واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت، أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان في أقرب وقت ممكن لتجنب الحرب مع تصاعد التوترات في المنطقة واحتمالية جرها إلى حرب شاملة واسعة النطاق.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن عددا من المسئولين الأمريكيين يعملون حاليا على تهدئة القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية خوفا من حرب شاملة، وهو جهد معقد بسبب محاولات الإدارة الأمريكية المضنية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخوف من أن أشهر من العنف المميت على الحدود اللبنانية يمكن أن يتحول إلى صراع أكثر تدميرا بلغ ذروته هذا الشهر، بعد أن اغتالت إسرائيل قائدا كبيرا في حزب الله وردت الجماعة بوابل من الصواريخ، ما دفع عدة دول، بما في ذلك ألمانيا وكندا، إلى إصدار تحذير هذا الشهر لمواطنيها يوصي بمغادرة لبنان خوفا من تفاقم الأعمال العدائية.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تأمر مواطنيها بعد بالإخلاء، لكنها أرسلت هذا الأسبوع سفينة برمائية، تحمل اسم "يو إس إس واسب"، تحمل جنود مشاة البحرية المدربين على عمليات الإخلاء، إلى البحر الأبيض المتوسط بينما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) التعليق على أي خطط إجلاء للبنان.
وتابعت الصحيفة أن حزب الله، قد أكد مراراً وتكراراً إن وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة ضروري لوقت القتال فيما قال المسؤولون الأمريكيون، إنه قد تكون هناك خيارات لإنهاء الصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية دون وقف إطلاق النار في غزة، وذلك دون تقديم تفاصيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع المحادثات الجارية، تزايد القلق في كل من لبنان وإسرائيل بشأن العواقب المترتبة على الحرب التي من المؤكد أنها ستؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بعد أشهر من القتال الذي أدى بالفعل إلى نزوح ما يقرب من 200 ألف لبناني وإسرائيلي على جانبي الحدود.
ومن المحتمل أن يشمل مثل هذا الصراع الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، في حين يوجه ضربة لهدف إدارة بايدن المعلن المتمثل في منع الأعمال العدائية في غزة من الانتشار عبر الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة.
وشدد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على رغبتهم في التوصل إلى اتفاق واسع النطاق من شأنه أن يزيل تهديد حزب الله لشمال إسرائيل ويسمح لعشرات الآلاف من النازحين من المنطقة بالعودة. لكن محللين قالوا إن حزب الله، في غياب وقف دائم لإطلاق النار في غزة، من غير المرجح أن يوقع على اتفاق يقيد خياراته العسكرية.
ودعت مسودات الاتفاقيات حزب الله إلى نقل الأسلحة الثقيلة بعيدا عن الحدود الإسرائيلية، مع تقديم أموال لإعادة إعمار لبنان، من بين شروط أخرى، وفقا لمسؤولين لبنانيين وأوروبيين وتقارير منشورة.
وقال عضو في المكتب الإعلامي لحزب الله لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع: "من المستحيل أن نتوقف إذا لم تتوقف الحرب في غزة"، مكرراً الموقف الراسخ منذ فترة طويلة.
وأضاف أنه في حالة التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة - دون وقف دائم لإطلاق النار - فإن حزب الله سوف يرد بالمثل في لبنان، "كما حدث في المرة الأولى"، في إشارة إلى قرار حزب الله بوقف إطلاق النار خلال فترة توقف مدتها أسبوع واحد في غزة في نوفمبر الماضي.
ويقود الجهود الدبلوماسية الأمريكية عاموس هوكستين، أحد كبار مستشاري الطاقة في البيت الأبيض، الذي توسط بنجاح في عام 2022 للتوصل إلى اتفاق بحري بين إسرائيل ولبنان، وزار هوكستين لبنان هذا الشهر.
كما طلبت الولايات المتحدة من قطر، التي توسطت في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، المساعدة في التوسط في لبنان، وفقًا لشخص مطلع على الجهود، مثل الآخرين الذين تمت مقابلتهم حول المفاوضات الجارية، بشرط عدم الكشف عن هويته، حسبما أفادت الصحيفة.
وتواصل إدارة بايدن النظر إلى وقف إطلاق النار في غزة باعتباره نقطة انطلاق رئيسية لحل الأزمة في لبنان لكن المسؤولين الأمريكيين بدأوا أيضًا في استكشاف خيارات احتياطية لتهدئة التوترات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الأمر.
وخلال زيارة لواشنطن الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل لا تريد حرباً مع حزب الله ولكنها "تستعد لكل السيناريوهات" بينما قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، مراراً وتكراراً إن الجماعة لا تريد الحرب لكن تريد وقف القتال في قطاع غزة.
ونوهت الصحيفة بأنه على الرغم من قيامها بجهود الوساطة، قدمت الولايات المتحدة أسلحة استخدمتها إسرائيل بالفعل في لبنان، ووعدت بمواصلة الدعم حتى في الوقت الذي تفكر فيه حليفتها في شن حرب موسعة، وفي الوقت نفسه، يقول مسؤولون في إدارة بايدن إنهم حثوا إسرائيل سرا على ألا تكون الطرف الذي يصعد الصراع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل وزير الدفاع الإسرائيلي واشنطن بوست حدود لبنان الولایات المتحدة وقف إطلاق النار بین إسرائیل إلى اتفاق فی لبنان حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
عون: لبنان متمسك باستكمال إسرائيل انسحابها من الأراضي المحتلة في الجنوب
لبنان – أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده متمسكة باستكمال إسرائيل انسحابها من الأراضي المحتلة في الجنوب ضمن المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال عون خلال لقائه وزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس في قصر بعبدا امس الثلاثاء: إنه على المجتمع الدولي إرغام إسرائيل من انسحاب قواتها من الأراضي المحتلة في الجنوب.
وأضاف “لقيت تجاوبا من المجتمع الدولي الذي يفترض أن يضغط لإرغام إسرائيل على الانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك”.
وأشار إلى أن عدم التزام إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق.
ومن جهتها قالت وزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس إنه من “الضروري تحقيق الانسحاب الإسرائيلي في موعده”.
وأضافت أن “إسبانيا تدعم دوركم وستقف إلى جانب لبنان وشعبه ومستمرة في عملها ضمن اليونيفيل”.
يذكر أنه في 27 نوفمبر 2023، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي حيز التنفيذ، بعد شهور من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين بسبب إسناد “حزب الله” لجبهة غزة بعد عملية طوفان الأقصى.
وأهم بنود الاتفاق تنص على:
تتوقف إسرائيل عن “تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف المواقع المدنية والعسكرية، ومؤسسات الدولة اللبنانية، برا وبحرا وجوا”. وتوقف كل الجماعات المسلحة في لبنان (أي حزب الله وحلفائه) عملياتها ضد إسرائيل. ينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من جنوب لبنان، ويكمل انسحابه في أجل لا يتعدى 60 يوما. ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومترا شمالي الحدود مع إسرائيل. ينشر الجيش اللبناني قواته في جنوب الليطاني (نحو 10 آلاف جندي) بما يشمل 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل.المصدر: RT