الفريق أسامة ربيع يتفقد مصنع "مصر" لبناء القاطرات بشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
تفقد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أعمال بناء القاطرات الجديدة التي يتم بناؤها لصالح هيئة قناة السويس بمصنع مصر للقاطرات بترسانة جنوب البحر الأحمر بمدينة سفاجا، يرافقه مصطفي الدجيشي رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، وعدد من قيادات الهيئة والشركة، وذلك لمتابعة سير العمل والتعرف على مستجدات عملية بناء خط إنتاج القاطرات البحرية من طراز" Rastar 3200-W" بقوة شد 90 طن.
شملت الجولة التفقدية، الأعمال الجارية بالقطاعات الثلاثة الرئيسية بمصنع مصر لبناء القاطرات وهى قطاع التقطيع، وقطاع التشكيل، وقطاع البناء، والمجهزة بالتكنولوجيا الأحدث عالميا في مجال بناء الوحدات البحرية المختلفة.
كما اطلع رئيس الهيئة على مستجدات أعمال بناء القاطرات الجديدة بمصنع مصر للقاطرات وعددها ١٠ قاطرات بحرية تحمل اسم" عزم"، حيث بدأ العمل الفعلي لبناء 6 قاطرات على التوازي بالمصنع بسفاجا ومن المقرر بدء العمل لبناء 4 قاطرات بالتعاون مع ترسانة بورسعيد البحرية التابعة للهيئة.
يبلغ طول القاطرة الواحدة 32 مترا، وعرضها 13.5 متراً، وارتفاعها 6 أمتار، وسرعتها 12 عقدة، وتمتاز القاطرات الجديدة بتصميمها الفريد بالتعاون مع مكتب التصميم العالمي روبرت آلان أكبر مكاتب التصميم العالمية في مجال بناء القاطرات وهو التصميم الذي يتيح لها مزايا متعددة تضمن لها تحقيق أعلى قدر من المرونة خلال مناورات الحركة والإبحار وتحقيق قوة شد كبيرة قدرها 90 طن.
وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس قطعت خطوات جادة وفعالة نحو تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوطين الصناعات البحرية وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص ضمن الاستراتيجية القومية التي تستهدف عودة الريادة للترسانات الوطنية والدخول بقوة في مجال الصناعات الثقيلة كثيفة العمالة بما يساهم نحو تحقيق العديد من الأهداف التنموية بتلبية الاحتياجات المحلية وتوفير فرص عمل للشباب، فضلا عن دعم الاقتصاد الوطني بفتح أسواق جديدة للتصدير الخارجي.
وأوضح رئيس الهيئة أن القاطرات البحرية الجديدة ستساهم في دعم جهود تطوير وتحديث أسطول الهيئة من القاطرات البحرية المعاونة متعددة المهام والتي تستخدم في أعمال مصاحبة السفن العابرة للقناة وأعمال التأمين الملاحي والتعامل مع المواقف الطارئة.
خلال جولته، وجه رئيس الهيئة بضرورة الالتزام بالجدول الزمني المحدد لتنفيذ أعمال بناء القاطرات مع مراعاة تطبيق شروط الجودة والمعايير العالمية خلال مراحل البناء ومراحل تركيب المعدات والتجهيزات البحرية و الملاحية والتي تحظى بمتابعة دورية لكل مراحل البناء من قبل لجان فنية متخصصة تابعة لهيئة قناة السويس، وتحت إشراف واعتماد هيئة الإشراف الدولية الفرنسية وهيئة الإشراف الدولية الإيطالية.
من جانبه، أوضح مصطفي الدجيشي رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر أن مصنع مصر لبناء القاطرات يستهدف تحقيق ميزة تنافسية على المستوى الإقليمي ترتبط بالمستوى الفني والتقني للوحدات البحرية المصنعة ومعدلات بنائها في أوقات قياسية وهو ما يعكسه مستوى تقدم أعمال بناء القاطرات الجديدة.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر إلى انتهاء أعمال بناء بدن القاطرة "عزم 1 "، وقرب انتهاء أعمال بناء بدن القاطرة الثانية "عزم 2" والتي بلغت نسبة إنجازه ٨٥٪ ومن المقرر تدشين القاطرتين شهر ديسمبر المقبل بمشيئة الله، فيما وصلت نسبة إنجاز بدن القاطرتين "عزم 3" و"عزم 4" إلى 30٪، و20 ٪ على التوالي، ويجري العمل على تصنيع خطوط المواسير وأعمال التشطيبات الداخلية طبقا للرسومات الهندسية المعدة.
في ختام الجولة التفقدية، حرص الفريق أسامة ربيع على تحية عمال ومهندسي مصنع مصر لبناء القاطرات، مشيدا بكفاءة العمل وسرعة الإنجاز، معربا عن تطلعه ليصبح المصنع قلعة صناعية وطنية وأحد منجزات الجمهورية الجديدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بناء قاطرات رئيس هيئة قناة السويس سفاجا قناة السویس
إقرأ أيضاً:
الرعب البحري القادم من اليمن!!
يمانيون../
“في واحدة من أكبر المفارقات العسكرية بالعصر الحديث، تجد البحرية الأمريكية نفسها في مواجهة استنزاف غير مسبوق أمام قوة لا تمتلك أسطولاً بحرياً، ولا منظومات دفاعية متقدمة، ولا حتى اقتصاداً قادراً على تمويل حرب طويلة الأمد”.. هكذا استهل موقع “MCA Marines” لسلاح مشاة البحرية الأمريكية تقريره العسكري.
وأكد نجاح اليمنيين فرض معادلة جديدة في البحر الأحمر بترسانة أسلحة محدودة وتكتيكات غير تقليدية، أجبروا السفن الحربية الأمريكية إستهلاك صواريخ بملايين الدولارات للصاروخ الواحد لمطاردة مسيّرات لا تكلف بضعة آلاف.
بلغة العسكر، يعتبر هذا التفاوت في التكلفة أحد أهم مبادئ الحروب غير المتماثلة، حيث يمكن لجهة محدودة الموارد استنزاف قوة عظمى باستخدام أسلحة رخيصة لكنها فعَّالة.
الكابوس اللوجستي
وقال، في التقرير بعنوان “الرعب البحري الجديد.. لماذا البحرية الأمريكية عجزت على وقف الهجمات اليمنية”: “إن سلاح مشاة البحرية الأمريكي يواجه أزمة حقيقية في مواجهة قوات صنعاء في البحر الأحمر، التي نجحت، بقدراتها المحدودة، في فرض تحدّ إستراتيجي غير مسبوق على البحرية الأمريكية”.
وأضاف: “كان يُفترض أن لا تتحول استعراضات الهيمنة البحرية الأمريكية إلى كابوس لوجستي وإستراتيجي، لا تقتصر آثاره على البُعد العسكري فقط، بل إلى أبعاد سياسية واقتصادية واستخباراتية، تضع واشنطن أمام أسئلة صعبة حول مدى قدرتها على احتواء التهديد اليمني دون إغراق نفسها في مستنقع استنزاف طويل”.
وكانت مؤسسة “جيوسياسي مونيتور”، الاستخباراتية الكندية، أكدت في تقرير لها الشهر الفائت، أن قوات صنعاء أصبحت لاعباً عسكرياً متطوراً في المنطقة، بعد خروجها متماسكة من معركة البحر الأحمر، بفضل قدراتها وتكتيكاتها المتطورة، ووحدتها الداخلية.
كما أعتبر قائد حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، الكابتن كريستوفر هيل، خروج السفن الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية سالمة من البحر الأحمر أمراً مذهلاً.. مؤكدا إجماع العسكريين الأمريكيين أن عمليات البحر الأحمر كانت الأكثر تعقيداً للبحرية الأمريكية مُنذ الحرب العالمية الثانية.
الفخّ الإستراتيجي
حسب موقع سلاح مشاة البحرية الأمريكية، فإن ما يميِّز هذا التحدي اليمني هو أنه لا يأتي من دولة تمتلك أسطولاً حربياً بحرياً، ولا من قوة عسكرية كبرى، بل من قوة ناشئة أثبتت قدرتها على خوض حرب بحرية فعَّالة بدون أسطول متكامل أو تفوق تقني.
وأكد أن أزمة واشنطن لا تقتصر على التكاليف العسكرية وخسائر عدم تأمين عبور السفن، بل إلى أخطر منها؛ انهيار سردية التفوّق المطلق، ووقوع أقوى بحرية في العالم داخل فخّ إستراتيجي من قوة صنعاء لا تمتلك حتى سفن حربية واحدة.
وماذا عن العمليات اليمنية في البحر الأحمر؟، أعتبرها خبراء موقع سلاح البحرية الأمريكية “أم سي أي”، نوعاً جديداً من الحروب البحرية، بإعتمادها على تكتيكات غير تقليدية وأسلحة غير مكلفة لكنها مؤثرة.
وأكدوا تمكن اليمنيين من فرض تكاليف باهظة على البحرية الأمريكية، التي أصبحت مجبرة على استخدام أنظمة دفاعية مكلفة لاعتراض المسيَّرات والصواريخ اليمنية تصنع محلياً أو تُعدل منظوماتها القديمة.
فجوة المارينز
برأي عساكر موقع المشاة البحري، فإن أحد أهم أوجه القصور في سلاح مشاة البحرية الأمريكي، وهو عدم التركيز الكافي على الاستخبارات العسكرية، رغم أن التهديد اليمني يعتمد بشكل أساسي على العمل الاستخباراتي والرَّصد المستمر لتحرّكات السفن الحربية والتجارية.
وإن تقليص دور إدارة الاستخبارات في هيكلة قوات المارينز، جعلها قوة غير قادرة على تحليل الخصوم بعمق واستباق تحركاتهم، بشكل وجدت نفسها في وضع دفاعي دائم.
بينما تمكُّن اليمنيين من تطوير منظومة استخباراتية ورصد بحري للتمكن من تحديد الأهداف بدِقة، على الرّغم من إمكانياتهم المحدودة، بينما يعاني المارينز من نقص في التركيز المؤسسي على الاستخبارات.
العملية الخاصة
يقول التقرير: “إن تكتيكات اليمنيين في عمليات البحر الأحمر تعكس فهماً إستراتيجياً متطوراً للحرب البحرية، فمن خلال استخدام المسيَّرات، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز الساحلية، نجحوا في فرض منطقة تهديد واسعة النطاق دون الحاجة إلى سفن حربية”.
يضيف: “العملية العسكرية الخاصة للقوات اليمنية، أثناء السيطرة على السفينة “الإسرائيلية “، “جالاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، على الرغم من بساطتها باستخدام طائرة مروحية، تعكس قدرتها على تنفيذ عمليات مركّبة تتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنسيقاً عالي المستوى، وهي مهارة نادراً ما تُرى في قوة عسكرية”.
وفرَضت القوات اليمنية على مدى 14 شهراً حظراً بحرياً على سفن “إسرائيل” وحلفائها، وأطلقت 1165 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان؛ إسناداً لغزة.
الفاتورة الباهظة
المؤكد في نظر خبراء الموقع الأمريكي العسكري أن استمرار العمليات ضد اليمنيين يكلف البحرية الأمريكية أعباء مالية هائلة بإنفاق ملايين الدولارات يوميا على تشغيل السفن الحربية ومنظومات الدفاع الجوي باهظة الثمن لاعتراض الطائرات والصواريخ اليمنية.
والمحسوم في نظر الخبراء العسكريين وفق الموقع، إذا ما استمرت الإستراتيجية العسكرية الحالية للولايات المتحدة في مواجهة اليمنيين، فإن استنزاف البحرية الأمريكية مستمر، وقد تجد نفسها في وضع حرج.
هذا الاستنزاف المالي والعسكري يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذه العمليات، خاصة في ظل غياب إستراتيجية واضحة للقضاء على التهديد الحوثي، أو حتى احتوائه بشكل فعَّال.
وأكد معهد “الدراسات الإستراتيجية” في واشنطن، في وقت سابق من الشهر الفائت، لمجلة “ناشيونال إنترست”، امتلاك القوات اليمنية قدرات تكتيكية عالية ألحقت أضراراً عسكرية واقتصادية في البحريات أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” في البحر الأحمر، ما يجعلها التحدي الإستراتيجي الأقوى لتك الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
تقرير موقع “أم سي أي”، الذي استند على التحليل العسكري وكشف تفاصيل الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، ووضعها في سياق التحولات العميقة في ميزان القوى العالمية، قدم نصيحة، للأمريكيين مفادها، أن القوة العسكرية المطلقة لم تعد كافية لفرض النفوذ أو تأمين الممرات البحرية المهمة.
الإنجاز الإستراتيجي
الموقع أنهى تحليله بهذا التساؤل حول مستقبل النزاع العسكري في البحر الأحمر: هل هَدفُ اليمنيين هو السيطرة البحرية الكاملة، أم يقتصر على فرض النفوذ البحري!؟
وأجاب: “حالياً قدرات اليمنيين لم تصل إلى مستوى فرض السيطرة التامة على الممرات البحرية، ولكنهم نجحوا في فرض حصار في البحر الأحمر، وجعله منطقة غير آمنة للسفن التجارية والعسكرية الغربية، وهو إنجاز إستراتيجي بحد ذاته”.
يُشار إلى أن القوات اليمنية كبَّدت بحريات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في البحر الأحمر، 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ نصرة لغزة ضد العدوان الصهيو – غربي على القطاع.
السياســـية -صادق سريع