آخر تحديث: 29 يونيو 2024 - 9:28 صبقلم:سمير داود حنوش اعتاد العراقيون على تسمية الطاقة الكهربائية المزودة من محطات حكومية تُنير بيوتهم وتُشغّل معاملهم وتُحرّك اقتصادهم بـ”الوطنية”، رغم أن تلك الطاقة التي عنوانها “الوطنية” فاقدة للسيادة، فلا يزال العراق يستورد الغاز المجهز للمحطات الكهربائية بالمليارات من الدولارات سنوياً من الجارة الشرقية إيران، ولا يزال هذا البلد يتسوّل الطاقة من جارته الأردن ويسعى إلى الربط الخليجي لإدامة استمرار الطاقة في بلد يُصنّف من أغنى البلدان بثرواته الطبيعية وغير الطبيعية فوق الأرض وتحتها.
يُقال إن مصر قامت ببناء ثلاث محطات عملاقة للقضاء على مشكلة الطاقة الكهربائية بكلفة 9 مليارات دولار وبمدة لا تتجاوز سنتين، في ما يستورد العراق الغاز من إيران بمبلغ يفوق 6 مليارات دولار سنوياً.“الوطنية” في العراق يقابلها تجهيز المولدات الكهربائية بالطاقة والتي تناسلت بعد عام 2003 وغزت الأزقة والشوارع وتسير في خط مواز للوطنية في إنارة منازل العراقيين. غابت عن ذاكرة العراقيين الذين ألبستهم أميركا ثوب الديمقراطية أن النظام السابق استطاع أن يُعيد محطات الطاقة إلى وضعها الطبيعي في أشهر معدودات بخبرات عراقية محلية بعد انتهاء حرب الخليج الثانية في زمن حصار خانق.أكثر من 20 عاماً موسوماً بالعجز والفشل في إيجاد الحلول لمشكلة انقطاع الكهرباء بالعراق بالرغم من الموازنات الانفجارية ووعود موسمية بتحسن التجهيز اعتاد على سماعها العراقيون تخرج من أفواه المسؤولين عن هذا الملف دون أيّ مُرتجى. يُقال إن وزير الطاقة الياباني وقف 20 دقيقة صمت لأن الكهرباء انقطعت عن بلاده، ترى كم سنة يحتاج المسؤولون عن الطاقة في العراق للوقوف اعتذاراً للشعب عن ذلك التقصير؟مشكلة التجهيز الكهربائي هي أزمة سياسية بامتياز وليست فنية، مشكلة بات العراقيون يعتقدون أنها تحتاج إلى تدخل أممي أو قرار من مجلس الأمن تساهم فيه دول وشركات عالمية لإعادة المنظومة الكهربائية إلى بلدهم. بالمحصلة إن استمرار الأزمة وإشغال الرأي العام بها كفيل بالتغاضي عن الكثير من القضايا والأزمات التي لا يريدون لعقل المواطن البسيط أن يحاسبهم أو ينتقدهم عليها، لذلك كان الحل بالإلهاء بأزمة “الوطنية” خصوصاً مع دخول فصل الصيف اللاهب للعراق الذي تتخطى حرارته أكثر من نصف درجة الغليان.أكثر من 80 مليار دولار أُنفقت على قطاع الطاقة فقط، وهي تكفي لبناء العشرات من المحطات أو حتى محطات بالطاقة النووية، نُهبت في قضايا فساد وهدر للمال العام أو ضاعت في جيوب الفاسدين، حتى راح المواطن العراقي يسمع ويشاهد سرقات قرن دارت أحداثها بين أروقة شخوص وأحزاب تعتاش على ملف الطاقة في نهب المليارات ابتداءً من جشع بعض أصحاب المولدات وصعوداً إلى المسؤولين عن هذه “الوطنية”. في نكتة مُبكية مُضحكة يضطر صديقي إلى تشغيل مُكيّف السيارة وجعلها غرفة نوم لرضيعته هرباً من حرٍّ لا يرحم.في الوقت الذي أصبح فيه العالم عبارة عن قرية صغيرة يعيش العراقيون ضمن هذه القرية، اعتادوا على سماع قصص تجهيز الطاقة من النفايات أو من أشعة الشمس أو حركة المياه، بل راح بعض المتفيقهين من رجال السياسة والاقتصاد بالحديث عن أن تجهيز الكهرباء بات لا يشكل أي مشكلة في التصنيع مع توفر التكنولوجيا الحديثة. وجود المولدات الكهربائية التي أصبحت تنتشر كالثقوب السوداء في أزقة وشوارع بغداد منافساً شرعياً لـ”الوطنية” التي تتشدّق بها وزارة الكهرباء على شعبها، ولذلك بدأت الأصوات تتعالى من هنا وهناك بضرورة إنشاء وزارة متخصصة للمولدات تهتم بأمور مكائن توليد الطاقة، لكن الخوف أن يشمل هذه الوزارة كحال غيرها مبدأ المحاصصة وربما جعلها وزارة سيادية.موازنة الكهرباء في عام 2024 تبلغ أكثر من 14 مليار دولار وهي تعادل موازنة دولة مثل الأردن وأكثر من ثلاثة أضعاف الموازنة العامة في سوريا التي لم تزد عن 4 مليارات دولار، فهل هناك أكثر عزاء للعراقيين من ذلك؟لم تعد صرخات الأطفال وأنين الكهول والمرضى يُجدي نفعاً لإيجاد حلّ لمشكلة الكهرباء التي باتت تؤرق العائلة العراقية مع اقتراب لهيب الصيف في العراق مادام رجال السلطة يعيشون بألف خير ولتذهب صرخات الشعب إلى الجحيم.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق أکثر من
إقرأ أيضاً:
الكهرباء: مشاريع لرفد الشبكة الوطنية بـأكثر من 1400 ميغاواط
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكدت الشركة العامة لإنتاج كهرباء الجنوب، الأربعاء، أن برامج الصيانة في محافظة البصرة مستمرة وفق الخطة الموضوعة، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حسب البرنامج المعتمد، مؤكدة ان مشاريع الشركة سترفد الشبكة بنحو 1400 ميجا واط خلال الصيف القادم.
وقال معاون مدير عام لشؤون المشاريع – إنتاج الجنوب منير حامد، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "برامج الصيانة في محافظة البصرة مستمرة وفق الخطة الموضوعة، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حسب البرنامج المعتمد، وستكون الأعمال جاهزة قبل حلول الصيف القادم، مما سيساهم في رفع مستوى الأداء داخل المحطات، ويزيد من استقرار المنظومة الكهربائية خلال أشهر".
وأضاف، أنه "لا يمكن استبعاد احتمالية حدوث انقطاعات، نظرًا لوجود إجراءات خاصة بالشركات تتعلق برفع الأحمال وتخفيضها، الذروة"بالإضافة إلى إخفاء الذبذبة في الشبكة، والتي تُدار من قبل مركز السيطرة الوطنية".
وتابع أن "أعمال الصيانة، تشمل المحطات العاملة في محافظة البصرة، بالإضافة إلى محطات ضمن الرقعة الجغرافية للمنطقة الجنوبية، التي تُسهم في دعم استقرار الشبكة الكهربائية في هذه المنطقة".
وأوضح، أنه "في إطار تطوير الإنتاج البخاري، هناك مشاريع قيد التنفيذ، وأخرى قيد الدراسة، مع إعداد الجداول والكلف التخمينية، وذلك وفقًا لخطة الوزارة وتوصيات مؤتمر الاستثمار "، مبينا أنه " من بين هذه المشاريع، توسعة لمحطات كهربائية عبر إضافة وحدتين (2*600) بسعة 30 ميغاواط".
ولفت في حديثه "أما بخصوص محافظة البصرة، فهناك مشروع قيد الدراسة والإحالة لتحويل محطة النجيبة الغازية إلى دورة مركبة، لإضافة قدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميغاواط، اما محطة خور الزبير الغازية، فقد تمت إحالة مشروع لتحويل الدورة البسيطة إلى مركبة بقدرة 125 ميغاواط، وقد باشرت الشركة المنفذة أعمالها في شهر شباط، والعمل جاري بالوقت الحالي".
وتابع معاون مدير عام لشؤون المشاريع – إنتاج الجنوب ان "المحطة الكبيرة المنتظرة، فهي محطة حقل الأرطاوي، والتي سُمّيت بـ"شمس البصرة"، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 1000 ميغاواط، هذه المحطة قيد الإنجاز، ومن المقرر أن ترفد المنظومة بـ250 ميغاواط نهاية هذا العام، وفق البرنامج الزمني المعتمد".
ولفت إلى أن "هذه المشاريع مجتمعة ستوفر أكثر من 1400 ميغاواط".
وفي ملف الطاقة الشمسية بين حامد أنه "حتى الآن، تم تركيب أكثر من 386 لوحًا شمسيًا، ضمن منظومة متكاملة تشمل أجهزة عاكسة، وربط وتنصيب، وفحوصات تربة، ومنظومة تأريض، بالإضافة إلى منظومة توصيل الألواح الشمسية، ويتضمن المشروع أيضًا إنشاء محطة تحويل لرفع الكهرباء إلى الشبكة الوطنية".
وختم حامد، أن "جميع هذه التفاصيل تسير بوتيرة متسارعة، بدءًا من استحصال الموافقات الرسمية والفرص الاستثمارية، وصولًا إلى توقيع العقود والملحقات والموافقات البيئية، وكذلك عقود ربط الطاقة مع شركة نقل الطاقة، لضمان دمج إنتاج هذه المحطات في الشبكة الوطنية".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام