رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت يعتقد أنه من المقبول سرقة المحتوى إذا كان موجودا على الإنترنت
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
يعتقد مصطفى سليمان، رئيس شركة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، بشكل خاطئ، أنه في اللحظة التي تنشر فيها أي شيء على شبكة الإنترنت المفتوحة، يصبح "برنامجا مجانيا" يمكن لأي شخص نسخه واستخدامه بحرية.
هذا ما نشره تقرير للكاتب شين هولستر في موقع ذي فيرج متهما سليمان بأن لديه فهما خاطئا لمبدأ الملكية الفكرية، فقد ذكر الكاتب أن سليمان أجاب عن سؤال أندرو روس سوركين من قناة "سي إن بي سي" عما إذا كانت "شركات الذكاء الاصطناعي قد سرقت بالفعل الملكية الفكرية في العالم".
وقال: "أعتقد أنه فيما يتعلق بالمحتوى الموجود بالفعل على شبكة الإنترنت المفتوحة، فإن العقد الاجتماعي لهذا المحتوى منذ التسعينيات هو الاستخدام العادل. يمكن لأي شخص نسخه وإعادة إنشائه وإعادة إنتاجه باستخدامه. لقد كان ذلك "برنامجا مجانيا"، إذا أردت، فهذا هو الفهم".
ويقول هولستر في تقريره إنه لم يكن يتوقع من شخص مثل سليمان أن يكون مخطئا ويصرح علنا بهذا التصريح، وإنه -رغم أنه (الكاتب) ليس محاميا- يمكنه أن يؤكد أنه في اللحظة التي تنشئ فيها عملا ما، يصبح محميا تلقائيا بموجب حقوق الطبع والنشر في الولايات المتحدة. ولا تحتاج حتى إلى تقديم طلب للحصول على هذا الحق، وبالتأكيد لا تبطل حقوقك بمجرد نشره على الويب. في الواقع، من الصعب جدا التنازل عن حقوقك، وهذا ما اضطر المحامين إلى ابتكار تراخيص ويب خاصة للمساعدة، بحسب الكاتب.
ويؤكد الكاتب في الوقت نفسه، أنه لا يتم منح الاستخدام العادل بموجب "عقد اجتماعي"، بل يتم منحه من قبل المحكمة. وهو عقد قانوني يسمح ببعض الاستخدامات للمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر بمجرد أن تقيّم المحكمة ما تقوم بنسخه، ولماذا، ومقدار ذلك، وما إذا كان سيضر بمالك حقوق الطبع والنشر.
Microsoft AI CEO Mustafa Suleyman: the social contract for content that is on the open web is that it’s "freeware" for training AI models pic.twitter.com/FN1xrqnJC0
— Tsarathustra (@tsarnick) June 26, 2024
ويرى الكاتب في تقريره أن هذا الإجراء القانوني المتعارف عليه لم يمنع العديد من شركات الذكاء الاصطناعي من الادعاء بأن التدريب على المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر هو "استخدام عادل"، ولكنها لم تكن "وقحة" مثل سليمان عندما تحدثتْ عن ذلك.
ويقول هولستر إن سليمان يعتقد أنه ما لم يكن هناك إجراء واضح مثل ملفات تحديد المحتوى المسموح به للاستخراج بواسطة الروبوتات من موقع ويب معين فهذا يعني أن المحتوى مجاني وقابل للاستخدام، ولكن هذا الأمر غير صحيح وليس قانونيا فهذه الإجراءات التي تتخذها المؤسسات من طرف واحد لا يعني أنها قانونية وأن على الجميع اتباعها، وهي أقرب للضمان والحماية المسبقة وليست إجبارية.
وينهي الكاتب بالقول إن مايكروسوفت تعتبر حاليا هدفا للعديد من الدعاوى القضائية التي تزعم أنها وأوبن إيه آي تسرقان محتوى عبر الإنترنت محميا بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، لذلك قد لا يكون من المفاجئ سماع أحد المسؤولين التنفيذيين في مايكروسوفت يدافع عنها باعتبارها قانونية تماما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی الطبع والنشر
إقرأ أيضاً:
هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
أحدث "شات جي بي تي" ضجة كبيرة في العالم عقب إطلاقه ودخل مجال الذكاء الاصطناعي دون منافس يُذكر، ولكن شركة "ديب سيك" الصينية أشعلت المضمار من خلال تقديم نماذج عالية الكفاءة بتكلفة بسيطة، ولكن يبدو أن الهند تخلفت عن الركب فيما يخص إنشاء نموذج لغوي خاص بها يُستخدم لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية.
وتدعي الحكومة الهندية أن نموذج ذكاء اصطناعي مشابه لـ"ديب سيك" ليس بعيد المنال، فهي تزود الشركات الناشئة والجامعات والباحثين بآلاف الشرائح عالية الأداء اللازمة لتطويره في أقل من 10 أشهر، بحسب تقرير من "بي بي سي".
ويُذكر أن عددا من قادة الذكاء الاصطناعي العالميين تحدثوا مؤخرا عن قدرات الهند، إذا قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" هذا الشهر "ينبغي أن تلعب الهند دورا رائدا في ثورة الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت ثاني أكبر سوق لشركة (أوبن إيه آي) من حيث المستخدمين".
وشركات أخرى مثل مايكروسوفت وضعت أموالا طائلة على الطاولة، حيث خصصت 3 مليارات دولار للبنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، ومن جهته أشاد جنسن هوانغ من "إنفيديا" بالموهبة التقنية غير المسبوقة في الهند معتبرا إياها عاملا أساسيا في إطلاق إمكاناتها المستقبلية بمجال الذكاء الاصطناعي.
إعلانومع وجود 200 شركة ناشئة في الهند تعمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يُشير إلى وجود اهتمام متزايد من رواد التكنولوجيا بهذا المجال، فإنها تخاطر بالتأخر عن الركب في حالة عدم وجود إصلاحات هيكلية أساسية في التعليم والبحث والسياسة الحكومية.
موقف الهند بين عمالقة الذكاء الاصطناعيويقول محلل التكنولوجيا براسانتو روي "تتميز الصين والولايات المتحدة بتقدم من 4 إلى 5 سنوات عن البلدان الأخرى، وذلك بعد أن استثمرتا بشكل كبير في البحث والأوساط الأكاديمية وطورتا الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية وتطبيقات إنفاذ القانون، والآن نماذج اللغة الكبيرة" حسب "بي بي سي.
وأضاف "رغم أن الهند تحتل المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي بجامعة ستانفورد (مؤشر يقيس عوامل مثل براءات الاختراع والتمويل والسياسات والبحث) فإنها لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة والصين في العديد من المجالات الرئيسية.
وبين عامي 2010 و2022 حصلت الصين على 60% من إجمالي براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بينما حصلت الولايات المتحدة على 20%، وفي المقابل حصلت الهند على أقل من النصف.
وعام 2023، تلقت الشركات الهندية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جزءا ضئيلا من الاستثمارات الخاصة التي حصلت عليها الشركات الأميركية والصينية.
وقد خصصت الهند مليار دولار لمبادرتها الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمبالغ الضخمة التي خصصتها الصين والولايات المتحدة، إذ خصصت الأخيرة 500 مليار دولار لمشروع "ستارغيت" (Stargate) لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي، بينما خصصت الصين 137 مليار دولار لمبادرتها الهادفة إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
نجاح شركة "ديب سيك" في بناء نماذج ذكاء اصطناعي باستخدام شرائح أقل تقدما وأقل تكلفة يُعد أمرا مشجعا للهند، حيث يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا بتكلفة أقل، ولكن نقص التمويل من القطاع الصناعي أو الحكومي يُشكل عقبة كبيرة، وفقا لرأي جاسبريت بيندرا مؤسس شركة استشارية تُعنى ببناء مهارات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.
إعلانوأضاف بيندرا "رغم ما سمعناه عن تطوير (ديب سيك) لنموذج بقيمة 5.6 ملايين دولار، فإن هناك دلائل تشير إلى تمويل أكبر بكثير وراء هذا المشروع".
ويخلف تنوع اللغات في الهند تحديا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن نقص مجموعات البيانات عالية الجودة والمطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باللغات الإقليمية مثل الهندية والماراثية أو التاميلية يعتبر مشكلة رئيسية في الهند.
ورغم جميع مشكلات الهند فإنها تتمتع بمواهب تفوق حجمها بكثير، حيث يأتي 15% من عمال الذكاء الاصطناعي في العالم من هذه البلاد، ولكن المشكلة الكبيرة التي أظهرتها أبحاث هجرة مواهب الذكاء الاصطناعي جامعة ستانفورد، أن أغلبهم كانوا يختارون مغادرة البلاد، ويقول بيندرا معلقا "يرجع ذلك جزئيا إلى أن الابتكارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي تأتي عادة من البحث والتطوير العميق في جامعات ومختبرات الأبحاث في الشركات الأجنبية".
ومن جهة أخرى، تفتقر الهند إلى بيئة بحثية داعمة لتشجيع وتطوير الابتكارات التكنولوجية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، سواء في الجامعات أو في شركات القطاع الخاص.
وكان من المفترض أن تدخل الهند في مشروع يعتمد على الخبرات الخارجية في بنغالورو بقيمة 200 مليار دولار والذي يضم ملايين المبرمجين، ولكنه لم يحقق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن هذه الشركات ركزت بشكل أساسي على تقديم خدمات تكنولوجية رخيصة بدلا من الاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية الأساسية.
ويقول المحلل روي "لقد تركوا فجوة كبيرة للشركات الناشئة لتملأها" وأضاف "لا أعتقد أن الهند ستكون قادرة على إنتاج أي شيء مثل (ديب سيك) على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة" وهي وجهة نظر يشترك فيها كثيرون.
ومن جهته، كتب بهفيش أجراوال مؤسس شركة "كروتريم" (Krutrim) وهي واحدة من أقدم شركات الذكاء الاصطناعي بالهند على منصة إكس "يمكن للهند أن تستمر في بناء وتعديل التطبيقات المبنية على منصات مفتوحة المصدر مثل (ديب سيك) كخطوة أولى في مجال الذكاء الاصطناعي".
إعلانوعلى المدى الطويل، سيكون من الضروري تطوير نموذج أساسي للحصول على استقلال إستراتيجي في هذا القطاع، وتقليل اعتمادات الاستيراد وتهديدات العقوبات، كما يقول الخبراء.
وستحتاج الهند إلى زيادة في قدرتها الحاسوبية وتطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير مثل هذه النماذج، مثل تصنيع أشباه الموصلات وهو أمر لم ينطلق بعد، ومن المفترض أن يحدث كل هذا وأكثر لكي تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة والصين بشكل ملموس.