التنازلات الكبرى. لأجل الحقيقة والمصالحة (٢)
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
عادل محجوب على
adelmhjoubali49@gmail.com
• بالتشخيص السليم لوضعنا الأليم ، و مواجهة المخاطر وفق حقيقتها بلا تزييف. واتخاذ أسبابها طريق توجيه وليس مدعاة تشاكس حيث يمكننا عبر الإعتراف بالأخطأ وضع قدمنا فى الطريق الصحيح لتعاطى الدواء والأمل فى الشفاء .
• تحدثنا فى الجزء الاول عن واقع معلوم الإعتراف به سيفتح الطريق الملغوم،نحو الحقيقة والمصالحة و إبطاء الحديث عن الإقصاء ، و مسالب تدخل الغرباء .
• يقول الحق المبين بالآية ١٠٢ من سورة التوبة ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) •وتسهل الحلول عند النظر بتجرد لأسباب المشكلة السودانية ويمكننا أن نحدد أهمها فى الآتى :-
أولا/ التمترس فى المواقف من منطلقات حزبية وقبلية وجهوية مع وجود تدخلات خارجية سالبة
ثانيا / تبعات الانتماءات وما يتبعها من إستقطاب وفزع ، و إنفلات التسليح الشعبى ، ومخاطر هذا الأمر فى ظل التعدديات الإثنية و الحزبية والجهوية غير الرشيدة .
ثالثا/ سيادة الخطاب العاطفى و تسخيره عبر منابر عديدة لسوق حطب وقود الحرب من البسطاء من كل الاطراف .
رابعا/ الحلقة الخبيثة للإمداد البشرى واستمرارية السلب والنهب التى يغذي تيار استمرارها ما عاد به أفراد الدعم السريع والمجرمين الذين هربوا من السجون وتعاونوا معهم من سيارات وذهب وأموال منهوبة إلى مدنهم و قراهم الأصلية بالسودان وخارجه الامر الذى يدفع الكثيرين من رصفائهم لركوب ذات الطريق للظفر بالبريق على حساب شقاء عمر السودانيين .
خامسا/ وجود القوة العسكرية والإعلامية والاقتصادية الكبيرة وما تستقطب من سند لدى الأطراف العسكرية المتقاتلة وضعفها لدى الأطراف المدنية الساعية للحل .
سادسا/ سيادة روح القطيع لدى عدد كبير من الشعب السودانى تجعلهم لقمة سائغة للهياج العاطفى السالب لدى كل الأطراف وتشكيل رأى عام مصنوع و كاذب وقابل للإشتعال .
سابعا/ ما يفرزه الوضع من خطاب الكراهية الحزبية والقبلية والجهوية ووجود منصات عديدة تنفخ فى نيران تفشيه واستغلال أصحاب الأجندة الخارجية القذرة والداخلية المتطلعة لهذا الأمر بصورة بشعة تداعياتها كارثية على الوطن
ثامنا / فقدان الحراك السلمى بتشتت شباب الثورة السودانية بدول اللجوء وولايات النزوح ذات القبضة العسكرية والأمنية الباطشة وضعف تأثيرهم الراهن على الرأى العام العالمى والداخلي كوسيلة ضغط مدنى مجربة لقوة موازية وتشاكس القوى المدنية حول مصالح آنية ومستفبلية مرتبطة بالمواقع التنظيمية والغيرة السياسية رغم حال الوطن .وتصدى وجوه كثيرة غير جديرة للشأن العام وهى فطيرة الرؤى إنتهازية المواقف.
تاسعا/إعتقاد البعض بأن الحسم العسكرى يقضى على مشكلة وجود قوات الدعم السريع من جذورها، وتطلع البعض إلى زوال الإسلاميين من الفضاء السياسى السودانى، رغم أن حقائق التاريخ ومؤشرات الواقع لا تؤيد إمكانية حدوث ذلك.وليس كل ما يتمنى المرء يدركه .
عاشرا /آفة الحقد والحسد المستشرية فى جل الأوساط السودانية وأثرها المباشر على تعويق اى إنجاز وطنى يصنعه الغير .
• فكيف الخروج من هذا المأزق الوطنى الذى تزداد خطورته كل يوم قبل أن يصبح عصيا على الحل ، فتأخير كل يوم يعقد الأمور لشهور ويزيد أمد الحرب لسنوات .
•ولأجل هذا الوطن المنكوب، والشعب المغلوب ، و إستنهاضا لشيم الخير فى ابناء الوطن بكل الانتماءات والتوجهات والجهات وتحقيقا لمبدأ الصدق مع الذات يجب إمتثال الجميع لقيم الدين الحق والوطنية المتجردة التى تحض على الصدق و الحلم و الإيثار وتقديم التنازلات الكبرى نحو سيادة روح الحقيقة والمصالحة للخروج من المأزق .
•و إعلاء روح القيم الكريمة لأجل منع تمزق الوطن ونشوب حروب أهلية لا تبقى ولا تزر مؤشرات حدوثها واضحة ومنع تدخلات أجنبية بدأت تطل ملامحها يسعى إليها الكثيرين ، بدون محاذير أو كوابح فى دوامة البحث عن مخرج .
• يقول البرت إينشتاين :- ( لايمكننا حل المشكلة بنفس طريقة التفكير التى استخدمناها عندما نشأت المشكلة) • وفى طريقنا للبحث عن الحلول يمكننا أن نقول :-
ليس الحل عصى ..
لو كان الفكر سخى
وضوء الحق يضيء
دروب تاهت فى الظلمات
من وطأة حب الذات
سيعود الوطن و ضىء
لينعم بالخيرات
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وعدت يا "عيد"
ها هو عيد الفطر المبارك وقد هلت أيامه علينا، بعد أن أعاننا الله على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والطاعات، وأعاده علينا بالخير والبركة والأمان.
فى الأسبوع الأخير والأيام القليلة قبل العيد لاحظنا حركة كبيرة فى الأسواق سواء فى محال الملابس الجاهزة وذلك لشراء ملابس العيد، وفى محال الحلويات لشراء لوازم الاحتفال بالعيد من كعك وبسكويت وخلافه.
حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار خلال هذه الايام لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يرد البضاعة فليتحمل ثمنها أو يتركها لمشتر آخر، وهو ما أدى إلى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثيرون منهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم، الأمر الذى يضطرهم للبحث عن البدائل الأوفر والأرخص..
ويرتبط عيد الفطر المبارك، الذى نعيش أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة إلى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.
هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين..
الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذى تضاعف سعره هذا العام وحتى الأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفى بكميات بسيطة للغاية حتى لا يحرم أطفاله منها، والبعض لجأ إلى تصنيعه فى المنزل توفيرا للنفقات، أما بالنسبة للملابس فتلك مشكلة أخرى، حيث بلغت أسعارها حتى فى المناطق الشعبية أرقاما مبالغا فيها.
الملاحظ هذا العام هو تزايد الحركة على بائعي ملابس "البالة" المنتشرة فى بعض الشوارع وخاصة فى منطقة وكالة البلح والشوارع المحيطة فى شارع الجلاء ومنطقة الإسعاف، وكذا فى كثير من شوارع المناطق الشعبية، وذلك نظرا لوجود فرق واضح فى الأسعار مقارنة بمحلات الملابس الجاهزة، والتى تعرض قطعا من الملابس يتجاوز متوسط سعرها الالف جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمعظم الأسر.
أما بالنسبة لأماكن المتنزهات التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، فأصبحت قليلة ولا تكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقته فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ما ينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.
حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع الكراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق عليهم، الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع لعمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، وكل عام وأنتم بخير.