الأسبوع:
2025-03-04@13:44:04 GMT

تداعيات تأزم علاقة فرنسا مع النيجر

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

تداعيات تأزم علاقة فرنسا مع النيجر

كشف الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس دولة النيجر في 26 يوليو الماضي، والذي قاده قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تيشياني عن روح العداء والكراهية التي يكنها غالبية شعب النيجر لفرنسا، وبخاصة الشباب والطلاب الذين يعتبرون تدخل فرنسا في دول الساحل الإفريقي ليس من أجل محاربة الجماعات الإرهابية، ولا من أجل التنمية في دول الساحل الإفريقي بل من أجل سرقة موارد تلك البلدان، والتسبب في زيادة حد الفقر والمعاناة، وتأخر تلك البلدان عن الركب.

فبعد خسارة فرنسا لموقعها ومكانتها في مالي وبوركينا فاسو، واضطرار فرنسا بعد الانقلاب العسكري في كلا البلدين لسحب قواتها العسكرية، وخسارة شراكاتها الاقتصادية في البلدين، جاء خبر الانقلاب العسكري بالنيجر كالصاعقة على فرنسا، وبخاصة أنها كانت تعول على الرئيس محمد بازوم كشريك سياسي واقتصادي وعسكري لفرنسا باعتباره آخر الحلفاء في منطقة الساحل الإفريقي، ولهذا فقد جاءت تصريحات وزارة الخارجية الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون شديدة اللهجة تجاه الانقلابيين بالنيجر، والإصرار على عودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، والتهديد باستخدام القوى العسكرية ما أدى إلى تفشي روح العداء، والكراهية عند شعب النيجر تجاه فرنسا، والذين خرجوا في مظاهرات مناهضة لفرنسا، واتهامها بالسعي للتدخل العسكري في بلادهم، واقتحام الآلاف من المحتجين لسفارة فرنسا في العاصمة نيامي رافعين الأعلام الروسية للتعبير عن ترحيبهم بالوجود الروسي في بلادهم، ما أدى بفرنسا إلى إجلاء رعاياها، لتفقد باريس بلدًا جديدًا بعد مالي وبوركينا فاسو.

ولهذا يرى بعض الخبراء والمحللين الدوليين أن خسارة فرنسا لموقعها بالنيجر يعد بمثابة الضربة القاضية لوجود فرنسا في دول الساحل الإفريقي، وذلك بعد أن فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إعادة الدفء للعلاقة مع دول الساحل الإفريقي، ففرنسا كانت تروج للديمقراطية في تلك البلدان، وتحافظ على استمرارية وبقاء أنظمتها الحاكمة، وتدعو لعودة الرؤساء، وتندد بالانقلابات، وهو الأمر الذي لم يجد نفعًا أمام الحركات الشعبوية، وحركات الانقلابيين العسكريين في تلك البلدان، والذين كانوا يتحدون فرنسا، ويتهمونها بالاستعمارية، ونهب الثروات الإفريقية، والتسبب في زيادة الفقر والمعاناة، ما جعلهم ينجحون في انقلاباتهم العسكرية، وإطاحتهم بالرؤساء الأفارقة باعتبارهم أداة في يد فرنسا ودول الغرب.

وتعد النيجر ضمن أكبر الدول الغنية بموارد الطاقة بالعالم إذ تمتلك واحدة من أكبر احتياطات العالم من اليورانيوم، إضافة إلى مواردها من الذهب والنفط والفحم، ولهذا كانت النيجر تمثل مكانة إستراتيجية واقتصادية وعسكرية كبيرة لفرنسا التي كانت تعتمد على نسبة ٣٥٪ من حاجاتها من اليورانيوم لمساعدة محطاتها النووية، وغيرها من الموارد، ما يهدد احتياجات فرنسا من الطاقة على المدى بالبعيد.

ومع خسارة فرنسا لمكانتها، وهيبتها في إفريقيا تحافظ أمريكا بهامش المناورة في تلك البُلدان، ما يجعل دول الغرب وعلى رأسها فرنسا تخسر مكانتها، ومصالحها في تلك الدول، وبالمقابل فإن روسيا تسعى منذ سنوات، لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع دول غرب أفريقيا التي ترحب بالوجود الروسي الآن، ما يهدد مستقبل الامتيازات الفرنسية في تلك البُلدان، فهل تستسلم فرنسا لخسارة مكانتها في دول الساحل الإفريقي؟ أم ما زالت تمتلك بعض الأوراق التي تمكنها من استعادة مكانتها في النيجر وغيرها من بلدان أفريقيا؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی تلک

إقرأ أيضاً:

عواصف ترابية تضرب اليمن وتحذيرات من تداعيات واسعة النطاق

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) من هبوب عواصف ترابية شديدة ستؤثر على ست محافظات يمنية خلال الفترة من 1 إلى 10 مارس 2025.

 

وأشارت "الفاو" في "نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية" الصادرة يوم الاثنين، إلى أن هذه العواصف ستنتج عن رياح موسمية قوية تؤثر على المناطق الساحلية والصحراوية في اليمن، مما قد يتسبب في أضرار واسعة النطاق على مختلف المستويات الصحية والاقتصادية والزراعية.

 

المحافظات المتأثرة والمناطق المتضررة

 

من المتوقع أن تمتد العواصف الترابية على طول ساحل البحر الأحمر، وتشمل محافظات تعز، الحديدة، حجة، ولحج، إضافة إلى المناطق الصحراوية في المهرة وحضرموت.

 

ووفقًا لخبراء المنظمة، فإن هذه العواصف قد تستمر لعدة أيام، مسببةً انخفاضًا حادًا في مدى الرؤية الأفقية، مما قد يعرقل الحركة المرورية ووسائل النقل البري والجوي والبحري.

 

الأضرار الصحية: مشاكل تنفسية وعينية خطيرة

 

من الناحية الصحية، تؤدي العواصف الترابية إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي، خاصةً بين كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من الربو وأمراض الرئة المزمنة.

 

كما تزيد من خطر الإصابة بالتهابات العين والحساسية، مما قد يؤدي إلى تراجع الأداء اليومي للكثير من السكان، خاصةً في المناطق التي تعاني بالفعل من نقص في الخدمات الصحية.

 

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الجسيمات الدقيقة في العواصف الترابية يمكن أن تصل إلى الرئتين وتسبب التهابات خطيرة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى التهابات رئوية حادة.

 

كما أن التعرض الطويل لهذه الظروف قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لما أكده خبراء صحة محليون.

 

التأثيرات الاقتصادية: النقل والزراعة في دائرة الخطر

 

من الناحية الاقتصادية، تمثل العواصف الترابية تهديدًا كبيرًا لقطاع النقل، حيث تؤدي إلى إغلاق بعض الطرق وتعطيل الرحلات الجوية والبحرية، مما قد يؤثر سلبًا على الحركة التجارية والاقتصادية.

 

كما أن كثافة الغبار يمكن أن تؤثر على عمل الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الصيانة والإصلاح.

 

أما القطاع الزراعي، فهو من أكثر القطاعات تأثرًا بهذه العواصف، حيث تؤدي إلى تقليل رطوبة التربة، مما يضر بالمحاصيل الزراعية، لا سيما في المناطق التي تعتمد على الأمطار الموسمية.

 

كما أن الغبار الكثيف يؤثر على صحة المواشي، مما قد يؤدي إلى تراجع إنتاج الحليب واللحوم، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بين الحيوانات.

 

إجراءات احترازية وتوصيات للمزارعين

في ظل هذه المخاطر، دعت "الفاو" المزارعين إلى توفير المأوى المناسب للماشية لحمايتها من التأثيرات السلبية للعواصف، وشددت على أهمية تعزيز الدعم البيطري لتجنب انتشار الأمراض التي قد تنجم عن التعرض الطويل للعواصف الترابية.

 

كما أوصى الخبراء بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، مثل ارتداء الأقنعة الواقية أثناء الخروج، وإغلاق النوافذ بإحكام لتقليل دخول الغبار إلى المنازل، مع الحفاظ على الترطيب المستمر للعينين والجلد لتخفيف آثار الجفاف الناتجة عن العاصفة.

 

اليمن أمام تحديات بيئية متزايدة

تأتي هذه العواصف الترابية في ظل أزمة بيئية متفاقمة في اليمن، حيث يتأثر البلد بتغيرات مناخية قاسية تؤثر على الزراعة، والصحة، والبنية التحتية. ويشير الخبراء إلى أن التصحر وندرة المياه، إلى جانب الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية، قد تسهم في زيادة حدة العواصف الترابية في المستقبل.

 

وفي ظل هذه التحديات، بات من الضروري تعزيز الاستعدادات الوطنية لمواجهة مثل هذه الظواهر المناخية، من خلال تنفيذ استراتيجيات للتكيف مع التغيرات البيئية، وتعزيز الوعي المجتمعي حول سبل التعامل مع العواصف الترابية وآثارها السلبية.

مقالات مشابهة

  • عواصف ترابية تضرب اليمن وتحذيرات من تداعيات واسعة النطاق
  • جوتيريش يعقد مباحثات في القاهرة مع رئيس أنجولا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي
  • ارتفاع قياسي في معدل السمنة عالميا وذوو الوزن الزائد سيشكلون 60% من السكان في 2050
  • الاتحاد الإفريقي للطائرة يعلن مشاركة الأهلي والزمالك في بطولة افريقا
  • أوروغواي تستدعي زعيم البوليساريو إلى حفل تنصيب الرئيس الجديد
  • مصرع 11 جنديًا إثر هجوم مسلح شمال النيجر
  • نائب ينتقد غياب الصادرات المصرية عن السوق الإفريقي
  • مقتل 11 جندياً في هجوم مسلح شمال النيجر
  • تداعيات بقاء إيران في القائمة السوداء لمجموعة فاتف
  • إيطاليا تعزز قواتها في النيجر بـ 300 جندي.. ماذا تخطط روما؟