دبلوماسيون منهم عربي يعلقون لـCNN على وصف ترامب لبايدن بـالفلسطيني وتداعيات المناظرة
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
(CNN)-- تردد صدى الأداء السيئ الذي قدمه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في المناظرة الرئاسية التي أجرتها CNN ضد الرئيس السابق، دونالد ترامب، في جميع أنحاء العالم، حيث أعرب الدبلوماسيون الأجانب عن صدمتهم وقلقهم بينما أثاروا تساؤلات حول التداعيات على الانتخابات الأمريكية اللاحقة التي يمكن أن تقلب الوضع الراهن للسياسة الخارجية في حالة فوز ترامب وانتخابه مرة أخرى.
وقال ترامب في المناظرة إن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يريد الاستمرار في الحرب، وذلك ردًا على قول بايدن إن حماس هي الوحيدة التي تريد الاستمرار في الحرب، وأشار ترامب إلى أن على بايدن "ترك إسرائيل لتكمل مهمتها لكنه لا يريد أن يفعل ذلك"، مضيفًا: "لقد أصبح (بايدن) كفلسطيني، لكنهم لا يحبونه، لأنه فلسطيني سيئ للغاية. إنه ضعيف".
وأبرز دبلوماسي عربي التصريحات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما قاله ترامب بالمناظرة، قائلا: "عندما وصف بايدن بأنه فلسطيني، كان ذلك سيئا.. لقد كانت إهانة للفلسطينيين – قد خسر الناخبين العرب.. كان بإمكانه أن يقول إنه الداعم الأكبر لإسرائيل بعدة طرق أخرى".
"من الصعب المشاهدة" هكذا وصف العديد من الدبلوماسيين الأجانب المناظرة التي جرت ليلة الخميس بين بايدن وترامب، وكان الشعور السائد بين أكثر من 6 دبلوماسيين من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الذين تحدثت معهم شبكة CNN هو أنها كانت "ليلة سيئة بالنسبة لبايدن"، على حد تعبير أحد الدبلوماسيين الأوروبيين.
ولم يتفاجأ الدبلوماسيون بتعليقات ترامب بشأن السياسة الخارجية خلال المناظرة - حيث وصفها أحدهم بأنها "نفس الوصفة المعتادة" - لكنهم أضافوا أنهم يشعرون بقلق أكبر بشأن عدم التزامه تجاه أوكرانيا وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لأوروبا.
وقال مسؤول في الناتو: "لقد فاز ترامب بهذا بالتأكيد. نظرته للعالم إشكالية.. بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بنظام قائم على القواعد، فإن ترامب ليس جيدًا.. القواعد تعني القدرة على التنبؤ، وبالتالي فإن ترامب يعني عدم القدرة على التنبؤ.. ويمكنه أن يتساهل مع روسيا، فهو يميل إلى التعامل مع الرجال الأقوياء.. ويمكنه أيضًا مضاعفة دعم (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.. المشكلة هي عدم وجود استراتيجية، ويبدو الأمر كله وكأنه يتم بشكل اندفاعي".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية الانتخابات الأمريكية الفلسطينيون جو بايدن حصريا على CNN دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
بين بدايات “بايدن” ووعود “ترامب”..هنا المقاومة!
قبل أي حديث عن خطط إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سواء تجاه القضية الفلسطينية أو ملفات المنطقة الأخرى، لنتفق على حقيقة مفادها إن الثابت في المشهد هو أصحاب الأرض والحق ورجال القضية، وبرتم إراداتهم وسواعدهم وعزمهم وثباتهم تتغير الرهانات وتتبدل المعادلات، وترسم الخيارات على طاولات التفاوض، وبأن الوعود التي اطلقتها إدارة ترامب للكيان الصهيوني يبقى من السهل اطلاقها في الإعلام والسياسات، لكن الصعب هو تطبيقها في الميدان وهذا هو المهم.
لنتساءل وفي أذهاننا سلسلة الأحداث التي عشناها في العشرين عاما الأخيرة، قبل الحديث عن الفارق وتضخيمه، ذلك الذي نتوقع انه سيحدث بين إدارتي بايدن ترامب: ما الذي لمسناه من اختلاف أو تباينات في السياسة الأمريكية وانعكاسها على المشهد والملفات الجوهرية في المنطقة في ظل تناوب الإدارات أيا كانت ديمقراطية أو جمهورية، والإجابة المتأملة أن لا فرق، وبأن تصاعد الأحداث لا يرسم باختلاف الفائز ولونه الانتخابي، بل بمتطلبات المرحلة وظروف المشهد العالمي، أي أن المعيار الأمريكي واحد وثابت لدى الحزبين ، بتوحشه وإجرامه ونزعات الهيمنة الصهيونية التي تحكمه وتوجهه وتضبط إيقاعه.
إذن، دعونا نعود إلى الواقع ونقرأ الخيارات ، فالملفات التي ستتركها إدارة بايدن وستلقي بها في وجه دونالد ترامب ملفات ثقيلة، وهي التي أشعلت ودعمت الحروب في المنطقة، سواء على صعيد الحرب مع أوكرانيا، أو في العلاقة بإيران، أو حتى الحرب في لبنان وغزة ، يضاف إلى هذه الملفات وعود ترامب بضم الضفة الغربية تحت السيادة “الإسرائيلية”، وهو ما يعني النية إلى توسيع النار وضرب الطلقة الأخيرة على مشروع السلطة الفلسطينية وتقويض مشروعها السياسي، والترتيب لمعطيات جديدة على الأرض تجاه البدء في تنفيذ مشروع التهجير للأردن وفق الخطة الإسرائيلية المعلنة، في ظل العمل على تفريغ قطاع غزة من سكانه على طريق إتمام صفقة القرن والمقايضة مع السعودية لاستكمال مشروع اتفاقيات التطبيع، وهي جاهزة لذلك.
المسار الأمريكي واضح ومعلن، وما سيدفع هذه الإدارة إلى اتمامه أو تأجيله أو المراوغة حياله هي المعادلة المناوئة لهذه المشاريع في المنطقة، اقوى وأبرز أطرافها حزب الله الذي يخوض حرب الدفاع عن لبنان وفلسطين ويدير المعركة بحكمة واقتدار وتحكم في الميدان والأهداف، وقادر على توسيع الحرب وضرب أهدافه بدقة إذا أراد، مجددا ايصال رسالته التي مفادها: إذا كانت الإدارة الأمريكية المنتخبة ترغب في خفض التوترات فإنه تقع عليها مسؤولية الضغط على “إسرائيل” لإنهاء الحرب في لبنان وغزة..
وعودة إلى توطئة المقال، فأن جذوة المقاومة وروحها في لبنان وقطاع غزة، ونذر اشتعالها في الضفة الغربية الذي يزداد تصاعداً، وفي ظل العجز الأمريكي الإسرائيلي عن إخماد الحرب برسم الخيارات التي طرحوها في بداياتها، وبعد مرور أكثر من عام من المكابرة واحتراق الأوراق العسكرية والاقتصادية والسياسية التي في متناولهم، واحدة تلو الأخرى، كل ما سبق حاضرا ويعترض هذا المسار الأمريكي، فلمن الغلبة، لنتابع ونشهد.