الجزيرة:
2024-07-01@13:19:47 GMT

المشروع 2025.. خطة ترامب لحكم أميركا مجددا

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

المشروع 2025.. خطة ترامب لحكم أميركا مجددا

واشنطن– مع ارتفاع حظوظ عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عقب المناظرة الرئاسية الأولى التي جمعته فجر الجمعة الماضي مع الرئيس جو بايدن، تزداد أهمية الوقوف عند استعدادات ترامب والمعسكر الجمهوري للعودة للحكم.

ودفع أداء الرئيس بايدن "الكارثي" خلال المناظرة، الكثير من المعلقين للاهتمام بما يثار من وجود مخطط للحكم حدده الرئيس السابق بالتنسيق مع كبار الجمهوريين والشخصيات والمنظمات المحافظة، لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، بما يخدم أهدافهم.

ويطلق على المخطط اسم "مشروع 2025″؛ وهو عبارة عن مجموعة من مقترحات الانتقال السياسي في حالة فوز ترامب، بما يعيد تشكيل الحكومة الفدرالية بشكل أكثر فعالية لتنفيذ أجندة يراها بعض المعلقين "متطرفة". وتتضمن الوثيقة عرضا تفصيليا لكيفية تغيير وإعادة تشكيل كل وزارة خلال فترة حكم ترامب الثانية.

وجاء في مقدمة الخطة، والتي اطلعت عليها الجزيرة نت، أنه "لا يكفي أن يفوز المحافظون في الانتخابات، إذا أردنا إنقاذ البلاد من قبضة اليسار الراديكالي، فنحن بحاجة إلى أجندة حاكمة وأشخاص مناسبين في مكانهم، وعلى استعداد لتنفيذ هذه الأجندة في اليوم الأول من الإدارة المحافظة القادمة. هذا هو هدف مشروع الانتقال الرئاسي لعام 2025".

يضع مشروع 2025 خارطة طريقة مفصلة للـ180 يوما الأولى من حكم ترامب الثاني (رويترز) من يقف وراء مشروع 2025؟

وجاء مشروع 2025 في مجلد من 920 صفحة، وهو من بنات أفكار مؤسسة "هيريتيج"، وهي مؤسسة فكرية محافظة عمرها 50 عاما، وتوصف بأنها من بين "المنظمات اليمينية" الأكثر نفوذا في واشنطن وبقية الولايات المتحدة.

ومنذ تأسيسها عام 1973، استخدمت مؤسسة هيريتيج مواردها ونفوذها لدفع أجندتها المحافظة في كل جانب من جوانب الحياة الأميركية، وعلى رأسها الدعوة المعارضة للإجهاض، وسياسات المناخ، والدعوة المناهضة للمثليين، والدعوات لتضخيم الميزانية العسكرية ودور واشنطن العسكري حول العالم.

وتقول المجموعة إن فصول خطة "مشروع 2025" ودليل الـ180 يوما كتبها "أكثر من 400 باحث وخبير سياسي من جميع أطياف الحركة المحافظة من كل أرجاء الولايات المتحدة". ويشمل ذلك مسؤولين سابقين في إدارة ترامب وشخصيات يمينية بارزة، مثل القائم بأعمال وزير الدفاع السابق كريستوفر ميلر، ونائب وزير الأمن الداخلي السابق كين كوتشينيلي، وبيتر نافارو، كبير المستشارين التجاريين السابق لترامب.

وبرزت مؤسسة "هيريتيج" بشدة خلال فترة رئاسة رونالد ريغان، الذي اعتمدت سياساته على الدراسة السياسية للمؤسسة بعنوان "انتداب القيادة". ومنذ ذلك الحين، أصبح للمؤسسة تأثير بارز في صنع السياسة العامة الأميركية، واعتُبرت واحدة من مراكز البحث المحافظة الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة.

ما هو بالضبط مشروع 2025؟

جاء في مقدمة الخطة "يعلمنا التاريخ أن سلطة الرئيس في تنفيذ جدول الأعمال تكون في ذروتها خلال الأيام الأولى للإدارة. يتطلب التنفيذ خطة مدروسة جيدا ومنسقة وموحدة وكادرا مدربا وملتزما من الموظفين لتنفيذها".

ويتهم المشروع الدولة الأميركية بأنها تعكس مسيرة يسارية طويلة سيطرت على الحكومة الفيدرالية، وتعادي المواطنين الأميركيين، ووضعت حرياتهم تحت الحصار، وفرضت عليهم القيم الليبرالية الغريبة.

وتحدد الخطة بالضبط كيف ستبدو رئاسة ترامب القادمة. وهذا لا يشمل فقط مقترحات القضايا السياسية المختلفة، مثل إجراءات الهجرة والسياسات التعليمية والخطط الاقتصادية، بل هي صورة أكثر تعقيدا لأميركا المحافظة كما يأمل المحافظون في تنفيذها في الإدارة الجمهورية المقبلة.

وتتضمن الوثيقة مخططا شاملا لكيفية تنفيذ مثل هذه الرؤية من خلال توصيات لموظفي البيت الأبيض الرئيسيين، وأصحاب المناصب الوزارية، والكونغرس، والوكالات الفدرالية، واللجان، والمجالس. وتذهب الخطة إلى حد تحديد عملية تدقيق لتعيين وتوظيف الأشخاص المناسبين في كل مستوى من مستويات الحكومة لتنفيذ هذه الرؤية.

ويلخص الجزء الافتتاحي بالخطة، والذي كتبه كيفين دي روبرتس، رئيس مؤسسة "هيريتيج"، بإيجاز هدف مشروع 2025، وهو "وعد بجعل أميركا أمة محافظة. وللقيام بذلك، يتعين على الإدارة الرئاسية المقبلة أن تركز على أربع جبهات واسعة ستقرر مستقبل أميركا".

وبحسب روبرتس، تشمل هذه الجبهات الأربع ما يلي:

استعادة الأسرة باعتبارها محور الحياة الأميركية وحماية أطفالنا. تفكيك الدولة الإدارية وإعادة الحكم الذاتي إلى الشعب الأميركي. الدفاع عن سيادة أمتنا وحدودها وخيراتها ضد التهديدات العالمية. تأمين حقوقنا الفردية التي منحها الله وضمنها الدستور للعيش بحرية.

وترسم بقية الخطة بالتفصيل، كيف يمكن للإدارة الجمهورية القادمة تنفيذ أهدافها على هذه الجبهات الأربع. يتضمن ذلك الخطوط العريضة الشاملة لما يجب على البيت الأبيض وكل وكالة فيدرالية القيام به لإصلاح أهدافها وعملياتها اليومية، من وزارة الزراعة إلى وزارة الدفاع، إلى إدارة هيئة التنمية الدولية، ووكالات التنظيم المالي.

ولكل قطاع من قطاعات السلطة التنفيذية خطة مفصلة في مشروع 2025 تشرح كيف يمكنه تنفيذ أجندة محافظة للغاية.

انتقادات للمشروع

ترى مجلة "نيو ريبابليك" أن "مشروع 2025" هو "دليل مفصل بشكل ملحوظ لتحويل الولايات المتحدة إلى جنة فاشية". وتوضح المجلة أن الوثيقة الأساسية للمشروع تحدد ما هو في الأساس "رؤية قومية مسيحية للولايات المتحدة".

وتعكس خطة الحكم، بحسب المجلة، رؤية مرعبة لما يمكن أن تبدو عليه الحياة الأميركية، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بشأن "مشروع 2025" هو دليل الـ 180 يوما الأولى من ولاية ترامب الثانية.

وتشير الخطة إلى أول 6 أشهر بالقول "الوقت قصير، والمحافظون بحاجة إلى خطة سريعة. سيخلق دليل الـ 180 يوما دليلا للإجراءات التي يتعين اتخاذها في هذه الفترة من الإدارة الجديدة لتقديم الإغاثة السريعة للأميركيين الذين يعانون من سياسات اليسار المدمرة".

من بين الاقتراحات العديدة المثيرة للقلق المنصوص عليها في الدليل، بحسب مراقبين، خطة مفصلة لتطهير جهاز الدولة الأميركية الإداري من عشرات الآلاف من الموظفين لصالح توظيف أولئك الذين سيلتزمون بالمبادئ المحافِظة لمشروع 2025.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة مشروع 2025

إقرأ أيضاً:

مقال في ناشونال إنترست: أميركا هي الخاسر الأكبر من مناظرة بايدن وترامب

قال محلل سياسي أميركي إن الخاسر الأكبر من المناظرة التي جرت، فجر الجمعة الماضي، بين الرئيس جو بايدن ومنافسه المفترض في الانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب، هي الولايات المتحدة ومواطنوها الذين يحق لهم التصويت.

وأضاف أن أنصار الحزب الديمقراطي أصابهم الذعر من أداء بايدن في المناظرة، مبديا حزنه من ظهور علامات الخرف عليه بما لا يدع مجالا للشك في بعض الأحيان خلال تراشقهما اللفظي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"سكين في الظهر".. نتنياهو ينوي التخلص من غالانتlist 2 of 2غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الرئيس؟end of list

ولم يسلم ترامب بدوره من سهام النقد التي صوبها عليه المحلل الأميركي روبرت دبليو ميري في مقاله بمجلة "ناشونال إنترست"، رغم إقراره بأن المرشح الجمهوري المفترض لانتخابات الرئاسة الأميركية المزمع إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، قد يكون هو المنتصر في المناظرة، لكنه ليس ذلك الفوز الذي يولِّد الثقة في المستقبل.

ذعر الديمقراطيين

ومع ذلك، فإن الكاتب يعتقد أن ذلك لا يعني أن بايدن تنازل عن كل فرص الفوز على ترامب في الانتخابات المقبلة، معربا عن اعتقاده أن ما حدث في المناظرة ربما لا يبرر كليا ذعر الديمقراطيين.

وأيد ميري في مقاله ما ذهبت إليه عضوة مجلس الشيوخ السابقة عن الحزب الديمقراطي كلير مكاسكيل من أنه كان لديه شيء واحد ليحققه وهو طمأنة الأميركيين بأنه قادر على أداء مهامه رئيسا في مثل عمره، وفشل في ذلك.

وبالقدر نفسه، كان لدى ترامب ما يتعين عليه إنجازه أيضا، وهو إثبات أن قدرته على توسيع قاعدة دعمه من خلال جذب الناخبين المستقلين والمترددين إلى صفه، وفق المحلل السياسي الذي يرى أنه لا يوجد ما يدل على أنه فعل ذلك، إذ كان أداؤه في المناظرة "متواضعا في أحسن الأحوال".

ستعود للمربع الأول

وإذا لم يتمكن قادة الحزب الديمقراطي من إقناع بايدن بالانسحاب من السباق، رغم ضآلة هذا الاحتمال -كما يتوقع ميري-، فإن أميركا ستعود إلى المربع الأول، حيث يتنافس مرشحان "بكل العيوب التي تشوبهما" على رئاسة البلاد. واستطرد الكاتب أنه ما لم يحدث تطور مثير وغير متوقع، فإن أيا منهما بإمكانه الفوز.

واستنادا إلى ذلك، فإن ميري لا يرى أن المناظرة هي نقطة التحول الحاسمة، كما يتصورها العديد من السياسيين والنقاد على اختلاف توجهاتهم السياسية.

وفي تصور كاتب المقال أن أداء بايدن لم يكن "كارثيا" كما أوحت بذلك التحليلات المبكرة. ورغم أنه لا يقلل من شأن زلات وعثرات بايدن، فإنه يعتقد أن الرئيس صمد في مناظرة اتسمت بضراوة المنافسة.

نقطة ضعف جوهرية

ولم يُخف الكاتب ميله إلى جانب المرشح الديمقراطي، حيث ظهر ذلك واضحا حينما زعم أن ترامب لا يزال يعاني سياسيا من نقطة ضعف جوهرية، وهي عجزه عن التواصل مع الأميركيين الذين لا يرتدون قبعات تحمل شعار حملته الانتخابية "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وبافتقاره إلى هذه القدرة، يبدو أن ترامب عاجز أيضا على البناء على قاعدته الجماهيرية الصلبة التي لا تتزعزع عن تأييده؛ إذ طالما وقفت إلى جانبه في لحظات الانتصار والانكسار على مدى ما يقرب من عقد من الزمان، كما يقول ميري.

وينقل مقال "ناشونال إنترست" عن المعلق السياسي ومحلل استطلاعات الرأي نيت سيلفر أن الرئيس الذي يسعى لولاية ثانية ربما لن ينجح ما لم يحصل على نسبة موافقة لا تقل عن 49% في وقت الانتخابات.

وفي تعليقه على ما خلص إليه سيلفر، يقول ميري إنه يمكننا -تأسيسا على ذلك- أن نكتشف أن عجز ترامب عن البناء على قاعدته السياسية كان عاملا حاسما في فشل مسعاه لإعادة انتخابه عام 2020.

سرديات مدنية

ومضى إلى القول إن نقطة ضعف ترامب الأخرى هي أنه يفتقر إلى المفردات وطريقة التفكير اللازمة لبناء سرديات مدنية تأسر خيال الناخبين من غير أصحاب الولاء الشديد له. وضرب ميري مثلا على ذلك بإجابة ترامب على سؤال مديرة المناظرة دانا باش عما إذا كان سيقبل بشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدخول في المفاوضات بشأن وضع أوكرانيا.

وأوضح كاتب المقال أن ترامب أجاب، متجاهلا السؤال في البداية، قائلا إن قدامى المحاربين والجنود الأميركيين "لا يطيقون هذا الرجل" (في إشارة إلى بايدن)، وعندما أراد الرد على السؤال "أضاع فرصة ممتازة" لإبراز معارضته المعلنة لانخراط الولايات المتحدة في حروب "أبدية"، ولتدخلها "الخاطئ" في الصراعات الدولية.

ويتجلى افتقار ترامب إلى الصرامة الفكرية وتماسك لغة الخطاب لديه -بحسب ميري- في إجابته على سؤال حول الديْن الوطني للولايات المتحدة. ومن دون معالجة هذا السؤال، قدم خطبة عن تيار من الوعي تتماشى مع ندوة أدبية حداثية أكثر من كونها مناظرة رئاسية، على حد تعبير المقال.

مقالات مشابهة

  • أسعار الذهب مستقرة وسط توقعات بخفض الفائدة في أميركا
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟
  • مقال في ناشونال إنترست: أميركا هي الخاسر الأكبر من مناظرة بايدن وترامب
  • مناقشة الخطة التنفيذية لمشروع تشجير مدينة الحديدة ومداخل المديريات 
  • الديوانية.. إحالة 42 مشروعا لشركة اجنبية يثير سخطا كبيرا
  • “نيويورك تايمز” تدعو بايدن إلى عدم الترشح للرئاسة مجددا
  • بعد أول مناظرة انتخابية بينهما.. بايدن عازم على الاستمرار في السباق الرئاسي وترامب: سنضع “أميركا أولاً” مجدداً
  • ترامب: روسيا والصين كانتا تحترمان أميركا أثناء رئاستي
  • وصف ترامب مجددا بـقط الزقاق.. بايدن يهاجم خصمه ويعترف: لم أعد شابا