بعد المناظرة المحتدمة.. ماذا يقول خبير في لغة الجسد عن بايدن وترامب؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
يرى خبير لغة الجسد والتواصل غير اللفظي المعروف، جو نافارو، أن المناظرة التي جمعت بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس السابق الساعي للعودة إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، باحت بأسرار وكشفت الكثير من الخبايا دون الحاجة إلى الاستماع لتصريحات وحجج المتنافسين في الانتخابات المقبلة.
وأوضح نافارو الذي عمل لمدة 25 عاما في مكتب التحقيقات الفدرالي، في مقال نشره بمجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن لغة الجسد لدى السياسيين "لا تكذب"، في حين أنهم قادرين على التلاعب بالحقائق والكلمات.
وحسب وكالة رويترز، فإن قرابة 48 مليون شخص شاهدوا المناظرة الرئاسية في بين بايدن وترامب. ويشير الرقم إلى أن العدد النهائي للجمهور سيكون أقل بنحو الثلث من 73 مليون شخص تابعوا أول مناظرة بين المرشحين في 2020.
وستكون هذه من بين 3 مناظرات رئاسية نالت أقل نسب مشاهدة منذ 1976.
المناظرة في وسائل إعلام أميركية: بايدن "يُقلق الديمقراطيين" وترامب "يثير المخاوف" انتهت المناظرة الأولى بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، في إطار حملة انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، الخميس، بعد ساعة ونصف الساعة من المناقشات التي تناولت مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.وقد يكون العدد الضئيل نسبيا مقارنة بمناظرات سابقة في دورات انتخابية، مؤشرا على ضعف حماس الناخبين لكلا المرشحين.
ولا يشمل العدد النطاق الكامل للمشاهدين عبر الإنترنت، حيث تزايدت شعبية المشاهدة عبر الإنترنت مع انكماش جمهور التلفزيون التقليدي.
مشية بايدنوفقا لنافارو، فإن المتابع لم يحصل على مزيد من المعلومات بشأن ما يعرف سابقا عن كل من بايدن وترامب، ولكن لغة الجسد قد تكشف حقائق ومعلومات أكثر وضوحا وصدقا.
والبداية كانت مع دخول الرئيس الديمقراطي إلى مسرح المناظرة، حيث إن بايدن دخل أولا، لتظهر "مشيته المتيبسة بخطوات صغيرة، على الفور، مدى تقدمه بالعمر".
ورأى الخبير أنه على نقيض ما يتردد، فهذه "ليست بالضرورة علامة كارثية على التدهور العقلي"، مضيفا: "مع تقدمنا في السن، نفقد الكثير من حساسية الأعصاب التي تساعدنا في الحفاظ على توازننا، ولا تؤثر هذه الأعصاب دائماً في ركوب الدراجات أو السباحة، ولكنها تؤثر في طريقة المشي والسير".
ورغم أن نافارو لم يتفاجأ من عدم حدوث مصافحة بين الخصمين، فإن عدم حدوث ذلك التلامس التقليدي في المناظرات السابقة، يعد "مؤشرا ودليلا واضحا على وجود انقسامات داخل المجتمع الأميركي".
بايدن وترامب.. أبرز التصريحات في المناظرة "التاريخية" بدأت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على قناة سي.إن.إن من ستوديو في أتلانتا بدون جمهور.وشدد على أن المصافحة بين الرجلين كانت "ستبعث برسالة غير لفظية تنم عن وجود احترام متبادل، وذلك على الأقل بالنسبة للمشاهد الأميركي".
توهج وشحوبمن جانب آخر، نوه الخبير الأميركي بأن شحوب بشرة الرئيس الحالي مقارنة بمنافسه الجمهوري قد تؤثر عليه، مضيفا: "البعض قد يظن أن ذلك أمر سطحي وعادي، لكنه يمكن أن يحدث فرقا كبيرا".
وتابع: "بايدن كان شاحبا مثل ملاءة سرير بيضاء، بينما بدا ترامب متوهجا وكأن أشعة الشمس قد انعكست على بشرته".
وللدلالة على أهمية ذلك، قال نافارو: "فكروا فقط في كيف بدا ريتشارد نيكسون أشعثاً وبشرته الشاحبة بجوار سناتور شاب أسمر اسمه جون كينيدي، في أول مناظرة متلفزة عام 1960".
وشدد على أن البشر يستشعرون بشكل طبيعي الصحة والحيوية والطاقة في الوجه المدبوغ (بلون البرونزاج)، وبالتالي فإن ذلك مؤشراً آخر على أن "بايدن بدا ضعيفاً إلى حد ما".
"جامد كالتمثال"وبالانتقال إلى نقطة أخرى، قال نافارو إنه اعتاد على مشاهدة بايدن منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن في هذه المناظرة بدا "رزينا جدا وكأنه تمثال"، في إشارة إلى قلة حركاته وتعبيرات جسده، مقارنة بترامب.
وأضاف أن بايدن كان في أول 40 دقيقة على وجه الخصوص، مفتقدا للحركات والإيماءات، وذلك على عكس الرئيس الجمهوري السابق الذي لفت انتباه المشاهد بحركات اليد الديناميكية والإشارة العدوانية بأصابع الاتهام التي دعمت حججه، مما جعله يبدو أكثر نشاطاً.
وتابع: "لغة الجسد تتحدث كثيراً، لكن كتاب بايدن كان مليئاً بالصفحات الفارغة، وربما يكون مرد ذلك أنه أراد أن يكون محترماً وأن يتم الإصغاء إليه باهتمام. ولكن قد يكون السبب أيضاً هو أنه مع التقدم في العمر، تصبح إيماءاتنا أقل. ولم يقدم التواصل غير اللفظي لبايدن شيئاً لمواجهة الاتهامات بأن سنه الكبير يلاحقه".
لغة العيونأما بالنسبة للغة العيون، فأوضح نافارو أن رفة الجفون كانت حاضرة عند المتنافسين، لكن لأسباب مختلفة وأوقات مغايرة من المناظرة.
فبايدن، حسب الخبير الأميركي، كان الجفون لديه ترف عندما يشعر أنه ارتكب خطأ ما خلال الدفع بحجه وأدلته، وبالتالي فإن تلك الحركة كانت تعبر عن الإحباط، مردفا: "سلوك شائع للأشخاص الذين يعانون التأتأة".
وفي حالة ترامب، "لم تكن رفة الجفن تعبيراً عن الإحباط الداخلي بقدر ما كانت تعبيراً عن الازدراء الخارجي"، إذ أنه كان يشبه شخصية النجم الأميركي المعروف، جاك نيكلسون، في فيلم "A Few Good Men”، والذي كانت جفونه ترف كلما تلقى سؤالاً صعباً وهو جالس على منصة الشهود في مشاهد المحكمة.
وزاد: "عموما، كان ترامب الأكثر تعبيراً عن طريق لغة العيون، ولكن ليس بطريقة جيدة، فهو عندما يسمع أمرا لا يحبه، ينزل جفنيه بقوة".
واعتبر نافارو أن ذلك يعد سلوكا تكيفيا، ضاربا مثلا بلمس المرء لوجه، لتخفيف التوتر المؤقت، وتلك تعتبر "وسيلة لتهدئة النفس".
وبالنسبة لتقوس الحاجبين، فإن ذلك غالباً ما يكون علامة تقدير وتبجيل، كما هو الحال عندما تبرز حاجبيك إذا قابلت صديقاً في الشارع، ولكن مع ترامب، الأمر مختلف، فإن رفع الحاجبين لا يعبر عن المفاجأة، بل على الانزعاج أو الشك.
شفتان مزمومتانمنذ ظهوره على شاشة التلفزيون، أظهر ترامب سلوكا غريبا يكشف عن مشاعر الخلاف أو الكراهية أو الازدراء، وقد ظهر ذلك مرات عديدة خلال المناظرة عبر زم الشفتين.
ونبه نافارو إلى أن معظم الناس يضمون شفاهم عند سماع أمر لا يحبذونه أو يختلف مع قيمهم وآرائهم، مردفا: "هذا سلوك متأصل بعمق في النفس البشرية".
وأردف: "لقد لاحظت السلوك عينه لدى الأطفال الذين ولدوا مكفوفين. فهو نوع من التشنج اللاإرادي الذي يمكن للآخرين الاستفادة منه في عدة أمور، مثل عند إجراء مفاوضات تجارية، أو حتى مناظرة رئاسية".
ابتسامة "توشين"وشدد نافارو كذلك على أن ترامب كان يلجأ إلى ما يحب أن يسميه "الابتسامة الزائفة المنحرفة"، والتي تعد سلوكا سلبيا غير صادق.
وأوضح أنه في ابتسامة دوشين "الابتسامة الحقيقية إلى درجة كبيرة" يحدث تقلص إضافي للعين الدائرية، مما يؤدي إلى تجعد الجلد حول العينين.
ولكن مع ابتسامة ترامب، تنضغط الشفاه بشدة، وتسحب مفاصل الفم بإحكام إلى الأعلى وإلى الجانب، ويكون تقوس الحاجبين عالياً جداً.
وزاد نافارو: "هذا يجعل الابتسامة تبدو مفتعلة، وتهدف إلى درء الهجوم اللفظي بشكل غير لفظي. إنها طريقة للتظاهر بأن أمرا ما لم يكن مؤلمًا، في حين أنه كان كذلك في الواقع".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بایدن وترامب لغة الجسد على أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يخطط لعكس سياسات بايدن بشأن السيارات الكهربائية
في الأخبار الأقل إثارة للدهشة في الأسابيع الستة الماضية، أفادت التقارير أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يخطط لإلغاء سياسات الرئيس بايدن بشأن السيارات الكهربائية والانبعاثات. وذكرت رويترز أن فريق انتقال الرئيس القادم أوصى بقطع الدعم عن السيارات الكهربائية ومحطات الشحن مع تعزيز التدابير لمنع السيارات والمكونات ومواد البطاريات من الصين.
وتشمل الخطط الأخرى التي تم الإبلاغ عنها لفريق الانتقال فرض تعريفات جمركية جديدة على جميع مواد البطاريات على مستوى العالم، وتعزيز إنتاج الولايات المتحدة من مواد البطاريات والمفاوضات مع الحلفاء للحصول على إعفاءات. ويقال أيضًا إنهم يخططون لأخذ الأموال المخصصة لبناء محطات الشحن وجعل السيارات الكهربائية أكثر بأسعار معقولة وإعادة توجيهها إلى مصادر البطاريات والمعادن المطلوبة من أماكن أخرى غير الصين. بالإضافة إلى ذلك، ورد أنهم يريدون إلغاء الإعفاء الضريبي لإدارة بايدن بقيمة 7500 دولار لمشتريات السيارات الكهربائية للمستهلكين.
ستسمح الخطط لشركات صناعة السيارات بإنتاج المزيد من المركبات التي تعمل بالغاز من خلال عكس معايير الانبعاثات والاقتصاد في استهلاك الوقود، ودفعها إلى مستويات عام 2019. وتقول وكالة رويترز إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الانبعاثات بنحو 25 في المائة لكل ميل من المركبات مقارنة بالحدود الحالية. كما سيقلل من متوسط استهلاك الوقود في السيارات بنحو 15 في المائة.
وقد أكد علماء المناخ على أهمية التحول من السيارات التي تعمل بالغاز إلى السيارات الكهربائية في الحد من انبعاثات الكربون ودرء السيناريوهات الأكثر تدميرا للكوكب. تتراكم الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، بما في ذلك تلك الناتجة عن انبعاثات المركبات، في الغلاف الجوي وتؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المناخ. وهذا يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات في الغلاف الجوي، وعلى الأرض وفي المحيطات - بعضها نشهده بالفعل.
أما بالنسبة للرسوم الجمركية، فقد قال خبراء الاقتصاد إن خطط ترامب من المرجح أن تحفز حروبًا تجارية متعددة حيث ترد الدول بفرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية، وتعطل سلاسل التوريد وتخترق قلب تحالفات أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال مارك زاندي، كبير خبراء الاقتصاد في موديز أناليتيكس، لصحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر/تشرين الأول: "إذا سلكنا مسار حرب الرسوم الجمركية، فإننا نسلك مسارًا مظلمًا للغاية للاقتصاد".
لقد دافعت إدارة بايدن عن تشريعات المناخ مثل قانون خفض التضخم، الذي خصص 369 مليار دولار للمبادرات الخضراء، وقواعد وكالة حماية البيئة التي تلزم شركات صناعة السيارات بزيادة مبيعات السيارات الكهربائية.
وفي الوقت نفسه، وصف ترامب تغير المناخ بأنه "خدعة". وفي مايو/أيار، ورد أنه أخبر مجموعة من المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط أنه سيعمل على الفور على إلغاء عشرات القواعد البيئية التي وضعها بايدن مع منع سن قواعد جديدة. وكان السعر الذي يطلبه مقابل هذا التحرير التنظيمي هو جمع مليار دولار لحملته. (شكرًا، منظمة سيتيزينز يونايتد!) لذا، في حين أن التقارير حول خطط فريقه الانتقالي لا تزال بمثابة ضربة موجعة لأولئك الذين يهتمون بترك الكوكب في حالة صالحة للسكن للأجيال القادمة (وإبطاء التأثيرات التي نراها بالفعل)، إلا أنها ليست صادمة تمامًا لأي شخص ينتبه.