رضوي الشربيني: تعرض للتحرش اللفظي والسوشيال ميديا في حالة انقسام (شاهد)
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بعد شهر كامل من الابتعاد عن الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت الإعلامية رضوي الشربيني من جديد بعد أزمتها الأخيرة وتصريحها الصادم عن الرجال، ونشرت مقطع فيديو وضحت فيه بأنها تتعرض للتحرش اللفظي طوال الوقت، والأمر الذي أثار تعاطف الجماهير.
رضوي الشربيني فريدة سيف النصر تدافع عن رضوى الشربيني واختفاء الأخيرة يثير حيرة الجماهير رضوى الشربيني.
. تصف الذكور "بالخرفان" والرجال يدافعون| ثورة على السوشيال ميديا رضوي الشربيني تعرض للتحرش اللفظي
نشرت الإعلامية رضوي الشربيني مقطع فيديو لها عبر حسابها على موقع انستجرام أثناء لقائها بآحدى البرامج التلفزيونية، ووجهت لها أحد السيدات المتواجدات في البرنامج سؤال ألا وهو "هل تعرضتي للتحرش؟".
لترد عليها رضوي الشربيني قائلة: "اتعرض إلى التحرش اللفظي طوال الوقت بخلاف التحرش الآخر".
View this post on InstagramA post shared by Radwa El Sherbiny (@radwaelsherbiny)
وسرعان ما انهالت عليها التعليقات الداعمة لها من قبل المتابعين والتي جاءت كالأتي، "للأسف مافي بنت ماتعرضت للتحرش اللفظي"، "انتي شجاعه وقوية وشكرا آنك اجبتي على السؤال"، "على قد انواع التحرش المنتشرة مؤخرا، صار التحرش اللفظي عبارة عن سلطة، نموت و نفنى و ما نخلص من هذا الموضوع بالعكس يزيد و يزيد كلما اقتربت مجتمعاتنا من العقلية الغربية".
بينما عارضها مجموعة من الرواد وهاجموها بسبب ملابسها حيث قالوا، " صرتوا زي الأجانب كلمكم تعرضتوا للتحرش وعملته منه قصة مناضلة"، "طبيعي بتتعرض للتحرش مادامها متبرجه بس لما تطبق الحجاب الاسلامي وتستر كل جسدها ولايظهر منه شي فما راح يتعرض لها احد ابد بس تظهر مفاتنها وماتبي احد يتحرش فيها".
رضوي الشربينيأزمة رضوي الشربيني الأخيرة
تسببت الإعلامية رضوى الشربيني في حالة من الجدل والغضب الجماهير، إذ كتبت تويتة عبر حسابها الرسمي على تويتر، تصف فيها الرجال "بالخرفان"، والأمر الذي جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا الرجال يفتحون أبواب النيران عليها، إلا أن قررت مجموعة قنوات cbc تحول الشربيني للتحقيق.
رضوي الشربينيمجموعة قنوات cbc تتخذ موقف ضد رضوي الشربيني
اتخذت مجموعة قنوات cbc موقفًا حازمًا ضد المذيعة الشهيرة وقالت في بيان رسمي " تعلن إدارة قنوات cbc عن تحويل المذيعة رضوى الشربيني للتحقيق، بسبب البوست الذي قامت بنشره على صفحتها الشخصية والذي تسبب في إساءة لاسم المؤسسة، رغم أنه لم يذاع أو ينشر على أية منصة من منصات القنوات".
رضوي الشربيني
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رضوى الشربيني رضوى الشربینی
إقرأ أيضاً:
السوشيال ميديا أم قنبلة اليورانيوم.. أيّهما أشد فتكًا بالعالم؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأيتُ النارَ تُذكيها الرياحُ
فقلتُ أهذا دَمعُ الأرضِ أمْ زَفَري؟
أبو القاسم الشابي
لم تكن النارُ يومًا مُجرَّد طاقةٍ تُؤجَّجُ للطهو أو الدفء، لقد كانت عبر العصور استعارةً للخراب والتطهير معًا، كأنها السيف الذي يقطع، ثم يُمهِّد لبدايةٍ أخرى، واليوم، في زمنٍ تتخفّى فيه القنابل خلف شاشاتٍ مضيئة، باتت السوشيال ميديا هي النار، لكنها نارٌ لا يُرى لهيبها، تُحيل العقول إلى رماد دون أن تلمسَ الجلد، إنها السلاحُ الذي لا يحتاج إلى فتيل، بل إلى تفاعل، «الحرب العالمية الثالثة» انطلقت فعلًا، لكن ميادينها ليست خنادق، بل صفحات، وأساليبها لا تقتلُ الأجساد، بل تُفجِّر المعنى من داخله.
التشويش الكوني.. كيف حوَّلت المنصاتُ الإنسانَ إلى "رقمٍ مُعلَّق" ؟
يُحكى أن الجنون لم يكن عيبًا في أساطير القدماء، بل مَلكة من يرى ما لا يراه الآخرون، واليوم، صرنا جميعًا مجانين من طرازٍ رقمي، نرى أنفسنا في مرايا مُتعددة، نُفكّك ذواتنا بين الفيسبوك والتيك توك والإنستجرام، ونُعيد بناءها من شظايا "إعجاب" و"تعليق"، الهوية انفجرت، وصار الإنسان رقمًا مُعلَّقًا في فضاءٍ يُشبه العدم.
كما يقول جان بودريار: "الواقع لم يعُد موجودًا.. هناك فقط الصورة" السوشيال ميديا اختزلت الوجود إلى محتوى، والعاطفة إلى إيموجي، والوعي إلى تريند، نحن الآن في استعمارٍ رقمي لا يقلّ عن استعمار الأرض، الاحتلال لا يحتاج جنودًا، بل يحتاج "مستخدمين نشطين" الهوية نفسها صارت سوقًا، تباع وتشترى، وتُستبدل كما تُستبدل الخلفيات والصور الرمزية.
في عام 2022، أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن 60% من الأخبار المُتداولة خلال الأزمات كانت مزيفة، هل نُسمي هذا حريةً أم إرهابًا ناعمًا؟ حتى الأوهام صارت تُروَّج كحقائق، فلا تَعرفُ العقولُ الفرق، وتتماهى مع الزيف كما يذوبُ الثلج في النار.
وفي مقارنة باردة، تُشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 إلى أن أكثر من 3 ملايين شخص يموتون سنويًا بانتحارٍ مباشر أو بأمراضٍ نفسية فَجَّرَتْها العزلة الرقمية، هيروشيما سقطت بقنبلة، ونحن نسقط يوميًا بقنابل صامتة، تُدعى المنصات.
استراتيجيات الهجوم.. عندما تصير «الستوريز» رصاصاتٍ
"الحربُ أولُها كلام" — سوفوكليس
الحروب الحديثة لا تُطلِق صواريخ، بل تُغرِقُ العقول في "فوضى المعنى"، الستوريز اليومية التي نُشاهدها بريئةٌ في ظاهرها، لكنها رصاصات فكرية تُعيد تشكيلنا، تُغيّر أولوياتنا، تُشوِّه مفاهيمنا، السوشيال ميديا تحوّلت إلى سلاح هجومي، يتقن صناعة القتل البطيء.
كل «تحدٍّ» جديد، كل "فيديو قصير" يُسوّق نمطَ حياةٍ غربيًّا ناعمًا، يحفر في لاوعي الشباب مفهومًا واحدًا "استهلك، لا تفكّر"، وكما يُقال في المثل المصري: "اللي يتربى عالتلفزيون.. يبيع أبوه عالنت"
لم تَعُد البضائعُ تُباع في الأسواق، بل في القصص المُعلّقة على إنستجرام، الخوارزميات تُسيّر الذوق، وتتحكّم في الرغبات، كأنها إلهٌ خفي يُقرّر لنا ما نُريد دون أن نُدرك.
في عام 2020، كشفت تقارير أممية أن إسرائيل استخدمت تيك توك لترويج دعايات مضللة تجاه الشباب الفلسطيني، لم تعُد الحربُ على الأرض فقط، بل على الشاشات، وعلى الوعي.
فنون الدفاع.. هل نستعيد السيطرة على "العقل الرقمي"؟
"أعظم الانتصارات أن تنتصر على نفسك" — مثل بوذي
النجاة ليست مستحيلة، لكنها مشروطة بالوعي، لن نُطفئ نار السوشيال ميديا بالهرب، بل بالتحكُّم، أن تتحوّل المنصة من قيدٍ ناعم إلى أداةٍ نُعيد بها التفكير.
أوقف موجات الاستهلاك المفرط، وابدأ باختيار ما تراه، لا ما يُقدَّم إليك، لا تمنح بياناتك مجانًا، ولا تَنسَ أن كل ضغطة زر تُغذّي آلةً تُحاول أن تسرق وقتك ووعيك.
نحتاج جيلًا يُفكّك الصور، يُشكّك في الظاهر، ويُعيد بناء المعرفة، كما قال ابن خلدون: "التمييز بين الظاهر والباطن هو أساس العقل".
فرض قوانين تُجبر الشركات على الشفافية، كما فعل الاتحاد الأوروبي في "قانون الخدمات الرقمية" عام 2024، حيث صار للناس الحق في معرفة كيف تُصاغ المحتويات التي تُسيطر على أذهانهم.
مابعد الانفجار.. هل نُطفئ النار أم نتعلم الرقص ضمن لهبها؟
الحل لا يكمن في إغلاق الحسابات أو الانسحاب، بل في تحويل المنصات إلى ساحات وعي، الفن، الكلمة، التأمّل، هي أسلحتنا القادمة.
الفن كسلاح.. أن نصنع محتوى لا يُفرِّغ العقول، بل يملؤها، أن نحكي قصصنا لا قصص الآخرين، كما حوَّل نجيب محفوظ الحارة إلى أسطورة، يمكننا أن نحول الشاشة إلى مسرح وعي.
لا تدَعْ عدد المتابعين يحدّد قيمتك. "الثقافةُ مقاومةٌ.. والمقاومةُ ثقافة"، فلنقاوم، لا بالصراخ، بل بالإبداع، بالتفكير، بالحب.
"السوشيال ميديا كالبحر.. مَنْ لا يعرف السباحة يغرق، ومَنْ يعرفها يصل إلى عالمٍ لا يُشبهنا"
لكن البحر نفسه قد يكون سرابًا، ما نراه موجةً قد يكون ظلًّا لشيءٍ مخيف وأكثر فتكا ورعبا، فلنُدرك، قبل فوات الأوان، أن السوشيال ميديا ليست مرآةً صادقة، بل كائنٌ يُعيد تشكيلنا على صورته، وكما قال أدونيس: "الضوءُ يحتاج إلى عينين تُحبّان الضوء"، فلنُطهِّر أعيننا من هذا الزيف، لنرى العالم كما هو، لا كما يُراد لنا أن نراه.
لعلّ النجاة تبدأ بسؤال من يملُكُ وعيك؟