فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء منطقة ميتة في لبنان؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن إسرائيل تحاول إنشاء منطقة ميتة في لبنان عبر تكثيف قصف المناطق الحدودية بمختلف أنواع الأسلحة، وخاصة القنابل الفوسفورية.
وأضافت في تقرير لها أن تلك السياسة حولت نحو 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية إلى منطقة غير صالحة للسكن، في ظل تزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وتابعت أنه وفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات الحكومية، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين محليين وحكوميين وباحثين وعمال في الدفاع المدني والسكان، فإن معظم الدمار شمل ممرا يصل عرضه إلى 5 كيلومترات شمال الخط الأزرق.
أضرار هائلةوقالت إن القصف المستمر واستخدام الفوسفور الكيميائي جعل المنطقة غير قابلة للسكن، وتسببت الأضرار الهائلة التي مست البنية التحتية والبيئية في خلق ما يشبه "المنطقة العازلة" التي تريد إسرائيل إقامتها في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أنها جمعت بيانات من الأقمار الصناعية التجارية، وتعاونت مع أبحاث من مركز الدراسات العليا في جامعة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون. ويستخدم الباحثون تقنية خاصة للحصول على الصور من أقمار صناعية تستطيع اكتشاف التغييرات التي تطرأ على المباني، ولا تتأثر بوجود الغيوم.
وأفاد تقرير فايننشال تايمز أن الدمار يظهر -على سبيل المثال- في بلدة عيتا الشعب القريبة من الحدود، حيث تعرض وسط البلدة لقصف شديد منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، ونقلت عن رئيس بلديتها محمد سرور وصفه لما يجري بأنه تدمير ممنهج للبنية التحتية بالبلدة لجعل العودة إليها مستحيلة.
وضع سيئأما رئيس بلدية بلدة كفر كيلا، فأكد أن الوضع يزداد سوءا في البلدة، مشيرا إلى أن هناك أحياء أصبحت تشبه غزة.
وذكرت الصحيفة أنه بحسب مسؤول لبناني رفيع فإن السؤال المطروح هو ما إذا كانت الدبلوماسية والمنطقة العازلة التي فرضها الأمر الواقع ستكون كافية لتجنب نشوب حرب أوسع، أم إن إسرائيل ترغب في توسيع الحرب في محاولة منها تنفيذ "خطتها الحمقاء" للقضاء على حزب الله بالكامل؟
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أن هذه ليست منطقة عازلة، وأنهم يريدون فقط إبعاد حزب الله، مع بقاء قوات حفظ السلام والجيش اللبناني والمدنيين اللبنانيين هناك، توضح فايننشال تايمز.
وإلى جانب الأضرار التي تصيب البنية التحتية، فإن استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض والمواد الحارقة الأخرى أضر بالمحيط الحيوي للبنان.
وذكر هاشم حيدر، رئيس مجلس الجنوب اللبناني، وهو هيئة رسمية في لبنان أن الحرب الإسرائيلية تركت البنية التحتية المدنية في حالة سيئة، بما في ذلك مضخات المياه والخزانات وشبكات الكهرباء والألواح الشمسية والطرق.
أسلحة أخطروأشار حيدر إلى أن "الأضرار جسيمة إذ يختلف نوع الأسلحة المستخدمة عما رأيناه في سنة 2006. في السابق، عندما يقصف منزل، كان الضرر يقتصر على المنزل ومحيطه المباشر، أما الآن، باتت أحياء بأكملها تتأثر بقصف واحد".
وانتشر الفوسفور الأبيض الكيميائي –الذي يشتعل عند تعرضه للأكسجين– عن طريق قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ. وفي يونيو/حزيران، وثّقت منظمة هيومن رايتس ووتش استخدامه من قبل القوات الإسرائيلية في 17 بلدية لبنانية على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك خمس مناطق مأهولة بالسكان.
من جانبه، نبّه هشام يونس، مؤسس مجموعة "غرين ساوثرنرز"، وهي مجموعة بيئية لبنانية، إلى أن تطهير التربة قد يستغرق سنوات. وقال إن "هدفهم هو تحويل المنطقة إلى أرض ميتة لجعلها غير صالحة للسكن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فایننشال تایمز فی لبنان
إقرأ أيضاً:
جيروزاليم بوست: الحوثيون يحاولون جرّ لبنان إلى حرب أوسع مع إسرائيل
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه رغم الضربات الأمريكية، يزعم الحوثيون أن قدراتهم العسكرية لا تزال سليمة، ويبدون استعدادهم لمساعدة تنظيم حزب الله اللبناني، وهو الأمر الذي اعتبرته الصحيفة "محاولة لجر لبنان إلى حرب أوسع ضد إسرائيل".
وسلطت "جيروزاليم بوست" الضوء على ما نقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية عن مسؤول حوثي بارز، أن قدرات الحوثيين لا تزال تنمو رغم الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين منذ 15 مارس (آذار).
ونقلت الصحيفة أن أمين المجلس السياسي الأعلى في اليمن، ياسر الحوري، جدد موقف بلاده "الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى ينال الجميع حقوقه المشروعة"، مضيفاً أن "الشعب اليمني وقادته وقواته المسلحة ثابتون على موقفهم تجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته"
بدء خطة إسرائيلية لتهجير 10 آلاف شخص يومياً من غزةhttps://t.co/miIXaIIcYw pic.twitter.com/7P8iJpRkWE
— 24.ae (@20fourMedia) March 24, 2025 هجوم حوثيوأشارت إلى أن الحوثيين يطلقون الصواريخ بشكل شبه يومي منذ بدء الضربات الأمريكية على اليمن، موضحة أن بعض الصواريخ فشلت في الوصول إلى إسرائيل، حيث سقط أحدها في سيناء، بينما انفجر آخر فوق السعودية، واعترضت إسرائيل صواريخ أخرى.
وأكد الحوثيون أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" بينما ينفذ الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة، حيث شن عملية جديدة في غزة يوم 18 مارس (آذار)، وقال الحوري: "إن الشعب اليمني وقواته المسلحة يعتبرون الدفاع عن فلسطين دفاعاً عن أنفسهم وعن الأمة".
وأضاف قائلاً: "من جهة، تستهدف القوات المسلحة اليمنية عمق العدو الصهيوني، ومن جهة أخرى، تواجه العدوان الأمريكي بخبراتها الميدانية"، كما قال إن الهجمات الأمريكية لم تؤثر على القدرات العسكرية اليمنية.
دعم حزب اللهوأكد الحوري أن الجماعة تتمتع بجاهزية وقدرات عالية، محذراً دول المنطقة من المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية، وأشار إلى أن السياسة الأمريكية وأفعال إسرائيل تهدد "جميع دول الشرق الأوسط".
7 قتلى..ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لريف #درعا في #سوريا https://t.co/LoYHzk9wEm
— 24.ae (@20fourMedia) March 25, 2025 توسيع الحربوبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن الحوثيبن أعلنوا استعدادهم لدعم حزب الله ضد إسرائيل، ولكن على الناحية الأخرى، نفى حزب الله حتى الآن أي هجوم صاروخي على إسرائيل، ويبدو أنه يرغب في الانجرار إلى حرب أخرى.
واعتبرت الصحيفة أن الحوثيين يحاولون الآن جر لبنان إلى حرب أوسع نطاقاً في إطار حربهم مع إسرائيل.