محركات البحث البشرية.. كيف كان البحث عن المعلومات قبل ظهور الآيفون؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
في وقتنا الحالي، بات الحصول على إجابة أي سؤال يحتاج منك لمجرد بضع نقرات على هاتفك لتصل إلى محرك بحث غوغل؛ حيث يمكنك الوصول إلى قدر هائل من المعارف الإنسانية بمجرد طلب بسيط من محركات البحث، والآن أصبح لدينا روبوتات محادثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
لكن قبل ظهور الهواتف الذكية، مع إمكانية الاتصال بالإنترنت بأسعار رخيصة، كان الوصول إلى إجابة تلك الأسئلة يعتمد على أشخاص حقيقيين لتقديم تلك الإجابات، ويمكننا أن نطلق عليهم محركات البحث البشرية، كما أشار تقرير من موقع وايرد.
ظهر الإنترنت على الهواتف المحمولة أول مرة عام 1996، لكن استخدام تلك الخدمة كان مكلفا، إذ كانت خطط بيانات الاتصالات المتوفرة حينها باهظة الثمن، كما يشير التقرير. وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الـ20، كانت تكلفة الوصول إلى أي موقع على الإنترنت مرتفعة، وهو ما دفع الكثيرين إلى تجنب استخدام الإنترنت في أثناء التنقل على هواتفهم.
خلال تلك الحقبة الزمنية، ظهرت مجموعة من الخدمات لسد الفجوة بين انتشار الفضول الإنساني ونشر المعرفة. وكان بإمكان المستخدم الأميركي الاتصال بخدمة "غووغ-411" (GOOG-411) للعثور على الشركات المحلية بين عامي 2007 و2010. ومنذ عام 2006 إلى عام 2016، كان بإمكانهم إرسال رسالة نصية إلى الرقم 242-242 للحصول على إجابة لأي سؤال من شركة كانت تعرف باسم "تشاتشا" (ChaCha).
بينما في المملكة المتحدة، كانت الخدمات المماثلة تشمل الاتصال على رقم 118-118، أو إرسال رسالة نصية على خدمة "إيه كيو إيه" (AQA) على الرقم 63336، تلك الخدمات لم تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، بل كان وراءها أشخاص حقيقيين.
مثلا بدأت خدمة 118-118 في المملكة المتحدة كخدمة لاستعلامات دليل الهاتف، كانت تستخدم للحصول على أرقام مطاعم البيتزا في المنطقة، أو لطلب سيارات الأجرة. ثم سرعان ما توسعت لتجيب عن جميع الأسئلة، ويشير التقرير إلى تلقي الخدمة مجموعة متنوعة من الاستفسارات، بداية من "كم يبلغ محيط العالم" إلى "كم عدد السيارات الصفراء على الطريق". كما كان الأشخاص العاملون في هذه الخدمة يستخدمون قاعدة بيانات بسيطة للإجابة عن تلك الأسئلة.
في عصر بدأت تهيمن عليه نماذج الذكاء الاصطناعي والردود الآلية، قد تذكرنا محركات البحث البشرية بقيمة التفاعل البشري (شترستوك)على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، كان العاملون في خدمة "إيه كيو إيه" يتلقون طلبات مشابهة، وهي خدمة أسسها بول كوكرتون في عام 2002، ويشير هذا الاختصار إلى "الإجابة عن أي سؤال" (any question answered). في البداية، كان يعمل بول مع فريقه الصغير ليجيبوا عن الأسئلة باستخدام الكتب والموسوعات والبحث على الإنترنت، مع التأكد من الرد على كل رسالة نصية في غضون 10 دقائق. كان منهج تلك الخدمة هو تقديم إجابة دائما، حتى إن كان السؤال يتعلق بأمور شخصية مثل ما إذا كان ينبغي على الشخص أن ينفصل عن شريك حياته.
وفي ذروة نشاطها، وظفت الخدمة نحو 1400 باحث، ومنهم الطلاب والأمهات المقيمات في المنزل ليعملوا مقابل أجر للرد على كل رسالة، كما أنشأت الشركة قاعدة بيانات من الأسئلة والأجوبة الشائعة.
هاتف الآيفونفي عام 2007، قدمت آبل أول هواتفها الذكية وهو هاتف آيفون، وجاء الهاتف بشريط بحث مدمج لمحرك بحث غوغل، وهذه كانت بداية النهاية لمحركات البحث البشرية. فبحلول عام 2009، ومع تراجع تكلفة الإنترنت على الهواتف المحمولة وانتشار الهواتف أكثر، بدأت تراجع خدمات مثل "إيه كيو إيه"، وحينها باع كوكرتون وشركاؤه الشركة في عام 2010، كما أشار التقرير.
بينما لا تزال خدمات استعلامات الدليل مثل خدمة 118-118 موجودة حتى الآن، إلا أن دورها يقتصر على تقديم العناوين وأرقام الهواتف فقط.
وقدمت حقبة محركات البحث البشرية أكثر من مجرد معلومات، إذ يمكن اعتبارها أنها وسيلة للتواصل البشري. سواء كان الشخص يبحث عن تاكسي أو شخص وحيد يسعى للمحادثة، قدمت تلك الخدمات لمسة إنسانية لا يمكن أن تضاهيها الردود الآلية حاليا، كما يشير تقرير وايرد.
وفي عصر بدأت تهيمن عليه نماذج الذكاء الاصطناعي والردود الآلية، قد تذكرنا محركات البحث البشرية بقيمة التفاعل البشري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة: العمل من أجل مصلحة البشرية.. مهمة الجميع الآن
باكو (وام)
حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، الجلسة الافتتاحية لقمة قادة دول العالم للعمل المناخي التي افتتحها فخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، وذلك ضمن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «كوب 29»، الذي تستضيفه أذربيجان تحت شعار «التضامن من أجل عالم أخضر» خلال الفترة من 11 إلى 22 من شهر نوفمبر الجاري.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - في كلمة له بمناسبة مشاركته في القمة - حرص دولة الإمارات على الإسهام في تسريع العمل المناخي، وبناء اقتصاد يتسم بالمرونة المناخية في المستقبل، مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات لديها إرث غني وراسخ في مجال الاهتمام بحماية البيئة، وتعزيز قيم التنمية المستدامة، وهو ما دفعها إلى استضافة مؤتمر «كوب 28» خلال العام الماضي، وحرصها خلال هذه الاستضافة على العمل بروح التعاون الدولي لتقديم استجابة فاعلة لأول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
وشدد سموه على أن استمرار التعاون الدولي البنَّاء في مجال العمل المناخي يتيح إطلاق مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام لمصلحة جميع دول العالم، والنظر إلى العمل المناخي بكونه فرصةً للتقدم وليس عبئاً، مشيراً سموه إلى أن «اتفاق الإمارات» التاريخي الناتج عن «كوب 28» أكد الإرادة العالمية الجماعية لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، كما قدم خريطة طريق لتحقيق طموحات اتفاق باريس، ونجح في استعادة الثقة بمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف، من خلال ضمان الوفاء بالتعهدات المالية العالمية السابقة، والعمل على توفير التمويل المناخي للدول والمجتمعات الأشد احتياجاً إليه.
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تزود نازحي غزة بالمياه الصالحة للشرب «العمل الدولية»: الوضع الإنساني في لبنان بلغ مستويات غير مسبوقةودعا صاحب السمو رئيس الدولة إلى التركيز على تجاوز الاختلافات، لأن مهمة الجميع الآن هي الاستمرار في إيجاد أرضية مشتركة، والعمل من أجل مصلحة البشرية بأكملها.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد وصل إلى مقر المؤتمر في وقت سابق، أمس، حيث كان في استقباله فخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ومعالي أنطونيو غوتيريش، أمين عام منظمة الأمم المتحدة، حيث التقطت لسموه الصور التذكارية، بعدها توجه سموه إلى قاعة كبار الشخصيات، حيث التقطت الصورة الجماعية لرؤساء الوفود المشاركين في القمة.
كما تبادل سموه وعدد من رؤساء الوفود الأحاديث الودية، وتطرقوا إلى العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ودولهم، إضافة إلى أهمية «كوب 29» في تعزيز التعاون الدولي في مجال العمل المناخي. شارك في الجلسة الافتتاحية لقمة قادة العالم للعمل المناخي الوفد الرسمي المرافق لصاحب السمو رئيس الدولة.