يشهد اليمن استهجاناً واسعاً من قبل المواطنين الذين يشكون سريان جرعة سعرية جديدة في خدمات الاتصالات تشمل جميع شركات الهاتف النقال العاملة في البلاد. وتستمر ثلاث شركات رئيسية لخدمات الهاتف النقال بالعمل، أهمها "يمن موبايل" الحكومية في صنعا،ء وسط ضغوطات واسعة فرضها الصراع الدائر حول قطاع الاتصالات في اليمن إذ يرى مستهلكون لخدماتها أنها لم تقدم أي تفسيرات بشأن إلغاء خدمات، ورفع أسعار باقات الاشتراك في خدمات الإنترنت مع تقليص حجمها بنسب متفاوتة من شركة لأخرى.

 

ورصدت "العربي الجديد" قيام شركة "يمن موبايل"، وهي أكبر مزود لخدمات الهاتف النقال في اليمن، بإلغاء وتخفيض حجم "باقات" الإنترنت التي تقدمها مثل باقة 12 جيغا بسعر 4400 ريال، والتي تقلصت إلى ثمانية جيغا بسعر يصل إلى 3900 ريال. كما ألغت الشركة باقة 25 جيغا بمبلغ 9000 ريال لصالح باقة 20 جيغا بسعر 9700 ريال، كما خفضت حجم باقة ستة جيغا والتي يصل سعرها لـ2400 ريال إلى أربعة جيغا بمبلغ 2000 ريال.

 

ويؤكد المواطن مهيب الشرعبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، عدم وجود أي مبرر لإجراء مثل هذه التغيرات في خدمات الاتصالات حيث تم الإعلان عن سريانها بدون أي تمهيد، وهو الأمر الذي يصفه المواطن المستهلك لخدمات الاتصالات في اليمن أسامة العودي، بالاحتيال على المشتركين لزيادة أرباح ومكاسب هذه الشركات المزودة لخدمات الإنترنت.

 

تأثير ارتفاع الاتصالات في اليمن

 

ويتهم مشتركون في هذه الخدمات الجهات المزودة لها بالاستغلال وسرقة المستهلكين والمشتركين بعدد من الحيل التي تتبعها في الخدمات المقدمة، كاقتطاع نسبة من المكالمات أو حجم الباقات الخاصة بالإنترنت، إذ يفاجأ شوقي عبد الله، ومحمد الصبري وسمير العزاني، ومواطنون آخرون استطلعت "العربي الجديد"، آراءهم من ثلاث مدن يمنية هي صنعاء، عدن، وتعز، بانتهاء رصيد اشتراكهم قبل المدة المحددة بأكثر من أسبوع بالرغم من استعمالهم المحدود والمقنن لهذه الخدمات.

 

كما أقدمت شركات أخرى على تنفيذ تسعيرة جديدة لخدمات الإنترنت، مثل شركة "يو" التي استحوذت على شركة "إم تي إن" بشكل رسمي في مطلع العام 2022؛ إذ خفضت خدمة الباقة مكس ستة جيغا مع اتصال لجميع الشبكات من 120 دقيقة إلى 40 دقيقة فقط، وألغت حجم خدمات الباقات التي تقدمها مثل 18 وعشرة جيغا على السعر الموحد بين الطبعتين القديمة والجديدة من العملة.

 

بموجب هذا التغيير، فإن الباقات الجديدة تصبح جميعها بالطبعة القديمة من العملة، الأمر الذي يشكو منه مستهلكون الذين يؤكدون فرض زيادة سعرية تصل إلى ضعفي الأسعار وحجم الباقات قبل تغييرها، فيما اتخذت شركة "سبأفون" قراراً مماثلاً لتنفيذ تسعيرة جديدة شملت إلغاء باقة ثمانية جيغا بسعر 3175 ريالاً، وتخفيضها إلى سبعة جيغا مع رفع سعرها إلى 3420 ريالاً.

 

وتبين تقارير اقتصادية استناداً لبيانات رسمية في قطاع الاتصالات في اليمن وتقنية المعلومات، أن لدى اليمن أسوأ اتصال بالشبكة على مستوى الشرق الأوسط، ورابع أسوأ اتصال على مستوى العالم. حيث يتصل فقط ما يقارب ربع اليمنيين في عدد محدود من المراكز الحضرية بواحدة من أبطأ خدمات الإنترنت في العالم، يأتي ذلك في الوقت الذي يستطيع فيه 85% من اليمنيين الوصول إلى شبكة الإنترنت.

 

كما تشير البيانات المستمدة من مقدمي الخدمات المحليين والدوليين إلى خدمة الاتصال بالإنترنت في اليمن تقف عند مستوى 27 في المائة (مقارنة بمتوسط 75% في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، ناهيك عن أن نسبة الاتصال عبر الهواتف المحمولة لا تتخطى نسبة 60% من السكان. ويقول المهندس المختص في تقنية المعلومات مروان سالم، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن البيانات المحدودة المشتراة على "الباقات" والبطاقات المدفوعة مسبقًا تستنفذ سريعاً لأن الخدمات تجارية ربحية، وعادةً ما تكون لاستكمال مهمة محددة قصيرة المدى، معتقداً أن ما يجري من صراع وأحداث في الممرات المائية الدولية في اليمن قد يكون أحد الأسباب التي أثرت على إجراء بعض التغيرات في أسعار وخدمات الشركات المزودة للإنترنت والهاتف النقال.

 

ويلاحظ "العربي الجديد"، أن القليلون في اليمن لديهم وصول منتظم ومضمون بالإنترنت وذلك بسبب الكلفة الباهظة (تصل إلى 16 دولارًا لكل جيغابايت، وهي الأغلى في العالم)، بينما أولئك المحظوظون بتوفر فرص للوصول للإنترنت تواجههم سرعات اتصال إلى 1 ميغابت في الثانية أو أقل والتي تعتبر غير كافية لدعم معظم تطبيقات الأجهزة المحمولة المعاصرة.

 

وتقدر آخر بيانات متاحة في اليمن للعام 2019، عدد المشتركين في خدمة الهاتف النقال في الجمهورية اليمنية بنحو 18 مليونا و597 ألف مشترك، تتصدرها شركة يمن موبايل الحكومية بحوالي 7.4 ملايين مشترك. إضافة إلى تقدير إجمالي مستخدمي شبكة الإنترنت في اليمن بحوالي 7.19 ملايين مشترك بمعدل 25% من إجمالي عدد السكان مجهزة بنحو 379.222 نقطة لتشغيل الإنترنت بواقع 117.61 جيغابايت إجمالي السعات الدولية المستخدمة في الإنترنت لعام 2019.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اتصالات الحوثي غلاء اقتصاد الاتصالات فی الیمن خدمات الإنترنت العربی الجدید الهاتف النقال

إقرأ أيضاً:

شعبة الاتصالات حسمت الأمر.. ما موعد زيادة أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت؟

لا يزال الحديث عن زيادة أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت مستمرا، خاصة بعد موافقة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على تطبيق الزيادة خلال الفترة المقبلة.

جاء هذا الإعلان ضمن فعاليات معرض "Cairo ICT 2024"، حيث يتسائل المواطنين عن موعد تطبيق الزيادة الجديدة وهو ما كشفته شعبة الاتصالات.

زيادة في أسعار كروت الشحن وباقات الموبايل والإنترنت.. شعبة الاتصالات توضح التفاصيل حقيقة ارتفاع أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت |تفاصيل أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت بكافة شركات الاتصالات.. هل تمت الموافقة على الزيادة الجديدة؟ أسعار باقات الإنترنت المنزلي WE الأساسية والإضافية زيادة 15%| حقيقة ارتفاع أسعار كروت شحن المحمول والإنترنت في مصر تصل 470 جنيه شهريا.. أسعار باقات الإنترنت في مصر بعد قرار رفعها أسباب زيادة كروت الشحن

بحسب شركات الاتصالات، فإن زيادة كروت الشحن تأتي في ضوء ارتفاع تكاليف التشغيل والتضخم، إضافة إلى الزيادات الأخيرة في أسعار الطاقة، التي أثرت بشكل كبير على نفقات الشركات.

وأرجعت الشركات كذلك الزيادة الى عدة عوامل رئيسية، أبرزها التضخم الاقتصادي المتزايد الذي يعاني منه العالم ومصر، الذي أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج والتشغيل، بما في ذلك أسعار الوقود والكهرباء المستخدمة في تشغيل الأبراج والشبكات.

وتحاول شركات الاتصالات تقديم بعض العروض والحزم الترويجية لجذب المستهلكين والحفاظ على قاعدة عملائها بعد زيادة أسعار كروت الشحن.

أسعار كروت الشحن 

سبق وأعلنت شركات الاتصالات الأربعة الكبرى "فودافون"، "اورنج"، "اتصالات"، و"وي"، عن الأسعار الجديدة بعد الزيادة الأخيرة كالتالي:

كارت شحن 10 جنيهات.. ارتفع ليصبح سعره 12 جنيهًا، ويوفر رصيدًا فعليًا بقيمة 8.5 جنيه.

كارت شحن 25 جنيهًا.. ارتفع ليصبح سعره 30 جنيهًا، ويوفر رصيدًا فعليًا بقيمة 21.5 جنيه.

كارت شحن 50 جنيهًا.. ارتفع ليصبح سعره 60 جنيهًا، ويوفر رصيدًا فعليًا بقيمة 42.5 جنيه.

كارت شحن 100 جنيه.. ارتفع ليصبح سعره 120 جنيهًا، ويوفر رصيدًا فعليًا بقيمة 85 جنيه.

موعد زيادة أسعار كروت الشحن 

بحسب تصريحات وليد رمضان، نائب رئيس شعبة الاتصالات، فإنه تم الحصول على موافقة مبدئية لدراسة إمكانية زيادة أسعار كروت الشحن وباقات الموبايل والإنترنت، حيث سيتم تحديد الأسعار من قبل المجلس القومي لتنظيم الاتصالات.

وفي مداخلة هاتفية مع نهاد سمير وأحمد دياب في برنامج “صباح البلد” على قناة صدى البلد، أوضح رمضان أن هذه الزيادة تأتي نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة المستخدمة في مولدات الشبكات، بالإضافة إلى أن بعض الشركات الأجنبية المستثمرة في مصر ستقوم بزيادة تكاليف التشغيل بنسبة تقارب 15%.

وأضاف نائب رئيس شعبة الاتصالات، أن الجهاز القومي سيأخذ في اعتباره ظروف المواطنين قبل اتخاذ أي قرار بشأن الزيادة الرسمية، مشيرًا إلى أن الزيادات ستشمل جميع الخدمات والتطبيقات الإلكترونية.

واختتم بالتأكيد على أن موعد زيادة أسعار كروت الشحن وباقات الموبايل والإنترنت لن يقل عن ثلاثة أشهر قادمة، وأن تحديد الموعد الرسمي هو من مسؤولية القومي للاتصالات.

مقالات مشابهة

  • شعبة الاتصالات حسمت الأمر.. ما موعد زيادة أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت؟
  • خدمات مصرفية مبتكرة ظهرت بمعرض الاتصالات.. شاهد
  • وظائف شاغرة في شركة اتصالات مصر في مجال المبيعات – نوفمبر 2024
  • اتصالات النواب توجه انتقادات حادة لوزارة التنمية المحلية بسبب تراخيص إنشاء مكاتب البريد
  • حقيقة ارتفاع أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت |تفاصيل
  • اليمن تناقش مستقبل الإنترنت وحوكمة الرقمية مع الدول العربية
  • بجميع شركات الاتصالات.. أسعار كروت الشحن وباقات الإنترنت
  • نت بسرعة الصاروخ.. ماذا يعني إطلاق تقنية WiFi6E في مصر؟
  • للمعلمين والمتعلمين... الحلبي يطلق حزم الإنترنت المجانية
  • المركز الأوروبي يطلق مرحلة جديدة من التوسع وتطوير خدمات طبية بالقاهرة الجديدة والرحاب