المؤلف: دكتور عبد الله الفكي البشير- عدد فصول الكتاب: سبعة فصول- عدد الصفحات: (664)، الناشر ط1: دار باركود للنشر والتوزيع، الخرطوم، 2021، ويجري العمل حالياً لنشر ط2، عن دار الموسوعة الصغيرة للطباعة والنشر والتوزيع، جوبا، 2024

بقلم سمية أمين صديق

المحـــاور
عن مؤلف الكتاب
مدخل
الحوار حول أطروحة المركز والهامش
مفهوم التهميش عند الأستاذ محمود محمد طه
التوجه العربي للسودان وتعميق التهميش وتعزيز الإقصاء
الأمة الأفريقية والدعوة لانسحاب السودان من جامعة الدول العربية
الحزب الجمهوري والعلاقات بين السودان ومصر
جنوب السودان والتاريخ الطويل من التهميش
محمود محمد طه هو السجين الأول والوحيد من أجل جنوب السودان
التنقيب عما بعد التاريخ المعلن: ملاحظات حول كتاب الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان
قضايا التعدد الثقافي ونظام الحكم والمعرفة الاستعمارية واستمرار التهميش
الموقف من مؤتمر البجة/ البجا، أكتوبر 1958
تجليات ضعف الانفتاح على الأرشيف القومي عند المثقفين: الدكتور مجدي الجزولي نموذجاً
الدستور وقضايا التهميش
المرأة أكبر من هُمش في الأرض

تجليات ضعف الانفتاح على الأرشيف القومي عند المثقفين: الدكتور مجدي الجزولي نموذجاً
عبدالله الفكي البشير: "لا تستقيم دراسة التاريخ والشأن الوطني بالخيال وباطمئنان المثقف إلى سقفه المعرفي"

كتب عبدالله، قائلاً: إن استنتاج مجدي الجزولي، والذي أوردناه في الحلقة السابقة، "غير صحيح البتة، وفيه جرأة زائدة وخلاصات ظالمة لنفسها ولكاتبها وللقراء وللتاريخ".

وأضاف عبدالله، قائلاً: ففي الوقت الذي يقول فيه مجدي الجزولي في دراسته: "عاش الأستاذ محمود في عالم غير عالم مؤتمر البجا"، نجد أن محمود محمد طه كان من أوائل الذين كتبوا في الصحف السودانية عن مؤتمر البجة، إن لم يكن أولهم. فقد عقد المؤتمر بمدينة بورتسودان، خلال الفترة ما بين 11- 13 أكتوبر 1958، ونشر محمود محمد طه أولى مقالاته في 18 أكتوبر 1958، بصحيفة أنباء السودان، كما ورد في الحلقة السابقة.

الكتابة عن مؤتمر البجة تدفع بعض أعضائه ليكونوا جمهوريين

ذكر الدكتور عبدالله بأن الأستاذ محمود محمد طه استمر يكتب عن حقوق أهل الأقاليم، والمستضعفين والمهمشين، لا سيما مؤتمر البجة، ويدعو للتعاطي مع مشاكل أقاليم السودان المختلفة "بالذكاء وقوة التخيل" لطبيعة المشاكل والاختلافات الثقافية والدينية واللغوية. وأشار عبدالله إلى كتابات الأستاذ محمود عن مؤتمر البجة لفتت انتباه الكثير من أبناء مؤتمر البجة إلى طرح محمود محمد طه، وإلى الفهم الجديد للإسلام الذي يدعو له، وإلى تلاميذه الإخوان الجمهوريين، فأصبح بعض منهم جمهوريين. وقد أشار عبدالله لنماذج منهم، ومن بين هؤلاء على سبيل المثال، لا الحصر، محمد أدروب أوهاج (1942- 2013). وكتب عبدالله قائلاً: حكى لي محمد الفضل أحمد الطاهر بكر، وهو من الإخوان الجمهوريين، قائلاً: "الأخ الأستاذ الدكتور محمد أدروب اوهاج كان عضواً في مؤتمر البجا ومن الفاعلين والمؤثرين في مجتمع شرق السودان يحكى عن الأسباب والمؤثرات التي ساهمت في التزامه للفكرة الجمهورية كتابة الأستاذ محمود عن مؤتمر البجا وهي ليست عنصرية والعنصرية مرفوضة لكنها مناطقية تقع فى حيز الحكم الفدرالي. والحكم الفدرالي أول من نادى به الأستاذ محمود ومنصوص عليه في كتاب اسس دستور السودان الصادر عام 1955" .
والحق أن ما أورده عبدالله عن موقف الأستاذ محمود محمد طه من مؤتمر البجة/ البجا، يدحض وينسف ما جاء به مجدي الجزولي. وقد ذكر عبدالله بأنه عندما نشر الدكتور مجدي مقاله، وقبل أن يصدر المقال في كتاب، قرأ عبدالله المقال، وعلم بنية مجدي بنشر المقال في كتاب، قام عبدالله بإرسال رسالة خاصة لمجدي، أوضح فيها أن المقال "اشتمل على معلومات غير صحيحة، وأخبار غير سليمة، وقدم تحليلاً وخرج بنتائج تحتاج منك إلى إعادة نظر"، وأِشار عبدالله في رسالته لـ (13) نقطة تحتاج من مجدي لمراجعة وتصحيح، وأورد له عبدالله النصوص التي تؤكد صحة حديثه مع المصادر والمراجع. رد الدكتور مجدي الجزولي على عبدالله فوعد "بأن الملاحظات ستجد منه الاهتمام". غير أن عبدالله كتب، قائلاً: "لكن للأسف حينما صدر الكتاب لم تجد تلك الملاحظات اهتماماً من مجدي، برغم وعده بأنها ستجد منه كل اهتمام، فلم يراجع المقال، ولم يصوب شيئاً، ولم يُقوِّم النص كما أشار في رسالته. وظلت النقاط الثلاثة عشرة، التي لفت انتباهه إليها، كما هي". وأضاف عبدالله، قائلاً: "لم يكن مجدي محقاً فيما ذهب إليه. بل مثَّل كتاب مجدي، في تقديري، نموذجاً ناصعاً، كما هو حال معظم الدراسات السودانية، في ضعف الانفتاح على الأرشيف القومي السوداني. فقد حمل الكتاب معلومات خاطئة، وقدم تحليلاً قاصراً، فجاءت خلاصاته غير صحيحة البتة، ومضللة كذلك"
وختم عبدالله هذا المحور الذي خصصه لنقد ما كتبه الدكتور مجدي الجزولي، قائلاً: "والحق أن كتاب مجدي الجزولي، ومثله كثير في الدراسات السودانية، يمثل إسهاماً في التضليل وتعميق التهميش، أكثر من كونه إسهاماً في تنمية الوعي. ومن هنا يمكننا أن ندرك كيف أن التهميش يتراكم بسبب ضعف انتاج المثقفين وعدم جودة خدمتهم، إلى جانب غياب النقد، وعدم الاحتفاء به".

الفصل السادس: الدستور وقضايا التهميش

يري دكتور عبد الله أن موضوع وضع الدستور الدائم مثل أكبر تحدي للقادة في السودان، منذ الاستقلال وحتى اليوم. كما ظلت الدساتير المعمول بها منذ العام 1951 وحتى اليوم ثمانية دساتير إلى جانب سلسلة من المراسيم والأوامر الدستورية، وعند فحصها، تؤكد بجلاء على أن السودان، كان، ولا يزال بيئة خصبة للتهميش ولممارسته والشعور به. وظلت كذلك تلك الدساتير، إلى جانب عوامل أخرى، تحمل في داخلها بذور أسباب انفصال جنوب السودان، واستمرار الصراع في السودان، وتمدد مناخ التشظي فيه. فعلى الرغم من التنوع الثقافي نادر المثيل الذي حُظي به السودان، فإنه واستناداً على الدستور منذ الاستقلال، فإن غير المسلم، ظل مواطناً من الدرجة الثانية، وأن اللغات المحلية، التي بلغت المئات، لم تجد الاعتراف الدستوري، ناهيك عن أن تكون لغة تعليم في أيِّ مرحلة من المراحل التعليمية. فالتهميش إذن أمر يدل عليه دستور السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم، قبل النظر في المظالم الأخرى التي نتجت عن قضايا التنمية وشؤون الحكم واقتسام السلطة والثروة، وغيرها، فهناك الكثير من الثقافات والجماعات في السودان التي لم يعبر الدستور عن تطلعاتها وآمالها. فإذا كان الدستور، كما يقول محمود محمد طه، هو عبارة عن صياغة أمل الأمة، وهو أمل كل الشعب، أقليته وأغلبيته، وأن الحديث عن الدستور يعني الحديث عن الديموقراطية، حيث الديموقراطية هي فرص التساوي بين المواطنين من حيث هم مواطنون، فإن آمال بعض الجماعات وتطلعاتها لم تضمن في الدستور. كما إن الدستور في جملته، كما ورد في قول محمود محمد طه، عبارة عن المثل الأعلى للأمة، موضوعاً في صياغة قانونية، تحاول تلك الأمة أن تحققه في واقعها بجهازها الحكومي، بخطط عملية يقوم برسمها التشريع والتعليم، ويقوم بتنفيذها الإدارة والقضاء والرأي العام. والدستور يجب أن يحقق الحقوق الأساسية التي هي حق الحياة وحق الحرية وما يتفرع عليهما. لم تحقق الدساتير فرص التساوي بين المواطنين من حيث هم مواطنون، فكانت الدساتير نفسها تكريساً للتهميش والإقصاء. هذا بالإضافة إلى ما تعرَّضت له هذه الدساتير من امتهان واحتقار، من الحاكمين، لخدمة مصالح ضيقة، في مراحل مختلفة.
كما غطي هذا الفصل:
1/ موقف الأستاذ محمود من دساتير السودان منذ العام 1951 وحتى يوم تجسيده لمعارفه في صبيحة في صبيحة يوم 18 يناير 1985؟
2/ دعوة الأستاذ محمود محمد طه إلى الدستور الإنساني والعمل من أجله، وموقفه من دساتير السودان منذ عام 1951 وحتى 18 يناير 1985، والموقف من الدستور الإسلامي الذي طُرح في السودان، والموقف من الدستور العلماني.

الفصل السابع: المرأة أكبر من هُمش في الأرض
محمود محمد طه: "المرأة، وهي أكبر من استضعف في الأرض، عبر التاريخ، لا فرصة لها في النصفة إلا يوم تقوم شريعة الإنسان، على أنقاض شريعة الغابة "

عن موضوع المرأة عند الأستاذ محمود محمد طه، يري المؤلف من بحثه ودراسته لدعوة الأستاذ محمود: الفهم الجديد للإسلام، أن موضوع المرأة ظل يشغل مكانة خاصة وموضوعاً مركزياً وموضعاً لانشغال الأستاذ محمود محمد طه المستمر ويأتي في أول أولوياته، كما ظل منحازاً فيه، على الدوام، إلى جانب المرأة وبلا حياد. ومن أقوال الأستاذ محمود في هذا الموضوع كما رصد دكتور عبد الله "أمران اثنان أنا لست فيهما بالمحايد المرأة والسودان"

العمل من أجل إغاثة الملهوف ونصرة المهضوم والمظلوم والمهمش

يقول المؤلف: "عندما أعلن محمود محمد طه عن مشروعه: الفهم الجديد للإسلام، في 30 نوفمبر 1951، وأخذ يفصل فيه ويبشر به، قال إن هذا المشروع ما جاء إلا من أجل نصرة المستضعفين، والمرأة هي أكبر من استضعف في الأرض". ولذا يري دكتور عبد الله أن المشروع هذا أصله دعوة للمرأة قبل الرجل كما قال عنه صاحبه، لأنه هو دعوة للمستضعفين في الأرض. وعندما صدر كتاب: محمود محمد طه يدعو إلى تطوير شريعة الأحوال الشخصية، عام 1971، وهو كتاب يعتبره المؤلف كتاب جديد في بابه لأنه يتناول الشريعة السلفية بالتطوير، الأمر الذي يحقق تحرير المرأة وتكريمها برفع الظلم والتهميش عنها ، وقد جاء إهداء الكتاب مخاطباً أولاً النساء: "إلى أكبر من استضعف في الأرض ، ولايزال.. إلى النساء.. ثم إلى سواد الرجال، وإلى الأطفال.. بشراكم اليوم !! فإن موعود الله قد أظلّكم ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ في ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ) . ويضيف دكتور عبد الله أنه وبعد صدور الكتاب خاطب الأستاذ محمود محمد طه تلاميذه وتلميذاته، "مبيناً لهم بأن اهتمامهم بمسألة الأحوال الشخصية يجب أن لا يعتبرونها شريعة لتنظيم المجتمع ، وإنما هي في الحقيقة نصرة لمظلوم هو المرأة، فقد النصير، صائح في البيداء انقطع عنه النصير" وأحب الأعمال إلى الله إغاثة الملهوف "وأضاف قائلاً: "أنا بفتكر عملكم في هذا الجانب هو في الحقيقة عمل في أساس نصرة المهضوم و المظلوم، وهذا الدين ربنا وعد به هكذا ، (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ) وأكثر المستضعفين في الأرض النساء. كان الأطفال مستضعفين، وكان الرقيق مستضعف، وكان العمال مستضعفين، وكان الفلاحون مستضعفين، لكن هؤلاء كلهم قامت نصرتهم.. المرأة لغاية الآن نصيرها ضدها ".
ويقول دكتور عبد الله إن موضوع المرأة، كما يراه الأستاذ محمود محمد طه، هو أخطر شئون الأرض على الإطلاق، فالمرأة في الأرض، عند الاستاذ محمود محمد طه، كالقلب من الجسد. لهذا وجدت المرأة في مشروعه، الفهم الجديد للإسلام، مكانة، لم تبلغها في أي طرح فكري إسلامي أو غير إسلامي. (وقد فصل دكتور عبد الله ذلك في كتابه هذا) ويخبرنا المؤلف بأن الأستاذ محمود محمد طه قد تناول موضوع المرأة في الكثير من الكتب والمحاضرات والمناشير والبيانات والجلسات التربوية. كذلك قدم المؤلف في هذا الفصل من الكتاب موجزاً مختصراً مع الإشارة لبعض المصادر التي تخاطب موضوع المرأة، كما تناول ثلاثة موضوعات دارت حولها بعض النقاشات وتناولها بعض النقاد، وهي: موقف الأستاذ محمود محمد طه من عادة الخفاض الفرعوني، وموضوع إبقاء النسب في عقد الزواج، عند الأستاذ محمود محمد طه، وموضوع "المرأة مكانها البيت " كما ورد عند الأستاذ محمود محمد طه.

المرأة والظلم الموروث من الحقب السوالف من التاريخ البشري: شريعة الغابة

يري دكتور عبد الله بأن الأستاذ محمود محمد طه قد أرجع خضوع المرأة للرجل إلى مخلفات الماضي، حيث عوامل التاريخ الموروث من سوالف الحقب، فهو يرى أن المجتمع القائم على المنافسة في منادح الكسب وعلى المناجزة في مسالك الحياة، يجعل المرأة تخضع للرجل وتبيعه نفسها بيع السوام مقابل أن يغذيها وأن يحميها . فقد نشأ المجتمع البشري في الغابة، وورث مخلفاته وهي مخلفات لا يزال يعيش أخرياته ."والقاعدة العامة فيها أن القوة تصنع الحق، فللقوي حق طبيعي على الضعيف.. يستحقه لمجرد قوته.. و يتقاضاه بقواه .. فالقوة تصنع الحق. كانت شريعة الغابة تمارس، في السلم، بالقوانين العنيفة.. وفي الحرب بحد السلاح" . ويُرجع سبب العنف الغاشم ذلك إلى البيئة الطبيعية التي دفعت الإنسان إلى الحرص وحب الجمع والادخار والإكثار من الطعام ، الأمر الذي أدي للحروب والمغامرات .ويحدثنا الدكتور عبد الله أن : "الفضيلة في المجتمع البشري كما يقول محمود محمد طه، في المكان الاول، فضيلة جسدية، قوة الساعد، وقوة الاحتمال، والمقدرة على الانتصار في مأزق الحرب … فالفضائل، كما يقول الأستاذ محمود محمد طه، تختلف اختلافاً كبيراً من مجتمع إلى آخر، فما هي فضيلة في مجتمع بعينه قد لا تكون فضيلة في مجتمع آخر، فكأن المرأة لمكان ضعفها الجسدي وضعفها الوظيفي، في معترك الفضيلة فيه، في أغلب الأحيان لقوة الساعد وبفرصة الخلو من الموانع التي تعوق الكدح والسعي، أصبحت محتاجة لمن يغذيها ويحميها، فقد اضطرت فدفعت قسطاً كبيراً من حريتها ثمناً تحرز به حمايتها وغذائها". وصف المؤلف وضع المرأة في ذلك الزمان قبل أن تشرق شمس الإسلام في الجزيرة العربية حيث كانت الأنثى تُعامل شر معاملة وكان التخلص منها مكرمة من المكارم وكانت من أجل ذلك، توأد، وترجع عادة الوأد لسببين أو لأحدهما "خوف جلب العار، أو الخوف من المضايقة في الرزق". ويبين لنا المؤلف وضع المرأة في المجتمع الجاهلي، فقد "كانت معاملتها تعامل كرقيق مملوك أظهر صيغ معاملتها.. وكان التعدد في الزواج غير مقيد العدد، إذ كان الجاهليون يتزوجون العشر.. والعشرون زوجة.. يستغلون النساء، يستولدونهن، ويستخدمونهن في بعض أعمالهم.. وهم عن طريق الزواج يستخدمون الرق …ولا تزال صور بشعة، من هذا الاسترقاق عن طريق الزواج، تمارس في المجتمعات المتخلفة المعاصرة". يُرجع الأستاذ محمود محمد طه مسألة أسباب التسلط على المرأة إلى الملكية، والاسترقاق والموروث من الحقب السوالف في التاريخ البشري.

الإسلام يرث أوضاعاً بشعة تعامل فيها الأنثى شر معاملة

يأخذنا دكتور عبد الله إلى فجر الإسلام في مجتمع الجزيرة العربية الجاهلي: "عندما أشرقت شمس الإسلام في الجزيرة العربية وجد المرأة مسلوبة حتى من حق الحياة ، ووجد العرب في الجاهلية يعاملون الأنثى شر معاملة، فجاء ، كما يقول محمود محمد طه، بتقريعهم على هذا الصنيع الشنيع، ، قال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} و كذلك قوله تعإلى :( وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ * بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ *) كما ورث الإسلام صوراً مختلفة من الأوضاع البشعة التي كانت تجري في مجتمع الجاهلية، فحسم المُشتط منها حسماً . ولكنه لم يكن ليتخلص من سائرها، فينهض بالمرأة إلى المستوي الذي يريده لها في أصوله و ما ينبغي له أن يتخلص، وما يستطيع.. ذلك بأن حكمة التشريع، التدرج، كما يري الأستاذ محمود محمد طه، فإن المجتمعات لا تقفز عبر الفضاء و إنما تتطور تطوراً و ئيداً وعلى مكث.. فكان لزاماً على التشريع أن يأخذ في اعتباره طاقة المجتمع على التطور، وحاجته الراهنة فيجدد القديم ويرسم خط تطوره ويحفز المجتمع على السير في المراقي، وقد كان هذا ما فعله التشريع الإسلام.. فنرى أنه قد احتفظ بتعدد الزوجات ولكنه حصر ذلك في أربع زوجات "وقد راعى في ذلك أمرين حكمين هما إعزاز المرأة وحكم الوقت". كما نري أنه أشرك الأنثى في الميراث ولكنه جعلها على النصف من الرجل، وادخلها في الشهادة ولكنه جعلها على النصف من الرجل وذلك تشريع حكيم في وقته؟ لأن المرأة كانت ضعيفة الشخصية، والذاكرة نسبة لقلة تجاربها وخبرتها.
كانت هذه الشريعة، كما يقول الأستاذ محمود محمد طه، عادلة وحكيمة، إذا أُعتبر حكم الوقت، ولكن "يجب أن يكون واضحاً، فإنها ليست الكلمة الأخيرة للدين.. و إنما هي تنظيم للمرحلة ، يتهيأ بها ، وخلال وقتها ، المجتمع ، برجاله ونسائه ، لدخول عهد شريعة الإنسان، ويتخلص من عقابيل شريعة الغابة خلاصاً يكاد يكون تاماً.. و يومئذ تعامل المرأة في المجتمع، كإنسان.. لا كأنثى.. ذلك هو يوم عزها المدخر لها في أصول الدين "

وضع المرأة في الشريعة الإسلامية

يقول دكتور عبد الله لقد ظلت الشريعة الإسلامية التي بين أيدينا والقائمة على آيات الفروع (الآيات المدنية)، وهي شريعة الرسالة الأولى كما يري الأستاذ محمود محمد طه متأثرة، في حكمةٍ برواسب الماضي، الذي كان عليه المجتمع الجاهلي حيث كانت المرأة لا تملك حق الحياة، دعك عن حق الحرية، والمساواة. فحظ المرأة في الشريعة الإسلامية، كما يري الأستاذ محمود محمد طه، ظل مبخوساً بينما حظها في القرآن مساوي لحظ الرجل. فالمرأة في الشريعة الإسلامية كما يقول: "على النصف من الرجل في الشهادة، وهي على النصف منه في الميراث وهي على الربع منه في الزواج وهي دونه في ساير الأمور الدينية والدنيوية " كما شرح دكتور عبد الله أن على المرأة الخضوع للرجل، أباً وأخاً وزوجاً. وفي هذا تهميش مقنن ظل يُمارس على طول المدى على المرأة وهو يصب في صالح الرجل، أياً كان المستوى الأخلاقي والتعليمي والثقافي لذلك الرجل. فالرجل والمرأة تحكمهما آية القوامة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
ويجي تسبيب ذلك وشرحه، الرجال قوامون على النساء، يعني أوصياء، متسلطون لهم علىهن حق الطاعة والسبب يعود إلى (بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم) ويقول المؤلف أن هذه الفضيلة هي فضيلة جسدية، فقوة العضل هي الفضيلة في ذاك الوقت (القرن السابع) وكذلك فرص الرجل في العمل خارج المنزل والكسب في ذلك الوقت هي السائدة ، أما المرأة فمكانها البيت.. كل ذلك كان حكيماً كل الحكمة كما يقول الأستاذ محمود محمد طه عندما جاء في وقته في القرن السابع. كما أنه يقول إنه ذلك التشريع والوضع لم يكن ظلماً وإنما هو عدل، ولكنه العدل الذي يناسب القاصر، هو العدل الذي يبرره حكم الوقت". فقد كانت المرأة في القرن السابع قاصرة عن شأو الرجل، و ليس القصور ضربة لازب علىها ، و إنما هو مرحلة تقطع مع الزمن والصيرورة إلى الرشد حتماً ، مقضي بحتمية ملاقاة الله : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ). ويوضح أن "ملاقاة الله لا تكون بقطع المسافات وإنما هي بتقريب صفات العبد من صفات الرب "ا والإنسان الوارد ذكره هنا مقصود بها الرجل والمرأة، وليس الخطاب للرجل وحدة. ويوضح المؤلف أن للقرن السابع (حكم وقت) هو الذي جعل العدل بين الرجال والنساء على الصورة التي جاءت بها شريعة الله، وللقرن العشرين (حكم وقت) يجعل صورة العدل في القرن السابع ظلماً يبرأ الله منه. وتنتقل صورة العدل إلى المستوى الجديد الذي ضمنه دين الله، حين قصرت عنه شريعة الله نزولاً على مقتضى الحكمة التي أقام الله علىها (حكم الوقت) فالشريعة الحاضرة حكيمة إذا ما وضعت في موضعها من حكم وقتها، كما يري الأستاذ محمود محمد طه، فهي في غاية الانضباط، والحكمة، والعدل، والسماحة…وهي قد حررت المرأة، يومئذ تحريراً كبيراً. فأخرجتها من الوأد وهي حية واستردت لها حق الحياة المسلوب منها وقفزتها قفزة حكيمة وجريئة في آن معاً. ويبين كذلك أن النقص لا يظهر في تشريع شريعة القرن السابع إلا إذا ما نُقلت من وقتها، وجيء بها من التاريخ لوقتنا الراهن، وطُلب إليها أن تستوعب طاقات المرأة المعاصرة، لتنظم حقوقها وتحل مشاكلها.. ولكن لن يكون النقص، حينئذ ٍ هو نقص الشريعة، وإنما هو نقص هذه العقول التي تنقلها من بيئتها إلى بيئة لم تشرع لها بدعوي أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان.
نلتقي في الحلقة القادمة.

 

abdallaelbashir@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشریعة الإسلامیة القرن السابع موضوع المرأة على النصف من السودان من فی المجتمع فی السودان المرأة فی حق الحیاة حکم الوقت کما یقول عن مؤتمر فی مجتمع فی الأرض فضیلة فی إلى جانب أکبر من فی کتاب فی هذا لها فی لم یکن من أجل

إقرأ أيضاً:

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «6-13»

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «6-13»

قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024 (6-13)

بقلم سمية أمين صديق

إهداء المؤلف لكتابه:

“إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)”. المؤلف

نلتقي اليوم مع الحلقة السادسة من قراءتنا في كتاب الدكتور عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام، قدم عبد الله في كتابه فصلاً بعنوان: “بعض ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين”، كما وردت الإشارة لطرف منه في الحلقات السابقة. كان الفصل بمثابة إجابات عن أسئلة وردت للمؤلف في ندوات ومحاضرات، كانت في تونس والجزائر والمغرب والعراق ولبنان، وألمانيا، وغيرها.يقول المؤلف: كان آخر تلك الأسئلة في الجزائر خلال شهر يونيو 2023. لقد كنت مشاركاً في ندوة دولية بمدينة وهران، الجزائر، بعنوان: الإنتاج المعرفي للمؤسسات الدينية في شمال إفريقيا: الرهان ومتطلبات الواقع المعاصر، وقد قدمت فيها ورقة، كانت بعنوان: “إنتاج المعرفة الدينية في السودان وموقف مؤسساتها من تجديد الخطاب الديني: الفهم الجديد للإسلام نموذجاً”، فجاء السؤال بعد تقديمي للورقة، من أستاذة جامعية، على النحو الآتي: ما الذي يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين؟ وتضمنت إجابتي عن هذا السؤال، رداً على ثلاثة أسئلة، تقول: ما هو مصدر معرفة محمود محمد طه؟ وكيف بدأ محمود محمد طه؟ وإن كان قد وصل حتى قال له النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “ها أنت وربك”، فكيف وصل إلى الله؟وكيف يكون اتقان السير وراء النبي لتصل إلى الله؟ وكيف علمه الله من حقائق دينه؟ وقد فصَّل عبد الله في الإجابة عن هذه الأسئلة في كتابه. لكن السؤال الذي تكرر على المؤلف، كما أوضح، وقد أعدته عليه حينما لاحظت حديثه عن المفكرين، وقوله المفكر محمود محمد طه، هو لماذا يستخدم الدكتور عبد الله الفكي البشير تعبير المفكر محمود محمد طه؟ وأحياناً المبشر محمود محمد طه؟ هل يستخدم عبد الله هذه التعابير بناءً على ما جاء في الفهم الجديد للإسلام؟ أم هو تقدير من عنده؟ ولماذا المفكر؟ أفادني عبدالله بأن السؤال عن لماذا استخدم مفردة المفكر؟ ليس بجديد، فقد تكرر من بعض الإخوان الجمهوريين والأخوات الجمهوريات، ومنهم من عبَّر عن امتعاضه، وعدم رضاه لاستخدامي تعبير المفكر محمود محمد طه،لهذا، والحديث لعبد الله، سأجيب عن هذا السؤال بتفصيل في مقال سأنشره خلال يوم الجمعة (21 فبراير 2025) أو اليوم التالي، حتى تعم الفائدة، خاصة لمن نقد أو من يريد أن ينقد، وحتى يكون النقد بعلم وفكر. وأضاف، عبد الله، قائلاً: “وحتى نتذكر جميعا، قول الأستاذ محمود بأن النقد مطلوب، ولكن يجب أن يستوفي شروط النقد، وهي: الصدق في النقد، والعلم بما ننقده، والمسؤولية عما ننقده”. (انتهى). سنبقي في انتظار مقال الدكتور عبد الله الفكي البشير حتى تضح الصورة.

تتناول حلقة اليوم عدة محاور كما جاءت في الكتاب، ولكن تناولي لها سيكون بايجاز شديد، والمحاور هي: تربية التلاميذ وتكوين المجتمع الجمهوري، وإعداد الدعاة الجدد (الإخوان الجمهوريون والأخوات الجمهوريات)، وما هي أساليب الدعوة؟ أركان النقاش باعتبارها إحدى آليات الدعوة في الفهم الجديد للإسلام، ما هو مفهوم أركان النقاش عند الجمهوريين؟ ومتى كانت بداية نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم- صحيفة عطارد 1965؟ وكيف تطور نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم- صحيفة الفكر (1967)؟ وما هي قصة تسمية الحوار بركن نقاش في فضاء جامعة الخرطوم- 1972؟ ومتى كانت البداية الفعلية لأركان النقاش بمكان وزمان معلومين في جامعة الخرطوم (1974)؟ والسؤال السابق لكل هذه الأسئلة، متى ظهر مصطلح أركان النقاش، لأول مرة، في فضاء الفكر الجمهوري؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة فصلها عبد الله في كتابه، ولكني هنا أقدم إضاءات وإشارات موجزة.

تربية التلاميذ وتكوين المجتمع الجمهوري

لقد فصَّل عبدالله عن هذا المحور استناداً على قول الأستاذ محمود محمد طه للأستاذ عصام عبد الرحمن البوشي، في خطاب أرسله له يوم18 يناير 1970، حيث كتب الأستاذ محمود في خطابه لعصام، قائلاً: “إن تربية واحد من الإخوان أعود بالخير والبركة وأدل على صدق الدعوة من عشرات المؤلفات العرفانية، فالحياة أصدق من العلم”.

إعداد الدعاة الجدد و أساليب الدعوة-أركان النقاش

لقد أورد المؤلف مقتطفات من حديث للأستاذ محمود محمد طه ومن المُستحسن نقلها كما وردت :” الفكرة الجمهورية فكرة سودانية من حيث الوطن، و هي فكرة أصيلة لا ضريب لها في الفكر الإسلامي عبر تاريخ الإسلام الطويل.. ولها، إلى ذلك تاريخها، و إنجازها، في تربية شبان وشابات، يجري الآن على أيديهم دور عظيم، و فريد، في تاريخنا المعاصر..دور نشر الوعي الإسلامي بين جماهير شعبنا عن طريق الحوار المفتوح، و الموضوعي، والأمين، والشجاع، في منابر حرة، تُقام في الميادين العامة، في المدن المختلفة، وفي الجامعة”. ويقول عبدالله :(ظل محمود محمد طه هو الداعية لمشروعه الفكري منذ إعلانه في العام 1951، وهو المسؤول عن كل نشاط وعمل. وكان لا يقول ولا يدعو لشيء، إلا يكون قد عاشه. وعنده دعوة النفس أولاً ثم دعوة الآخرين.) وعن الدور الذي قام به تلاميذ وتلميذات الأستاذ محمود محمد طه في التعريف بمشروع الفهم الجديد للإسلام/الفكر الجمهوري، و في مناصرته و الدفاع عما لحق به من تحريف وتضليل من قِبل المعارضين، يقول عبد الله: (إن دورهم مر بمراحل مختلفة، ففي البدء كانوا تلاميذاً، و ليسوا دعاة، ثم سمح لهم محمود محمد طه، فيما بعد، بأن يدعوا و يبشروا بالمشروع. و قد بدأت المرحلة الأولى في العام 1960، ولم يكن الإذن شاملاً لجميع الإخوان  الجمهوريين و الأخوات الجمهوريات. ويقول عبدالله:(تحدث إبراهيم يوسف فضل الله، وهو كبير الإخوان الجمهوريين اليوم، قائلاً: في العام 1960 رفض البوليس إقامة ندوة للأستاذ محمود محمد طه في النادي، فنقلها أستاذ أمين صديق ( 1911– 1980)، لمنزله، وهو موظف حكومي. فعلَّق مدير البوليس قائلاً :”أيه الفائدة نمنع الندوات من الأندية و أمين ينقلها إلى منزل الحكومة..فقال أمين: دعوه يسألني حتي أبين له أن بيوت الحكومة تُداس فيها الفضيلة”.ويقول عبدالله، أضاف إبراهيم يوسف قائلاً:” على إثر ذلك قال الأستاذ محمود :”آن للدعوة أن يكون لها آكثر من داعية”. وأضاف عبدالله، قائلاً: “علق إبراهيم يوسف فضل الله على كلمة محمود محمد طه، قائلاً: (كأنما أذن الأستاذ محمود محمد طه لتلاميذه بالحديث”. ويضيف  عبدالله موضحاً، بالقول: و لاحقاً، خاصة بعد عام 1968 أذن محمود محمد طه لتلاميذه بحمل الدعوة وبالحديث و بكتابة الكتب تحت إشرافه المباشر .

كما أكد  عبّد الله بأن أبكار الجمهوريين، ظلوا يكتبون المقالات و ينشرونها في الصحف، ففي أربعينات القرن الماضي، كان الأستاذ أمين صديق، ونشر كذلك في بداية الستينات من القرن الماضي (1962). ومنذ بداية الخمسينات ظل أبكار الجمهوريين يكتبون المقالات و ينشرونها في الصحف منذ بدايةخمسينات القرن الماضي، ومنهم الأساتيذ: سعيد شايب، جعفر السوري، عبداللطيف عمر، وجلال الدين الهادي، وإبراهيم يوسف، وخوجلي محمد خوجلي، وأحمد إبراهيم مدني، وزادت كتابتهم للمقالات، خاصة بعد حادثة تكفير الطلبة الجمهوريين وفصلهم من المعهد العلمي عام 1960، وبداية حملة التشويه للفكرة الجمهورية. وتكثفت المقالات بعد انعقاد المحكمة المهزلة، محكمة الردة الأولى التي عُقدت في 18 نوفمبر 1968. وقد شارك عدد كبير من الإخوان والأخوات الجمهوريات، منهم على سبيل المقال، لا الحصر: الدكتورة بتول مختار محمد طه، والأستاذة أسماء محمود محمد طه، والأستاذ عصام عبد الرحمن البوشي، والأستاذ عوض الكريم موسى، والبروفيسور عبدالله النعيم، وغيرهم. وبين عبد الله:(لقد أذن محمود محمد طه لتلاميذه الإخوان الجمهوريين و الأخوات الجمهوريات، بحمل الدعوة و القيام بأمرها، بعد إعداد فكري دقيق، كان قوامه الجلسات التربوية العرفانية، و القراءة و المدارسة لكتاباته و أحاديثه، فضلاً عن شروط أخلاقية وفكرية صارمة، كلها تتمحور حول تجسيد حياة النبي عليه افضل الصلاة و أتم التسليم، و متنزلة من تعاليم الرسالة الثانية من الإسلام. وعندما أعلن محمود محمد طه عن الإذن بحمل الدعوة لجميع تلاميذه، الإخوان الجمهوريين، في”محتوى ما يذاع”.كتب الأستاذ محمود، قائلاً : جميع الإخوان قد أُذن لهم في حمل الدعوة علي شرطين  إثنين هما :

الشرط الأول: هو الوفاء بأدب الآية الكريمة (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).

الشرط الثاني: هو الوفاء بأدب الآية الكريمة :( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ). وفصل عبدالله فيما كتبه الأستاذ محمود محمد طه في “محتوى ما يذاع”.

كيفية بداية نشاط الإخوان الجمهوريين

يقول عبدالله: (بدأ نشاط الإخوان الجمهوريين في حمل الدعوة عبر الحديث في المنابر، وتنظيم حملات الكتب، وكتابة الكتب وغيرها..) وقد تتبع دكتور عبد الله ذلك النشاط بالتفصيل في كتابه.

متى بدأ نشاط الأخوات الجمهوريات؟

يقول عبد الله، بالإضافة لمشاركة الإخوان الجمهوريين والأخوات الجمهوريات في كتابة المقالات والبيانات في النصف الثاني من الستينات من القرن الماضي: (بدأ نشاط الأخوات الجمهوريات في الدعوة في بداية السبعينات من القرن الماضي، خاصة بعد قضية بورتسودان، وهي قضية كانت بين القضاة الشرعيين والفكر الجمهوري، خلال الفترة 26 أبريل 1974 وحتي 25 فبراير 1976.وتتبع المؤلف نشاطات الأخوان الجمهوريين والأخوات الجمهوريات التي شملت إصدارات الكتب،  ورصد  بداية إصدار الكتب من جانب الإخوان  الجمهوريين في العام 1973، وكان  أول كتاب بعنوان: أضواء على شريعة الأحوال الشخصية. كما أن أول كتاب مشترك بين الأخوات والإخوان الجمهوريين كان عام 1974، وكان عنوانه: الميزان بين محمود محمد طه و الأمانة العام للشئون الدينية، وقد كتبه كل من: بتول مختار محمد طه وإبراهيم مكي، و أسماء محمود محمد طه وعصام البوشي وعوض الكريم موسي. وكتبوا في المقدمه عن هدفهم من الكتاب قائلين: ” هذه مقدمة كتابنا الذي أخترنا له إسم :  الميزان بين محمود محمد طه و الأمانة العامة للشئون الدينية، هادفين من ورائه إلى كشف الاتجاهات الرجعية التي تسيطر على بعض الأجهزة الرسمية في بلادنا..”. وقد فصل عبدالله في ذلك.

دعاة لا وُعاظ:

“الناس يحدثوهم بسعة الرحمة الإلهية”

محمود محمد طه.

ذكر عبد الله، بأن الأستاذ محمود محمد طه، طالب تلاميذه في حمل الدعوة، إلى جانب الالتزام بشروط جاءت في “محتوى ما يذاع”، كما وردت الإشارة أعلاه، طالبهم بأن يكونوا دعاة وليس وعاظاً. وبين ما يميز الداعية عن الواعظ. وبين المؤلف في سرد جاذب (لمحة من يوم الأخ الجمهوري، و الأخت الجمهورية تحت إشراف الأستاذ محمود محمد طه، الذي حرص على تربيتهم على ممارسة ما يدعون إليه  من قيم، و معيشة اللحظة الحاضرة، منشغلاً بتجويد الواجب المباشر جهد الطاقة، ثم الرضا بالنتيجة أياً كانت، إذ أنها من الله… ، ويواصل المؤلف :( وقد كانت حركة الجمهوريين اليومية في الدعوة إلى فكرتهم تتم تحت أعين الأستاذ محمود محمد طه ووفقاً لإرشاده المتصل، في حركة يومية لاتفتر من الجلسات الصباحية و المسائية التي تعقد لتدارس المعاني السلوكية و العرفانية، ومن حلقات الإنشاد العرفاني، والذكر والقرآن، و من الندوات التي تُعقد في بيوت الأخوان الجمهوريين، فضلاً عن حركتهم الخارجية. وأورد المؤلف حديث لأحد كبار الجمهوريين:( يقول خالد الحاج عبد المحمود، وهو من كبار الإخوان الجمهوريين، كان الأستاذ محمود محمد طه يُوصي الجمهوريين والجمهوريات عندما يذهبون لحملات الدعوة و النشاطات المختلفة، قائلاً:”في النشاطات أنتم المقصودين”. و أضاف خالد قائلاً: و لهذا فإن النشاط كان في المقام الأول لتربية الجمهوريين، وفي المقام الثاني لتبليغ الناس”.  غطي عبد الله بسرد به بعض تفصيل مُختصر، لصور النشاط، و  أساليب متعددة  ومتنوعة، اتبعها الجمهوريون في نشر الدعوة منها: حملات الدعوة للريف، و أقاليم السودان المختلفة، وحملات الدعوة الخاصة بالمثقفين، وتنظيم المؤتمرات، و المعارض، و إقامة المحاضرات والمساجلات، وغيرها. وقد وعد  و بشر المؤلف عبد الله البشير ، بكتاب قادم له تحت الإعداد يتكون من عدة أجزاء عن أساليب الدعوة و آلياتها في الفكرة الجمهورية. إختار المؤلف إفراد بعض المساحة للحديث  ببعض إيجاز لألقاء الضوء، على نموذج  واحد  من أساليب الدعوة، وهو  أركان النقاش، وبين المؤلف بالقول :( وقد فرغنا من وضع مسودة كتاب عنها، و ما نقدمه هنا هو مُجتزأ يسير منه. )

يقول عبد الله البشير:( كانت أركان النقاش أكبر تجربة حوار ميداني مفتوح شهدها السودان، وقد ابتدعها الأخوان الجمهوريون، حسب علمي ودراستي للتطور الفكري والسياسي في السودان..) و وضح  المؤلف  أنه، يمكننا أن نلمح في أركان النقاش هذه، بعض الأمور والخصائص لتجارب سابقة، مثل “المدرسة المشائية” التي نشأت عام 335 ق.م. التي أسسها أرسطو (384 ق.م-322 ق.م)، و الذي أطلق عليه تلاميذه “المشاء”.

وكان الهدف من تجربة أركان النقاش هو تنمية وعي الشعب وخدمة التنوير. وتعني الحوار المفتوح في الطرقات والميادين و الأماكن العامة،وقد إتخذها الجمهوريون آلية من آليات التعريف بالفهم الجديد للإسلام و اتاحة الحوار حوله. وصف المؤلف في هذا الفصل ببعض التفصيل، فكرة ركن النقاش و هيئته وتكوينه و أدب الحوار فيه و إدارته وتنظيمه.

تاريخ مُصطلح أركان النقاش في فضاء الفكر الجمهوري:

يوضح المؤلف أن بداية أركان النقاش في جامعة الخرطوم من النشاطات التي دشنها الجمهوريون، في النصف الأول من سبعينات القرن الماضى، كما  وضح أن فكرة  ومُصطلح ، ركن النقاش لهما  بُعد عميق في فضاء الفكر الجمهوري يعود  إلى الخمسينات من القرن الماضي. ويقول عبد الله:( فقد أقام محمود محمد طه،  كما أوردت صحيفة أنباء السودان، في مايو 1958، “ركن نقاش”تحدث فيه عن الموقف السياسي الراهن في  الخارج والداخل، وذلك بدار الحِزب الجمهوري بمدينة مدني). أيضاً في إطار نشاط الحزب الجمهوري في الخمسينات  من القرن الماضى، والذي كان رئيسه  الأستاذ محمود محمد طه، أوردت صحيفة الاستقلال، بأن ذا النون جُبارة الطيب ( 1918- 1974) عضو الحزب الجمهوري، الذي أصبح في العام 1954 سكرتيراً للجان الفرعية بالحزب، أقام “ركن نِقاش” عن مُشكلة الجنوب، وذلك في 20  سبتمبر 1955، بنادي العمال بالخرطوم.

نجد أن مُصطلح أركان النقاش ظل حاضراً في نشاط الحزب الجمهوري، حتي تم بعث الفكرة من جديد، وبمعني أوسع و مستمر، بواسطة الدعاة الجدد، الإخوان الجمهوريون، في فضاء جامعة الخرطوم في سبعينات القرن الماضي. وتوسع عبد الله في التفصيل.

بداية نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم – صحيفة عطارد 1965

أوضح المؤلف أن  بداية نشاط الجمهوريين في الجامعات السودانية كان السبق فيه لجامعة الخرطوم وذلك في العام 1965، وتمثلت البداية، كما يروي لنا  عبد الله في سرده ورصده، في إصدار جريدة حائطية كانت باسم : عطارد. تعود فكرة جريدة عطارد الحائطية إلي الطريفي يُونس إبراهيم الذي التحق  طالباً بجامعة الخرطوم في العام 1963، و كان صديقاً للجمهوريين، ثم أصبح جمهورياً. ويقول عبد الله: (ففي عام 1965 طرح الطريفي على محمود محمد طه فكرة إصدار صحيفة حائطية ناطقة بإسم الجمهوريين في جامعة الخرطوم، و اقترح أن تكون باسم “عطارد”. وافق محمود محمد طه على اقتراح الطريفي، إصدار الصحيفة، كما وافق على اسمها.) صدرت الصحيفة باسم عطارد وكان شعارها “الحرية لنا ولسوانا” وكان يحرر الجريدة الطريفي وحده، وكان يقوم بتعليقها وحراستها.) و المُلفت للإنتباه  هنا ما نقله المؤلف عن الطريفي في مقابلته معه وهو تأكيد الطريفي أن الجريدة لم تتعرض لأي اعتداء أو إتلاف أو تمزيق. يواصل  عبد الله أن الطريفي ظل يحرر جريدة عطارد لوحدة، حتى وصل عدد كبير من الطلاب والطالبات الجمهوريين للجامعة، ومنهم علي سبيل المثال، لا الحصر بتول مختار محمد طه، و عبد الرحيم الريح، و بدر الدين يوسف دفع الله السيمت، وأسماء محمود محمد طه، ومن ثم زاد عدد الطلاب الجمهوريين.

قصة تسمية الحوار بركن نقاش في فضاء جامعة الخرطوم -1972

يسرد لنا المؤلف قصة تسمية الحوار بركن النقاش :(بدأت القصة عندما جاء محمود محمد طه و معه محمد فضل الصديق (1919-1982)، عابرين فدخلا اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، قادمين من مبني وزارة التربية و التعليم على شارع النيل الأزرق، فوجد مجموعة من الطلاب يتناقشون عن الفكرة الجمهورية. وكان بدر الدين يوسف السيمت و هو  من الإخوان الجمهوريين أوانئذ، يتولي الرد على أسئلة الطلاب، و كان معه مجموعة من الطلاب الجمهوريين. وبعد إنتهاء  النقاش، سأل محمود محمد طه، بدر الدين ماذا تسمون هذا النقاش؟ فقال إنهم لم يسموه بإسم معين، فقال لهم من الأفضل أن تسمونه “ركن النقاش” أطلق محمود محمد طه التسمية و ذلك في العام 1972، وقد أكد جبريل محمد الحسن و هو من كبار الجمهوريين و من المتحدثين الأساسيين في أركان النقاش، بأنه كان حاضراً يوم مجئ محمود محمد طه و سؤاله لبدر الدين يوسف دفع الله السيمت ومن معه من الأخوان الجمهوريين، و كان ذلك في العام 1972. و أضاف جبريل أن المناسبة كانت : معرض لوحات الفكر الجمهوري بنادي طلاب جامعة الخرطوم. )

أخذت أركان النقاش بعد ذلك في التوسع،إلا أنها لم تبدأ فعلياً و  بشكل مستمر  و منظم بزمان و مكان معلومين إلا في منتصف العام 1974.

البداية الفعلية لأركان النقاش بمكان وزمان معلومين في جامعة الخرطوم-1974:

كما ذُكر أعلاه أن العام 1974، شهد البداية الفعلية لأركان النقاش في جامعة الخُرطوم، حيث أصبح لركن النقاش مكان وزمان معلومين، وبين دكتور عبد الله البشير،  تفاصيل المراحل التي مر بها تكوين وترسيخ أركان النقاش بجامعة الخرطوم، وقد ثبت أقوال الإخوان الجمهوريين الذين كانوا من المتحدثين الأساسيين في أركان النقاش، أمثال أحمد المصطفى دالي، وعمر القراي، وغيرهما. يقول عبدالله: كان عمر القراي طالباً  بكلية الإقتصاد، بجامعة الخرطوم، وبيَّن في روايته أن  البداية الفعلية لأركان النقاش بشكل منظم وراتب بزمان ومكان معلومين هو منتصف العام 1974م، وأوضح عبدالله بأن عماد عبّد الرحمن البوشي أتفق مع رواية عمر القراي. و بيّن عبد الله قائلاً:( تعود قصة البداية الفعلية لأركان النقاش، بزمان و مكان معلومين، إلى توجيه من محمود محمد طه لتلاميذه من  طلاب جامعة الخرطوم بأن يحددوا زماناً محدداً و مكاناً معلوماً لأركان النقاش. والسبب في ذلك التوجيه ( كان الطلاب الجمهوريون ينفقون و قتاً طويلاً في النقاش و هم واقفون علي حراسة صحيفتهم” جريدة الفكر” من اعتداءات السلفيين و الإخوان المسلمين. وكانت الصحيفة تعلق في مكان معروف في الجامعة يُسمي ” النشاط” وكان الطلاب الجمهوريون، يرفعون تقاريرهم إلى  الأستاذ محمود محمد طه، عما يحدث ويدور في الجامعة. ويواصل عبد الله :( لما لاحظ محمود محمد طه أن النقاش حول”جريدة الفكر” بلا سقف زمني محدد له، طلب من تلاميذه أن يحددوا موعداً زمنياً، و مكاناً معلوماً لذلك النقاش. وبين المؤلف كيفية إدارة ركن النقاش بالجامعة ومكانه وتنظيمه، كما بين أن ركن النقاش بجامعة الخرطوم كان منتظماً في موعده المحدد يومياً والذي يبدأ  من الساعة الحادية عشر صباحاً و حتي الواحدة ظهراً، عدا عطلة نهاية الأسبوع، أو أثناء العطلات الرسمية للجامعة. و أكد عبد الله :( فيما عدا ذلك لم يتوقف ركن النقاش قط منذ ذلك التاريخ حتي آخر ركن نقاش مساء الخميس 17 يناير 1985، وهو اليوم السابق لتجسيد محمود محمد طه لمعارفه على منصة الإعدام بتلك الابتسامة المشهودة.).

انتقلت التجربة بعد ذلك إلى الجامعات والمعاهد و المدارس، و من ثم إلى الطرقات و الميادين العامة و ساحات الأسواق و الحدائق العامة و الأحياء في مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، بحري، و أم درمان، ثم إلى مدن أخرى في السودان.. يقول عبدالله كانت المرأةالأخت الجمهورية حاضرة  و بقوة في هذه المنابر الحرة، أركان النقاش. وقدم عبدالله تفصيلاً في كل ما أوردنا أعلاه.

نلتقي في الحلقة السابعة، وهي تتمحور حول الفصل الرابع، وهو بعنوان: نسف السرديات الباطلة بالحق والعلم والفكر والأخلاق: هل رُفعت الصلاة عن محمود محمد طه، كما شيع البعض؟وهل كان يُصلي؟ويتناول الفصل العديد من المحاور ويجيب عن بعض الأسئلة، منها: الصلاة في الفهم الجديد للإسلام- الصلاة صلاتان: صلاة الصلة وصلاة المعراج- الصلاة لا غنى عنها كون السير إلى الله سير سرمدي- الشريعة الفردية وأخذ الصلاة الفردية من الله بلا واسطة- ما رأي محمود محمد طه فيما يوجّه إليه من اتهام بأنه يري أن الصلاة رُفعت عنه؟ وهل كان يُصلي؟- شريعة العارف في مستوي معرفته وصلاته تزيد عن صلاة الإنسان العادي- كيف هي صلاة محمود محمد طه؟ وهل هي مثل صلاتنا ذات الحركات المعلومة؟  لماذا كان النبي يصلي الصلاة ذات الحركات حتى التحاقه بالرفيق الأعلى؟ لماذا لم يؤت أحد من أصحاب النبي صلاة الأصالة؟

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «5- 13»

الوسومالأخوات الجمهوريات الإخوات الإخوان الجمهوريين الإسلام السودان جامعة الخرطوم د. عبد الله الفكي البشير ركن النقاش سمية أمين صديق عصام عبد الرحمن البوشي محمود محمد طه

مقالات مشابهة

  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «7-13»
  • لماذا البكاء اليوم يا حزب الامة، وقد حذرناكم كثيرا
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية (2-2)
  • قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: نسبهم الثوري في أكتوبر، أبريل، وديسمبر (1/2)
  • وفيات الأحد .. 2 / 3 / 2025
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «6-13»
  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته
  • السياسة الطاقية بالمغرب.. أية رهانات للانتقال؟ قراءة في كتاب
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟