شيخ الأزهر المغربي حسن العطار ، ” الرقم الصعب ” في زمــنالتنوير و النهضة…
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
بقلم : د. عبد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية
بداية يمكننا الجزم ان الشيخ ” حسن العطار ” يعتبر من الشخصيات التيظلمتها العديد من القراءات التاريخية ، كما كان ضحية للعديد من القراءاتالغير الموضوعية لفترة مهمة نعتبرها ” فترة مُؤَسِسة ” للعصرنة و الحداثةبالعالم العربي و الإسلامي..و هذا ما يبرر الكم الهائل من الانتاجاتالفكرية و القراءات التاريخية و الإصدارات الغزيرة و الدراسات التحليلية لمؤرخين من الغرب و الشرق طيلة قرنين من الزمن….
فالشيخ ” حسن العطار ” في نظرنا المتواضع ، يستحق عناية أكبر ومساحة أوسع ..كما يستحق إعادة قراءة جادة لتاريخه الكبير و مذكراته وكتبه وأشعاره.. و لنبوغه و دوره في مرحلة مفصلية في تاريخ مصروالإمبراطورية العثمانية…
ونحن هنا ، لا نعني أنه وقع طمس كُلي لتاريخ الرجل ، بل نعني فقــط انهينتابنا إحساس غريب إذ في كل مناسبات الحديث عنه وكأن يد خفية تنقلنابسرعة للحديث عن مراحل لاحقة أو عن شخصيات معاصرة له… في عملياتقفز مريبة على المراحل التاريخية…تكررت بطريقة فيها الكثير من الشك والريبة … في حين أن كل تلك الشخصيات كالشيخ الطهطاوي مثلا أوغيره… إما تتلمذت على يد ” الشيخ العطار ” أو استفادت من مشاريعه وبرامجه…
على أننا سنحاول فقط ، تدشين مُقدِمات لقراءات جديدة ، و من زاوية جديدةلتاريخ الشيخ ” حسن العطار “… تاركين لغيرنا سد فراغات سَهْوِنا…وللبعض الآخر مواصلة تفكيك شخصية الشيخ العطار أو ” الرقم الصعب ” في عملية النهضة العربية و الإسلامية في عهد والي مصر ” محمد عليباشا “…
فمن المعروف أن الشيخ ” حسن العطار” و هو حسن بن محمد بن محمودالعطار ازداد و توفي بمصر سنيتيْ 1766-1835…هــو من أصولمغربية…ذكاء ونبوغ و سرعة بديهة و اطلاع علمي واسع و غيرها… كانتعلامات و صفات أجمعت عليها كل القراءات التاريخية …حتى وصل الىمَشْيخة الأزهر الشريف و اعتباره كأول شيخ أزهر من أصل غير مصري، بين سنيتيْ 1830-1835…
فبدخول القوات الفرنسية تحت قيادة الجنرال نابليون بونابرت إلى مصر، كان الشيخ حسن العطار قد تجاوز العقد الثالث من عمره بقليل…و لانه سمعبأعمال القتل و الفتك أثناء الحملة الفرنسية…فقد هرب من القاهرة معمجموعة من علماء الأزهر إلى صعيد مصر…لكنه سرعان ما سيعودون إليهابعد تطمينات و بعد ما أُشِـيع أن الحملة الفرنسية جاءت لدفع ظلم المماليك…
و هي العودة التي تكللت بتقارب الشيخ حسن العطار مع العلماء الفرنسيينأعضاء ” لجنة العلوم والفنون ” المرافقة لجيوش نابليون في حملته علىمصر..و تطورت العلاقة الى ان اصبح معلما للغة العربية للعديد من ضباطالجيش الفرنسي ، و مقربا من علماء اللجنة الفرنسية بالقاهرة و خاصة ” فرانسوا جومار “1777- 1862…
كما كانت تلك العلاقة مناسبة للشيخ حسن العطار للدخول ” للمعهد المصريبالقاهرة ” و التعرف على علوم الفرنسيين و تجاربهم و آلاتهم وخاصة آلةالطباعة و أدوات علوم الفلك والهندسة وغيرها…وأيضا التعرف على عاداتهمالاجتماعية ومناهج تفكير مفكريهم و أدبائهم و فلاسفة عصر الأنوارالفرنسي…وهو ما يعني ان الشيخ حسن العطار اصبح يمتلك أدوات اللغةالفرنسية جيدا..
التقرب من العلماء و الآداب و العلوم فرنسا عصر الأنوار..كلها عواملساهمت في صقل شخصية الشيخ العطار سواء على المستوى السياسي أوعلى المستوى الاجتماعي أو على مستوى طرق التحصيل العلمي والبيداغوجي و الانفتاح على العلوم العقلية ( الحقة )…
وهو ما ظهر جليا من خلال كتاباته وأشعاره و أيضا في طريقة تدريسهلطلابه بالأزهر سواء على مستوى التلقين والإلقاء حيث لم يكن يعتمد علىالاستظهار أو القراءة من الأوراق و الكتب، أو على مستوى المواد المدرسةحيث أصبح طلابه يستفيدون من دروس التاريخ و الجغرافيا أيضا….
فنبوغـه و ذكاءه وموسوعيته العلمية لم تكن أبـدا محل خلاف سواء بينمعاصريه و طلبته ..سواء مشارقة أو مستشرقين من المؤرخين و العلماء و..كعبد الرحمن الجبرتي و محمد شهاب الشاعر و عبد الرحمن الرافعي والشيخ عبد المتعال الصعيدي وغيرهم كثير…
على أن أمر التضييق على ” الشيخ حسن العطار ” من طرف زملائهبالأزهر…لم يكن ســرا…بل تناولته العديد من الكتابات و تداولته الكثير منالمذكرات خاصة لتلاميذته و طلابه…
و لم تسلم حتى هذه الرحلة من وُجُود نقط ضبابية في خط سير الشيخحسن العطار .. ورصد أماكن تواجده حيث نجد أغلب الكتابات تناولتالأماكن بنوع من العمومية المُرِيبَة.. وتقفز عن الحديث عن أماكن أخرى لهادلالات سياسية ومعرفية معينة… فالكل كان متفق على سفره وإقامته بكلمن إسطنبول و الشام… لكن هناك كتابات ذكرت رحلته الى ” ألبانيا ” وإقامته بها خمس سنوات و زواجه هناك.. و هناك كتابات أخرى تناولتالحديث عن إقامته بفرنسا لمدة معينة…
إلا أن الثابت في الأمر ، هو قيامه برحلة سفر طويلة جدا لم تكن للنزهة ، بلكانت فترة مهمة في تكوينه المعرفي والسياسي والأكاديمي… وكانت إضافةمهمة الى شخصية الشيخ” حسن العطار ” في مجال الإصلاح والتنويروالتجديد..
و يبدو أن شبكة أصدقاء ” الشيخ حسن العطار ” من المؤثرين و النافذين وقربى عائلة ” محمد علي باشا ” ، كانت قوية و كافية لتجنب الاصطدام معالوالي ” محمد علي باشا ” وهي علاقات مكنته من تحقيق مشروعهالإصلاحي على مستوى التعليمي و الثقافي و الفكري في عصره…و هيأتظروف عمل جيدا إلى جانب الوالي الذي كان يسمع نداءات الشيخ العطاربإنشاء مدارس الهندسة و الطب و الصيدلة و الترجمة و تأسيس جريدةالوقائع المصرية وسيُفتـي بجواز التشريح الطبي ممهدا الطريق لدراسةعلم التشريح بمصر وتنظيم المستشفيات العمومية…..كما أشرف على أولبعثة مصرية نحو فرنسا و اقترح تلميذه ” رفاعة الطهطاوي ” ليكون علىرأس المبعوثين المصريين للخارج سنة 1826…
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: على مستوى
إقرأ أيضاً:
رالي داكار- السعودية: لاتيغان يستعيد الصدارة من الراجحي… و”دانية” ثالثة
البلاد- جدة استعاد الجنوب أفريقي هنك لاتيغان (تويوتا) صدارة فئة السيارات في رالي داكار الصحراوي، من السعودي يزيد الراجحي الذي دفع ثمن تأخره، الأربعاء، في المرحلة العاشرة بين حرض وشبيطة في الربع الخالي. وتمكن الإسباني ناني روما (فورد رابتور) من تسجيل أسرع زمن في المرحلة الخاصة البالغ طولها 120 كلم (2:06:34 ساعتان)، متقدماً على البرازيلي لوكاس مورايس (تويوتا) بفارق 18 ثانية والسعودية دانيا عقيل (بي بي آر) بفارق دقيقة وأربعين ثانية.
وهذا الفوز هو الأول لروما (52 عاماً)، بطل الدراجات النارية سابقاً، في مرحلة من الرالي منذ عام 2015.
في المقابل، حل لاتيغان في المركز الـ24 بفارق 9 دقائق عن روما، لكنه استفاد من فخوخ رملية سقط فيها الراجحي الذي حل في المركز الـ57 بفارق 19 دقيقة عن روما، ليتراجع إلى وصافة الترتيب العام بفارق 2:27 دقيقة عن الجنوب أفريقي، قبل يومين من نهاية المنافسات.
وقال لاتيغان: «لم نخطط للانطلاق بسرعة اليوم. كنا نسير بإيقاع جيد وثابت. لحسن الحظ، كان بعض الشبان المقبلين من الخلف أسرع منّا كي يفتتحوا المرحلة غداً».
أما الراجحي، فشرح مرحلته: «كان أداؤنا جيداً اليوم ولم نضغط. يبقى يومان وننهي الرالي».
وتابع الراجحي (43 عاماً) الذي يبحث عن لقبه الأول، علماً أن أفضل مركز له في داكار هو الثالث في 2022: «علقنا لأننا كنا نقود بهدوء. كل الأمور على ما يرام، وهذا الأهم. مركزي جيد، آمل ذلك».
وحل القطري ناصر العطية (داسيا)، حامل اللقب خمس مرات، في المركز الثلاثين بفارق 10 دقائق عن الصدارة، ليبتعد في المركز الرابع في الترتيب العام، بفارق نصف ساعة عن لاتيغان.
وقال العطية الذي أخفق في تقليص الفارق مع الصدارة: «أنا خائب جداً. لكن ماذا بمقدوري أن أفعل؟ كان بمقدورنا القيام بمرحلة رائعة، لكن سنرى في أي موقع سنكون ومن أين سننطلق غداً. كل يوم مهم جداً، وكانت سرعتنا جيدة، بيد أننا خسرنا وقتاً كثيراً. هذا اليوم الأكثر إحباطاً في حياتي».
بدوره، قال روما الذي يخوض الرالي بمختلف فئاته للمرة الـ28 محرزاً لقب الدراجات النارية في 2004 والسيارات في 2014: «هذا الرالي صعب بالنسبة إلينا منذ البداية، نحاول إنهاء المراحل دون أخطاء. كنا سريعين جداً هذا الصباح، ثم أدركنا أنه يجب تقليص السرعة. نحن سعداء للفريق. السيارة جيدة، صلبة والفريق يعمل بسلاسة».
وفي الدراجات النارية، وسَّع الأسترالي دانيال ساندرز (كي تي إم) صدارته مع الإسباني توشا شارينا (هوندا) إلى 16:31 دقيقة، بعد حلوله في المركز الحادي عشر، الأربعاء، فيما حلَّ مطارده في المركز السابع عشر، في المرحلة التي أحرزها الجنوب أفريقي مايكل دوكرتي.