في عيد ميلادها.. حكاية أول دويتو جمع بين فريدة فهمي ومحمود رضا
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
اليوم 29 يونيو، تحتفل فراشة الرقص الاستعراضي فريدة فهمي بعام جديد في عقدها الثامن، إذ تبلغ من العمر 84 عامًا، وقد لا يعرف البعض تفاصيل حياتها وعلاقتها بالفنان الاستعراضي الشهير محمود رضا، وكيف أصبحت جزءا من عائلته، وهو ما نسرده في السطور التالية بحسب لقاء قديم لمحمود رضا عبر برنامج «واحد من الناس».
لقاء فريدة فهمي مع محمود رضاروى محمود رضا إنه كان يعيش في فرنسا، ثم عاد إلى مصر، وعاش مع عائلته في منطقة مصر الجديدة، ثم التقى فريدة فهمي، ابنة استاذ الجامعة الشهير حسن فهمي، وهي الابنة الصغرى بعد نديدا، في إحدى الحفلات الراقصة، وكانت تبلغ من العمر حينها 15 عامًا، وترقص مع الفرقة التي تحيي الحفل.
وفي الحفل اندمج محمود وشقيقه «علي رضا» في الرقص مع الفرقة، ثم تعرف عليها، وتوطدت علاقة الشقيقين مع الأختين، إلى أن تزوج «محمود» من نديدا.
بعد الزواج بين محمود ونديدا قرر علي الزواج من فريدة فهمي، وبحسب شقيقه محمود رضا، ذهب ليطلب يدها، وكان يخشى رفض والدها، إلا أنه وافق في النهاية وتزوجا.
حكاية أول دويتو بينهمامع الوقت طلب والد فريدة من محمود رضا الذهاب معها إلى مدرسة الرقص، ليرى كيف تتدرب، لأنه كان لديه خبرة في مجال الرقص، وكان هذا أول دويتو بينهما، موضحًا: «أول دويتو كان سنة 1959، كانت بتروح مدرسة بالية عند امرأة روسية، قالوا لي روح معاها يا محمود لقيته كلام فاضي وعلمتها أنا كل اللي اتعلمه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فريدة فهمي محمود رضا فرقة رضا فریدة فهمی أول دویتو محمود رضا
إقرأ أيضاً:
رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:
“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”
توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.
“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.
ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.
تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م