سلط الإعلام الأمريكي الضوء على المناظرة الانتخابية الفريدة التي جرت بين الرئيس، جو بايدن، ومنافسه، دونالد ترامب، وسط إجماع على ضعف أداء بايدن، وتأثير ذلك على حظوظه الانتخابية.

وفي تقرير بعنوان "العالم شهد تدهور بايدن، والديمقراطيون تجاهلوا التحذيرات"، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مخاوف الديمقراطيين إزاء تراجع بايدن بدأت تظهر إلى العلن في أعقاب المناظرة الرئاسية مساء الخميس على قناة "سي إن إن".



وقال بعض كبار الدبلوماسيين، إنهم رصدوا تدهورًا ملحوظًا في قدرات الرئيس في الاجتماعات منذ الصيف الماضي، وكانت هناك شكوك حقيقية حول مدى قدرة بايدن على النجاح في إدارة فترة ولاية ثانية.

وقد راهن رئيس الوزراء السلوفيني السابق يانيز جانسا منذ أشهر على أن بايدن لن يكون موجودًا في موعد الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر. وعندما يواجه البيت الأبيض أدلة تشير إلى أن صحة بايدن وقدراته العقلية آخذ في التدهور، فإنه يقاوم ذلك بقوة.


في تقرير آخر لصحيفة "واشنطن بوست"، تم تقديم أبرز 10 مرشحين يمثلون بدلاء محتملين لبادين إذا حاول الديمقراطيون بالفعل استبداله، مشيرة إلى أن إحداث التغيير لن يكون سهلاً على الإطلاق على الرغم من المخاوف بشأن أدائه في المناظرة.

وذكرت الصحيفة أن الحزب خرج عن صمته في أعقاب الأداء السيء وغير المتماسك الذي قدّمه بايدن في المناظرة، فضلا عن الانتقادات العالمية التي طالته. وقد أدى ذلك في أوضح صوره إلى دعوات تطالب بايدن بالتنحي، بما في ذلك من جانب الموالين له. ورد الفعل الفوري هذا له أهمية كبيرة في حد ذاته، لأن الحزب تجنب هذه المحادثة لفترة. مع ذلك، تظل عملية استبدال بايدن محفوفة بالمخاطر، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان البديل سيجعل الحزب في وضع أفضل وقد طُرِحت بعض الأسماء كبدائل أو حتى كمنافسين أساسيين لبايدن وأبرزهم نائب الرئيس كامالا هاريس وغريتشن ويتمر  وجاريد بوليس وجافين نيوسوم.

وترى مجلة "ذا نيشن" الأمريكية أن ترامب قدّم ثاني أسوأ أداء في المناظرة لأي مرشح رئيسي لمنصب الرئيس، وأنه أطلق أكاذيب شنيعة ومهينة. بالإضافة إلى أنه رفض بغضب الإجابة على العديد من الأسئلة التي طُرحت عليه مباشرة، استمرّ في التطرق إلى قضيته المفضلة وهي أن المهاجرين غير الشرعيين يدمرون أمريكا. في المقابل، كانت ردود بايدن غامضة وغير متماسكة لدرجة أنها افتقرت إلى أي قدرة على الإقناع، حيث تلعثم مرارا وتكرارًا.

وذكرت المجلة أن السيناريو الوحيد المعقول هو أن يجتمع كبار أعضاء الحزب في الكونغرس وشيوخ الحزب مثل باراك أوباما وبيل كلينتون وهيلاري كلينتون في البيت الأبيض ليطلبوا من بايدن سحب ترشيحه لصالح الحزب والبلاد.


ومن جانبها، استعرضت صحيفة "نيويوركر" النتائج المحتملة للمناظرة بين دونالد ترامب وجو بايدن، وتساءلت عن التأثيرات المحتملة لهذه المناظرة على حملة إعادة انتخاب بايدن. بدايةً، لوحظ أن أداء كل من بايدن وترامب كان متواضعًا، لكن الانتباه تجاه بايدن كان أكبر، الأمر الذي وصف أداءه وصوته بالضعيف، بالإضافة إلى التأخّر في توصيل أفكاره ودخوله في حالة اضطراب. كما كانت ردوده اللفظية مشوشة وغير واضحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن القلق سيطر على أوساط الديمقراطيين بسبب أداء بايدن الضعيف، وتساءلوا عما إذا كان ينبغي استبداله. وبالفعل، تراجعت توقعات بايدن في أسواق التنبؤ الإلكتروني. مع ذلك، لم يكن ترامب بمثابة بديل جيد، فقد تحدّث بشكل غير متناسب وغير واقعي. وبالمقارنة، بدا ترامب أصغر سنًا وأكثر براعة. وحاليًا، بدأ الجمهوريون الاعتقاد بأن الانتخابات قد حُسمت لصالحهم وذلك بناءً على أداء بايدن الضعيف والتأثير السلبي للمناظرة.

أما مجلة "نيوزويك" الأمريكية فقد سلطت الضوء على أبرز الفائزين والخاسرين في المناظرة الرئاسية بين جو بايدن ودونالد ترامب، مشيرة إلى أن بايدن كان من بين الخاسرين لأنه لم يُقدّم أداءً قويًا وواجهته انتقادات من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على حدٍ سواء. في المقابل، اعتبرت الصحيفة أن ترامب كان من بين الفائزين، إذ بدا أكثر يقظة وتجنّب إثارة المخاوف بشأن عمره. 

وزعمت الصحيفة أن "إسرائيل" كانت من بين الفائزين من المناظرة حيث أكد كل من بايدن وترامب دعمهما القوي لإسرائيل والتزامهما بحل الصراع مع حماس. وكا المذيعان جيك تابر ودانا باش من بين الخاسرين حيث واجهوا انتقادات بسبب عدم فحص صحة الحقائق المذكورة من قبل المرشحين خلال المناظرة. وتم إدارة المناظرة بشكل جيد بفضل قرار شبكة سي إن إن بإيقاف ميكروفونات المرشحين عندما لا يتحدثون وعدم وجود جمهور حي.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن أظهر دعمه المستمر لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي وجدّد التأكيد على تعهد الولايات المتحدة بتقديم المساعدة لأوكرانيا، بينما أعرب ترامب عن قلقه إزاء المبالغ الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا.


واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" المناظرة بمثابة يوم مظلم على الديمقراطيين إذ تسبب أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة في إحداث صدمة للديمقراطيين وتركهم في حالة يأس، مع اقتراب الانتخابات.

وتسبب أداء بايدن الهزيل في المناظرة في إثارة التكهنات حول إمكانية استبداله كمرشح، وهو أمر رفضه العديد من الديمقراطيين البارزين. وهذا الأمر يعكس مخاوف الحزب الديمقراطي الأسوأ بشأن الانتخابات القادمة. ويرى الديمقراطيون، رغم تحوّل الأرضية تحت أقدامهم، فرصة واحدة محتملة وهي أن المقلقين بشأن الجمهوريين المتمكنين يمكن أن يتحفزوا للتصويت لصالح بايدن.

ورصد موقع "إنترسبت" مواقف المرشحين الرئاسيين للقضية الفلسطينية خلال المناظرة الرئاسية حيث استخدم ترامب كلمة "فلسطيني" كتوصيف عنصري، بينما تجاهل بايدن ومقدمي المناظرة هذا التصرف العنصري، ولم يتدخلوا أو يعلقوا على ذلك. 

وذكر الموقع أن ترامب انتقد بادين ووصفه بأنه "أصبح مثل الفلسطيني"، بينما لم يطرح المتحدثون السؤال حول المعنى السلبي لكلمة "فلسطيني". كما لم يستجيبوا لأهمية تعبيره عن "إنهاء المهمة" في سياق الحرب التي أودت بحياة عدد كبير من الأشخاص.

وأوضح الموقع أن ترامب استخدم أيضًا تصريحات عدائية تجاه المهاجرين والفلسطينيين، ولكن المقدمين للمناظرة لم يعترضوا على ذلك حيث اتهم ترامب المهاجرين بالقدوم إلى البلاد لتدميرها وارتكاب جرائم قتل، وزعم أنهم يسلبون الوظائف من الأمريكيين الأفارقة. 

وحسب الموقع، تأتي هذه التصريحات المعادية للفلسطينيين والمهاجرين في إطار الصمت العام الذي اكتنف المقدمين للمناظرة. ويثير هذا الصمت تساؤلات حول ما إذا كان هناك مرشح آخر غير بايدن يمكنه وقف هذا العنف، على الرغم من أن بعض الديمقراطيين البارزين رفضوا النظر في هذا الاحتمال حتى الآن. ويبدو أن وسائل الإعلام تعاملت مع هذه العدوانية على أنها أمر طبيعي بدلاً من كونها انحرافا عن المألوف. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المناظرة بايدن ترامب الانتخابات امريكا بايدن الانتخابات ترامب المناظرة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المناظرة أداء بایدن أن ترامب إلى أن من بین

إقرأ أيضاً:

بايدن يودع الرئاسة بعفو استباقي وترامب يبدأ ولايته الثانية بقرارات حاسمة

مع نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن وبداية فترة حكم جديدة للرئيس دونالد ترامب، شهدت الولايات المتحدة يومًا سياسيًا استثنائيًا. قرارات عفو مثيرة للجدل من بايدن تجاه عائلته وحلفائه، مقابل قرارات تنفيذية حاسمة من ترامب تعكس ملامح حقبته الثانية.

قرارات بايدن في الساعات الأخيرة من ولايته

في آخر يوم له بالبيت الأبيض، أصدر بايدن عفوًا استباقيًا يشمل أفرادًا من عائلته، بينهم أشقاؤه وزوجاتهم، لتحصينهم من أي ملاحقات قانونية محتملة. كما شمل العفو:

الجنرال مارك ميلي: رئيس هيئة الأركان السابق.الدكتور أنتوني فاوتشي: المسؤول الصحي البارز.شخصيات بارزة شاركت في تحقيقات اقتحام الكابيتول، مثل ليز تشيني وبيني تومسون.

بايدن أكد أن هذه القرارات تهدف إلى حماية الأشخاص الذين ساهموا في تحقيق استقرار الدولة خلال فترات صعبة.

خطوات ترامب الجريئة في اليوم الأول من ولايته

خلال مراسم التنصيب، وعد ترامب بأن ولايته الثانية ستركز على حماية الدستور وتعزيز الأمن القومي والاقتصاد. ومن بين أولى قراراته:

تعزيز أمن الحدود: توقيع أوامر تنفيذية لإعادة بناء الجدار الحدودي مع المكسيك وتشديد القيود على الهجرة غير الشرعية.إصلاحات اقتصادية:تقديم حوافز ضريبية جديدة للمستثمرين.توطين الصناعات في الولايات المتحدة.إلغاء قرارات بايدن: تعهد ترامب بإلغاء 80 قرارًا من إدارة بايدن.عفو عن معتقلي قضايا اقتحام الكابيتول: أكد ترامب أن هذه الخطوة تأتي لتصحيح ما وصفه بـ "الظلم".السياسات المستقبلية في عهد ترامبالتركيز على الأمن القومي من خلال مراقبة الحدود وتعزيز القدرات الدفاعية.تطبيق إصلاحات اقتصادية تستهدف تحقيق نمو سريع وتوفير وظائف جديدة.مواجهة التحديات الدولية بسياسة حازمة، مع التأكيد على حماية المصالح الأمريكية.الولايات المتحدة بين عهدين

مع انتهاء حقبة بايدن وبداية حقبة ترامب الثانية، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة من التحديات والفرص السياسية. القرارات الأولى لكل رئيس تعكس رؤيتين متناقضتين لإدارة الدولة، مما يفتح الباب أمام مناقشات حادة حول مستقبل السياسات الداخلية والخارجية.

مقالات مشابهة

  • بايدن يودع الرئاسة بعفو استباقي وترامب يبدأ ولايته الثانية بقرارات حاسمة
  • بايدن يغادر البيت الأبيض وترامب يودعه.. شاهد
  • باحث: واشنطن فقدت مصداقيتها في عهد بايدن وترامب سيعيد المسارات لطبيعتها
  • بايدن وترامب يصلان مبنى الكابيتول لبدء مراسم التنصيب
  • باحث سياسي: واشنطن فقدت مصداقيتها في عهد بايدن.. وترامب سيعيد المسارات لطبيعتها
  • بين الوحدة والانقسام.. بايدن يغادر وترامب يبدأ عهده الجديد
  • وعد بايدن وترامب.. هل ينهي حكم حماس في غزة؟
  • خبراء .. حرية الإعلام الأمريكي مهددة عهد ترامب
  • الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"
  • مناظرة النيابة لجثة شاب لقي مصرعه على يد عامل بالسلام