aahmedgumaa@yahoo.com

د.أحمد جمعة صديق

مقدمة:
كنت أمر في طريقي يومياً بصخرة تعرض المارة راجلين وأصحاب السيارات على الخصوص لخطر ماحق. وكنت أحدث نفسي بأن أزيل هذه الصخرة عن الطريق ولكن أجد نفسي دوماً في عجلة من أمري، وهي عملياً تحتاج الى فريق عمل من العضلات المدربة لقلعها من ذلك المكان. ثم توقفت ذلك اليوم.

.. وقررت مع رفيقي في السيارة أن نقوم بإماطة الأذ ى عن الطريق. حاولنا أن نقلعها بحملها...أنا من هنا وصاحبي من هناك ولكن عجزنا تماماً عن زحزحتها شبراً واحداً.
ومر بنا أثناء المحاولة طفلٌ بصحبة ذويه لم يتجاوز العاشرة ورأى بؤس حالنا مع الصخرة. وكنا نتوقع النجدة ممن معه من الرجال. ولكن كفانا الغلام بتوجيه بسيط وقال:(يا عم.... دردقوها!!!) وقد كان... دردقناها بسهولة وازلنا أذاها الى الأبد.. نظرت للغلام ثم ابتسمت وقلت شكرا لييييييك كتيييييير.
IT WAS SIMPLE PHYSICS. تلك هي المعرفة عندما تتحول الى مهارة...
• المهارات الحياتية
ونقصد بها القدرات والمهارات التي تمكّن الأفراد من التعامل بفعالية مع تحديات ومقتضيات الحياة اليومية. وتشمل مجموعة واسعة من المهارات التي تعد أساسية للتطور الشخصي، والتفاعل الاجتماعي، والنجاح في مختلف جوانب الحياة. تكون هذه المهارات ذات قيمة ليس فقط في الظروف العادية ولكن أيضاً خلال الأوقات الصعبة مثل الحروب والنزاعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن غرس المهارات الحياتية في الأطفال منذ وقت مبكر أمر أساسي لنموهم الشامل ونجاحهم المستقبلي.
أنواع المهارات الحياتية
يمكن تصنيف المهارات الحياتية إلى عدة فئات رئيسية:
• المهارات الشخصية وتشمل:
- الوعي بالذات أي معرفة الفرد لماهيته وهويته.
- إدارة الذات
- التحكم في العواطف
- إدارة الوقت
- إدارة المور في الاوقات العصيبة والطارئة
• وتشمل المهارات الشخصية
- مهارات الاتصال
- الاستماع الفعّال
- التعاطف
- حل النزاعات
- مهارات التفاوض
• *المهارات العقلية:
- التفكير النقدي
- حل المشكلات
- اتخاذ القرارات
- التفكير الإبداعي
- التعلم في كيفية التعلم
• *المهارات العملية:
- الثقافة المالية
- الطهو والتغذية
- الإسعافات الأولية البسيطة
- صيانة المنزل، الدراجة، الحنفية، حوض الخضروات الخ...
- الثقافة التكنولوجية، التعامل مع الموبايل ،الكمبيوتر، الطباعة الخ...
• أهمية المهارات الحياتية في الحياة الطبيعية:
يعتمد الأفراد على المهارات الحياتية في الحياة اليومية، للتفاعل مع العلاقات الشخصية، وإدارة عواطفهم، واتخاذ قرارات مدروسة، لتحقيق أهدافهم. وفيما يلي شئ من التفصيل:
- مهارات الاتصال: وهي أساسية للتفاعل الفعّال والايجابي مع أفراد العائلة والأصدقاء والزملاء والمجتمعات.
- التفكير النقدي وحل المشكلات: يمكن للأفراد من خلالهما تحليل المواقف، وتقييم الخيارات، واتخاذ قرارات سليمة مبنية على حسابات سليمة ودقيقة.
- التحكم في العواطف وإدارة الاوقات العصية: يساعدان في التعامل مع ضغوط الحياة اليومية والحفاظ على الرفاه النفسي بقدر الامكان.
- الثقافة المالية: وهي أساسية لإدارة الأمور المالية الشخصية، والميزانية، واتخاذ القرارات المالية. وينبغي التعود على الادخار منذ الصغر.
- إدارة الوقت: يضمن الإنتاجية والتوازن بين العمل والدراسة وأنشطة الفراغ.
• أهمية المهارات الحياتية أثناء الحروب والنزاعات
خلال فترات الحروب أو النزاعات، تصبح هذه المهارات الحياتية أكثر أهمية بسبب التوتر المتزايد، وعدم اليقين، والاضطرابات. فيما يلي بعض التفاصيل في هذه الظروف:
- الصمود: يساعد الأفراد على التعامل مع الصدمات والخسائر وحالة عدم اليقين أثناء الحرب.
- القدرة على التكيف: يمكن الافراد من التكيف السريع مع التغييرات في الظروف وشروط العيش بالقبول ببعض التنازلات وترتيب الاولويات.
- حل النزاعات: أساسي لإدارة النزاعات الشخصية وتعزيز السلام داخل المجتمعات.
- الإسعافات الأولية والثقافة الصحية: ضرورتان للاستجابة في التعامل مع الاصابات والطوارئ الطبية عندما تتعذر المساعدة الطبية المتخصصة.
- الاتصال والتفاوض: يسهل الدبلوماسية، والمصالحة، والتنسيق بين الجماعات.
• المهارات الحياتية والأطفال
غرس المهارات الحياتية في الأطفال أمر أساسي لتنميتهم الشاملة وتجهيزهم للتحديات المستقبلية. تشمل الاعتبارات الرئيسية:
-تنمية الطفولة المبكرة: إدخال المهارات الأساسية مثل التحكم في المشاعر، ومهارات التواصل الاجتماعي، والنظافة الأساسية.
-التعليم ومهارات التعلم: تعزيز حب الفهم، والتفكير النقدي، والقدرات على حل المشكلات البسيطة بأساليب مبتكرة.
-المهارات الاجتماعية: تعليم التعاطف، والاتصال، والعمل الجماعي من خلال اللعب والتفاعلات الاجتماعية.
- السلامة والرفاهية: تثقيف الأطفال حول السلامة الشخصية، وخطر الغرباء، والإسعافات الأولية الأساسية.
• أساليب تعليم المهارات الحياتية للأطفال
تشمل الطرق الفعّالة لتعليم المهارات الحياتية:
- التعلم التجريبي: أنشطة عملية وسيناريوهات حياتية حقيقية لممارسة المهارات.
- تمثيل الادوار: محاكاة المواقف التي يمكن للأطفال من خلالها ممارسة مهارات التواصل والتفاوض وحل المشكلات.
- الحكايات والمناقشات: استخدام القصص والمناقشات لتوضيح أهمية وتطبيق المهارات الحياتية.
- مشاركة الآباء والمجتمع: إشراك الآباء والرعاة وأعضاء المجتمع في تعليم المهارات الحياتية ونمذجتها.
دمج المنهج المدرسي: دمج المهارات الحياتية في التعليم الرسمي من خلال فصول دراسية مخصصة أو أنشطة عابرة للمناهج.
ونخلص الى ان المهارات الحياتية لا غنى عنها للأفراد في جميع الأعمار وتعد أساسية للتعامل مع التحديات اليومية والأزمات على حد سواء. إنها تمكّن الأفراد من قيادة حياة مليئة بالإشباع، والمساهمة في مجتمعاتهم، والتكيف مع التغيرات. من خلال التركيز على تطوير المهارات الحياتية لدى الأطفال وتعزيز تطبيقها في الحياة اليومية، يمكننا ضمان مجتمع أكثر قدرة على التكيف والنجاح حتى في مواجهة التحديات الصعبة. وهذه النظرة العامة تغطي ما نقصد بالمهارات الحياتية، وادراك أهميتها في سياقات مختلفة، والدور الحيوي الذي تلعبه في التنمية الشخصية والاجتماعية.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المهارات الحیاتیة فی الحیاة الیومیة حل المشکلات التعامل مع فی الحیاة من خلال

إقرأ أيضاً:

ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام

يسلط مسلسل "ولاد الشمس" الضوء على واقع مؤلم يعكس معاناة الأطفال داخل دور الأيتام، حيث تدور الأحداث حول 4 شباب نشؤوا في دار رعاية تحت إدارة مدير قاس يستغلهم ويعرضهم لشتى أنواع العذاب.

من خلال شخصيات "ولعة"، و"مفتاح"، و"ألمظ"، و"قطايف"، يكشف المسلسل عن الحياة القاسية التي يعيشها هؤلاء الشباب، ونضالهم المستمر للهروب من هذا السجن وكسر قيود الاستغلال والقهر المفروضة عليهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سائقو شاحنات المساعدات بالعريش يقضون رمضان بصفوف انتظار فتح المعابرlist 2 of 2لماذا يُعد التمر "كنزا"؟ استخداماته من الغذاء إلى مستحضرات التجميل والوقود الحيويend of list

المسلسل من إخراج محمد عبد العزيز، ويضم نخبة من النجوم، حيث يجسد أحمد مالك دور "ولعة"، وطه دسوقي دور "مفتاح"، بينما يلعب محمود حميدة دور "بابا ماجد"، المدير المتسلط الذي يحكم الدار بقبضة من حديد. كما يشارك في البطولة كل من فرح يوسف، وجلا هشام، ومريم الجندي، ومعتز هشام، في عمل درامي يكشف الوجه الخفي لمؤسسات الرعاية.

قصة إنسانية وأداء يشبه الواقع

نجح المسلسل في ملامسة مشاعر المشاهدين من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال في ظل هذه الظروف القاسية، حيث عكس الواقع المرير الذي يعيشه العديد من الأطفال داخل مؤسسات الرعاية.

ولم يكتفِ العمل بعرض هذه المآسي، بل حفّز الجمهور على التفكير في أهمية تحسين أوضاع دور الأيتام، وضمان حماية الأطفال من الاستغلال والتعذيب. كما قدم رسالة قوية حول حقوق الطفل وضرورة حمايته من أي نوع من الأذى، مما جعله عملا يحمل بُعدا إنسانيا عميقا.

إعلان

تميز كل من طه دسوقي وأحمد مالك بأداء استثنائي في تجسيد شخصيتين متناقضتين تمامًا، حيث استطاع كل منهما إبراز جوانب مختلفة من الصراع النفسي والتفاعل بينهما.

لعب طه دسوقي دور "مفتاح"، الشاب الهادئ الذي يعتمد على العقل والتفكير قبل اتخاذ أي خطوة، مما جعله الشخصية الأكثر اتزانًا في مواجهة الأزمات، حيث أبدع في إظهار سماته المتأنية والرصينة.

على الجانب الآخر، قدم أحمد مالك شخصية "ولعة"، الشاب المندفع والعنيف، الذي لا يتردد في اللجوء إلى القوة للتعبير عن مشاعره ومواقفه. ومع تصاعد الأحداث، تتضح العلاقة التكاملية بينهما، حيث يصبح كل منهما جزءا مكملا للآخر في الأداء وردود الفعل، مما أضفى على المسلسل مزيدًا من العمق والواقعية.

الشرير الأنيق وأداء متوقع

أدى محمود حميدة في المسلسل شخصية "بابا ماجد" الشرير بمهارة عالية، وجسّد شخصية أنيقة وشريرة في الوقت نفسه. استغل حميدة قدراته التمثيلية ليظهر "بابا ماجد" كشخص يفرض سلطته بهدوء، ويستغل الأطفال في دار الأيتام لمصالحه الشخصية.

جعل حميدة الشخصية مليئة بالدهاء والبرود، وأبدع في نقل فكرة الشر المغلف بمظهر أنيق، كما أظهر براعة في التلاعب بالمواقف المختلفة لصالحه، ورغم الأداء القوي له، فإن هناك بعض المبالغة في التعبير عن الشر، ما أثر على مصداقية الشخصية في بعض المشاهد.

بالإضافة إلى تكرار بعض الحركات والتعبيرات، ما جعل حميدة يفقد عنصر المفاجأة. وفي مشاهد أخرى جاء تركيز حميدة على الأناقة، مبالغا فيه أيضا ليبدو كشخصية سطحية إلى حد ما، بدلا من كونه شخصية عميقة ومليئة بالتفاصيل والتعقيدات.

إيقاع بطيء وحبكة متوقعة

نجح مسلسل "ولاد الشمس" في جذب الانتباه وتقديم حكاية تلامس الواقع، لكن إيقاع المسلسل جاء بطيئا إلى حد ما، ما جعل الأحداث تبدو مترهلة، خصوصا في المشاهد التي تتطور فيها الأحداث، وتسبب في فتور بعض المشاهدين، مع سهولة توقع ردود فعل بعض الشخصيات، وتزايد الصدف غير المنطقية في أحداث المسلسل، ما تسبب في انفصال المشاهد عن الأحداث.

إعلان

ليست فقط الحبكة المتوقعة أهم عيوب المسلسل، لكن المعالجة السطحية إلى حد ما دون تعمق في موضع المسلسل الأساسي وهو حقوق الأيتام واستغلال دور الأيتام لهم.

فقد جاءت فكرة المسلسل الأصلية، كأنها فكرة ثانوية تدور كخلفية لقصة الأبطال الأصليين، سواء القصص العاطفية أو الرغبة في التحرر من قبضة "بابا ماجد" والبحث عن حياة جديدة، ما جعل الرسالة الأهم من المسلسل تتوارى إلى حد كبير.

مشاهد معتمة وإضاءة قاتمة

تميز تصوير مسلسل "ولاد الشمس" باختيار دقيق لموقع دار الأيتام وعمارته التي أظهرته كمكان معتم ومغلق، يعيش فيه الأطفال الأيتام، ليعكس البيئة القاسية والضاغطة التي يعيش فيها الأطفال، كما استخدمت الإضاءة بصورة متقنة، لتظهر العالم القاتم للأيتام، وتسلط الضوء على الحالة النفسية للشخصيات وعلى معاناتهم.

خاصة أن المكان على اتساعه، صمم ليشبه السجن في الكثير من تفاصيله، فالممرات الطويلة تعطي شعورا بالاختناق، بينما أضفت السقوف العالية إحساسا بالعزلة والبعد عن العالم الخارجي، لترسيخ حالة الخوف والتوتر التي يعيشها الأطفال داخل الدار.

وأسهمت الديكورات والألوان الباهتة والظلال الثقيلة القامة في تعزيز الأجواء المقبضة للمكان، بالإضافة إلى النوافذ المغلقة طوال الوقت، التي تضفي إحساسا بالحصار، وكأن الأطفال لا يمكنهم الهرب أو النجاة من هذا المكان، كما يؤكد على فكرة القسوة والظلم والعزلة.

مقالات مشابهة

  • عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من الحرب دون تطبيق القرارات الدولية
  • وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل
  • الرئيس اللبناني: عودة الحياة الطبيعية مرتبطة بانسحاب الاحتلال وعودة الأسرى
  • روح التفاؤل .. مستشفى قنا العام يوزع فوانيس رمضان على أطفال الغسيل الكلوى
  • في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها
  • تسليم 20 سماعة أذن للأطفال ضعاف السمع في عدن عبر مؤسسة يماني بدعم مركز الملك سلمان
  • ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذه المعضلة؟
  • ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام
  • مسابقات دينية وتلاوة قرآنية للأطفال بمسجد الميناء الكبير بالغردقة
  • نظام جديد لتقييم جودة خدمات الأطفال الصغار خارج المدارس في أبوظبي