شبكة اخبار العراق:
2025-04-08@18:32:59 GMT

مزحة السفيرة الأميركية

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

مزحة السفيرة الأميركية

آخر تحديث: 29 يونيو 2024 - 9:17 ص بقلم:فاروق يوسف لسنوات طويلة بدا الأميركان كما لو أنهم تخلوا عن العراق الذي أنفقوا المليارات في عملية غزوه واحتلاله وتدميره مكتفين بدور استشاري في تقلبات مزاجه السياسي لا يخرج عن إطار الوصاية الإيرانية.في حقيقة المخطط الأميركي لم تكن هناك فكرة لبناء عراق أميركي. ذلك ما أكدته وقائع السنة الأولى للاحتلال.

لقد بدأت سلطة الاحتلال مهامها بعد أن ألغت الجيش العراقي ومحت كل أثر للدولة العراقية وأقرت قانونا لاجتثاث حزب البعث بتأليف مجلس للحكم هو بمثابة القاعدة التي سيقوم عليها في ما بعد نظام المحاصصة الطائفية وهو ما يتناقض كليا مع الديمقراطية.وكما هو معروف فإن الأميركان لم يعدوا العراقيين إلا بالديمقراطية التي تبين أنها ستطبق ضمن الوصفة الطائفية التي كان مؤكدا أنها ستحول العراق إلى محمية إيرانية. لذلك كانت الديمقراطية العراقية صورة طبق الأصل عن الديمقراطية الإيرانية. من غير تنسيق مع إيران ستكون مهمة جاكوبسون صعبة وليست مستحيلة. تملك الولايات المتحدة أوراقا لم تستعملها للضغط على إيران. ولكن من المستبعد أن تستعمل تلك الأوراق من أجل عيون العراقيين.لقد غادر الأميركان العراق بعد أن تركوه بلدا محطما يعيث فيه الفساد خرابا وتفتقر الغالبية من سكانه إلى أبسط وسائل العيش في ظل بنية تحتية مدمرة لم يعالجها شيء من إيرادات بلدهم الغني بالنفط بعد أن تمكن الفاسدون من رسم خرائط لنفقات ليس من ضمنها إنعاش البلد اقتصاديا عن طريق التنمية. نضحك على أنفسنا لو صدقنا مقولة أن الأميركان كانوا قد سهوا دون قصد مبيت عن مسألة الفساد. فالفساد في العراق بدأ باعتباره اختراعا أميركيا وجدت فيه الأحزاب المتبناة أميركيا ضالتها. لقد سن نوري المالكي كل القوانين التي تشرعن الفساد قبل أن يغادر الأميركان العراق بسنوات وهو ما يعني أنهم باركوا الفساد الذي هو وصيتهم.ولكن تريسي جاكوبسون وهي سفيرة الولايات المتحدة الجديدة في العراق تقول شيئا آخر. بالنسبة إليها لا يزال العراق في الحاضنة الأميركية ولم يغادرها. كل ما مضى هو زمن عراقي وليس زمنا أميركيا. معها سيبدأ الزمن الأميركي الحقيقي! في كلمتها أمام الكونغرس أكدت جاكوبسون على ضرورة التنمية الاقتصادية في العراق وأهمية أن تكون هناك حكومة قادرة على تقديم الخدمات لشعبها. من وجهة نظرها ذلك كفيل بالقضاء على الإرهاب وإنهاء عمل الميليشيات المرتبطة بإيران.تصريحات السفيرة الأميركية أحدثت دويا هائلا في بغداد. فهل صحا العقل السياسي الأميركي من غفلته أخيرا؟ وهل سيتمكن الأميركان حقا من ضبط الميليشيات الإيرانية التي سبق لها أن قامت بقصف قواعد أميركية ووضعها تحت السيطرة؟ من غير تنسيق مع إيران ستكون مهمة جاكوبسون صعبة وليست مستحيلة. تملك الولايات المتحدة أوراقا لم تستعملها للضغط على إيران. ولكن من المستبعد أن تستعمل تلك الأوراق من أجل عيون العراقيين.لست من المتفائلين برؤية عراق نظيف من الميليشيات. ذلك لأن تلك الميليشيات صارت جزءا من النظام السياسي بعد أن تسللت إلى سلطاته الثلاث ،لا أعتقد أن السفيرة الأميركية لم تضع كل ذلك في حساباتها. فالعراقيون الذين كانوا يأملون في أن تكون بلادهم مختبرا للتجارب الديمقراطية الأميركية فوجئوا بأن الخيار الوحيد الذي وضعته الولايات المتحدة أمامهم يتمثل في ديمقراطية ترسي قواعد للاستبداد الذي اتخذ في ما بعد طابعا دينيا. كان لا بد لذلك النظام أن يجد في الميليشيات التي سمحت سلطة الاحتلال بدخولها من إيران واستيلائها على سلاح الجيش العراقي السابق سدا يحميه وهو ما شاهدناه جليا حين تصدى النظام لاحتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019. أما حين قتلت الميليشيات أكثر من 700 من شباب الانتفاضة فإن ذلك لم يشكل صدمة بالنسبة إلى صناع القرار في واشنطن. واقعيا كانت الميليشيات تدافع عن النظام الذي أقامته سلطة الاحتلال الأميركي في العراق. فهل علينا أن نصدق أن الإدارة الأميركية قد حدثت من نظرتها المستقبلية لمصير العراق؟ لست من المتفائلين برؤية عراق نظيف من الميليشيات. ذلك لأن تلك الميليشيات صارت جزءا من النظام السياسي بعد أن تسللت إلى سلطاته الثلاث. لم يعد مفاجئا أن يرى المرء وزيرا أو نائبا أو قاضيا ينتمي إلى إحدى الميليشيات. في حالة من ذلك النوع فإن القضاء على الميليشيات يتطلب نزع الشرعية عن الدولة. فهل جاءت جاكوبسون لتعيد الأوضاع في العراق إلى عام 2003 كما لو أنها بول بريمر جديد؟ سنصدق من خلال السفيرة تريسي جاكوبسون أن الولايات المتحدة تسعى إلى استعادة العراق الذي سبق لها وأن تخلت عنه لإيران. ولكن ماذا نفعل بركام العشرين سنة الماضية الذي هو ليس مجرد حمولة مادية، بل هو حمولة عقائدية لن تتمكن الولايات المتحدة من تفتيتها. عراق اليوم هو غير عراق عام 2003. لذلك فإن العاصفة التي أثارتها السفيرة الجديدة لن تصل إلى بغداد إلا باعتبارها مزحة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق بعد أن

إقرأ أيضاً:

تجنبا للمواجهة.. زيمبابوي تلغي الرسوم على البضائع الأميركية

قال رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا إنه سيقوم بإلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الولايات المتحدة الأميركية من أجل تخفيف الأسعار وتحسين الاستيراد.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أقرّ الأسبوع الماضي زيادة في التعريفات الجمركية بنسب متفاوتة على عدد من الدول من ضمنها جمهورية زيمبابوي بنسبة 18%.

وفي الوقت الذي توعدت فيه القوى العالمية الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي وكندا باتخاذ إجراءات انتقامية من الولايات المتحدة، فضّلت بعض الدول الحوار ومنطق الاستجداء من أجل تحسين العلاقات عبر محاولة تصحيح مسار التبادل التجاري مثل جنوب أفريقيا وزيمبابوي.

ولا تصنف الولايات المتحدة شريكا اقتصاديا رئيسيا لدولة زيمبابوي، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما عام 2023 نحو 157 مليون دولار، وتراجع في 2024 إلى 110 ملايين دولار أميركي.

ومؤخرا، توجهت زيمبابوي نحو الصين وروسيا والهند، وأبرمت صفقات تجارية مع العديد من الشركات في تلك الدول.

تمتين العلاقات

ورغم أن العديد من الدول أعربت عن قلقها بشأن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، فإن زيمبابوي وجدت فيها فرصة مناسبة لإعادة تنشيط العلاقات مع واشنطن التي شهدت تراجعا ملحوظا في الأعوام الأخيرة.

إعلان

وعلى منصة إكس، كتب رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا "انطلاقا من روح بناء علاقة إيجابية ومتبادلة المنافع مع الولايات المتحدة الأميركية، تحت قيادة الرئيس ترامب، سأوجه حكومة زيمبابوي بتعليق جميع الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الواردة من الولايات المتحدة".

وليست هذه المرة الأولى التي تبدي فيها حكومة زيمبابوي مسايرتها لقرارات البيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب.

فعندما أعلنت الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي ترحيل 530 شخصا من المهاجرين غير النظامين من دولة زيمبابوي، قال الرئيس منانغاغوا إنه يؤيد القرار في إعادة المواطنين الذين لا يقيمون بطرق شرعية.

وتسعى حكومة زيمبابوي إلى إلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن على الرئيس وعدد من المسؤولين السياسيين.

ففي عام 2024 أدرجت الولايات المتحدة الرئيس إيمرسون منانغاغوا في قائمة قانون عقوبات ماغنيتسكي (قانون يخول الولايات المتحدة فرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم) بسبب ما قالت إنها انتهاكات جسيمة وقعت بعد فوزه في الرئاسة المثير للجدل عام 2023.

قتلى وجرحى بأعمال عنف احتجاجا على نتائج انتخابات زيمبابوي (الجزيرة)

وتقول الولايات المتحدة إن برنامج العقوبات المتعلق بزيمبابوي يستهدف 12 شخصا و3 كيانات أخرى، كما يعطي للشركات الأميركية الحق في مراجعة مصالحها التجارية في البلاد.

وتصنف زيمبابوي بأنها واحدة من الدول الأفريقية الغنية بمعادن الذهب والنيكل والحديد والنحاس والقصدير والحديد، ويعد التبغ أكثر صادراتها إلى الأسواق الأميركية.

مقالات مشابهة

  • الصين تستعد لمعركة طويلة الأمد.. هل تنجح في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية؟
  • ارتفاع ملحوظ في الأسهم الأميركية مع انتعاش الأسواق الدولية
  • الرسوم الأميركية الجمركية تعيد رسم خريطة العالم الاقتصادية
  • تجنبا للمواجهة.. زيمبابوي تلغي الرسوم على البضائع الأميركية
  • الهند تعلن موقفها من الرسوم الجمركية الأميركية
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • صحف بريطانية: رسوم ترامب الجمركية جزية للإمبراطورية الأميركية وستارمر كان حكيما
  • الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات المغربية بنسبة 10% تدخل حيز التنفيذ
  • التعرفات الأميركية تدخل حيز التنفيذ وترامب يدعو للصمود
  • العراق يرد بإجراءات على الرسوم الجمركية الأميركية