لبنان ٢٤:
2024-07-01@15:50:28 GMT

بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات

عاد أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى مركز عمله بعد زيارة له للبنان استمرّت خمسة أيام وفي جعبته الكثير من المعلومات الجديدة – القديمة، التي سيضمّنها تقريره، الذي سيرفعه إلى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس. وفي ضوء هذا التقرير وما سيليه من نقاشات جانبية سيتمّ تحديد الزيارة البابوية للبنان، التي كانت مقررة قبل ثلاث سنوات تقريبًا وقد ألغيت لأسباب صحية كما قالت الدوائر الفاتيكانية المعنية بالبرتوكول البابوي في حينه.


وما سيتضمّنه تقرير الكاردينال بارولين ينقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالوضع السياسي في لبنان مع كل تشعباته وتعقيداته في ضوء ما سمعه من المسؤولين الرسميين ومن رؤساء الأحزاب المسيحية في لقاءات عُقدت في السفارة البابوية، وقد استغرق بعضها أكثر من ساعتين بالنسبة إلى قضيتين محوريتين، وهما: الوضع المتفجّر في الجنوب المترافق مع كلام كثير عن فرضية قيام إسرائيل بشنّ حرب واسعة على لبنان، مع ما تعنيه هذه الحرب من تدمير ما تبقّى من مقومات هذا البلد، الذي ينازع أساسًا قبل الحرب، فكيف سيكون عليه حاله خلالها وبعدها.
وقد عُلم في هذا الإطار أن البابا فرنسيس سيواصل مساعيه الدولية على خطّي وقف الحرب على غزة المثخنة بالجراح والمثقلة بالمآسي، وتوازيًا بذل أقصى الجهود لمنع الحرب على لبنان، الذي يعني الكثير لقداسة الحبر الأعظم، وهو الحريص على أن يبقى محافظًا على صيغته الفريدة والنموذجية على رغم كل ما تتعرّض له هذه الصيغة من محاولات تشويهية.
أمّا القضية الثانية، والتي قد يكون لها بعض الارتباطات الموضعية بالقضية الأولى فهي ملف الاستحقاق الرئاسي، خصوصًا في ضوء ما صرّح به الكاردينال الزائر في هذا الخصوص، والذي أعرب عن قلق الكرسي الرسولي لجهة الفراغ الحالي في سدة رئاسة الجمهورية، "لأنه من المهم جدا لكل بلد ان يكون هناك رئيس، فهذا الامر ليس فقط امكانية، بل هو ضرورة وفي لبنان هو ضرورة ملحة. إن الرئيس هو وحده رئيس الدولة ورمز وحدة البلد، وهو من يحفظ احترام الدستور واستقلال البلد وسلامة أراضيه. امل ان تتمكن الاطراف السياسية من ان تجد حلا في أقرب وقت ممكن، من خلال احترام الدستور وكرامة الشعب اللبناني المتعب والقلق والذي يشعر قليلاً بالإذلال نتيجة لهذا الفراغ الدستوري".
وقد كان كلامه في هذا الخصوص شديد الوضوح من خلال الكلمات القليلة التي قالها وهو خارج من لقائه الرئيس نبيه بري عندما تحدّث عن المسؤولية المشتركة لإتمام هذا الاستحقاق، والتي تبدأ من "عين التينة". وقد فسّر البعض هذا الكلام بأنه بمثابة رسالة واضحة المعاني عن دور رئاسة المجلس في المبادرة إلى الدعوة إلى جلسات متتالية وبدورات مفتوحة كما ينصّ عليه الدستور، خصوصًا أن هذا الكلام جاء بعد اللقاءات غير المعلنة، التي عقدها الكاردينال بارولين مع عدد من رؤساء الأحزاب المسيحية، الذين يطالبون بتطبيق ما ورد في الدستور بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي لا أكثر ولا أقلّ.
أمّا الموضوع الثاني، الذي استحوذ على اهتمام الكاردينال بارولين، بطلب مباشر من قداسة البابا، فهو الوضع المسيحي الداخلي، بدءًا بالخلافات المسيحية – المسيحية، التي لم تعد مقبولة، وذلك نظرًا إلى ما لهذه الخلافات من انعكاسات على هجرة الشباب، الذين فقدوا حماسة البقاء في وطن لا مستقبل لهم فيه، فضلًا عمّا تتسبب به من تداعيات على سير العمل السياسي والوطني. فلو كانت القوى المسيحية بكل تلاوينها السياسية واتجاهاتها متوافقة على الخطوط العريضة لما يمكن أن تكون عليه الحال في لبنان لما كانت الجمهورية من دون رئيس بعد سنة وأكثر من نصف سنة من مغادرة الرئيس السابق ميشال عون قصر بعبدا.
فالكاردينال الزائر لم يأتِ إلى لبنان لجمع الأقطاب الموارنة، وهو يعرف كما يعرف غيره أن هذا الأمر هو من سابع المستحيلات، لكنه يعود بانطباع، وهو أن عدم توافق هؤلاء الأقطاب يأتي في رأس أسباب انهيار لبنان.
ويضاف إلى هذا الانطباع غير المشجّع انطباع آخر عن الواقع المسيحي، لا يقّل خطورة عن الانطباع الأول، ويتعلق بالوضع الداخلي للكنيسة، الذي فيه من الخلافات ما يفوق خطورة الخلافات السياسية. وهذا ما يؤثّر على الأداء العام للمسيحيين ومدى التزامهم بما يصدر عن الكنيسة من توصيات ونصائح يرون أنها مجافية للواقع، خصوصًا عندما ينظرون إلى الواقع التربوي للمدارس والجامعات الكاثوليكية أو المستشفيات التابعة ادارتها لعدد من المراجع الدينية.
فما حمله الكاردينال بارولين من تقارير أعدّها مصلحون من داخل الرهبانيات عن واقعها المتقهقر سيحفزّ قداسة البابا على تسريع زيارته للبنان، مستعيدًا بذلك المشهد الذي دفع السيد المسيح إلى طرد التجار من هيكل أبيه المعدّ للصلاة وقد جُعل مغارة للصوص. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الکاردینال بارولین

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: إنه لبنان أيها القتلة الأغبياء

نظمت إدارة متحف "نابو"، برعاية  وزير الثقافة محمد وسام المرتضى معرضين  بعنوان  "هوية منفتحة على الوجود لمجموعة الفنانين العشره"، و"جولة مصورة على البطاقات البريدية لطرابلس الشام"، ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي وفي اجواء اعلان طرابلس عاصمة دائمة للثقافة في لبنان،في مقر المتحف في الهري -شكا، وحضر الى جانب  الوزير المرتضى وزيري الدفاع والسياحة في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم ووليد نصار، النواب  فيصل كرامي ، اشرف ريفي وجهاد الصمد، الوزير  السابق سمير الجسر ، وسفراء الولايات المتحدة الاميركية، اسبانيا، مصر، كندا، ايطاليا، النمسا، السويد وهولندا، اوستراليا، سلطنة عمان  المغرب وبولندا، مؤسسو متحف "نابو" الوزيرة السابقة زينة عكر، جواد عدره، بدر الحاج وفداء جديد وفاعليات سياسية وهيئات دولية وثقافيه واجتماعية واعلامية. والقى الوزير المرتضى كلمة بالمناسبة جاء فيها: "من جبيل انطلقت الأبجدية إلى كل شط وطئته مراكب فينيقيا. ومن صور توزع الأرجوان في كل الأرض أردية للملوك والملكات، والأمراء والأميرات. هكذا بين الحرف الذي زين العقول، والبرفير الذي زين الأجساد، وسواهما من نتاج أرز وكرمة وزيتون، أو من نتاج أساطير وآداب وفلسفات، وحتى أديان، زودت بلادنا حضارة الإنسان بأثمن ما في تراثه المادي وغير المادي من قيم الخير والجمال". أضاف: "بعد آلاف السنين، يتولى متحف نابو مهمة إنجاز هجرة ثقافية معاكسة، فيستقدم إلى هذا الشاطئ الرابض في حمى الخير والجمال، أشياء الفنون البعيدة والقريبة، التي ترقى بأنسابها إلى عطايانا القديمة، فيقيم المعارض والاحتفاليات ومناسبات الثقافة على أنواعها، حتى لتقول ردهاته عن كل ما يعرض فيها، ويأتي إليها، أيا كان موطنه: "هذه بضاعتنا ردت إلينا". وعن أهمية الحدث، قال: "اما اليوم، فالمناسبة لبنانية بامتياز، بل طرابلسية حصرا، تتوزع بين لوحات فنية أبدعتها ألوان مجموعة الفنانين العشرة، ومجموعات الطوابع البريدية في طرابلس الشام. هذا كله من فضل الفيحاء وفعلها الثقافي الباذخ الذي كان مغيبا على مدى سنوات، لصالح صورة شوهاء، كان يعمل قصدا على ترويجها لتلطيخ سمعة المدينة بما ليس من شيم أهلها ولا تراثهم". وتحت شعار كونها عاصمة للثقافة العربية للعام 2024، وعاصمة دائمة للثقافة في لبنان، ليس غريبا أن يحتضن متحف نابو هذا الموعد الذي يشكل جزءا من الحضور الثقافي الطرابلسي، لأن المدينة لا تقاس بحدودها العقارية ولا بنطاقها البلدي، بل هي من الشمال كله... وله، بل من لبنان كله... وله، فحق لسلطان ثقافتها أن يتخذ له عرشا ومقاما هنا في متحف نابو، وفي أي بقعة للمعرفة أخرى من أرض الوطن". تابع: "ومن يتأمل في معروضات هذا اليوم، يجده على صورة طرابلس، فضاء من الحداثة يحاور روائع من التراث. فلوحة الفضاء ذات الألوان والأبعاد، معلقة إلى جانب الطابع البريدي القديم. هكذا تتعانق الحياة فينا لتستمر وتنتصر، تماما كما حافظت طرابلس على إرث ماضيها وانطلقت نحو المستقبل، بخطى مشدودة إلى جاذبية التاريخ المترف قيما وطنية وإنسانية عليا، فتجاورت فيها الأصالة مع الحداثة". وقال: "أيها الأصدقاء، نار فلسطين ما زالت تشتعل، والعدو المنصرف حاليا إلى تدمير غزة وقتل أبنائها وتشريدهم، متربص بنا يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض على لبنان، الذي تشكل ميزاته الطبيعية والاجتماعية دينونة أخلاقية لهذا الكيان المغتصب. لذلك علينا أن نفوت على عدونا هذه الفرصة، باتحادنا وتضامننا والالتفاف حول عناصر قوتنا المادية والروحية، لنحافظ على بلدنا واحة سلام وأرض حوار بين الثقافات". تابع: "بالأمس، اختبأ مستوطن يهودي برتبة صحافي وراء منصة افتراضية، وامتشق جيشا إلكترونيا وراح يهدد بعضلات ألفاظه وادعاءاته الجوفاء أصناف المآكل اللبنانية، وصولا إلى حلويات الحلاب في طرابلس. له ولأشباهه الذين لم يشبعوا من لحوم الاطفال في غزة، ولم يرتووا من دماء الشهداء ودموع الأمهات في كل فلسطين نقول: إنه لبنان أيها القتلة الأغبياء، ترابه لم يعد قابلا للاحتلال، ولا حقه للاغتصاب، ولقد أعدت لكم مقاومته الباسلة ما لا تشتهون من النار التي ستنصب لاهبة على رؤوسكم، إذا أغرتكم كوابيسكم بارتكاب شر تجاه وطننا". وختم: "وليس خافيا على أحد مقدار الافتراءات والفبركات الإعلامية السيئة تجاه لبنان. ولا حجم التهديدات التي تتردد صباح مساء على ألسنة قادة العدو السياسييين والعسكريين. هذا كله في كفة، وخصام بعضنا لبعض في كفة أخرى راجحة على الأولى. ليس لنا أيها الأصدقاء إلا أن نكون معا، لأن تشرذمنا ضياع للحاضر وخسارة للمستقبل. مبارك هذا اليوم الطرابلسي على شاطئ نابو. عشتم، عاشت الثقافة وعاصمتها، وعاش لبنان". كما القيت كلمات عدة شددت على اهمية المعرض وما يتضمنه من تحف ومنحوتات ولوحات وصور لاهم الفنانين، ومن ثم جال المشاركون  في ارجائه واطلعوا على اللوحات والصور التي تعود الى القرن الماضي، اضافة الى صور لطوابع بيريدية استعملت قديما.

مقالات مشابهة

  • ميقاتي استقبل سفير قطر.. وهذا ما قيل عن دعم الجيش
  • هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟
  • الفاتيكان يحمل الهم اللبناني ومبادرة أو تحرك مستقبلي ما قيد الدرس
  • وزير الثقافة: إنه لبنان أيها القتلة الأغبياء
  • بارولين لم يفشل ورسائل مناسبة في المكان المناسب
  • انطباعات إيجابية لزيارة ميقاتي الجنوبية.. وتخبط اسرائيلي بشأن الحرب على لبنان
  • بكركي 2024 تحاكي بكركي الـ2000.. وضغط الفاتيكان نجح
  • لجنة التنسيق اللبنانية - الأميركية: لبنان في لحظة مصيرية ووقف الحرب مصلحة إقليمية – دولية
  • ماذا قال بارولين للقيادات اللبنانية؟