مفيدة للإنسان والخيول.. حكاية شجر الدوم
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
قدّس الفراعنة أشجار الدوم وكانوا يطلقون عليها شجرة “الماما”، وللدوم أهميته الكبيرة في الصعيد رغم انحصار زراعته، على الصعيد الشعبي فإن شجرة الدوم لها حضورها الطاغي في الطب والأمثال الشعبية، ويدخل في علاج الإنسان والحيوان معا، بل إن بعض أسماء العائلات تحمل اسمه، وفي هذه الحلقة تواصل “بوابة الأهرام” سلسلة تقاريرها عن تاريخ الأشجار.
تظل شجرة دوم فرج الله من أهم معالم قرية الشيخية بمركز فقط جنوب قنا، ويقول عبيد فرج الله، إن شجرة الدوم عمرها 20 عامًا، وأن والده زرع الكثير من أشجار الدوم، لكن معظمها لم يعد موجودًا بسبب مشاكل التربة.
كانت قنا قديما مشتهرة بزراعة الدوم، حتى أنه كان يُطلق عليها “أرض الدوم”، إلا أن زراعته قد انحصرت، وصارت أسوان هي المحافظة التي تتربع على زراعة الدوم .
ويضيف فرج الله، أن شجرة الدوم تتم زراعتها في درجة حرارة مرتفعة، ولأن أسوان أعلى محافظات الجمهورية في درجات الحرارة تكثر زراعته، ويدر دخلاً وفيرًا على المزارعين؛ بسبب محلات العطارة التي تقوم بتسويق الدوم لاستخدامه في صنع مشروب للتخفيف من أمراض الضغط سواء المرتفع أو المنخفض عند الإنسان، أما الدوم النيئ فهو يؤكل، مؤكدا على أن الخيول تتم معالجتها من خلال الدوم لصنع قطرة توضع في عيون الحصان.
يوضح الباحث وليم نظير في كتابه “تاريخ الثروة النباتية عند الفراعنة”، أن شجرة الدوم من الأشجار المعمرة وبطيئة النمو، ولأنها كانت تعيش فتره أطول حتى من النخيل، فقد كانت مُقدسة عند الفراعنة، وكان يُطلق عليها “ماما”، كما أنها كانت لها استخدامات عديدة، فكانت ثمار الدوم من الفواكه المُفضلة عند المصري القديم لمذاقها ورائحتها الجميلة، كما كانت تستخدم كعلاج لأمراض العقم عند النساء ولزيادة الخصوبة لدي الرجال، وغيرها من الأمراض.
ويضيف وليم نظير في كتابه أن شجرة الدوم تعتبر من أشجار الزينة، وكانت تُزرع بكثافة حتى في حدائق القاهرة خلال العصر الحديث، أما جذوعها فكانت تُستخدم في صنع سواري السفن خلال العصر الفرعوني، فضلاً عن تسقيف سقف المنازل؛ لأن خشبه لا تفتك به الحشرات القارضة، ويزيده الماء صلابة خلاف المواسير المعدنية التي تتآكل وتتأكسد مع مرور الزمن.
وقد عُثر على أنبوبة قديمة مصنوعة من الدوم من العصر الروماني موضوعة بالمتحف الزراعي المصري، ومازالت هذه الأنابيب تستخدم لوقت قريب في آبار العيون في الواحات، وهى تُقام رأسيا في فوهات العيون فيتدفق منها الماء، وكانت أغصانه وسعفه تزرع منها السلال والمقاطف والأطباق والنعال ومن أليافه الحبال، مؤكدا أن حبال الفرعون “ساحو رع” صُنعت من الدوم، وبلغ طول الحبل منها 300 ذراع، وقد عُثر على ثمار الدوم في مقابر البداري من عصر ما قبل الأسرات.
ووُجدت جذوع الدوم في تونا الجبل في اكتشافات عام 1931م، وقد عُثر على نقش “نخت آمون” وهو يشرب من ماء الإيمنى المقدس عند المصريين.
ويوضح عبيد فرج الله، أن أشجار الدوم التي لها جذوع كجذوع النخل فأمرها سهل، يتسلقها الشباب والأطفال، مؤكدا أن بعد حصاده تحتاج الثمار وقتًا طويلاً كي تجف ومن ثم طحنها والاستعداد لتعبئته في أجولة ثم طرحه، مؤكدًا أن الدوم لا غنى عنه في كافة الشهور، حيث أن ثماره تحتوي علي البوتاسيوم والماغنسيوم، والفيتامينات ، لذا فالدوم مهدئ عصبي ويساعد علي النوم، ونافع للهضم وضغط الدم.
بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
أكدت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الراية السوداء التي يرفعها تنظيم "داعش" الإرهابي ليست راية النبي صلى الله عليه وسلم، كما يزعمون، بل هي محاولة لاستغلال الرموز الدينية لخداع الشباب واستقطابهم.
وأوضحت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الروايات الصحيحة تُثبت أن رايات النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بلون واحد فقط، بل وردت روايات بأنها كانت بيضاء، وسوداء، وصفراء، وحمراء، ما ينفي ادعاء التنظيمات المتطرفة بأن الإسلام لم يعرف إلا راية سوداء مكتوب عليها "محمد رسول الله"، كما أن استخدام الرايات في الحروب كان تقليدًا قديمًا يسبق ظهور الإسلام، ولم يكن مرتبطًا برمز ديني مقدس كما يروج له المتطرفون.
وأضافت أن هناك اختلافًا واضحًا بين راية النبي صلى الله عليه وسلم والرايات التي ترفعها التنظيمات الإرهابية اليوم، مؤكدة أن أي ادعاء بأن "داعش" أو غيرها من الجماعات المتطرفة يحملون راية النبي هو افتراء محض، كما أن تعدد الرايات بين هذه التنظيمات يثبت تناقضهم، فكل مجموعة تحمل راية مختلفة، ما يدل على أنهم لا يتبعون راية شرعية موحدة.
وحذرت من أن التنظيمات الإرهابية تستغل العاطفة الدينية لدى الشباب، وتخدعهم بشعارات كاذبة، وتوهمهم بأنهم يقاتلون تحت راية الإسلام، بينما الحقيقة أنهم يعملون على تخريب الدول، وإضعاف المجتمعات، ونهب الأموال، وهدم البيوت، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح، حيث قال: "من قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية، فقتل فقتلة جاهلية" (رواه مسلم).
وختمت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف بالتأكيد على أن رايات التنظيمات المتطرفة ليست سوى أدوات للتضليل والاستقطاب، ولا علاقة لها برايات الإسلام الحقيقية، داعية الشباب إلى عدم الانخداع بهذه الرموز، والتمسك بالفهم الصحيح للدين.