موقع النيلين:
2025-04-24@13:18:02 GMT

عادل الباز: “زواج الجنجويد بـ(تقدم) باطل”

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

1 ماذا استفاد صبي الانقاذ الخائب (الدعم) من زواجه بـ(تقدم)؟
يطيب لي في هذا المقال أن أتقدم بنصيحة خالصة للأشاوس الجنجويد وذلك ليس لوجه الله، إنما بغرض توعية هؤلاء الأوباش الذين لا يفقهون في السياسة وفن التحالفات السياسية شيئاً، ثم انى عمداً أقصد أن أفتنهم مع الحلفاء العملاء، وفي ظني أن ذلك ينفعهم في دنياهم الفانية وأسأل الله ألا ينفعهم في آخرتهم.

. اللهم آمين .!
2
لو سألت أحد قادة الجنجويد سؤالاً موضوعياً، ماذا استفدتم من تحالفكم مع قحت منذ الاتفاق الإطاري وإلى الآن؟. مؤكد أنه لن يجد شيئاً استفادوا به من تحالفهم معهم سوى أنهم زادوهوهم خبالا. يعرف قادة الجنجويد أن حلفهم مع عويش العملاء كان حلف ضرورة، ومفروض عليهم من الكفيل (المأذون) الخارجي ولمَ لا.. كلاهما تحت خيمته ويتولى العناية بهما ويعتاشون على حسابه. ولذا أتوا إلى الحلف المريب طائعين وقابضين من الكفيل، جمعتهم فيها المصالح الشخصية وخدمة أجندة الكفيل.
3
حين فكر ودبر الكفيل وخطط للاستيلاء على السودان كان الجنجويد تحت إمرته قبل زمن كافٍ، ومنذ هيجة التغيير، بدأ يعمل على بناء جناح سياسي من قوى علمانية تشترك معه في عدائه للإسلاميين وليس لديها أدنى مانع أن تعمل تحت إمرته وفي خدمته حتى على حساب مصالح السودان.. صنف الكفيل القوى القابلة للبيع والشراء وأدخلها كلها تحت مظلة ما يسمى بـ الرباعية، ثم لاحقاً ألحقوا بالخيمة لاتمام زواج المتعة. بدأت خطوات الزواج إياه في الإطاري واختتمت بعد الحرب بمراسيم العرس الحرام بليلة في أديس وقع فيها نشطاء تقدم اتفاقاً مع الجنجويد برعاية الكفيل.
4
لا زال السؤال قائماً.. ماذا استفاد الجنجويد من علاقتهم بتقدم وقبلها قحت.؟. استفاد الجنجويد من عهد الكيزان فكونوا أنفسهم وأسسوا جيشاً جراراً، ومناجم ذهب وأصبحوا أثرى أثرياء القارة الأفريقية، وتحولوا إلى رجال دولة ذوي علاقات خارجية ممتدة، وبعد التغيير صعد حميدتي سياسياً فأصبح نائب رئيس البلاد بالباطل والتزوير، ثم استولى على اللجنة الاقتصادية، بل أصبح هو الآمر الناهي في النيابة والقضاء. باختصار أصبح هو ورهطه دولة داخل دولة، جيش أكثر من مائة ألف، مناجم ذهب بل جبال/ نفوذ سياسي/علاقات خارجية/ جهاز استخبارات/.. دولة فعلية داخل دولة.باختصار بعد التغيير قفز الجنجويدي بدعمه السريع إلى المجهول فهوى، وما يزال يهوي في قاع سحيق بلا قرار.
5
تدمرت عن آخرها مملكة (حميتي) الاقتصادية وتوقفت كل شركاته الاستثمارية عن العمل وهى تستثمر مليارات الدولارات، توقفت شركات إنتاج الذهب التابعة له وهي بالعشرات، ثم توقف التنقيب في منطقة سنقو بعد استهدافها بالطيران وهي المنطقة التي كان يهرب منها الذهب إلى الخارج بالأطنان. أربع بنوك تخص الدعم السريع دمرها المتمرد فانتهت إلى لا شيء بعد نهبها من مرتزقته ومصادرة ما تبقى منها. وضعت رقابة بالخارج على تحركات أمواله وبدأت الدوائر المالية الدولية تتابع مصادر أمواله القذرة وتفرض عقوبات متتالية عليه وعلى الأموال المنهوبة من عرق الشعب السودانى. أحال بغبائه مملكته المالية إلى العدم.
ماذا عن امبراطوريته العسكرية.؟.

تحولت من جيش نظامي إلى عصابات نهب، (شفشافة) متمردين، ومن جيش تحت رعاية الدولة إلى مليشيات إرهابية تقتل وتسرق وتغتصب، تحولت من قوة نظامية تحمى الدولة إلى قوى تستجلب المرتزقة لهدمها وانتهاك سيادتها. تحولت قوات الدعم السريع إلى قوة منفلته من أي معيار عسكري أو أخلاقي أو إنساني. سدرت في غيها فأصبحت تقتل على الهوية حتى وصلت لارتكاب جريمة الإبادة في الجنينة وغيرها. قريباً سيُطارد قادتها من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، هذا ما حصدته المليشيات من انقلابها وحربها القذرة التي اتسمت بالخيانة والغدر. وليس ذلك فحسب بل فقدت مشروعيتها الأخلاقية والمجتمعية حين حولت حربها وبنادقها وتاتشراتها ليس لحرب الجيش بل إلى قتل المواطنين العزل في القرى والمدن (ود النورة نموذجاً).

6
في المقابل ماذا قدمت تقدم أو قحت سابقاً؟. هل قاتلوا معهم في صفوفهم الأولى أو المتأخرة؟
لا طبعاً، أبداً ..لا …

معقول الناس الكانوا بيهتفوا العسكر للثكنات والجنجويد ينحل يقاتلوا في صفوف ذات الجنجويد.. الانتقال من هتاف الجنجويد ينحل إلى التحالف مع قتلة الرفاق في الاعتصام كان يبدو مستحيلا ولكن حدث ..إيه يادنيا… ملعون أبو القرش الكفيل الوراهو مذلة.!!…
ديل الناس الكانو بيهتفوا بيقولوا الرصاصة ما بتكتل بقتل سكات الزول… لمن رصاص الجنجويد أصبح يقتل في كل الشعب سكتوا ولاذوا بالصمت المريب وجللهم العار.
7
ما هي القيمة السياسية المضافة التي كسبها الجنجويد من تحالفهم مع قحت؟
لا شيء… كان الأمل أن توفر قحت تغطية سياسية لمشروع الجنجويد وكفيلهم الانقلابي الاستيطاني ولكن هذه لم يقدروا عليها، فلم يستطيعوا أن يقوموا بتغطية سياسية كافية وحتى علاقتهم بالجنجويد ينكرونها (الشينة دائماً كده) ويدعون أنهم ليسوا بحلفاء لهم (عاوزين علاقة سرية تتم في الخفاء رغم أنه لا شيء يمكن ستره، فأصبح إنكارهم لعلاقاتهم مع الجنجويد مضحكة). لقد حاولوا أن ينسجوا لهم مشروعاً سياسياً فصنعوا ممن صنعهم (الكيزان) عدو له !! ثم وضعوا على أفواههم – وليس في رؤوسهم الفارغة – همهمات لا يفهموها، فطفقوا يرددونها كببغاوات تطنطن “بالهامش” تارة وأخرى “بدولة 56” ثم دولة الكيزان.. أعمى بس ومسكوهو العكاز.!!.

إعلامياً، لا يستطيع أيّاً من قادة (تقدم) أن يدافع عن مخازي حلفائهم الجنجويد علناً، لا يفعلون ذلك إلا وهم مستترين خلف كدمول كثيف من الهراء الذي يدلقونه على مسامع الناس في الفضائيات التي لم يعد يصدقها أحد.
هل منعوا عنهم عقوبات المجتمع الدولي؟.. ألف لا.. بدليل أنه كل يوم تتنزل على رؤوس قادة الجنجويد العقوبات الدولية والأوروبية والأمريكية وتفضحهم يومياً الصحافة العالمية.
هل توفر قحت أو تقدم أموالاً للجنجويد؟ أبداً لا، بل هم عالة على الجنجويد وعلى الكفيل. (بالمناسبة من هم قادة تقدم الذين فازوا بالإقامة الذهبية والشقق الفاخرة هناك.). سنعود.
هل أوقفوا مطاردة المحكمة الجنائية الدولية لهم.؟ لا وألف لا… بدليل هذا الحراك اللاهث الذي تقوم به المنظمات الإنسانية وهي تمارس ضغوطها على كريم خان مدعي المحكمة ليخرج كل يوم بتصريح يشير فيه إلى إدانة الإبادة والقتل الجماعي الذي ترتكبه المليشيات ويجمع هو أدلته ضدهم.

طيب، إذا كان كل ذلك حاصل، حلفاء معتصمين بالفنادق لا يقاتلون مع الأشاوس في حربهم القذرة، وليس لديهم مصادر لتمويل الحرب، كما هم يرتجفون من إشهار زواج المتعة مع حلفائهم، ويتهربون من الدفاع عنهم وما يقترفونه من جرائم في حق الشعب، ولم يستطيعوا أن يقنعوا الرأي العام المحلي أو الدولي بأن للجنجويد قضية، وأنهم يستحقون التعاطف. حتى الكدمول رافضين يلبسوه.!!

طيب… لا خيل ولا مال ولا إعلام عندهم… بذمتكم يا جنجويد حلفاء زي ديل تسوي بيهم شنو؟…. ليس لهم فائدة أو خير يرتجى الآن ومستقبلاً… لا شك أنكم تعرفون ذلك تماماً وتعرفون إنهم ينتظرونكم لتقهروا لهم خصومهم السياسيين وتحملونهم على تاتشراتكم إلى القصر…. ليبدأوا التآمر عليكم علناً.!!. أعرف أن كفيلكم الموحد هو من يضعكم في غرفة واحدة مع (تقدم) لعل وعسى ينجب زواج المتعة هذا ما يمكنه من السيطرة على البلاد والعباد.. ولكنهم لا يعلمون أن (تقدم) عاقر لن تلد لا ذكراً ولا أنثى… لا بالحلال ولا بالحرام، ولو مكثوا في تلك الغرفة المظلمة دهوراً وأشعلوا النار في البلاد من أقصاها إلى أقصاها كما يفعلون الآن.. لكن لن يحصد الكفلاء والجنجويد وأخدامهم سوى الرماد.

9
أيها الجنجويد، أنظروا إلى حالكم أين كنتم وأين أصبحتم الآن؟ .. لقد دخلت قحت وبعدها (تقدم) عليكم بالساحق والماحق والبلا المتلاحق، فأحالوا مملكتكم إلى غثاء أحوى، وجيشكم إلى عصف مأكول، وسوف لن ينجيكم الكفيل من خزى يومئذٍ.!!

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

العراق… 22 عاما بين “جمهورية الخوف” و”دولة المافيا” انتصار الأعراف السياسية للمحاصصة وتقسيم الغنائم

بقلم : د . إياد العنبر ..

سنتان بعد العشرين عاما على تغيير نظام الحكم في العراق، وهذه المرحلة شكلت ولادة جيل كامل، هو الآن في مرحلة الشباب. وجيل آخر، وأنا منهم، كان ينتظر لحظة سقوط الدكتاتورية، وكنا نحمل الآمال نحو مستقبل نظام سياسي جديد، ينسينا محنة العيش تحت ظل الطغيان والاستبداد والحرمان. وجيل ثالث عايش تجربة الجيلين وأكثر، وهو يرى أن أحلامه بالرفاهية والعدالة، والعيش في دولة تحترم كرامته وإنسانيته، وتهتم بمتطلباته أصبحت أضغاث أحلام، ولم تعد في العمر بقية حتى يشهد هذه الدولة المرجوة.

في مقال كتبه الدكتور جابر حبيب جابر في صحيفة "الشرق الأوسط" قبل 17 عاما، تحت عنوان: "5 سنوات بعد الحرب: التمثال الذي هوى.. الأمل الذي يتلاشى". لخص فيه توصيف لحظة سقوط رمزية حكم الدكتاتور: "كم كان عظيما وهائلا وصادما ذلك الحدث، حيث هوى التمثال على الأرض كصاحبه، معلنا أنه كان مجرد وهم، وأن (جمهورية الخوف) بنت عظمتها على الخوف، وعلى الانتظار... ولكن مجددا كان العراقيون بحاجة إلى من يعينهم على إسقاط التمثال، جاءت الدبابة الأميركية، وسحبت التمثال ليهوي، أعلن احتلال العراق في لحظة تحريره، فتوقف العراقيون عاجزين حتى هذه الساعة عن تعريف ما حدث". بسقوط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس سقطت "جمهورية الخوف"، والتي وصفها كنعان مكية في كتابه الذي يحمل العنوان ذاته، ويُعد وثيقة تاريخية، لنمطية إدارة الدولة الدكتاتورية لمنظومة العنف والإرهاب، إذ كان شاهدا على حقبة ملأى بالألم والمآسي من تاريخ العراق المعاصر. يقول مكية في مقدمة كتابه: "إن الخوف، لم يكن أمرا ثانويا أو عَرَضيا، مثلما في أغلب الدول (العادية)، بل أصبح الخوف جزءا تكوينيا من مكونات الأمة العراقية". وبسبب ممارسات العنف من القتل والتهجير "كان (النظام) يغرس في كل من الضحية والجلاد القيم ذاتها، التي يعيش ويحكم من خلالها. فعلى مدار ربع قرن من الزمان، جرت عمليات إرساء الحكم على مبادئ من عدم الثقة، والشك، والتآمرية، والخيانة التي لم تترك بدورها أحدا إلا وأصابته بعدواها" user

مقالات مشابهة

  • ترسيخًا لمكانة المملكة عالميًّا في الابتكار.. “كاوست” تقدم الجيل القادم في مجال الذكاء الاصطناعي
  • كاتب إسرائيلي: “حماس” انتصرت علينا في ستة مجالات داخلية وخارجية
  • “ماذا؟ ماذا أفعل…” جينيفر لوبيز تُصاب بالذهول بعد سؤال أحد المؤثرين عن وظيفتها!
  • العراق… 22 عاما بين “جمهورية الخوف” و”دولة المافيا” انتصار الأعراف السياسية للمحاصصة وتقسيم الغنائم
  • شاهد بالفيديو.. عشة الجبل تقدم فواصل من الرقص المثير أثناء حضورها حفل للفنانة ميادة قمر الدين ببورتسودان وتتفاعل بشكل هستيري بعدما رددت “ملكة الرق” إسمها
  • عمومية “مصارف الإمارات” تُقرّ إستراتيجية 2025 لتطوير القطاع المصرفي
  • “نور” … مبادرة تقدم خدمات فحص البصر في مدارس شهبا بالسويداء 
  • محمد بن راشد يلتقي نخبة من خريجي “برنامج دبي لتدريب رواد الأعمال”
  • عادل الباز يكتب: الشمول المالي: لماذا؟ وكيف؟ وبأي اتجاه؟ (1)
  • منتدى “قادة الشمال 2025 ” يناقش قضايا القيادة والتميّز المؤسسي