حلو الكلام.. ننظر إلى ما حولنا بفروسية الخاسر
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أزهارٌ صفراء توسِّع ضوء الغرفة. تنظر
إليّ أكثر مما أنظر إليها. هي أولى رسائل
الربيع. أهْدَتنِيها سيِّدةٌ لا تشغلها الحرب
عن قراءة ما تبقَّى لنا من طبيعة
متقشفة. أغبطها على التركيز الذي يحملها
إلى ما هو أبعد من حياتنا المهلهلة...
أغبطها على تطريز الوقت بإبرة وخيط
أَصفر مقطوع من الشمس غير المحتلة.
أُحدِّق إلى الأزهار الصفراء، وأُحسّ
بأنها تضيئني وتذيب عتمتي، فأخفّ
وأشفّ وأجاريها في تبادل الشفافية.
ويُغويني مجاز التأويل: الأصفر هو
لونُ الصوت المبحوح الذي تسمعه الحاسة
السادسة. صوت مُحايدُ النَّبرِ، صوت
عبّاد الشمس الذي لا يغيِّرُ دِينَه.
وإذا كان للغيرة – لونِهِ من فائدة،
فهي أن ننظر إلى ما حولنا بفروسية
الخاسر، وأن نتعلم التركيز على تصحيح
أخطائنا في مسابقاتٍ شريفة !
محمود درويش
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
حلو الكلام.. لسنا متأكدين من صواب الريح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسَمَّيها
نضجًا، لا نكون متفائلين ولا متشائمين.
أَقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية
الأشياء بأضدادها، من فرط ما التبس
علينا الأمر بين الشكل والجوهر، ودرَّبنا
الشعورَ على التفكير الهادئ قبل البوح.
للحكمة أسلبُ الطبيب في النظر إلى
الجرح. وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أَين
نحن منَّا ومن الحقيقة نسأل: كم ارتكبنا
من الأخطاء ؟ وهل وصلنا إلى الحكمة
متأخرين. لسنا متأكدين من صواب
الريح، فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّ
شيء متأخرين، حتى لو كان هنالك
من ينظرنا على سفح الجبل، ويدعونا
إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين...
لا متفائلين ولا متشائمين، لكن متأخرين !
محمود درويش