يرى خبير لغة الجسد والتواصل غير اللفظي المعروف، جو نافارو، أن المناظرة التي جمعت بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس السابق الساعي للعودة إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، باحت بأسرار وكشفت الكثير من الخبايا دون الحاجة إلى الاستماع لتصريحات وحجج المتنافسين في الانتخابات المقبلة.

وأوضح نافارو الذي عمل لمدة 25 عاما في مكتب التحقيقات الفدرالي، في مقال نشره بمجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن لغة الجسد لدى السياسيين "لا تكذب"، في حين أنهم قادرين على التلاعب بالحقائق والكلمات.

وحسب وكالة رويترز، فإن قرابة 48 مليون شخص شاهدوا المناظرة الرئاسية في بين بايدن وترامب. ويشير الرقم إلى أن العدد النهائي للجمهور سيكون أقل بنحو الثلث من 73 مليون شخص تابعوا أول مناظرة بين المرشحين في 2020.

وستكون هذه من بين 3 مناظرات رئاسية نالت أقل نسب مشاهدة منذ 1976.

المناظرة في وسائل إعلام أميركية: بايدن "يُقلق الديمقراطيين" وترامب "يثير المخاوف" انتهت المناظرة الأولى بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، في إطار حملة انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، الخميس، بعد ساعة ونصف الساعة من المناقشات التي تناولت مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.

وقد يكون العدد الضئيل نسبيا مقارنة بمناظرات سابقة في دورات انتخابية، مؤشرا على ضعف حماس الناخبين لكلا المرشحين.

ولا يشمل العدد النطاق الكامل للمشاهدين عبر الإنترنت، حيث تزايدت شعبية المشاهدة عبر الإنترنت مع انكماش جمهور التلفزيون التقليدي.

مشية بايدن

وفقا لنافارو، فإن المتابع لم يحصل على مزيد من المعلومات بشأن ما يعرف سابقا عن كل من بايدن وترامب، ولكن لغة الجسد قد تكشف حقائق ومعلومات أكثر وضوحا وصدقا.

والبداية كانت مع دخول الرئيس الديمقراطي إلى مسرح المناظرة، حيث إن بايدن دخل أولا، لتظهر "مشيته المتيبسة بخطوات صغيرة، على الفور، مدى تقدمه بالعمر".

ورأى الخبير أنه على نقيض ما يتردد، فهذه "ليست بالضرورة علامة كارثية على التدهور العقلي"، مضيفا: "مع تقدمنا في السن، نفقد الكثير من حساسية الأعصاب التي تساعدنا في الحفاظ على توازننا، ولا تؤثر هذه الأعصاب دائماً في ركوب الدراجات أو السباحة، ولكنها تؤثر في طريقة المشي والسير".

ورغم أن نافارو لم يتفاجأ من عدم حدوث مصافحة بين الخصمين، فإن عدم حدوث ذلك التلامس التقليدي في المناظرات السابقة، يعد "مؤشرا ودليلا واضحا على وجود انقسامات داخل المجتمع الأميركي".

بايدن وترامب.. أبرز التصريحات في المناظرة "التاريخية" بدأت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على قناة سي.إن.إن من ستوديو في أتلانتا بدون جمهور.

وشدد على أن المصافحة بين الرجلين كانت "ستبعث برسالة غير لفظية تنم عن وجود احترام متبادل، وذلك على الأقل بالنسبة للمشاهد الأميركي".

توهج وشحوب

من جانب آخر، نوه الخبير الأميركي بأن شحوب بشرة الرئيس الحالي مقارنة بمنافسه الجمهوري قد تؤثر عليه، مضيفا: "البعض قد يظن أن ذلك أمر سطحي وعادي، لكنه يمكن أن يحدث فرقا كبيرا".

وتابع: "بايدن كان شاحبا مثل ملاءة سرير بيضاء، بينما بدا ترامب متوهجا وكأن أشعة الشمس قد انعكست على بشرته".
وللدلالة على أهمية ذلك، قال نافارو: "فكروا فقط في كيف بدا ريتشارد نيكسون أشعثاً وبشرته الشاحبة بجوار سناتور شاب أسمر اسمه جون كينيدي، في أول مناظرة متلفزة عام 1960".

وشدد على أن البشر يستشعرون بشكل طبيعي الصحة والحيوية والطاقة في الوجه المدبوغ (بلون البرونزاج)، وبالتالي فإن ذلك مؤشراً آخر على أن "بايدن بدا ضعيفاً إلى حد ما".

"جامد كالتمثال"

وبالانتقال إلى نقطة أخرى، قال نافارو إنه اعتاد على مشاهدة بايدن منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن في هذه المناظرة بدا "رزينا جدا وكأنه تمثال"، في إشارة إلى قلة حركاته وتعبيرات جسده، مقارنة بترامب.

وأضاف أن بايدن كان في أول 40 دقيقة على وجه الخصوص، مفتقدا للحركات والإيماءات، وذلك على عكس الرئيس الجمهوري السابق الذي لفت انتباه المشاهد بحركات اليد الديناميكية والإشارة العدوانية بأصابع الاتهام التي دعمت حججه، مما جعله يبدو أكثر نشاطاً.

وتابع: "لغة الجسد تتحدث كثيراً، لكن كتاب بايدن كان مليئاً بالصفحات الفارغة، وربما يكون مرد ذلك أنه أراد أن يكون محترماً وأن يتم الإصغاء إليه باهتمام. ولكن قد يكون السبب أيضاً هو أنه مع التقدم في العمر، تصبح إيماءاتنا أقل. ولم يقدم التواصل غير اللفظي لبايدن شيئاً لمواجهة الاتهامات بأن سنه الكبير يلاحقه".

لغة العيون

أما بالنسبة للغة العيون، فأوضح نافارو أن رفة الجفون كانت حاضرة عند المتنافسين، لكن لأسباب مختلفة وأوقات مغايرة من المناظرة.

فبايدن، حسب الخبير الأميركي، كان الجفون لديه ترف عندما يشعر أنه ارتكب خطأ ما خلال الدفع بحجه وأدلته، وبالتالي فإن تلك الحركة كانت تعبر عن الإحباط، مردفا: "سلوك شائع للأشخاص الذين يعانون التأتأة".

وفي حالة ترامب، "لم تكن رفة الجفن تعبيراً عن الإحباط الداخلي بقدر ما كانت تعبيراً عن الازدراء الخارجي"، إذ أنه كان يشبه شخصية النجم الأميركي المعروف، جاك نيكلسون، في فيلم "A Few Good Men”، والذي كانت جفونه ترف كلما تلقى سؤالاً صعباً وهو جالس على منصة الشهود في مشاهد المحكمة.

وزاد: "عموما، كان ترامب الأكثر تعبيراً عن طريق لغة العيون، ولكن ليس بطريقة جيدة، فهو عندما يسمع أمرا لا يحبه، ينزل جفنيه بقوة".

واعتبر نافارو أن ذلك يعد سلوكا تكيفيا، ضاربا مثلا بلمس المرء لوجه، لتخفيف التوتر المؤقت، وتلك تعتبر "وسيلة لتهدئة النفس".

وبالنسبة لتقوس الحاجبين، فإن ذلك غالباً ما يكون علامة تقدير وتبجيل، كما هو الحال عندما تبرز حاجبيك إذا قابلت صديقاً في الشارع، ولكن مع ترامب، الأمر مختلف، فإن رفع الحاجبين لا يعبر عن المفاجأة، بل على الانزعاج أو الشك.

شفتان مزمومتان

منذ ظهوره على شاشة التلفزيون، أظهر ترامب سلوكا غريبا يكشف عن مشاعر الخلاف أو الكراهية أو الازدراء، وقد ظهر ذلك مرات عديدة خلال المناظرة عبر زم الشفتين.

ونبه نافارو إلى أن معظم الناس يضمون شفاهم عند سماع أمر لا يحبذونه أو يختلف مع قيمهم وآرائهم، مردفا: "هذا سلوك متأصل بعمق في النفس البشرية".

وأردف: "لقد لاحظت السلوك عينه لدى الأطفال الذين ولدوا مكفوفين. فهو نوع من التشنج اللاإرادي الذي يمكن للآخرين الاستفادة منه في عدة أمور، مثل عند إجراء مفاوضات تجارية، أو حتى مناظرة رئاسية".

ابتسامة "توشين"

وشدد نافارو كذلك على أن ترامب كان يلجأ إلى ما يحب أن يسميه "الابتسامة الزائفة المنحرفة"، والتي تعد سلوكا سلبيا غير صادق.

وأوضح أنه في ابتسامة دوشين "الابتسامة الحقيقية إلى درجة كبيرة" يحدث تقلص إضافي للعين الدائرية، مما يؤدي إلى تجعد الجلد حول العينين.

ولكن مع ابتسامة ترامب، تنضغط الشفاه بشدة، وتسحب مفاصل الفم بإحكام إلى الأعلى وإلى الجانب، ويكون تقوس الحاجبين عالياً جداً.

وزاد نافارو: "هذا يجعل الابتسامة تبدو مفتعلة، وتهدف إلى درء الهجوم اللفظي بشكل غير لفظي. إنها طريقة للتظاهر بأن أمرا ما لم يكن مؤلمًا، في حين أنه كان كذلك في الواقع".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بایدن وترامب لغة الجسد على أن

إقرأ أيضاً:

ماذا قال بايدن في خطاب الوداع عن ترامب واتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

(CNN)--  وجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، الأربعاء، من البيت الأبيض، خطاب وداع إلى الأمريكيين بينما يستعد لإنهاء ولايته الأسبوع المقبل. 

وجاء الخطاب ذلك في نفس اليوم الذي نجح فيه بايدن في التوصل إلى وقف إطلاق نار ثانٍ في غزة في وقت سابق الأربعاء، بعد 466 يومًا من شن حركة حماس هجوما على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

وكانت هذه هي المرة الخامسة التي يخاطب فيها بايدن الأمريكيين من المكتب البيضاوي، حيث ألقى آخر كلمة هناك في 24 يوليو/ تموز عندما تناول سبب انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024. 

وافتتح بايدن خطابه بالحديث عن الاتفاق بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أن الاتفاق يعكس الإطار الذي كشف عنه في مايو من العام الماضي، لكنه لم ينفذ حتى تمكن المفاوضون من التوصل إلى الاتفاق الأربعاء. 

وقال: "تم تطوير هذه الخطة والتفاوض عليها من قبل فريقي وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، ولهذا السبب أخبرت فريقي بإبقاء الإدارة القادمة على إطلاع كامل، لأن هذا هو ما يجب أن يكون عليه العمل معًا كأمريكيين".  

وأكد بايدن أنه يتمنى لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة "النجاح"، لأنه "يريد لأمريكا أن تنجح". 

ولفت بايدن إلى تهديدات وشيكة حذر من أنها قد تقلب التجربة الديمقراطية الأمريكية رأسًا على عقب. 
وقال: "اليوم، تتشكل في أمريكا أوليغارشية من الثروة الهائلة والقوة والنفوذ التي تهدد حرفيًا ديمقراطيتنا بأكملها وحقوقنا وحرياتنا الأساسية وفرصة عادلة للجميع للتقدم". 

وكما حذر الرئيس السابق دوايت أيزنهاور من خطورة "المجمع الصناعي العسكري"، في خطاب الوداع عام 1961، قال بايدن إنه "قلق بنفس القدر بشأن الصعود المحتمل لمجمع صناعي تكنولوجي يمكن أن يشكل مخاطر حقيقية لبلدنا أيضًا". 
وقال إن "المعلومات المضللة تتيح إساءة استخدام السلطة، والصحافة الحرة تنهار، والصحف تختفي، ووسائل التواصل الاجتماعي تتخلى عن التحقق من الحقائق، والحقيقة تختنق بالأكاذيب التي تُروى من أجل السلطة والربح، ويجب أن نحمل المنصات الاجتماعية المسؤولية عن حماية أطفالنا وعائلاتنا في ديمقراطية حقيقية من إساءة استخدام السلطة". 
 

ويأتي تحذير بايدن بشأن التكنولوجيا في الوقت الذي أشار فيه قادة في هذا المجال، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، ومؤسس أمازون جيف بيزوس، إلى دعمهم لإدارة ترامب القادمة - ومن المتوقع أن يحضر الثلاثة حفل تنصيب ترامب يوم الاثنين. 
 

وكان زوكربيرغ أحد أول الرؤساء التنفيذيين الذين تعهدوا بتقديم مليون دولار لتنصيب ترامب. 
وقال فيسبوك الشهر الماضي إن مؤسسه يريد أن يلعب "دورًا نشطًا" في محادثات السياسة التكنولوجية مع الإدارة القادمة، كما تعهدت شركة أمازون بالتبرع بمليون دولار لحفل التنصيب. 

في خطابه الأربعاء، أشار بايدن أيضًا إلى قضية الذكاء الاصطناعي، والتي وصفها بأنها "التكنولوجيا الأكثر أهمية في عصرنا، وربما في كل العصور". 

وقال: "لا شيء يقدم إمكانيات ومخاطر أكثر عمقًا لاقتصادنا وأمننا ومجتمعنا والإنسانية إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على مساعدتنا في مكافحة السرطان - ولكن ما لم يتم وضع الضمانات، فقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى ظهور تهديدات جديدة لحقوقنا، وطريقة حياتنا، وخصوصيتنا، وكيفية عملنا وكيفية حماية أمتنا. يجب أن نتأكد من أن الذكاء الاصطناعي آمن وجدير بالثقة وجيد للبشرية جمعاء". 
 

واستخدم بايدن جزءًا من خطابه للترويج لرئاسته كفترة تحول لأمريكا قائلا: "لقد أطلقنا معًا عصرًا جديدًا من الإمكانات الأمريكية". 

وأشار إلى أيامه الأولى في منصبه، عندما كانت أمريكا تواجه جائحة واضطرابات اقتصادية وسياسية، حيث أكد بايدن على كيفية خروج بلاده أقوى من خلال الترويج لإنجازات رئيسية مثل الأداء الاقتصادي، وخاصة المكاسب في سوق العمل، والاستثمارات الكبرى في البنية التحتية، ومعالجة قضايا مثل عدم المساواة، والترويج للنجاح في اتخاذ خطوات جديدة لتوسيع الرعاية الصحية. 
 

وقال: "في السنوات الأربع الماضية، ظلت ديمقراطيتنا قوية، وكل يوم، كنت أحافظ على التزامي بأن أكون رئيسًا لجميع الأمريكيين خلال واحدة من أصعب الفترات في تاريخ أمتنا - كان لدي شريك رائع في نائب الرئيس كامالا هاريس". 

لكن الأمريكيين لا يشاركون حاليًا نفس النظرة الوردية لولاية بايدن، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته شبكة CNN ونشر الأربعاء، والذي وجد أن 36٪ فقط من البالغين في الولايات المتحدة يقولون إنهم يوافقون على الطريقة التي تعامل بها بايدن خلال ولايته، وهو ما يطابق نتائجه المنخفضة السابقة في استطلاعات CNN خلال فترة ولايته. 

 

أمريكاإسرائيلالانتخابات الأمريكيةجو بايدندونالد ترامبغزةنشر الخميس، 16 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • من غزة إلى إيران.. بايدن وترامب على درب كارتر وريغان
  • صحف عالمية تتناول اتفاق غزة وأسباب تعاون بايدن وترامب بشأنه
  • هدنة غزة.. "الصفقة التائهة" بين بايدن وترامب
  • هدنة غزة.. بايدن وترامب يكسران عداء الماضي لإنهاء أزمة الحاضر
  • بايدن وترامب يتحدان لإنهاء الحرب في غزة.. اتفاق تاريخي قبل انتقال السلطة
  • من يستحق “التاج”؟ معركة بايدن وترامب على “فضل” إنقاذ غزة
  • بايدن وترامب يتسابقان لتبني نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • ماذا قال بايدن في خطاب الوداع عن ترامب واتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • كيف عمل بايدن وترامب معًا لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • مستشارا بايدن وترامب للأمن القومي يجتمعان لتسليم عصا الشعلة (شاهد)