أكاديمي ومصرفي اشتراكي زاوج بين اقتصاد الأعمال والاقتصاد الاشتراكي.

خريج جامعة بريطانية، ومحاضر في عدة جامعات في الولايات المتحدة وأوروبا.

يتهم بأنه ظل للرئيس السابق إيفو موراليس رغم أنه نفى ذلك في حملته الرئاسية.

عرف بهندسته "الأعجوبة البوليفية" في الاقتصاد أثناء تسلمه تلك الوزارة.

نجا من محاولة انقلاب عسكرية بهدوء ودون إراقة دماء أو طقوس ترافق الانقلابات العسكرية عادة.


ولد لويس آرسي في عام 1963 في العاصمة البوليفية لاباز لأبوين كانا يعملان في مهنة التدريس.
درس في معهد التعليم المصرفي في لاباز، وتخرج في البداية كمحاسب عام 1984، وفي عام 1991 حصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة "سان أندريس" العليا قبل أن يكمل دراسته في جامعة "وارويك" في كوفنتري بالمملكة المتحدة، حيث تخرج عام 1997 بدرجة الماجستير في الاقتصاد.

كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة "لوس أنديز" وجامعة "فرانز تامايو".
أمضى معظم حياته العملية في البنك المركزي في بوليفيا التي بدأها عام 1987.

بعد انتهاء مرحلة  العمل الرسمي في الجهاز المصرفي ولج في المجال الأكاديمي الجامعي كأستاذ جامعي ومشرفا على طلاب الدراسات العليا في جامعات عامة مختلفة وجامعات خاصة في بوليفيا.

كما ألقى العديد من المحاضرات في جامعات في أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية بما في ذلك جامعة "كولومبيا" في نيويورك وجامعة "بوينس آيرس" وجامعة "هارفارد".

دخوله عالم السياسة كان عبر حليفه الرئيس إيفو موراليس الذي عينه وزيرا للمالية في عام 2006. انتقل بعدها في عام 2009، إلى وزارة الاقتصاد والمالية العامة.


وكثيرا ما يوصف من قبل بعض وسائل الإعلام في بوليفيا بأنه العقل المدبر وراء نهوض بوليفيا الاقتصادي. كما أشرف على تأميم شركات الهيدروكربون والاتصالات والتعدين في بوليفيا، وإنشاء بنك الجنوب. ووضع عددا من البرامج الاجتماعية، والاعتراف بقطاع الاقتصاد "الاشتراكي الشعبي"، مع رفع ملحوظ للحد الأدنى للأجور.

كما أشرف على التوسع السريع للاقتصاد البوليفي حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي وانخفض الفقر.
اضطر في عام 2017 للتخلي عن منصبه والسفر إلى البرازيل للخضوع لعملية جراحية حيث اكتشف قبل أشهر وجود سرطان حاد في الكلى، وبقي هناك لفترة تعافي إجبارية قبل أن يعود إلى منصبه كوزير للاقتصاد في عام 2019.

بعد الأزمة السياسية التي شهدت استقالة الرئيس موراليس وحكومته، دعا الرئيس المؤقت إلى انتخابات جديدة. وفي عام 2020 أعلن موراليس (رئيس بوليفيا 2006 – 2019 استقال وسط اضطرابات)، من الأرجنتين، حيث يقيم، اختيار لويس آرس، مرشحا عن "الحركة من أجل الاشتراكية" المعروف اختصارا بـ"ماس" في انتخابات 2020.

انتقده خصومه ووصفوه بأنه "دمية" في يد موراليس، وهو الاتهام الذي رفضه هو وحزبه. وقال "ماس"  إن موراليس الرئيس السابق أبعد تماما عن حملة آرسي، و"بشكل قاطع، لن يتدخل إيفو في حكومة الأخ لويس آرسي". فيما أكد  آرسي بأن موراليس "لن يكون له أي دور في حكومتنا".
استطاع آرسي الفوز بالانتخابات على مرشح اليمين من الجولة الأولى بنسبة 52.4 ٪.

واختارت بلاد "الأنديز" مواصلة نفس النهج الاقتصادي وعدم الذهاب إلى خيارات أخرى غير مستحبة، ووعد آرسي، بإرساء لغة تصالحية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد حملة سادتها الاتهامات المسبقة بين الطرفين المتنافسين. لكن الأمريكيين، المحبطين بلا شك من نتيجة الاقتراع الرئاسي، أكدوا مسبقا أنهم سيتعاونون مع أي من المرشحين، حال فوزه.

آرسي يرى أن بلاده اختبرت "النيوليبرالية" لأكثر من 20 عاما، لكن نتائجها جاءت "كارثية"، منتقدا توجه حكومة اليمين الانتقالية إثر الإطاحة بموراليس، إلى "إلغاء الاستثمار الاجتماعي، وشل الشركات الوطنية، ما أدى إلى تدمير الناتج الوطني". بحسب قوله.


لكن بوليفيا القابعة بين جيران أقوياء طامعين بها، ظهرت في عهد آرسي على رادار الإعلام في العالم في حدثين منفصلين.

الحدث الأول المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها الجنرال خوان خوسيه زونيغا بقيادته قوة عسكرية حاولت اقتحام القصر الرئاسي من أجل "إعادة هيكلة الديمقراطية" في البلاد، بحسب زعمه، في تحرك لقي إدانات إقليمية ودولية واسعة.

وكانت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت جنودا مدججين بالسلاح ومركبات مدرعة يتجمعون في ساحة بلازا موريلو، القصر الرئاسي، بالعاصمة.

وما إن غادر العسكر المكان، حتى خرج الرئيس إلى شرفة القصر لتحية أنصاره الذين تجمعوا، وقال "لا يمكن لأحد أن يسلبنا الديمقراطية التي فزنا بها".

رفض آرسي، بشدة المزاعم القائلة بأنه "خطط للانقلاب بنفسه"، وقال في مؤتمر صحفي "أي نوع من التعليمات أو التخطيط للانقلاب الذاتي يمكن أن يكون هذا، لقد تصرف زعيم المحاولة الانقلابية خوان خوسيه زونيغا من تلقاء نفسه".

ووصف مزاعم زونيغا بـ"القبيحة"، مضيفا "أنه يدعي أنني خططت لتلك المحاولة لكسب المزيد من الشعبية، لكنني لست سياسيا يسعى لكسب الشعبية من دماء الشعب".

هذه المحاولة التي قادها بعض العكسر فتحت شهية المحللين إلى ربطها بالحدث الأخر وهو موقف بوليفيا من الحرب الانتقامية المتوحشة على قطاع غزة.

بعض هذه التحليلات ألمحت بأن ما جرى في ميدان موريلو كان بأيدي خارجية متمثلة في الولايات المتحدة ودولة الاحتلال عبر تحريك حلفائهم في المؤسسة العسكرية. وربما يؤكد انقلاب 2019 هذه المقولة فقد كان الاحتلال أول من هنأ جانين آنييز على تعينها رئيسة انتقالية لبوليفيا، وقتذاك، وأعلنت استعادة علاقات بلادها مع دولة الاحتلال، بعد انقطاع دام 10 سنوات، بقرار من  موراليس.

كما أن واشنطن طالبت بإحداث تغيير شامل لأعضاء حكومته، والإفراج عن الرئيسة الانتقالية جانين آنييز، التي تخضع لعقوبة بالسجن لعشر سنوات.

ولم تكن مواقف آرسي خفية على أحد، فهو اتخذ سلسلة قرارات جريئة واستثنائية فيما يتعلق بالحرب على غزة، وكانت منسجمة مع توجهاته السياسية منذ شبابه، حيث أدان العدوان الوحشي على غزة، ثم قطع العلاقات مع الاحتلال، ووصولا إلى تأييد الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال لدى محكمة العدل الدولية.

كما طالب بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقال "نرفض جرائم الحرب التي ترتكب في غزة. وندعم المبادرات الدولية الرامية لضمان دخول المساعدات الإنسانية، بما يتوافق مع القانون الدولي".

وبوليفيا من أولى الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال بسبب حربها الفاشية في غزة، وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال عام 2009، في ظل حكومة موراليس، احتجاجا على هجماتها على القطاع المنكوب.

قد لا تكون غزة السبب المباشر للمحاولة الانقلابية الفاشلة في بوليفيا، لكنها حاضرة في تفاصيل المشهد، فالولايات المتحدة وأوروبا ومدللتهم تل أبيب لن يتسامحوا أبدا مع الدول والأشخاص والكيانات التي وقفت مع معاناة الشعب الفلسطيني رافضة الإبادة الجماعية وسياسية التجويع وجميع جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة.

واشنطن لن تهدأ وهي ترى خصومها يحكمون في دول أمريكا اللاتينية، وتل أبيب ستواصل اللعب في الساحة الخلفية للدول التي كشفت عن وجه الاحتلال القبيح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه بوليفيا غزة الإنقلاب غزة بوليفيا لويس ارسي بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بولیفیا فی عام

إقرأ أيضاً:

هل أتاكَ حديثُ الطاغية!!؟

لنفترض جدلاً إنّه حیٌ (يرتزق) في مستنقع العمالة الآسن، وأنه تنَزَّلُ عليه الشياطين كما تنزَّلُ علی كلِّ أفَّاكٍ أثيم!! ولنترك جانباً سردية إنه قد قُتِل مُدبراً غير مُقبل، فجاءته الإصابة في مٶخرته، وأنه فقد إحدیٰ ساقيه التي كان قد أطلقهما للريح، وأن عينه قد فُقِأَت، فهل يظن أنه قد تبقت له من جيشه باقية تستحق أن يُقال عنها (الأشاوذ!!) فهذا من ما لا يجوز حتیٰ يتصالح الدمباري مع الجراد الصحراوي الذي كان يأكل عيشه من مطاردة أسرابه فی براري دارفور !!

الشاهد إن الفلنقاي أول أركان نهب دمباري لم يُجری علی لسانه – كما جرت عنده العادة فی كل مرة – إسم الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القاٸد العام للقوات المسلحة، تلك القوات التی تُحرز الإنتصار تلو الإنتصار علی مليشيا آل دقلو المُجرَّمة دولياً.

كما أن أسماء الشيخ علي كرتي، وأسامة عبد الله لم يَرِدا فی خطابه الأخير، مثلما إنه أعفیٰ الشايقية من تهديداته الجوفاء، وأفكاره الخرقاء، لكنه كال الشتاٸم بالربع الكبير من قاموسه البذٸ علی الفريق ياسر العطا، وأخرجه من ملة المسلمين بلا أدنی تردد، واتهمه بالجبن وكأنّ ياسر العطا قد ذهب مثله إلیٰ دويلة الشر يتمطَّیٰ ويتآمر علی وطنه مع زمرة العملاء المتآمرين!! اْو أن العطا غير موصوف بالبسالة والإقدام بين جنوده وضباطه وقادته، ولعل أبرز ما في خطابه هو إنكاره (حطب) لوجود حاجة إسمها الجيش، فالعين تُنكِر ضوء الشمس من رمدٍ، ومعذورٌ هو فقد فجعه الجيش فی أحلامه فطاشت مثل طاٸرة مسيَّرة خرجت من مجال التحكُّم !!

أما السادة القادة الكِبار الذين طالتهم بذاءات الدمباري الهارب مثل السيد القاٸد منِّي أركو منَّاوي حاكم إقليم دارفور، ودكتور جبريل إبراهيم محمد وزير المالية والتخطيط الإقتصادي ومستشاره السلطان بشارة سليمان عُشَر، فسيكون ردهم علی تخرصات الدمباري في الميدان، حيث المشتركة هناك، والمورال فوق.

وإن تعجب فعجبٌ حديثهُ عن العلمانية، ويحمد له أنه استطاع نطق الكلمة فی حد ذاتها، أما أن يعرف معناها ومٶداها فإن ذلك يدخل في باب المستحيلات، فقد يظن إن العلمانية من الخمور البلدية، أو الأكلات الشعبية، أو الطرق الصوفية، فكل ما في الأمر إنه قد سمع أن (ناس الحلو بيطالبوا بعلمانية الدولة) فقال مثل ما قالوا دون أن يكلف نفسه عناء التفسير، بل ذهب فی تزلفه للحلو ابعد من ذكر العلمانية، فقال بلغةٍ ملٶها الخضوع والإنكسار (ديل غشونا وفرقوا بينا)، حتی تذكرت ترويج لدراما إذاعية يقول بصوت نسائي (غشاني يا العمدة قال لی بعرسك، وماعرسني!!)

ونسي الدمباري فی غمرة تزلفه للحلو إن الحلو من دار مساليت التی ارتكب فيها أشاوذه أبشع الجراٸم التی لن ينساها التاريخ.

وتذلل للرٸيس الكينی وهو يشكره علی إاستضافته حفل التوقيع علی (المِيساخ) الذی عجز هو عن حضور (قعدة) توقيعه!!

وحاول التقرب لأهل الشمالية ونهر النيل زُلفیٰ بأنه ليس ضدهم، وحاول (تحنيك) أهل الشرق بالحديث عن محطة تحلية مياه البحر ليشربوا مجاناً،لكن الناس الإستضفتوهم ديل ما دايرين ليكم الخير!! أو كما قال أخزاه الله.أما عن بقاٸه فی القصر الجمهوری والمقرن فهذه (حكاية تَضَحِك الغنماية!!) مثل حديثه عن ذكریٰ غزوة بدر الكبری مقرونةً بتاريخ تأسيس المليشيا!!

وفی الختام لابد لنا من أن نشكر الفلنقاي أول أركان نهب دمباري علی توفير هذه المادة الشيِّقة للسخرية منه، ولاعزاء له فی هلكی فندق الضمان بنيالا، الذی نزل عليه سلاح الجو ضيفاً ثقيلاً، وجعل نزلاء فندق الضمان بلا ضمان.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 6 عوامل أفشلت الانقلاب في سوريا
  • بلاد تبدأ فيها صيامك بينما يفطر الآخرون
  • محمد بن راشد: خير بلاد زايد نهرٌ جارٍ يرتوي منه الملايين
  • هل أتاكَ حديثُ الطاغية!!؟
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • خطاب الفوضى- كيف تحوّل الصراع السياسي في السودان إلى حرب لغوية مفتوحة؟
  • حماس تتهم إسرائيل بـ"الانقلاب" على اتفاق وقف إطلاق النار
  • بلاد “الجولف” أوطاني
  • لقطات لبعض الذخائر والأسلحة والحبوب المخدرة التي عثرت عليها قوات الجيش داخل أوكار ميليشيا حزب الله بقرية حوش السيد علي بريف القصير غرب حمص
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا