الحرة:
2024-07-05@11:26:51 GMT

المهلة انتهت في النيجر.. هل يحدث التدخل العسكري؟

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

المهلة انتهت في النيجر.. هل يحدث التدخل العسكري؟

تنتهي مساء، الأحد، المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للتراجع عن الانقلاب الحاصل في النيجر.

ويسود الترقب بشأن احتمال تدخل دول غرب أفريقيا عسكريا في النيجر، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها لقادة الانقلاب، مع تحذيرات متزايدة من خطورة الإقدام على هذه الخطوة، وفق فرانس برس.

وكان قادة "إيكواس" فرضوا، الأحد الماضي، عقوبات شديدة على نيامي بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب، محمد بازوم، وأمهلوا الانقلابيين أسبوعا لإنهاء احتجازه وإعادته لمنصبه تحت طائلة اللجوء إلى القوة.

ومع قرب انتهاء المهلة، لم تصدر عن المجلس العسكري أي مؤشرات للتراجع عن انقلاب 26 يوليو، الذي أثار قلق دول غربية خاصة القوة الاستعمارية السابقة فرنسا.

إلا أن التدخل الميداني لم يحسم بعد، على الأقل في العلن، فرغم أن قادة جيوش "إيكواس" وضعوا الجمعة تصورا لخطة "تدخل عسكري محتمل" بعد اجتماع ليومين في نيجيريا، إلا أن الانتقادات لهذه الخطوة المحتملة آخذة في التزايد.

تحذيرات

وبرزت انتقادات في نيجيريا، التي تتولى حاليا رئاسة "إيكواس"، وتعد من أبرز أركانها. وتتشارك الدولة التي يبلغ تعدادها السكاني 215 مليون نسمة، حدودا بطول 1500 كلم مع النيجر.

وحث كبار السياسيين في نيجيريا الرئيس، بولا تينوبو، على إعادة النظر في التهديد بتدخل عسكري، إذ دعا مجلس الشيوخ النيجيري الرئيس "إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية".

ونصح أعضاء في المجلس من ولايات في شمال نيجيريا، التي تتشارك سبع منها حدودا مع النيجر، بعدم التدخل قبل استنفاد جميع الخيارات الأخرى.

وحذرت الجزائر من أي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية الشرقية التي تتشارك معها حدودا بطول ألف كلم. وقال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في مقابلة تلفزيونية مساء السبت: "نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر"، مضيفا: "ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر".

وشدد على أن "التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها"، متسائلا: "ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟"، في إشارة إلى دول عدة في المنطقة تتقدمها ليبيا وسوريا.

ويحظى المجلس العسكري في النيجر بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر، اللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022. 

وقال البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في "إيكواس" إنهما سيعتبران أي تدخل مسلح في النيجر بمثابة "إعلان حرب" عليهما أيضا، وسيؤدي إلى انسحابهما من الجماعة الاقتصادية.

كذلك، أعلنت تشاد المجاورة عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري.

ويحاول قادة الانقلاب على الرئيس المحتجز، محمد بازوم، الاستنجاد بمجموعة "فاغنر" الروسية، بينما قطعوا العلاقات الأمنية مع فرنسا.

إذا تدخلت "إيكواس" عسكريا في النيجر.. سيناريوهات ما بعد المهلة ودور فاغنر المحتمل بحلول الأحد، 6 يونيو، تكون المدة التي أمهلتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس"، للإنقلابيين في النيجر قد انقضت، وبالتالي تزيد فرص تدخلها عسكريا، رغم عدم وجود مؤشرات ميدانية على ذلك.  

وشهدت العلاقات بين المجلس العسكري وفرنسا، التي تنشر نحو 1500 جندي في النيجر، توترا منذ الانقلاب على بازوم الذي كانت تدعمه.

وحذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أن بلاده سترد "فورا وبشدة" على أي استهداف لمصالحها أو مواطنيها في نيامي.

وأكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود "إيكواس" ضد الانقلاب، ورأت أن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".

ومن جهته، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس أن "الانذار (بالتدخل العسكري) صدر وليس لي أن أعلق عليه.. نرى أن الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تتولى مسؤولياتها في إدارة هذه الأزمة".

مخاوف السكان

ويعارض العديد من سكان نيامي احتمال شنّ قوات "إيكواس" عملية عسكرية ضد الانقلابيين، قد تكون عواقبها وخيمة، معربين عن قلقهم قبيل انتهاء المهلة.

وصباح الأحد، ساد الهدوء شوارع العاصمة، التي تعد معقلا للمعارضين للرئيس المنقلب عليه. وأعرب العديد من السكان عن أملهم في تفادي أي تدخل عسكري في بلادهم.

وقال تاجر الأقمشة، جاكو، داخل متجره في نيامي لـ"فرانس برس": "تدخل "إيكواس" سيؤدي إلى تفاقم الوضع بحال حصوله"، مشددا على أن "الناس مستعدون والشعب سيساند القادة الجدد لأننا نريد التغيير".

وخلال الأيام الماضية، بدأ شبان بالتجمع ليلا عند دوارات وساحات رئيسية في العاصمة تلبية لدعوة الانقلابيين إلى "اليقظة" حيال "الجواسيس والقوى الأجنبية" والابلاغ عن أي تحرك "لأفراد مشبوهين".

وقبل ساعات من انتهاء المهلة، الأحد، انضم مئات الشباب إلى قوات الأمن في شوارع نيامي المظلمة، للحراسة حتى الصباح، حيث فتشوا السيارات بحثا عن أسلحة.

وقال إبراهيم نوديريو، أحد السكان الذين يقومون بدورية حراسة لأسوشيتد برس: "أنا هنا لدعم الجيش. نحن ضد الكتلة الإقليمية (إيكواس). سنقاتل حتى النهاية. لا نوافق على ما تفعله فرنسا ضدنا. لقد انتهينا من الاستعمار".

وأطلقت بعض السيارات المارة أبواقها دعما. ودعا البعض إلى التضامن بين الدول الأفريقية.

ونظم نحو مئة شخص اعتصاما بالقرب من قاعدة جوية في نيامي، وتعهدوا بالمقاومة إذا لزم الأمر لدعم الإدارة العسكرية الجديدة، لكن دون اللجوء للعنف.

وقاد المنظمون هتافات "تحيا النيجر" وبدا أن الكثير من المشاعر معادية لـ"إيكواس" وفرنسا.

وقال المتقاعد أمادو أدامو "لقد فهم شعب النيجر أن هؤلاء الإمبرياليين يريدون زوالنا. وإن شاء الله، ستكون المعاناة من نصيبهم".

وتضمنت برامج تلفزيونية جرى بثها، الأحد، مناقشة حول مائدة مستديرة بهدف حشد التضامن في مواجهة عقوبات "إيكواس" التي تلوح في الأفق، التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

وقالت ربة منزل (59 عاما) بينما كانت تقف في شارع شبه خال في نيامي صباح الأحد: "لست قلقة لأنني أعلم أن أي تدخل عسكري من "إيكواس" في النيجر سيكون خسارة لهذه المجموعة. إنه ليس في مصلحة زعمائها".

وقال محمد، وهو مصمم أزياء يعيش في النيجر منذ خمس سنوات: "لا نحتاج إلى هذا النزاع". وأضاف "نعلم أن شعب النيجر سيغضب، وسينظر إلينا كأعداء. وإذا حدث تطور ما سنعود إلى نيجيريا".

وقال مصطفى عثمان الموظف في متجر: "اتصل بي والداي وطلبا مني العودة إلى المنزل لكنني باق، لست خائفا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التدخل العسکری انتهاء المهلة أی تدخل عسکری غرب أفریقیا فی النیجر عسکری فی فی نیامی

إقرأ أيضاً:

بعد مناظرته مع ترامب.. تزايد هفوات بايدن يثير القلق في ظل اقتراب الانتخابات

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن (81 عاما) منذ فترة طويلة حالات من نسيان الأسماء أو خلط بعض الحقائق، ويقول أشخاص التقوا به مؤخرا مؤخرا إن الهفوات تبدو أكثر تكرارا وأكثر وضوحا وأكثر إثارة للقلق، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الأحداث غير المريحة لم تكن متوقعة، لكنها بدت أكثر احتمالا عندما كان بايدن وسط حشد كبير أو عندما كان متعبا بعد جدول أعمال مرهق بشكل خاص. في الأيام الثلاثة والعشرين التي سبقت المناظرة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، عبر بايدن المحيط الأطلسي مرتين لعقد اجتماعات مع زعماء أجانب، ثم طار من إيطاليا إلى كاليفورنيا لحضور حفل جمع تبرعات، وعمل بوتيرة مرهقة استنفدت حتى المساعدين الأصغر سنا بكثير. 

وذكرت الصحيفة أن بايدن كان منهكا بدرجة كافية من الرحلات المتتالية إلى أوروبا لدرجة أن فريقه خفض استعداداته المقررة للمناظرة بيومين حتى يتمكن من الراحة في منزله قبل الانضمام إلى المستشارين في كامب ديفيد لإجراء التدريبات. الاستعدادات، التي جرت على مدى ستة أيام، لم تبدأ قبل الساعة 11 صباحا، وكان بايدن يُمنح وقتا لقيلولة بعد الظهر كل يوم، وفقا لشخص مطلع على العملية. 



وقال أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن "الرئيس كان يعمل بشكل جيد قبل" الساعة 11 صباحا كل يوم، بعد ممارسة الرياضة. ومع ذلك، في حفل لجمع التبرعات مساء الثلاثاء، ألقى بايدن باللوم على الإرهاق في أدائه في المناظرة. قال: "لم أكن ذكيا جدا. قررت السفر حول العالم عدة مرات، ولا أعرف عدد المناطق الزمنية". وأضاف: "لم أستمع إلى طاقم عملي، ورجعت ونمت على المسرح". 

وأثارت لحظات الارتباك الأخيرة القلق بين المستشارين والحلفاء على حد سواء. وبدا مرتبكا في بعض الأحيان خلال احتفال بالذكرى السنوية ليوم الإنزال في فرنسا في السادس من حزيران/ يونيو. وفي اليوم التالي، أخطأ في تحديد الغرض من تقديم شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا عندما التقى برئيسها، وفقا للتقرير.

في 10 حزيران/ يونيو، بدا وكأنه يتجمد في احتفال مبكر بعطلة جونتينث [يوم الحرية]. وفي 18 حزيران/ يونيو، أثارت لهجته الهادئة ومحاولته لشيء من الوقت تَذَكّر اسم وزير الأمن الداخلي في مناسبة خاصة بالهجرة، مما أثار أعصاب بعض حلفائه الحاضرين، الذين تبادلوا نظرات مذعورة. تعافى بايدن، وتذكر اسم أليخاندرو مايوركاس. 

وذكرت الصحيفة أنه من المؤكد أن بايدن ليس هكذا في كل وقت. في الأيام التي تلت كارثة المناظرة، وصفه مساعدوه وغيرهم ممن التقوا به، بما في ذلك المسؤولون الأجانب، بأنه كان في حالة جيدة - يقظ ومتماسك وقادر، ومنخرط في مناقشات معقدة ومهمة ويدير الأزمات المتقلبة. واستشهدوا بمثال تلو الآخر في الحالات التي كانت فيها قضايا الأمن القومي الحرجة على المحك. 

وأشارت إلى أن المساعدين الذين كانوا حاضرين في غرفة العمليات في الليلة التي ألقت فيها إيران وابلا من الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل، صوروا رئيسا في هيئة قيادية، وهو يلقي محاضرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الهاتف لتجنب التصعيد الانتقامي الذي كان من شأنه أن يؤجج الشرق الأوسط. قال بايدن: "اسمح لي أن أكون واضحا تماما. إذا قمت بشن هجوم كبير على إيران، فأنت وحدك". 

لكن نتنياهو رد بقوة، مشيرا إلى ضرورة الرد بالمثل لردع الهجمات المستقبلية. قال بايدن بقوة: "افعل هذا، وسأخرج". وفي نهاية المطاف، لاحظ المساعدون أن نتنياهو قلص من رده. 

تستند هذا الرواية إلى مقابلات مع مساعدين حاليين وسابقين في البيت الأبيض، ومستشارين سياسيين، ومسؤولين في الإدارة، ودبلوماسيين أجانب، وحلفاء محليين، والجهات المانحة المالية الذين التقوا بالرئيس بايدن في الأسابيع القليلة الماضية، أحيانا لفترة وجيزة فقط، وأحيانا لفترات أطول. وفي معظم الحالات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر، وفقا للتقرير.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض قالوا إن الرئيس في حالة ممتازة وإن أداءه في المناظرة، رغم أنه كان مخيبا للآمال، كان حالة استثنائية. وقال كيفن أوكونور، طبيب البيت الأبيض، في شباط/ فبراير الماضي، إنه على الرغم من الأمراض البسيطة مثل انقطاع التنفس أثناء النوم والاعتلال العصبي المحيطي في قدميه، إلا أن الرئيس "صحيح للعمل". وقال إن الاختبارات لم تظهر "أي نتائج تتفق مع" مرض باركنسون. رفض البيت الأبيض إتاحة الدكتور أوكونور لطرح الأسئلة ولم يرد على الأسئلة الصحية التفصيلية التي طرحتها صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا العام. 


ردا على أسئلة من صحيفة "نيويورك تايمز"، قال  بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، يوم الثلاثاء إن الدكتور أوكونور لم يجد أي سبب لإعادة تقييم  بايدن لمرض باركنسون وأنه لم تظهر عليه أي علامات لمرض باركنسون.  

رد مساعدو بايدن على الأسئلة المتعلقة بهذا التقرير من خلال مطالبة العديد من كبار المستشارين بوصف تفاعلاتهم مع  بايدن. 

وقالت نيرا تاندن، مستشارة الرئيس للسياسة الداخلية: "إنه فضولي ومُرَكِّز ويتذكر وحاد". وقالت إنه في جلسات الإحاطة "سيطرح عليك سؤالا صعبا فيقول لك: 'كيف يرتبط هذا بالشخص العادي؟' وإذا لم تفكر في ذلك في ذلك الوقت، فعليك أن تعود إليه". 

روت إليزابيث شيروود راندال، مستشارة الرئيس للأمن الداخلي، الإحاطة الإعلامية التي قدمها بايدن في 17 حزيران/ يونيو بشأن الإرهاب في غرفة العمليات، حيث "استوعب قدرا هائلا من المعلومات" وطرح أسئلة كانت "استقصائية وثاقبة". واعترفت بأن أداء  بايدن في المناظرة كان مختلفا. وقالت: "إنه لا يعكس التجربة التي أعيشها معه بشكل يومي". 

ولكن من خلال العديد من الروايات، كما يتضح من لقطات الفيديو والملاحظات والمقابلات، فإن  بايدن ليس هو نفسه اليوم كما كان حتى عندما تولى منصبه قبل ثلاث سنوات ونصف. وينشر البيت الأبيض بانتظام نصوصا مصححة لتصريحاته، التي كثيرا ما يخلط فيها بين الأماكن والأشخاص والتواريخ. فعلت الإدارة ذلك في الأيام التي تلت المناظرة، عندما خلط بايدن بين دول فرنسا وإيطاليا عندما تحدث عن قدامى المحاربين في حفل لجمع التبرعات في إيست هامبتون. 

ودفعت مناظرة الأسبوع الماضي البعض من حوله إلى التعبير عن قلقهم من تسارع التراجع في الآونة الأخيرة. قال العديد من المستشارين ومسؤولي الإدارة الحاليين والسابقين، الذين يرون  بايدن بانتظام ولكن ليس كل يوم أو أسبوع، إنهم فوجئوا بأدائه في المناظرة لأنه كان أسوأ ما رأوه على الإطلاق، حسب التقرير.

وقال دوغلاس برينكلي، المؤرخ الرئاسي: "ليس عليك أن تجلس في اجتماع في المكتب البيضاوي مع جو بايدن لتدرك أنه كان هناك تباطؤ في العامين الماضيين. هناك فرق واضح". وقال برينكلي، الذي لم ير الرئيس شخصيا منذ عام: "لقد اندهشت من ناحية. يمكن للرئيس أن يتجول في أنحاء البلاد كما يفعل. لكن البيت الأبيض ربما يظهر فقط بايدن الذي يريدنا أن نراه". 

ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب، البالغ من العمر 78 عاما، أظهر علامات الانزلاق على مر السنين منذ انتخابه لأول مرة للبيت الأبيض. غالبا ما يخلط بين الأسماء والتفاصيل ويدلي بتصريحات غير متماسكة. فهو يحافظ على جدول أعمال عام أخف من بايدن، ولا يمارس الرياضة، وبدا مرارا وتكرارا أنه يغفو في منتصف محاكمته الأخيرة بشأن المال. لقد أصدرت حملته فقط ملخصا صحيا من ثلاث فقرات. وقد أعرب الناخبون عن قلقهم بشأن عمره أيضا، ولكن ليس بنفس درجة عمر  بايدن. 

استغل ترامب أداء بايدن في المناظرة ووصف ظهوره المربك والخالي من الحقائق في كثير من الأحيان في تلك الليلة بأنه "أعظم أداء في المناظرة" في تاريخ الحملات الرئاسية، حسب ما أورده التقرير.

وذكرت الصحيفة أن الصورة التي تظهر من المقابلات الأخيرة حول  بايدن هي صورة رئيس تحت الضغط - وهو أمر غير معتاد - وهو يحاول التوفيق بين الشركاء الدوليين المتوترين، وحليف متمرد تسببت حربه المستمرة ضد حماس في خلق تهديد آخر لولاية ثانية، وأزمة عائلية مع ابنه الذي أدين بتهم جنائية قد تؤدي إلى سجنه. 

وبالضرورة فهي صورة غير مكتملة. ومع تقدم بايدن في السن، حد البيت الأبيض من لقاءاته مع المراسلين. وبينما يتوقف كثيرا لبضع دقائق للإجابة على سؤال أو اثنين، اعتبارا من يوم الأحد، أجرى بايدن مقابلات أقل من أي رئيس في العصر الحديث ومؤتمرات صحفية أقل من أي رئيس منذ رونالد ريغان، وفقا للإحصاءات التي جمعتها مارثا كومار، باحثة قديمة في الاتصالات الرئاسية. 

وفي المناسبات التي اختار فيها بايدن التحدث مع الصحفيين في غضون مهلة قصيرة، لم يكن الأمر يسير على ما يرام دائما. وفي شباط/ فبراير، رد بغضب على تقرير المحقق الخاص بشأن تعامله مع الوثائق السرية، والذي وصف فيه المستشار الخاص روبرت هور الرئيس بأنه "رجل مسن حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة". ودافع الرئيس الغاضب عن نفسه وذاكرته أمام الصحفيين، لكنه أشار في هذه العملية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره "رئيس المكسيك". يوم الاثنين، رفع الجمهوريون في مجلس النواب دعوى قضائية ضد إدارة بايدن في محاولة للحصول على تسجيل صوتي لمقابلات  بايدن مع  هور. 

لكن تلك الأيام الثلاثة والعشرين التي سبقت لقاء بايدن بترامب على المسرح التلفزيوني في أتلانتا، قد ينظر إليها المؤرخون على أنها الأسابيع الثلاثة الأكثر أهمية في رئاسة مهمة، حيث واجه الرئيس خصما لم يكن يكرهه فحسب، بل كان ينظر إليه على أنه تهديد وجودي للديمقراطية الأمريكية. فهل ما تم بثه من أفكار مشتتة وغير حاسمة على الهواء مباشرة لأكثر من 50 مليون مشاهد مجرد ليلة سيئة، أم نتاج شهر مرهق، أم شيء أكبر؟ لو لم يكن يتنقل حول العالم بشكل متكرر - بما في ذلك مغادرة إيطاليا في رحلة تمتد لتسع مناطق زمنية لحضور حملة لجمع التبرعات في لوس أنجلوس - هل كان من الممكن أن يحدث ذلك فرقا؟ 

لفتت الصحيفة إلى أن رحلات  بايدن إلى أوروبا تميزت بلحظات من الحدة في الاجتماعات المهمة - بما في ذلك جلسة معقدة حول تحويل الدخل من الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا - ممزوجة بالارتباك في بعض الأحيان، وفقا للأشخاص الذين التقوا به. في بعض اللحظات، بدا وكأنه في قمة مستواه، وفي أحيان أخرى كان ضائعا بعض الشيء. 

وفي نورماندي، التقى بجنود سابقين جلبتهم مجموعة من قدامى المحاربين إلى فرنسا. وقال أحد الأميركيين الذين حضروا المؤتمر إن بايدن بدا في بعض الأحيان مشوشا. خلال الحفل اللاحق، التفت الرئيس عن العلم الأمريكي عندما تم عزف أغنية "Taps" بدلا من مواجهته، ربما حتى لا يدير ظهره للمحاربين القدامى. ثم حذت حذوه زوجته جيل بايدين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزوجة  ماكرون، حسب التقرير.


خلال اجتماع في اليوم التالي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحدث بايدن بصوت منخفض للغاية لدرجة أنه كان من المستحيل سماعه تقريبا، وقال إن دفعة جديدة من المساعدات كانت تهدف إلى إعادة بناء الشبكة الكهربائية في البلاد بينما لم تكن كذلك. 

ولكن عندما حان الوقت لإلقاء خطاب الرئيس في يوم الإنزال، ألقاه بقوة ووضوح، واكتسب زخما وانتهى بنبرة قوية. لقد كان ذلك بمثابة تذكير بأنه، مثلما حدث خلال خطاب حالة الاتحاد في وقت سابق من العام، غالبا ما يرقى إلى مستوى المناسبات الكبيرة، وبمجرد أن يتقن إيقاع الخطاب، يبدو أن الأدرينالين يتدفق. 

وبعد يومين في الوطن عاد بايدن إلى أوروبا، وهذه المرة إلى إيطاليا لحضور قمة مجموعة السبعة. طوال الاجتماعات، كان النمط هو نفسه، وفقا لكبار المسؤولين الذين حضروا. وقال أحدهم إن  بايدن بدا "حادا للغاية في الاجتماعات"، وكان مستعدا جيدا. ولكن في مرحلة ما، بدا أن بايدن خرج من مجموعة القادة ليتحدث إلى المظليين، وجاءت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، من خلفه، وأعادته بلطف. 

وقال مسؤول أوروبي كبير كان حاضرا إن هناك تراجعا ملحوظا في الحالة الجسدية للرئيس بايدن منذ الخريف الماضي، وإن الأوروبيين "صدموا" بما رأوه. وقال المسؤول إن الرئيس بدا في بعض الأحيان "خارجا عن المألوف"، وكان من الصعب إشراكه في محادثة أثناء سيره، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وبحسب التقرير، فإن بعض مسؤولي البيت الأبيض رفضوا بشدة بشدة الاقتراح القائل بأن الرئيس لا يستطيع التعامل مع نظرائه الأجانب الصارمين، وتحدثوا عن قصة الليلة التي هاجمت فيها إيران إسرائيل حيث ظل  بايدن وكبار مسؤولي الأمن القومي في غرفة العمليات لساعات، يستعدون للهجوم الذي وقع حوالي منتصف الليل. تم إبقاء بايدن في الصورة في الوقت الفعلي وقد أمطر القادة بالأسئلة طوال فترة الرد. 

مقالات مشابهة

  • جيش النيجر يقضي على أكثر من 100 إرهابي قرب حدود بوركينا فاسو
  • أول قمة تجمع قادة الأنظمة العسكرية في "دول الساحل"
  • قبل انتهاء المهلة .. السعودية تعلن استعداها لتنفيذ خارطة السلام في اليمن
  • حكومة النيجر تقبل إجراء محادثات لإصلاح العلاقات مع بنين
  • الرئيس الصيني: يتعين على أعضاء منظمة شانجهاي تعزيز الوحدة ومعارضة التدخل الخارجي
  • بعد مناظرته مع ترامب.. تزايد هفوات بايدن يثير القلق في ظل اقتراب الانتخابات
  • الدويري: ما يحدث في رفح ينفي حديث إسرائيل عن اقترابها من تدمير حماس
  • وزارة الصحة: 37953 فلسطينيا استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على غزة
  • لماذا يحاول الرئيس بوتين التدخل في الانتخابات البريطانية؟
  • جيش تشاد يعلن تصفية 70 إرهابيا ينتمون لجماعة "بوكو حرام"