شهدت مدينة إيسن الألمانية اليوم السبت، اشتباكات بين متظاهرين والشرطة قبل ساعات قليلة من بدء المؤتمر العام لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.

"البديل من أجل ألمانيا" يعتزم تأسيس فصيل "موال لروسيا" في البرلمان الأوروبي

وأفادت متحدثة باسم الشرطة بأن "مجموعة كبيرة من الأشخاص حاولت تخطي طوقا أمنيا وحالت الشرطة دون ذلك، باستخدام رذاذ الفلفل والهراوات، ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك إصابات في صفوف المتظاهرين".

وقالت المتحدثة باسم الشرطة إن ليلة أمس الجمعة "كانت هادئة بوجه عام قبل وقوع الاشتباكات".

وبدأت مساء أمس أولى الاحتجاجات بفعالية موسيقية سلمية شارك فيها نحو 5 آلاف شخص. وتتوقع الشرطة احتشاد ما يصل إلى 100 ألف متظاهر في إيسن ضد المؤتمر العام لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يستمر يومين، لانتخاب رئاسته التنفيذية الجديدة.

 وعلى الرغم من أن معظم المظاهرات المتوقعة ستكون سلمية، تساور الشرطة مخاوف من أن "حوالي ألف متطرف يساري سيستخدمون وسائل عنيفة لعرقلة المؤتمر".

Geht schon gut los. #Essenpic.twitter.com/TRJt1wmfvF

— Miró (@unblogd) June 29, 2024

وأعلنت جماعات يسارية أنها "تعتزم إغلاق المداخل المؤدية إلى موقع انعقاد المؤتمر صباح اليوم بهدف منع مندوبي الحزب من الدخول". وأوضحت الشرطة أنه "لن يتم التسامح مع هذا الأمر".

وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة أمس الجمعة حول موقع انعقاد المؤتمر في إيسن، وستنتشر مرة أخرى طوال مدة انعقاد المؤتمر، ومن المقرر أن تنطلق الاحتجاجات الرئيسية اليوم بمسيرة من محطة القطار الرئيسية بالمدينة.

Anti-fascist protests started in #Essen against the party convention of #AfD. A cat and mouse game between protesters and police started all over the city.#e2906#Antifa#Bundesparteitagpic.twitter.com/I8baAY6G4N

— the brake (@TheBrakeNet) June 29, 2024

ومن المتوقع أن يتجمهر ما لا يقل عن 45 ألف متظاهر في ساحة انتظار السيارات بالقرب من مكان انعقاد المؤتمر بعد ظهر اليوم، وفق الإعلام الألماني.

ويجتمع حوالي 600 مندوب من حزب "البديل من أجل ألمانيا" في قاعة "جروجاهاله" الداخلية بالمدينة، حيث يسعى زعيما الحزب الحاليان، أليس فايدل وتينو شروبالا، إلى إعادة انتخابهما كرئيسين مشتركين للحزب ولم يتقدم أحد أمامهما.

وسيكون الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو حملة "حزب البديل من أجل ألمانيا" في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت سابق الشهر الجاري، والتي  جاء أداء الحزب فيها مختلفا عما كانت قد أشارت إليه استطلاعات الرأي قبل الانتخابات.

وقد طغت على المراحل الأخيرة من الحملة كيفية تعامل الحزب مع المرشح الرئيسي لها في انتخابات البرلمان الأوروبي، ماكسيميليان كراه، وتعليقاته المثيرة للجدل حول "الحقبة النازية وصلات محتملة بين مساعده والصين".

واحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المرتبة الثانية في انتخابات البرلمان الأوروبي في البلاد بعد حصوله على 15.9% من الأصوات، حسبما أعلنت لجنة الانتخابات الألمانية.

المصدر: "دوتشيه فيليه"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أوروبا احتجاجات انتخابات شرطة البدیل من أجل ألمانیا البرلمان الأوروبی انعقاد المؤتمر

إقرأ أيضاً:

مؤتمر مكة للدراسات الإسلامية.. فكر يبني وانسانية تخدم

في عالم تتلاطم فيه أمواج التحديات وتتصارع فيه المفاهيم، تظل القيم الإسلامية النقية صامدة، تمدّ الإنسان بالحكمة، وتدعوه للتفكر في معنى وجوده وعلاقته بالآخر، ومن هنا، يأتي مؤتمر مكة الدولي الرابع للدراسات الإسلامية ودورها في خدمة الإنسانية، كحدث عالمي لا يقتصر على الطرح العلمي، بل يتجاوز ذلك إلى إحياء الرسالة الإسلامية في بعدها الإنساني، هذا المؤتمر الذي بات إحدى العلامات الفارقة في الساحة الفكرية والعلمية، يأتي هذا العام ليؤكد أن الإسلام لم يكن يومًا معزولًا عن حياة الإنسان، بل كان دائمًا في قلب الأحداث، يوجه، ويهذب، ويدعو إلى الخير والسلام، وها هو يجمع اليوم نخبة من العلماء، الباحثين، الأكاديميين، وصناع القرار، في حوار مفتوح حول الدور الحقيقي للدراسات الإسلامية في خدمة الإنسان والمجتمع، بعيدًا عن التنظير الجاف، أو الانغلاق الفكري، وما يميز هذا المؤتمر في دورته الرابعة، هو وضوح الرؤية، وواقعية الطرح، فلم تعد الدراسات الإسلامية حبيسة الماضي، أو مقتصرة على الطرح التقليدي، بل باتت أداة حية لفهم الواقع والتفاعل معه، من خلال قيم التسامح، والعدل، والتكافل، والاحترام المتبادل.
انعقاد المؤتمر في مدينة جدة، لم يكن اختيارًا عابرًا، فهذه المدينة الساحلية التي تفتح ذراعيها للعالم منذ قرون، كانت ولا تزال بوابة حضارية تعكس انفتاح المملكة على العالم وتفاعلها الخلاق مع الثقافات، قيمة المؤتمر في رسالته، وهو ما يجعل هذا المؤتمر مختلفًا في مضمونه ليس فقط حجم المشاركة أو عدد الأبحاث المقدمة، بل جوهر ما يطرحه من أفكار تواكب التغيرات المتسارعة، فالمؤتمر لا يتعامل مع الدراسات الإسلامية كمعارف جامدة، بل يعيد تقديمها كأدوات حية قادرة على معالجة أزمات العصر من خطاب الكراهية، إلى التفكك الأسري، مرورًا بالتحديات البيئية، والصراعات الفكرية، كذلك رؤية شاملة لخدمة الإنسانية حيث يحمل المؤتمر رؤية واضحة أن الإسلام دين حياة، وأن رسالته الأساسية هي خدمة الإنسان ورفعته، وقد ظهر هذا المعنى جليًا في تعدد المحاور التي ستغطي الجوانب الفكرية، الاجتماعية، التربوية، والاقتصادية، بل إن تركيز المؤتمر على المفاهيم الإنسانية مثل السلام، العدالة، الرحمة، والتكافل، يجعل منه حدثًا يعكس الوجه المشرق للإسلام، في وقت يحتاج فيه العالم إلى صوت العقل والحكمة، أهداف المؤتمر تؤسس لتوجه علمي وإنساني واضح، يتمثل في، التأكيد على أن الدراسات الإسلامية ليست معزولة عن الواقع، بل لها دور أصيل في معالجة مشكلات الإنسان، كذلك إبراز قيم الإسلام الإنسانية، وتسليط الضوء على قدرته في بناء مجتمعات متماسكة ومتعايشة، وإعادة النظر في الخطاب الديني التقليدي وتطويره بما يتناسب مع لغة العصر واحتياجاته، وتشجيع البحوث الجادة التي تدمج بين الأصالة والمعاصرة، ودعم التواصل العلمي والثقافي بين المؤسسات الإسلامية حول العالم، لكنه تجديد لا يتصادم مع الأصالة. فمن أبرز ما يلفت النظر هو أن المؤتمر يتبنى منهج التجديد المسؤول، حيث تُطرح الأسئلة الكبرى دون تردد، ويُعاد النظر في الكثير من المفاهيم السائدة ولكن دون أن يتم المساس بثوابت العقيدة، أو جوهر الشريعة. هذا التوازن بين الأصالة والمعاصرة، هو ما يعطي للمؤتمر ثقله العلمي ومكانته الفكرية. وسيشهد المؤتمر مشاركة واسعة من أكاديميين، مفكرين، وعلماء شريعة من مختلف أنحاء العالم، مما يضفى عليه طابعًا عالميًا، ويحوّل جلساته إلى حوار ثقافات حقيقي، كما يتح فرصًا للشباب والباحثين الجدد لعرض أفكارهم ومناقشتها في أجواء علمية ونقاشات ثرية.
المؤتمر لا يكتفي بعرض الإنجازات، بل يُشكل ورشة تفكير جاد في مستقبل الفكر الإسلامي، ومدى قدرته على تحقيق التوازن بين الروح والمادة، بين الثابت والمتغير، وهو في حقيقته دعوة مفتوحة لإعادة قراءة الإسلام كقوة إصلاح، لا مجرد منظومة تقليدية.
إن مؤتمر مكة الدولي الرابع ليس مجرد حدث، بل هو خطوة جديدة في مشروع حضاري أوسع، تسعى من خلاله المملكة العربية السعودية لقيادة صحيحة للدور الريادي للفكر الإسلامي في بناء المجتمعات وخدمة الإنسان أينما كان.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة
  • فيديو | تنشيط السياحة الرياضية.. أبرز نتائج مؤتمر علمي في الوادي الجديد
  • نائب أردني سابق: أمننا خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه
  • الأزمي يكشف سبب الخلاف بين الداخلية والبيجيدي حول دعم 130 مليون لتنظيم المؤتمر
  • اشتباكات ضارية للمقاومة من نقطة صفر مع جنود الاحتلال في أحد المنازل بغزة / فيديو
  • مؤتمر مكة للدراسات الإسلامية.. فكر يبني وانسانية تخدم
  • مظلوم عبدي يعلن موعد انعقاد “مؤتمر الوحدة الكردي”
  • ده كان حزب المؤتمر السوداني قبل ما يختطفوه العملاء!
  • مصرع 3 عناصر إجرامية في اشتباكات عنيفة مع الشرطة بأسيوط
  • العثور على أطراف بشرية في دورات مياه مسجد في مدينة بن أحمد