تأخرالكلام عند الأطفال.. متى يصبح مرضًا حقيقيًا؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
يعد تأخر الكلام عند الأطفال من المشاكل الشائعة، وتتمثل بعدم قدرة الطفل على إنتاج الكلمات والتعبير من خلال اللغة بفترة عمرية مُتوقعة، فهى من المشكلات الشائعة التي تواجه 10% من الأطفال، إذ يحدث تأخر الكلام عند الأطفال عندما لا يستطيع الطفل تطوير قدراته على التعبير وإصدار الكلام بالمعدل المتوقع.
الكلام هو أسلوب تشكيل الأصوات والكلمات، والتأخر في الكلام يعني العجز عن النطق بطريقة صحيحة، بمعنى أن الطفل قد يستخدم العبارات للتعبير عن أفكاره، ولكن يصعب فهمها من قبل الآخرين، وذلك لعدم قدرته على نطقها، بينما التأخر اللغوي قد يكون الطفل فيه قادراً على النطق بطريقة صحيحة، ولكنه عاجز عن ربط الكلمات ببعضها حتى يستطيع فهمها الآخرون، والمشكلة الأكبر حين يمتد التأخر في الكلام حتى عمر 6 سنوات.
كشفت حليمة الغوش مديرة مركز الورشة للعلاجات المساندة، سبب معاناة الأطفال من تأخر النطق، وقدمت توصيات للآباء الذين يواجهون مثل هذه المشكلة.
وقالت الغوش "يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الكلام عندما يكون هناك ضعف في السمع ونمو بطيء، متلازمة داون، الإصابة بالتوحد أواصابة الطفل بالشلل الدماغى".
وأشارت إلى أن "تتطور اللغة لدى الطفل تدريجيًا تبدأ بانتباهه إلى الأصوات منذ شهره الأول ثم المناغاة في عمر الثلاث شهور ثم يتعلم إصدار أصوات ونغمات مختلفة في عمر الستة أشهر، يقول كلمات مثل ماما أو دادا في عمر التسعة أشهر. وعند بلوغ السنة ونصف يستطيع الطفل نطق عشرة كلمات، أما عندما يبلغ عامان من العمر فيستطيع قول جمل مكونة من ثلاث كلمات، وقول قصة بسيطة على عمر أربع إلى خمس أعوام".
ووفقا لها، مشاكل السمع هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل في الكلام، فالقدرة على الكلام تستلزم أن يكون سمع الطفل جيدًا ليميز ما يسمع من كلمات ثم فهمها ومحاولة تقليدها، لذلك يتم عمل فحص تخصصي للسمع.
وقالت الغوش أن "العوامل النفسية في سن الطفولة غير مرجحة. لأن الأطفال حتى عمر عامين لا يعرفون كيفية إخفاء مشاعرهم، ولكن في عمر أكبر يمكن أن تؤثر الصدمات النفسية أوعدم التواصل العاطفي مع الوالدين سلبا على تطور الكلام".
وأكدت أنه "من المهم استشارة الطبيب في ما يتعلق بتأخر النطق عند الأطفال. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن كل طفل يكون فريدا من نوعه، أي أن نمو وتطور الطفل يختلف من واحد لآخر. وسوف يساعد طبيب الأطفال في التعرف على تأخر النطق واللغة، عن طريق الفحص بدقة ثم إحالته إلى أخصائي إذا لم يكن قد تحدث على الإطلاق".
وقالت الغوش أنه "يتم خضوع معظم الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام لجلسات علاجية مع أخصائي أمراض النطق واللغة، تهدف هذه الجلسات إلى معالجة اللغة عن طريق تعليم الطفل استراتيجيات لفهم اللغة المنطوقة، وإصدار أصوات لغوية تتضمن القدرة على تكوين الجمل، مما يعزز مهارات التواصل والتحدث بشكل أفضل لدى الطفل".
وختمت بأنه يجب على الوالدين عدم الغضب أو الإحباط لمجرد أن الطفل غير قادر على التحدث بشكل صحيح، بل ينبغي عدم الضغط على الطفل ومنحه الوقت الكافي لفهم الوضع ودعمه بشكل كامل.
نصائح لعلاج تأخر النطق عند الأطفال
يجب أن تتفاعل الاسرة مع طفلها وتحفزه على نطق الكلمات والاستماع له حتى لو كان الكلام غير مفهوم.
دمج الطفل فى أجواء اجتماعية للمشاركة وخصوصا مع أطفال فى نفس عمره ليتعلم منهم النطق والكلام.
تسمية ووصف معظم الأحداث اليومية التي يشهدها الطفل مع الوالدين.
تقديم شرح لما يفعله الطفل من خلال الكلمات.
الغناء والدندنة للطفل بكلمات بسيطة يسهل تكرارها.
عدم إجبار الطفل على الكلام بالقوة، وعدم انتقاد أخطائه اللغوية، وإنما توضيح ما هو الصحيح.
تعانى الكثير من الامهات من مشاكل تأخر النطق لدى أطفالهن، والتي تعد من المشاكل الأكثر شيوعاً بين الأطفال.
أوضحت صديقة الجنون، والدة الطفل خضر "أنها لاحظت عدم قدرة طفلها على النطق والكلام حتى عمر الـ4 سنوات ما جعلها تعتقد ان معاناة الطفل نتيجة مشاكل في السمع أو النطق، ما جعلها تتوجه إلى العديد من الأطباء المختصين في التخاطب لمعرفة المشكلة".
وقالت الجنون بأن "طفلها خضر لم ينطق بأي حرف حتى تلك اللحظة، ولم يكن تواصله البصري والحركي مثل باقي الأطفال في عمره، كان هذا الاضطراب هو سبب تأخره بالنطق. أصبح علينا البدء بجلسات علاج وظيفي لتحسين عمل الفك وجلسات علاج نطق ليتمكن من نطق الأحرف بشكل سليم".
وأوضحت أنها وضعت طفلها في حضانة الأطفال، فإن هذا يُتيح له فرصة اللعب والحديث مع أطفالٍ في مثل عمره، فما يمكن أن يتعلّمه من الأهل في شهرٍ يمكن أن يتعلّمه من أقرانه في أسبوع، فهذا أمرٌ طيب، وهنالك أيضاً برامج جيدة جدّاً للأطفال في التليفزيون، اجعل الطفل يشاهدها ويردد ما يقوله الأطفال من خلال هذه البرامج".
وأشارت إلى أن "بعد حوالي سنة ونصف السنة ، تمكن خضر من التحدث وأصبح لديه مخزون جيد من الكلمات. لم أعد أعد الأيام ولا الأشهر ليصبح ابني مثل أقرانه من ناحية النطق فأنا الآن متقبلة لواقعه وواقعي وللتحدي الجميل الذي أعيشه، تعرفت على الكثير من الأمهات الخارقات في هذه الرحلة الجميلة،تحدثنا كثيراً عما مررنا به ونمر به من تجارب مع أطفالنا ويجب أن اعترف أنني لم أقابل في حياتي أمهات فيهن أمل وتفاؤل وقوة مثلهن". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عند الأطفال الکلام عند تأخر النطق الأطفال من فی الکلام فی عمر
إقرأ أيضاً:
انعقاد لقاء الجمعة للأطفال بمسجد الهياتم ضمن مبادرة بداية جديدة
نظمت وزارة الأوقاف، عبر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لقاء الجمعة للأطفال بمسجد الهياتم في القاهرة، لتعزيز بناء الإنسان، وترسيخ قيم المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».
أقيم اللقاء برعاية الدكتور أسامة الأزهري وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس، وشهد مشاركة واسعة من الأطفال وأولياء الأمور، تأكيدًا على اهتمام الوزارة بتنشئة الأجيال على القيم الوطنية والدينية.
تضمن اللقاء برامج تثقيفية لتعزيز الوعي بالقيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية، بمشاركة متخصصين من مجالات التعليم والإعلام والفن، ما أضاف تنوعًا وثراءً للفعاليات وحقق تفاعلًا مثمرًا مع الأطفال.
أكدت الدكتورة هدى حميد مسؤول ملف الطفل بوزارة الأوقاف، في كلمتها، أهمية هذه اللقاءات في بناء شخصية الطفل المصري.
وأشارت إلى أن الوزارة والمجلس يعملان على تقديم برامج شاملة تعزز الانتماء للوطن، وتحصن الأطفال من الأفكار الهدامة.
وناقشت خلال اللقاء موضوع خطبة الجمعة «الطفولة أمل وبناء»، إذ ربطت الحديث بحقوق الطفل، وكيف كان الإسلام سباقًا إلى الاهتمام بها مقارنة بالمواثيق الدولية.
قدمت الواعظة عائشة النمكي حديثًا مؤثرًا عن رحمة النبي ﷺ بالأطفال، بينما أبدعت الفنانة رحمة محجوب في فقرة تربوية جمعت بين الترفيه والتعليم، مما جذب انتباه الأطفال وأسهم في غرس القيم النبيلة بأسلوب ممتع.
اختتم اللقاء بتوزيع هدايا رمزية، منها مجلة الفردوس الصادرة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لتحفيز الأطفال على الأنشطة الثقافية والدينية.
وأكد المنظمون استمرار الوزارة والمجلس في تنظيم فعاليات مماثلة لدعم النشء في مختلف أنحاء الجمهورية.
أشاد أولياء الأمور بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف، من خلال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تقديم أنشطة مبتكرة للأطفال، معبرين عن امتنانهم لتحويل المساجد إلى بيئات تعليمية وثقافية شاملة، مؤكدين أن هذه الجهود تعزز ثقتهم في مؤسسات الدولة، وتدعم مسيرة بناء الإنسان المصري.