إسبانيا تنضم رسميا لمواجهي الاحتلال في محكمة العدل الدولية
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
إسبانيا: هذا التدخل يستند إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948
أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية ومحكمة العدل الدولية، أمس الجمعة، أن إسبانيا تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بشأن "الإبادة الجماعية".
اقرأ أيضاً : 267 يوما من العدوان على غزة.. استهداف للمدنيين وسقوط امام كمائن المقاومة
وأوضحت وزارة الخارجية الإسبانية أن هذا التدخل يستند إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، مشيرة إلى المادة 63 من نظام المحكمة.
وأشارت الوزارة إلى أن كولومبيا والمكسيك وفلسطين قد تدخلت بالفعل في القضية، بينما تنوي أيرلندا وبلجيكا وتشيلي المشاركة أيضاً.
وأكدت إسبانيا أن هدفها من هذه الخطوة هو المساهمة في استعادة السلام في غزة والشرق الأوسط، وإنهاء الحرب وتعزيز حل الدولتين لضمان التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
في 29 ديسمبر 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لانتهاكها اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948.
ومنذ ذلك الحين، طلبت عدة دول الانضمام إلى القضية، بما في ذلك فلسطين وتركيا وليبيا ونيكاراغوا وكولومبيا والمكسيك.
اقرأ أيضاً : نحو 38 ألف شهيد في غزة منذ السابع من أكتوبر
في 28 مايو، اعترفت كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا رسمياً بدولة فلسطين وأقامت علاقات دبلوماسية كاملة معها. وقبل إصدار الحكومة الإسبانية مرسوم الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن الاعتراف "مسألة عدالة تاريخية".
حتى يوم الجمعة، تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في سقوط أكثر من 124 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود، ودمار كبير ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب الفوري، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف اجتياح مدينة رفح وتحسين الوضع الإنساني في القطاع.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: اسبانيا محكمة الاحتلال جنوب إفريقيا فلسطين الحرب في غزة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة
إقرأ أيضاً:
إليك ما نعرفه عن مدينة جنين.. خامس أكبر مدن الضفة الغربية
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على مدينة ومخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، وسط مداهمات وعمليات تجريف واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، إلى جانب استشهاد وإصابة العشرات جراء القصف الجوي وإطلاق النيران المكثف.
وقبل بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في جنين شمال الضفة الغربية، حاصرت أجهزة السلطة المدينة لأكثر من 48 يوما، ضمن عملية أمنية لملاحقة المقاومين، وأطلقت على عمليتها اسم "حماة الوطن"، لكن مع اجتياح الاحتلال انسحبت السلطة، وسط تنديد فصائل المقاومة واستهجان للدور المتبادل بين السلطة والاحتلال.
ونضع في التقرير الآتي أبرز المعلومات المتوفرة عن محافظة جنين، التي تضم مدينتي جنين وقباطية، ويتبع لها 14 بلدية كبيرة، هي: يعبد وعرابة وبرقين وصانور وسيلة الحارثية وسيلة الظهر والزبابدة واليامون وكفر راعي وكفر دان وميثلون ودير أبو ضعيف وجبع وعجة وصير.
وينتشر عدد ليس بقليل من القرى، إلى جانب مخيم جنين الذي يقع إلى الغرب من المدينة، وتعرض للاجتياح الإسرائيلي الواسع عام 2002، وكانت جنين تضم قبل نكبة 1948 حوالي 70 قرية كبيرة وصغيرة، لكنها اقتصرت بعد النكبة على 30 قرية صغيرة.
10 مستوطنات على أراضي جنين
كحال مدن الضفة، فقد تعرضت أراضي جنين للمصادرة من قبل قوات الاحتلال لصالح المشاريع الاستيطانية، وجرى إقامة نحو 10 مستوطنات على أراضيها.
وتقع جنين في شمال الضفة الغربية، وتعتبر تاريخيا إحدى مدن المثلث في شمال فلسطين، وتبعد عن مدينة القدس المحتلة مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال، وتطل جنين على غور الأردن من ناحية الشرق، ومرج بن عامر إلى جهة الشمال.
وتتمتع جنين بثقل اقتصادي كبير، ويبلغ عدد سكان المدينة 39 ألف نسمة، أما المحافظة فيقطنها حوالي 256 ألفا، ويصل مساحة المدينة وحدها إلى 21 ألف دونم، ما يجعلها خامس أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية بعد مدن الخليل ونابلس وطولكرم ويطا.
وتبلغ المساحة الإجمالية لمحافظة جنين 583 كيلومترا مربعا، بما يعادل نسبته 9.7 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، ويتبع المدينة مخيم جنين الذي يقع غربها ويسكنه 16 ألف لاجئ، وترتفع المدينة عن سطح البحر بمعدل 175 مترا.
وعبر الزمن، عُرفت جنين بعدد من الأسماء، وكانت تسمى قديما "عين جانيم" وتعني الجنائن، وارتبط اسمها بمرج بن عامر، الذي يعتبر أخصب أراضي فلسطين التاريخية.
جنين تتصدر مشهد النضال
تصدرت جنين مشهد النضال الوطني الفلسطيني منذ بداية الاحتلال، وظلت هاجسا بالنسبة لأجهزة أمن الاحتلال، بسبب قربها من مدن الداخل، ومشاركة عدد كبير من أبنائها في العمل المقاوم، خصوصا بعد الانتفاضة الثانية.
وقبل الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا في عهد الانتداب البريطاني، امتلكت جنين سجلا حافلا بالنضال ضد الاستعمار، وبرزت أول قوة للمقاومة عام 1935 بقيادة عز الدين القسام، والذي استشهد لاحقا في أحراش بلدة يعبد، وهي إحدى البلدات الواقعة غرب مدينة جنين.
بعد الانسحاب البريطاني منتصف عام 1948، وفي خضم الحرب النكبة الفلسطينية، خاضت جنين بمدنها وقراها معركة الدفاع عن الوجود ضد المنظمات "الصهيونية" المسلحة، والتي استولت أواخر مايو 1948 على قرى زرعين والمزار ونورس وصندلة والجلمة والمقيبلة وفقوعة وعرانة.
طوقت عصابات الاحتلال مدينة جنين في 3 حزيران/ يونيو 1948، واستولت على معظم أحياء المدينة، وتحصن المقاومون في عمارة الشرطة في المدخل الغربي لجنين، حتى وصلت نجدة للمحاصرين قوامها 500 جندي عراقي بقيادة عمر علي، وحوالي 800 من المقاومين الفلسطينيين من المدينة.
ووقعت معارك دامية انتهت بانسحاب قوات الاحتلال من جنين في 4 حزيران/ يونيو 1948، وتكبد الاحتلال خسائل جسمية بلغت 1241 قتيل ومفقود من أصل 4000 جندي إسرائيلي كانوا يحاصرون المدينة.
ويستذكر الفلسطينيون شهداء الجيش العراقي الذين سقطوا دفاعاً عن جنين، حيث توجد مقبرة للعشرات منهم بالقرب من مثلث الشهداء جنوب المدينة.
معركة جنين
في 3 نيسان/ أبريل من عام 2002 قامت القوات الإسرائيلية باقتحام جنين ومخيمها في عملية استمرت 10 أيام متواصلة، ارتكب فيها الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 58 فلسطينيا، فيما تكبد خسائر جسيمة بأعداد القتلى، حيث ناهزت العشرين قتيل من الجنود الإسرائيليين، الذي اشتبكوا في حرب شوارع مع فصائل المقاومة داخل مخيم جنين، فيما أطلق عليها لاحقا معركة جنين.
كانت هذه العملية ضمن عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة نتانيا الساحلية، بهدف القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال، وكانت جنين والمدينة القديمة في نابلس مسرحا لأشرس المعارك التي دارت خلال الاجتياح.
بدأت عملية الاجتياح بأمر من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، تصدى المقاومون وبعض الأهالي العزّل للقوات الغازية، رغم قلة الإمكانيات وقلة السلاح، وفُرِضّ النزوح الجماعي والتهجير على كثير من السكان، وتعرض من بعضهم لمجازر على يد الجيش الإسرائيلي، ولم تسلم الأبنية السكنية والبنية التحتية وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات من قصف طائرات الاحتلال العشوائي.
وقد استشهد في هذه المعركة بحسب تقرير الأمم المتحدة 58 فلسطينيا، أما رواية السلطة الفلسطينية تتحدث عن ارتقاء أكثر من 500 شهيد، واعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 23 من جنوده، قُتل منهم 14 في يوم واحد، 12 منهم في كمين للمقاومين الفلسطينيين الذين يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل العدد المتوقع إلى 55 حسب شهود العيان.