأمين المواد والآلات اللازمة والبداية من قوالب الكاتو التي لاقت استحسان وتشجيع الجميع.
المشروع الذي افتتحه أسعد منذ أربع سنوات، وبدعم من مشروع جريح وطن وتشجيعه على الاستمرار والمتابعة، أضحى مصدر رزق له ولأسرته ساعده على تجاوز الصعوبات والظروف المعيشية الحالية، كما أكسبه سمعة طيبة في المنطقة والإقبال على شراء منتجاته.
وتمكن أسعد من أن يطوع أمله، ويقوده بروحه المعنوية العالية، حيث تابع تحصيله العلمي بعد الإصابة وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 2022، منوهاً بدعم ووقوف أهله وأصدقائه ومساندتهم له في أصعب الظروف وزرع الأمل والراحة النفسية في ذاته ليحقق طموحه ويتجاوز الصعاب.
ودعا أسعد جميع الجرحى إلى ألا يفقدوا الأمل باعتباره السبيل الوحيد للنجاح والطمأنينة، وانطلاقاً من أهمية العمل والإنتاج دعاهم إلى أن يبدؤوا مشاريعهم الصغيرة التي تتلاءم مع إمكانيات وقدرات كل واحد منهم.
من جهته، أوضح شقيقه علي أسعد أنه طرح عليه فكرة المشروع وانطلقا به معاً، لكونه يمتلك خبرة في مجال تصنيع الحلويات، مشيراً إلى أن ميدان العمل والإنتاج منحا يوسف طاقة إيجابية عالية ما عزز من ثقته بنفسه مثبتاً جدارة الإنسان السوري الذي هزم جراحه وتغلب عليها بإيمانه ومحبته لوطنه والعمل.
هيبه سليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
العجمي: خلال 4 أشهر وتوقف استقبال الزوار في رمضان واستئناف العمل أول أيام العيد
أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة د. خالد العجمي، أن مشروع «المكشات 3» شكّل نموذجاً رائداً في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز القطاع الترفيهي كركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035 التي تسعى إلى خلق اقتصاد متنوع ومستدام، وتحويل الكويت إلى وجهة سياحية وترفيهية إقليمية متميزة.
وقال العجمي في تصريح صحفي، إن «المكشات 3» استطاع منذ انطلاقه في نوفمبر 2024 أن يحقق نجاحاً استثنائياً تجاوز التوقعات، حيث استقطب 250 ألف زائر من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، ما يعكس حجم الإقبال الكبير على الفعاليات الترفيهية ذات الطابع المتكامل، الذي يجمع بين المتعة، والثقافة، والتنمية الاقتصادية.
وأعلن أن «المكشات 3» سيتوقف عن استقبال الزوار خلال شهر رمضان المبارك، لإتاحة الفرصة لإجراء أعمال الصيانة والتطوير استعداداً للمرحلة القادمة، مؤكداً أن المشروع سيعاود الافتتاح خلال عيد الفطر المبارك ليستقبل الزوار بحلة جديدة وتجربة مطوّرة، مع إضافات نوعية تعزز من جاذبية الفعاليات.
وأوضح أن المشروع لم يكن مجرد فعالية ترفيهية مؤقتة، بل هو نموذج تنموي يعكس الشراكة المثمرة بين القطاعين العام والخاص، حيث تمت إدارته وفق استراتيجية متكاملة ترتكز على التخطيط الفعّال، والتنفيذ المتكامل، والتعاون الاستراتيجي، والترويج الإعلامي المبتكر، إضافة إلى التحليل والمتابعة المستمرة لقياس الأداء وتحسين تجربة الزوار.وأضاف العجمي أن أحد أبرز الأهداف التي حققها «المكشات 3» هو تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تحفيز الإنفاق المحلي وتنشيط القطاعات المرتبطة بالسياحة والترفيه، حيث ساهم المشروع في زيادة مبيعات المطاعم والمقاهي والمتاجر، وخلق العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للشباب الكويتي ورواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يعكس الأثر الاقتصادي الإيجابي الذي أحدثه المشروع.
كما أكد أن المشروع جاء ضمن رؤية وزارة الشؤون الاجتماعية لتعزيز الاستثمار في المشاريع الوطنية ذات العوائد المستدامة، مشيراً إلى أن «المكشات 3» نجح في تحقيق إيرادات مالية كبيرة خلال فترة تشغيله التي امتدت لخمسة أشهر، دون تحميل خزينة الدولة أعباء مالية إضافية، حيث تم تمويله بالكامل من خلال لجنة المشروعات الوطنية التعاونية واتحاد الجمعيات التعاونية.
وفيما يتعلق بالجانب الترفيهي، أوضح العجمي أن «المكشات 3» وفر بيئة ترفيهية متكاملة، اشتملت على أنشطة متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية، من مناطق ألعاب للأطفال، وحديقة حيوانات مصغرة، إلى حفلات موسيقية وعروض ترفيهية مباشرة، فضلًا عن تخصيص شاشات ضخمة لعرض مباريات كأس الخليج، مما أضفى بُعداً رياضياً مميزاً للمشروع.
وأشار إلى أن النسخة الثالثة من «المكشات» تميزت بتوسعة البنية التحتية للفعاليات، حيث تم زيادة عدد المطاعم والمقاهي إلى أكثر من 30، وتوسعة المقهى الشعبي لتعزيز التجربة التراثية، إضافة إلى تخصيص 60 استراحة عائلية لضمان راحة الزوار. كما شهدت هذه النسخة تنظيم فعاليات إضافية خلال العطل الرسمية، ما ساهم في جذب أعداد أكبر من الزوار.
ولفت العجمي إلى أن المشروع اعتمد على أحدث التقنيات في إدارة الفعاليات، حيث تم تطوير نظام حجز إلكتروني متطور عبر الموقع الإلكتروني للمكشات، إضافة إلى توفير إمكانية الحجز من خلال تطبيق «EVENTA»، مما ساهم في تسهيل عملية الدخول والتنظيم، إلى جانب استخدام تقنيات متقدمة في متابعة الأداء، وقياس رضا الزوار، وتحليل البيانات لتحسين الفعاليات المستقبلية.
ونوّه العجمي أن «المكشات 3» لم يكن ليحقق هذا النجاح لولا التعاون الوثيق بين مختلف الجهات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، ووزارة الإعلام، ووزارة الصحة، والإدارة العامة للإطفاء، واتحاد الجمعيات التعاونية، التي ساهمت جميعها في تقديم أفضل الخدمات لضمان راحة وسلامة الزوار.
وأضاف أن المشروع كان أيضاً نموذجاً ناجحاً لتعزيز الشراكة المجتمعية، حيث تم إشراك رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الفعاليات المصاحبة، مما منحهم فرصة لعرض منتجاتهم وتعزيز أعمالهم، كما تم تنظيم أنشطة توعوية وترفيهية تستهدف الأطفال والعائلات، لتعزيز الروابط الاجتماعية وترسيخ القيم الثقافية والوطنية.
وأشار العجمي إلى أن «المكشات 3» يتماشى مع رؤية الكويت 2035 وأهداف التنمية المستدامة، حيث يسهم في تنويع مصادر الدخل، وتطوير البنية التحتية الترفيهية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
وفي ختام تصريحه، أكد العجمي أن نجاح «المكشات 3» يفتح آفاقاً واسعة لتطوير المشروع في المستقبل، لتعزيز مكانة الكويت كوجهة ترفيهية وسياحية على مستوى المنطقة، مشدداً على أن «المكشات 3» يعد نموذجاً يُحتذى به في تحويل الأفكار الطموحة إلى مشاريع ناجحة، تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، واستثمار الطاقات الشبابية، وترسيخ مكانة الكويت كدولة رائدة في قطاع الترفيه والسياحة، مؤكداً التزام وزارة الشؤون الاجتماعية بمواصلة دعم المشاريع الوطنية التي تحقق التنمية المستدامة، وتخدم رؤية الكويت 2035.