يمانيون – متابعات
كشفت دراسة أجنبية عن ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي بين اليمن وأوكرانيا.. وأكدت أنها ليست منصفة بشأن اليمن .

الدراسة التي نشرها موقع “ذا كونفرسيشن” الأسترالي، أكدت أن العملية العسكرية التي قادتها السعودية على اليمن في مارس 2015 و الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022.. تعكس تغطية وسائل الإعلام للأزمتين تحيزات تركِّز بشكل أكبر على دور الولايات المتحدة وعلاقتها بالأطراف المتحاربة المعنية منها، أكثر من تركيزها على التكلفة الإنسانية للحروب.

وقال إن الغارات الجوية والحصار الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية في اليمن، والذي يتم تسليحه ودعمه من قبل الولايات المتحدة، أدى إلى تكبد الشعب اليمني معاناة إنسانية هائلة.. وفي غضون ذلك، تدعم الولايات المتحدة عمليات أوكرانيا في شرق أوروبا من خلال تزويدها بالأسلحة.

ووفق الدراسة فان الباحثين قاموا بمقارنة عناوين نيويورك تايمز التي تغطي حوالي سبع سنوات ونصف من الحرب المستمرة في اليمن والأشهر التسعة الأولى من الصراع في أوكرانيا كخبراء يبحثون في الإبادة الجماعية والفظائع الجماعية الأخرى وكذلك الأمن الدولي.

وذكر أن بين 26 مارس 2015 و30 نوفمبر 2022، ظهرت 546 قصة عن اليمن في بحثنا الشامل في عناوين صحيفة نيويورك تايمز المتعلِّقة بتأثير الحربين على المدنيين بشكل عام.. ففي غضون ثلاثة أشهر فقط، تجاوزت عناوين أوكرانيا هذا العدد ومن ثم تضاعفت في غضون تسعة أشهر.

وأفادت أنه منذ بداية الحرب الروسية في فبراير 2022، أصبحت قصص الأخبار التي تحتّل الصفحة الأولى حول أوكرانيا شائعة.. بالمقابل، كانت الأخبار حول اليمن غير شائعة ونادرة، وفي بعض الحالات مثل تغطية الأمن الغذائي في البلاد، جاءت بعد أكثر من ثلاث سنوات من بدء التحالف فرض الحصار الذي تسبب في الكارثة.

وأورد أن في 14 يونيو 2018، نُشر أول مقال على الصفحة الأولى مع تركيز واضح على “كارثة الجوع”تحت عنوان “الهجوم بقيادة السعودية يعمق أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.. ويقدّر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه بحلول هذا الوقت، كان 14 مليون يمني يعانون بالفعل من “انعدام الأمن الغذائي المروّع”.

وتابعت الدراسة ” عندما قمنا بتحليل العناوين الرئيسية المتعلّقة باليمن وأوكرانيا، قسمناها إلى فئتين: “عرضية”، والتي تركز على أحداث معينة، و “موضوعية”، والتي تعني تغطية شاملة أكثر.. ومع ذلك وجدنا ما يقرب من 64 في المئة من العناوين الرئيسية في صحيفة نيويورك تايمز حول اليمن كانت تركز على الأحداث، في حين أن العناوين الرئيسية حول أوكرانيا، التي شكلت 73 في المئة من جميع المقالات، ركزت بشكل أقوى على السياق تفاصيل توضيحية ” .

واضافت أن المساءلة في التغطية مختلفة بشكل كبير أيضا.. وجدنا 50 عنوانا حول اليمن تحدّثت عن هجمات محددة نفذها التحالف بقيادة السعودية.. ومن بينها فقط 18 عنوانًا أو 36% من الإجمالي، ألقت اللوم على السعودية أو التحالف.. يعتبر هذا العنوان من 24 أبريل 2018 “ضربة في اليمن تستهدف حفل زفاف وتقتل أكثر من 20 شخصًا” مثالًا صادمًا على كيفية تجاهل المساءلة.

وأوضحت أن التحالف يبدو أنه قلق بشأن الضرر الذي أحدثه، كما يتضح من العنوان الرئيسي في يونيو 2017: السعوديون يتحركون لمعالجة الخسائر المدنية في اليمن.. لقد أدى كلا الغزوين إلى انعدام الأمن الغذائي، حيث عرّض الغزو الأوكراني إمدادات الحبوب في العالم للخطر، وعرّض الغزو اليمني البلاد لخطر المجاعة.

وفي الوقت نفسه، فإن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية، على الرغم من أنه العامل الرئيسي في المجاعة وحتى أنه يعادل التعذيب بحسب المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، نادرًا ما يُعترف ضده بهذا الشيء. في الواقع، تغطية أزمة الجوع لم تذكر التحالف على الإطلاق، كما هو الحال في عنوان 31 مارس 2021: ” تتفشى المجاعة في اليمن، مع استمرار الحرب وتضاؤل المساعدات الأجنبية”.

وقال إن أربع قصص فقط من أصل 73 قصة تناولت الأمن الغذائي في اليمن بشكل عام، وبشكل لا لبس فيه ألقت باللوم على أنشطة التحالف ودوره في تصاعد المجاعة.. ومن الملفت للنظر أن العناوين في صحيفة نيويورك تايمز حول اليمن لا تستخدم سرديات إدانة مشابهة تجاه التحالف السعودي في اليمن.

وأضافت أنه على الرغم من التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان ومراقبي النزاعات والخبراء الدوليين والمحليين الذين ألقوا باللوم على التحالف في الغالبية العظمى من معاناة المدنيين.. ونتيجة لذلك، يصبح المدنيون اليمنيون ضحايا منسيين، لا يستحقون الاهتمام ومخفيين وراء إحصائيات غامضة وخطابات بعيدة عن الواقع حول آثار عنف التحالف وسرديات حول حتمية الحرب.

الموقع كشف أنه على الرغم من أنها لا تعكس بدقة الغرض الأساسي للتقرير، إلّا أن هذه القرارات التحريرية تحجب دور الولايات المتحدة في معاناة اليمن.. لقد أنفقت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات في حربي اليمن وأوكرانيا، حيث قدمت أكثر من 75 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والمالية والعسكرية لأوكرانيا، وأكثر من 54 مليار دولار من الدعم العسكري للسعودية والإمارات فقط بين عامي 2015 و 2021.

وختم الموقع حديثه بالقول: الفرق هو أنه عندما يتعلق الأمر بعلاقتها مع أولئك الذين يتسببون في أكبر عدد من الضحايا المدنيين، فإن الولايات المتحدة تقف فعليًا على طرفي نقيض في هذه الحروب، مما يجعلها فريدة من نوعها.. و أدلى مسؤولون في واشنطن تصريحات علنية حول وحشية الفظائع في أوكرانيا، مع تجنب التحقيق في تلك الفظائع في اليمن وإدانتها. ان مثل هذه الرسائل قد تكون مدعومة من قبل وسائل الإعلام الإخبارية، وفقا للنتائج التي توصلنا إليها.

26سبتمبرنت / عبدالله مطهر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة نیویورک تایمز الأمن الغذائی حول الیمن فی الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة وإسرائيل.. الأولويات بشأن التصعيد في الشرق الأوسط

قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، لينكولن بلومفيلد إن مخاوف الإدارة الأميركية بشأن إمكانية حدوث تصعيد أوسع في النزاع بين إسرائيل من جهة وإيران والجماعات المتحالفة معها من جهة أخرى، قد يتطلب زيادة القوات الأميركية في المنطقة.

وأشار بلومفيلد، في مقابلة مع قناة "الحرة"، إلى أن عدد الجنود الأميركيين الموجودين حاليا في المنطقة يبلغ حوالي 40 ألف جندي، وقد أعلنت واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية عزمها إرسال تعزيزات إلى المنطقة. وشدد على أن "هذا التزام لا ينفصل من جانب الولايات المتحدة".  

19 موقعا بـ12 دولة.. أين تتمركز القوات الأميركية في الشرق الأوسط؟ كثفت الولايات المتحدة تواجدها العسكري بمنطقة الشرق الأوسط، وسط التوترات المتصاعدة ببين إيران والجماعات الموالية لها من جهة، وإسرئيل من جهة أخرى.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن الولايات المتحدة سترسل "بضعة آلاف" من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والدفاع عن إسرائيل، إذا لزم الأمر، وذلك عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، واغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في تصعيد كبير للنزاع في الشرق الأوسط، وقبل أن تقوم إيران بشن هجوم بنحو مئتي صاروخ على مناطق مختلفة في إسرائيل الثلاثاء.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، للصحفيين إن هذا الوجود الإضافي للقوات سيأتي من القوات الجوية، وعدة أسراب من الطائرات المقاتلة.

بضعة آلاف.. قوات أميركية "إضافية" إلى الشرق الأوسط أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن الولايات المتحدة سترسل "بضعة آلاف" من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والدفاع عن إسرائيل، إذا لزم الأمر، وفق أسوشيتد برس.

والأربعاء، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه لا يؤيد شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية كرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني.

وأضاف بايدن للصحفيين أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على إيران، مشيرا إلى أنه سيتحدث قريبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.

وتعهدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران ارتكبت "خطأ جسيما".

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن بلادهم ستبدأ "ردا قويا" على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدف إسرائيل، مساء الثلاثاء، في غضون أيام، وقد يشمل ذلك استهداف منشآت نفطية ومواقع استراتيجية إيرانية أخرى.

الأولويات الأميركية والإسرائيلية

يرى بلومفيلد في مقابلته مع "الحرة" أن الإدارة الأميركية تريد إيقاف القتال في غزة وإنهاء أزمة الرهائن وألا تستمر الأزمة إلى ما لا نهاية حيث يعاني المدنيون من تبعات هذا النزاع.

أما بشأن أولويات إسرائيل، فقال إنها "إخراج الرهائن من غزة وترك الإسرائيليين يعودون إلى بيوتهم في جنوب إسرائيل وإضعاف النظام الإيراني".

يُظهر بلومفيلد تفاؤلا حذرا في أن التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل قد تفتح الأبواب لحوار استراتيجي مع دول الجوار. ويقول: "إذا استطعنا إضعاف النظام الإيراني، فإن كثيرا من اللاعبين الإقليميين سيبدؤون في إعادة تقييم مواقفهم".

ويشيد بلومفيلد بالدور الأميركي الاستخباري على الأقل بتحذير إسرائيل من هجوم إيراني بساعات قبله، معتبرا أن "هذه الصواريخ الباليستية خطيرة".

يلفت بلومفيلد إلى أهمية فهم التهديد الإيراني الذي يمتد عبر ميليشيات متعددة في المنطقة، مثل حزب الله والحوثيين.

"أوفينا بالتزامنا".. وزير الدفاع الأميركي يعلق غداة الضربة الإيرانية أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مجدداً على موقف الولايات المتحدة من الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل. تمكين الجيش اللبناني

يستذكر بلومفيلد تجربته في مكتب لبنان بوزارة الدفاع أثناء اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، حيث كان شاهدا على الأحداث التي شكلت المنطقة.

يقول: "كنت مع انتشار الجيش اللبناني عندما غادرت المنظمة إلى تونس. حزب الله سيطر على الجنوب ولديه أسلحة في كل مكان". يوضح بلومفيلد أنه يجب أن يكون جزءا من استراتيجية إسرائيل هو عدم التورط مجددا في لبنان، لكنه شدد على أن "تدمير 150 صاروخا يمتلكها حزب الله يمثل حقا دفاعيا لإسرائيل".

الضربات الإسرائيلية على لبنان في الأول من أكتوبر 2024

ويشير بلومفيلد إلى أن "60 ألف إسرائيلي نزحوا من بيوتهم في الشمال، لذلك يجب أن تكون هناك استراتيجية لعودتهم". ويرى أنه إذا انتهت العمليات الإسرائيلية بتمكين الحكومة اللبنانية، فإن ذلك قد يؤدي إلى وقوف العالم العربي بأكمله مع إسرائيل بدلا من إيران.

"اجتماع طارئ" لجامعة الدول العربية الخميس بناءً على دعوة العراق مع استمرار العمليات الإسرائيلية البرية في جنوب لبنان، وما خلفه الصراع من أوضاع إنسانية صعبة، تعقد جامعة الدول العربية غدا الخميس اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين؛ لبحث الوضع في لبنان بدعوة تقدم بها العراق. تحذير من انخراط أميركي

في المقابل، حذر الخبير العسكري، الباحث في مؤسسة أولويات الدفاع، دانيال ديفيس من العواقب المترتبة على الانخراط الأميركي المباشر في النزاع في الشرق الأوسط.

واعتبر في مقابلة مع قناة "الحرة" أن وجود جنرالات أميركيين في الاجتماعات قد يعطي انطباعا خاطئا بأن الولايات المتحدة هي جزء من المعركة، بدلا من أن تكون داعما محايدا.

ويرى ديفيس: "إن إرسال حاملات الطائرات والقوات الإضافية قد يوحي بأننا نتدخل فعليا في الصراع. هذا الأمر يشكل طريقا شائكا، وقد يؤدي إلى تعرض قواتنا في العراق وسوريا للخطر".

ويشير إلى أن العمليات العسكرية التي قد تنفذها إسرائيل ضد المنشآت الإيرانية قد تؤدي إلى تصعيد الوضع، مما يضع القوات الأميركية في موقف حرج.

بايدن يعارض ضرب المواقع النووية الإيرانية قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، إنه لا يؤيد شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية في أعقاب الضربات على إسرائيل. استراتيجيات مختلفة لأهداف متباينة

يلفت ديفيس الانتباه إلى أن إسرائيل، مع قوتها البشرية، لا تستطيع خوض حرب على ثلاث جبهات في آن واحد.

ويعتقد أن النية الإسرائيلية تتمثل في جلب الولايات المتحدة إلى جانبها، وهو ما يتطلب من واشنطن أن تكون واضحة في مواقفها. "على أميركا أن تقول بوضوح إنها لا ترغب في خوض حرب إلى جانب إسرائيل"، يقول ديفيس.

ويتحدث أيضاً عن التحولات في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، حيث لم يعد الاعتماد على نفط المنطقة كما كان في السبعينيات والثمانينيات.

ويقول: "الأمور تغيرت، والدعم الأميركي في المنطقة أقل بكثير من السابق، ولكن البعض لا يزال يريد من الولايات المتحدة أن تكون موجودة بشكل عسكري في المنطقة قدر الإمكان".

ويؤكد ديفيس أن "الأولويات يجب أن تكون واضحة، وأن على الولايات المتحدة أن تعمل على تقليل التوترات بدلاً من الانخراط المباشر في النزاع".

مقالات مشابهة

  • السلمي: “تنظيم الإعلام” تطلق 36 مبادرة في ثلاث سنوات لتحفيز نمو الإعلام المملكة العربية السعودية
  • بلينكن وسيبيغا يناقشان قطاع الطاقة في أوكرانيا قبل فصل دخول الشتاء
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • لافروف: أوكرانيا تقوم بتدريب الإرهابيين في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • إيران توجه رسالة إلى الولايات المتحدة عبر قطر: “انتهاء فترة ضبط النفس”
  • دراسة تكشف زيادة الإصابات بسرطان الثدي في الولايات المتحدة وتراجع وفياته
  • الولايات المتحدة وإسرائيل.. الأولويات بشأن التصعيد في الشرق الأوسط
  • إعصار “هيلين”: حصيلة الضحايا تتجاوز 160 وإصابة الولايات المتحدة بأعنف كارثة طبيعية منذ نصف قرن
  • الأمم المتحدة: شهر يوليو كان الأكثر دموية للمدنيين في أوكرانيا منذ عام 2022