كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت، أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان في أقرب وقت ممكن لتجنب الحرب مع تصاعد التوترات في المنطقة واحتمالية جرها إلى حرب شاملة واسعة النطاق.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن عددا من المسئولين الأمريكيين يعملون حاليا على تهدئة القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية خوفا من حرب شاملة، وهو جهد معقد بسبب محاولات الإدارة الأمريكية المضنية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخوف من أن أشهر من العنف المميت على الحدود اللبنانية يمكن أن يتحول إلى صراع أكثر تدميرا بلغ ذروته هذا الشهر، بعد أن اغتالت إسرائيل قائدا كبيرا في حزب الله وردت الجماعة بوابل من الصواريخ، ما دفع عدة دول، بما في ذلك ألمانيا وكندا، إلى إصدار تحذير هذا الشهر لمواطنيها يوصي بمغادرة لبنان خوفا من تفاقم الأعمال العدائية.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تأمر مواطنيها بعد بالإخلاء، لكنها أرسلت هذا الأسبوع سفينة برمائية، تحمل اسم "يو إس إس واسب"، تحمل جنود مشاة البحرية المدربين على عمليات الإخلاء، إلى البحر الأبيض المتوسط بينما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) التعليق على أي خطط إجلاء للبنان.

وتابعت الصحيفة أن حزب الله، قد أكد مراراً وتكراراً إن وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة ضروري لوقت القتال فيما قال المسؤولون الأمريكيون، إنه قد تكون هناك خيارات لإنهاء الصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية دون وقف إطلاق النار في غزة، وذلك دون تقديم تفاصيل.

ولفتت الصحيفة إلى أنه مع المحادثات الجارية، تزايد القلق في كل من لبنان وإسرائيل بشأن العواقب المترتبة على الحرب التي من المؤكد أنها ستؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بعد أشهر من القتال الذي أدى بالفعل إلى نزوح ما يقرب من 200 ألف لبناني وإسرائيلي على جانبي الحدود.

ومن المحتمل أن يشمل مثل هذا الصراع الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، في حين يوجه ضربة لهدف إدارة بايدن المعلن المتمثل في منع الأعمال العدائية في غزة من الانتشار عبر الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة.

وشدد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على رغبتهم في التوصل إلى اتفاق واسع النطاق من شأنه أن يزيل تهديد حزب الله لشمال إسرائيل ويسمح لعشرات الآلاف من النازحين من المنطقة بالعودة. لكن محللين قالوا إن حزب الله، في غياب وقف دائم لإطلاق النار في غزة، من غير المرجح أن يوقع على اتفاق يقيد خياراته العسكرية.

ودعت مسودات الاتفاقيات حزب الله إلى نقل الأسلحة الثقيلة بعيدا عن الحدود الإسرائيلية، مع تقديم أموال لإعادة إعمار لبنان، من بين شروط أخرى، وفقا لمسؤولين لبنانيين وأوروبيين وتقارير منشورة.

وقال عضو في المكتب الإعلامي لحزب الله لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع: "من المستحيل أن نتوقف إذا لم تتوقف الحرب في غزة"، مكرراً الموقف الراسخ منذ فترة طويلة.

وأضاف أنه في حالة التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة - دون وقف دائم لإطلاق النار - فإن حزب الله سوف يرد بالمثل في لبنان، "كما حدث في المرة الأولى"، في إشارة إلى قرار حزب الله بوقف إطلاق النار خلال فترة توقف مدتها أسبوع واحد في غزة في نوفمبر الماضي.

ويقود الجهود الدبلوماسية الأمريكية عاموس هوكستين، أحد كبار مستشاري الطاقة في البيت الأبيض، الذي توسط بنجاح في عام 2022 للتوصل إلى اتفاق بحري بين إسرائيل ولبنان، وزار هوكستين لبنان هذا الشهر.

كما طلبت الولايات المتحدة من قطر، التي توسطت في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، المساعدة في التوسط في لبنان، وفقًا لشخص مطلع على الجهود، مثل الآخرين الذين تمت مقابلتهم حول المفاوضات الجارية، بشرط عدم الكشف عن هويته، حسبما أفادت الصحيفة.

وتواصل إدارة بايدن النظر إلى وقف إطلاق النار في غزة باعتباره نقطة انطلاق رئيسية لحل الأزمة في لبنان لكن المسؤولين الأمريكيين بدأوا أيضًا في استكشاف خيارات احتياطية لتهدئة التوترات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الأمر.

وخلال زيارة لواشنطن الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل لا تريد حرباً مع حزب الله ولكنها "تستعد لكل السيناريوهات" بينما قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، مراراً وتكراراً إن الجماعة لا تريد الحرب لكن تريد وقف القتال في قطاع غزة.

ونوهت الصحيفة بأنه على الرغم من قيامها بجهود الوساطة، قدمت الولايات المتحدة أسلحة استخدمتها إسرائيل بالفعل في لبنان، ووعدت بمواصلة الدعم حتى في الوقت الذي تفكر فيه حليفتها في شن حرب موسعة، وفي الوقت نفسه، يقول مسؤولون في إدارة بايدن إنهم حثوا إسرائيل سرا على ألا تكون الطرف الذي يصعد الصراع.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل وزير الدفاع الإسرائيلي واشنطن بوست حدود لبنان الولایات المتحدة وقف إطلاق النار بین إسرائیل إلى اتفاق فی لبنان حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

هوندا تشتري بطاريات من تويوتا لتجنب رسوم ترامب الجمركية .. تقرير

تسعى هوندا إلى تأمين مصادر جديدة للبطاريات لسياراتها الهجينة في السوق الأمريكية، حيث تتطلع إلى شراء البطاريات من تويوتا لتلبية احتياجاتها وسط حالة من عدم اليقين المستمر بشأن الرسوم الجمركية المفروضة من إدارة ترامب. 

حسب تقرير لصحيفة نيكي آسيا، فإن هذه الخطوة تأتي في وقت حرج حيث تسعى الشركة لتجنب الآثار السلبية للرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المحتملة على السيارات اليابانية.

زيادة طلب هوندا على بطاريات السيارات الهجينة

ابتداءً من السنة المالية الحالية، تخطط هوندا لشراء بطاريات تكفي لحوالي 400,000 سيارة هجينة في السوق الأمريكية، وهي خطوة تتماشى مع استراتيجية الشركة للتركيز على زيادة مبيعات السيارات الهجينة في الولايات المتحدة. 

في عام 2024، باعت هوندا 308,000 سيارة هجينة في السوق الأمريكي، وهو ما يمثل 22% من إجمالي مبيعاتها. مع هذه الزيادة في الطلب، تسعى هوندا لتأمين احتياجاتها بالكامل من البطاريات الهجينة في هذا السوق.

تأثير الرسوم الجمركية على سلاسل التوريد

في ظل الرسوم الجمركية الحالية على الواردات الصينية، حيث فرضت إدارة ترامب رسومًا إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات من الصين في مارس 2024، تبحث هوندا عن بدائل لتجنب هذا العبء المالي. 

علاوة على ذلك، يهدد ترامب برفع الرسوم الجمركية على واردات السيارات اليابانية من 2.5% إلى 25%، مما يجعل من الضروري بالنسبة لشركات السيارات اليابانية مثل هوندا وتويوتا إيجاد حلول لتفادي هذه الزيادات في الرسوم الجمركية.

تويوتا تقدم الحل من خلال مصنعها الجديد

في إطار البحث عن بدائل للرسوم الجمركية، تتطلع هوندا إلى الحصول على البطاريات من مصنع تويوتا الجديد في ولاية كارولاينا الشمالية. 

هذا المصنع، الذي تم الإعلان عنه في عام 2021، من المقرر أن يبدأ تشغيله هذا العام. 

كما قامت تويوتا بتوسيع مصنعها لتصنيع البطاريات بزيادة قدرها 2.5 مليار دولار في عام 2022 لتلبية الطلب على السيارات الكهربائية. 

بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن تويوتا ستنقل طلبات البطاريات بقيمة 1.5 مليار دولار إلى مصنع إل جي في ميشيجان لضمان استمرارية إمداداتها بعد انسحاب جنرال موتورز من الاستثمار في المصنع.

تتطلع هوندا إلى زيادة مبيعات السيارات الهجينة في الولايات المتحدة، حيث تحقق بعض طرازاتها مثل أكورد سيدان أداءً جيدًا في فئة السيارات الهجينة. 

مع الخطط لزيادة الإنتاج في مركزها التصنيعي في أوهايو هذا العام، تسعى هوندا لأن تتفوق على جميع الشركات باستثناء تيسلا في إنتاج السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. 

وبالرغم من أن الطلب على السيارات الهجينة قد ينخفض على المدى القريب إذا تم تنفيذ خطط ترامب لتقليص معايير الانبعاثات، إلا أن هوندا تواصل تحسين تقنيتها في هذا المجال استعدادًا للمرحلة التالية من تطور سوق السيارات في الولايات المتحدة.

في خطوة استراتيجية أخرى، تسعى هوندا إلى نقل المزيد من الإنتاج إلى الولايات المتحدة وتحديث سلاسل التوريد لتجنب الرسوم الجمركية المتبادلة التي قد تصل إلى 25% على السلع المكسيكية والكندية، مما يقدر تكلفته بنحو 4.7 مليار دولار سنويًا. 

تهدف هوندا إلى تقليل تأثير هذه الرسوم على تكاليف الإنتاج والمحافظة على قدرتها التنافسية في السوق الأمريكية.

تسعى هوندا جاهدة لمواكبة التحولات في سوق السيارات الأمريكية من خلال تأمين مصادر جديدة للبطاريات والتوسع في الإنتاج المحلي. 

إن شراكتها المحتملة مع تويوتا لتأمين البطاريات للسيارات الهجينة تعتبر خطوة هامة نحو التغلب على التحديات التي تفرضها الرسوم الجمركية. 

مع استمرار التركيز على السيارات الهجينة والتوسع في التقنيات الكهربائية، تسعى هوندا لتظل في صدارة المنافسة في أكبر سوق للسيارات في العالم.

مقالات مشابهة

  • اجتماع عربي يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاك اتفاق غزة
  • واشنطن بوست: نتنياهو استأنف الحرب على غزة لإنقاذ حكومته من الانهيار
  • اجتماع عربي يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاك اتفاق غزة  
  • هوندا تشتري بطاريات من تويوتا لتجنب رسوم ترامب الجمركية .. تقرير
  • حماس تدعو واشنطن لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف النار بغزة
  • أسعار النفط الخام ترتفع مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر بعد الضربات الأمريكية
  • حماس: الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق وهذا هو المطلوب الآن
  • أسعار النفط ترتفع وسط تصاعد التوترات بين واشنطن والحوثيين
  • غزة ولبنان وايقاف العدوان .. ردع منابع الخطر في قطر .. هل يفعلها انصار الله
  • ضغوط أميركية للتفاوض مع إسرائيل ولبنان يطالب بتفكيك ألغام الاحتلال