واشنطن وحلفاؤها يدينون كوريا الشمالية لتوفيرها أسلحة لروسيا
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
دخلت واشنطن وحلفاؤها في مواجهة مع كوريا الشماليّة في الأمم المتحدة الجمعة على خلفيّة مزاعم بأنّ بيونغ يانغ تنتهك إجراءات مراقبة الأسلحة من خلال تزويدها روسيا أسلحة لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وانتقد نائب مبعوث واشنطن لدى الأمم المتحدة روبرت وود ما قال إنّها "عمليّات نقل أسلحة غير مشروعة من جمهوريّة كوريا الديموقراطيّة الشعبيّة (كوريا الشماليّة) إلى روسيا"، في وقت يُقيم هذان البلدان علاقات أوثق من أيّ وقت مضى.
وقال وود قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه القضيّة "ندين بأشدّ العبارات الممكنة عمليّات النقل غير القانونيّة تلك التي ساهمت بشكل كبير في قدرة روسيا على شنّ حربها ضدّ أوكرانيا". وأضاف أنّ توريد كوريا الشماليّة أسلحة وذخائر ينتهك قرارات مجلس الأمن بشأن هذه القضية في الأعوام 2006 و2009 و2016.
وقال جونا ليف، المدير التنفيذي لمركز أبحاث التسلّح في النزاعات الذي يتتبع استخدام الأسلحة في الحرب، لمجلس الأمن إنّ المركز وجد أدلّة على استخدام صواريخ بالستيّة كوريّة شماليّة في أوكرانيا، في انتهاك للعقوبات.
وذكر أنّ "فريق تحقيق ميداني تابعا لمركز أبحاث التسلّح قد وثّق مادّيًا بقايا صاروخ بالستي ضرب خاركيف في 2 كانون الثاني/يناير 2024" قائلا إنّ المحقّقين خلصوا إلى أنّه من صنع كوريا الشماليّة وذلك "استنادا إلى سمات عدّة".
وأشار ليف إلى أنّ صواريخ مماثلة ضربت أيضا كييف وزابوريجيا في وقت سابق هذا العام.
ونفى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن تكون موسكو سعت إلى تقويض العقوبات وعارض حضور أوكرانيا والاتحاد الأوروبي الاجتماع.
ونمت العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ بسرعة في السنوات الأخيرة، واستضاف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق هذا الشهر ووقع اتفاقية دفاع مشترك.
وتتصاعد التوتّرات في شبه الجزيرة الكوريّة مع انزعاج كوريا الجنوبيّة من احتضان موسكو لجارتها الشماليّة التي لا يمكن التنبؤ بتصرّفاتها.
وتراجعت العلاقات بين الكوريّتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وتكثيف بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة وإطلاقها بالونات محمّلة نفايات في إطار ما تقول إنّه ردّ على بالونات محمّلة بشعارات دعائيّة مناهضة لنظامها يُرسلها ناشطون كوريّون جنوبيّون باتّجاه أراضيها.
واعتبر وود أنّ الصين يمكن أن تفعل المزيد لمنع العلاقات العسكريّة المتنامية بين روسيا وكوريا الشماليّة. وأثار ذلك رد فعل غاضبا من سفير بكين لدى الأمم المتحدة الذي قال إنّه "يجب على الولايات المتحدة أن تفكّر بعمق، خصوصا في أفعالها، بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين" في التوتّرات المتزايدة في شبه الجزيرة.
واختبرت بيونغ يانغ صاروخا بالستيا في 25 حزيران/يونيو، وهو ما قال وود إنه يظهر "ازدراء" لمجلس الأمن.
وتزعم واشنطن منذ فترة طويلة أنّ روسيا تفقد معدّات ثقيلة في أوكرانيا، ما يُجبر الكرملين على اللجوء إلى مجموعة صغيرة من حلفائه، بمن فيهم كوريا الشماليّة، للحصول على الدعم.
من جهته، قال سفير كوريا الشماليّة لدى الأمم المتحدة كيم سونغ لمجلس الأمن إنه "لا يوجد سبب يدعو إلى القلق"، مشيرا إلى أنّ الاتّفاق الموقّع بين موسكو وبيونغ يانغ يهدف إلى "تعزيز التقدّم" في العلاقات.
وانضمّت فرنسا وبريطانيا إلى واشنطن في إدانتها لما تقول إنّها شحنات أسلحة من كوريا الشماليّة إلى روسيا تنتهك العقوبات.
من جهته انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة لدعمها العسكري لأوكرانيا وقال الأسبوع الماضي إنه لا يستبعد إرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: واشنطن أوكرانيا كوريا الشمالي ة الأسلحة بيونغ يانغ موسكو كيم جونغ أون بوتين لدى الأمم المتحدة کوریا الشمالی ة لمجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
التايمز: لماذا تفضل أوكرانيا القتال على تسليم القرم لروسيا؟
قالت صحيفة التايمز البريطانية إن حل الصراع بين أوكرانيا وروسيا في نظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسيط للغاية، ويكمن في اعتراف كييف بالحقائق على الأرض، وتنحية اعتراضاتها على استيلاء موسكو على أراضيها جانبا.
لكن من جانب آخر، فإن عديدا من الأوكرانيين يرون أن الحل الذي يقترحه ترامب ليس واقعيا فحسب، بل يشكل تهديدا مباشرا لوجود دولتهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: لم الحرص على تدمير خاتم الصياد بعد وفاة البابا؟list 2 of 2يديعوت أحرونوت: الجيش يفضل هذا الخيار بغزة خشية خطط اليمينend of listووفق تقرير الصحيفة البريطانية، فقد اتبع الرئيس الأميركي نهجا عنيفا في تعامله مع الأزمة، مهددا بالانسحاب تماما من المفاوضات، ومنتقدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه الاعتراف بالحكم الروسي على شبه جزيرة القرم.
ونقلت التايمز عن فولوديمير فيسينكو، المحلل السياسي المقرب من إدارة زيلينسكي قوله إن الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم يشكل سابقة خطيرة بالنسبة لأوكرانيا، ويفتح شهية الرئيس فلاديمير بوتين للاستيلاء على أراضيها.
أهون الشرينوقال فيسينكو إذا تعين على أوكرانيا الاختيار بين الاعتراف بحق روسيا في القرم وانسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات، فعلى الأرجح أنها ستفضل الخيار الثاني، الذي يعتبره "أهون الشرين".
ويبرر فيسينكو ما ذهب إليه بأن موافقة الأميركيين على استحواذ روسيا على القرم سيجعل بوتين بعد مرور بعض الوقت يطالب حتما بالاعتراف بملكية بلاده لبقية الأراضي التي ضمها بالفعل.
إعلانوأشارت الصحيفة إلى ما كتبه ترامب على موقع "تروث سوشيال" بأنه لم يطلب من زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم باعتبارها أراضي روسية، إنما يتوقع منه نوعا من الالتزام بألا تتحدى أوكرانيا بعد الآن حكم الكرملين على شبه الجزيرة.
ونسبت التايمز إلى تاميلا تاشيفا، النائبة البرلمانية التي كانت الممثل الدائم لزيلينسكي في القرم حتى العام الماضي تحذيرها من أن "مقايضة الأراضي بوقف إطلاق النار لن تجلب سلاما مستداما، بل يمكن أن تكون منطلقا لعدوان جديد".
أما فيسينكو فيعتقد -وفق التايمز- أن تكون تهديدات ترامب وضغوطه على أوكرانيا جزءا من حرب نفسية يهدف البيت الأبيض من ورائها انتزاع تنازلات كبيرة من كييف في أقصر وقت ممكن، لكنه استدرك قائلا "لذلك علينا الانتظار حتى يتغير مزاج ترامب".
ونقلت التايمز عن أولكسندر ميريجكو، النائب الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، تصريحا بدا فيه متفائلا نوعا ما.
فقد أكد أن بلاده لن تفقد الأمل في الولايات المتحدة، مضيفا "نحن بحاجة إلى العمل مع ترامب، فمن يدري، ربما يعود إلى رشده في مرحلة ما".