أثير- معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العماني

كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه، هيبة بتواضع، إقدامٌ بترفق، بساطةٌ برقي، مرحٌ بسكينة، سخاءٌ برُشد، علم وأدب، قريب وإن بعد. كان مزيجًا فريدًا من السجايا والقيم ومكارم الأخلاق لم أشهدها تتجسّد في رجل كما تجسّدت في فقيدنا السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي رحمه الله.

الفقيد ومعالي عبدالسلام المرشدي في إحدى المناسبات

عرفته كأب وأخ، وتعاملت معه كصديق تارة وشريك تارة أخرى، جالسته على حدة وفي مجالس عامة، رافقته في السفر والحضر، وسواءً في كوخ خشبي في جبال طشقند أو في منتجعات فارهة في جنيف أو ملتحفًا السماء في رمال بدية؛ كان دائمًا ذلك السيد النبيل بمكارم أخلاقه وسجيته النادرة التي تعكس الهوية العمانية في أرقى صورها والتجلي الكامل للسماحة والبشاشة والطيبة والكرم.

كان أبو محمد حسن الكلام في كل حالاته التي عايشته فيها، استمعت له وهو يلقّن أبناءه وأبنائي أو حين يخاطب جلّاسه، ورأيته وهو يتبادل أطراف الحديث مع زائريه من مختلف بقاع الأرض، أو عند توجيه العاملين لديه، باختلاف المواقف كلها سواء كانت اجتماعية أم مهنية أم خاصة، لم تنبس شفتاه بكلمة شائنة قط. كان ينتقي ما يقول بأجمل المفردات حتى في أشد المواقف التي تستدعي لفت النظر أو التوبيخ.

الفقيد يُكرّم محمد ابن معالي عبدالسلام المرشدي لتفوقه في مسابقة القرآن الكريم

كان السيد عبدالله متفردًا في اهتمامه بكل إنسان، وحريصًا على أدق التفاصيل، يحرص على السؤال عن أبناء وأحفاد أصدقائه وعماله وأرحامه، ويُشعِرُ كل فرد حوله بأنه محور اهتمامه.

نسبه وتاريخ عائلته لا يخفى على أحد، فلم أكتب عن ذلك، ولم أتطرق لإنجازاته الوطنية والاجتماعية وإسهاماته الأدبية والثقافية والعلمية؛ فهي أكبر من أن تعدد ومعلومة للجميع، لكنّ الجانب الإنساني الذي شهدته منه في العمر الذي جمعنا يُعدّ تاريخًا بحد ذاته يستوجب التدوين.

صورة للفقيد السيد عبدالله رحمه الله في رمال بدية

سيدي النبيل؛ لقد تعلمت منك الكثير، علمتني حتى في صمتك الذي يحتوي دروسًا جديرة بالتأمل، مهما كتبتُ فسأبقى مقصّرًا في حقك؛ لأنك إنسان بحق اشتقَّت الإنسانية من معانيك.

لا تكفيك الكلمات، ولم يسبق لي أن كتبت ونشرت قبل اليوم، ولا أعتقد أنني سأنشر بعدك، لكن شعورًا غريبًا عصيًا على الوصف دفعني للكتابة، شعورًا لم يخالج نفسي لفراق أي إنسان غيرك؛ فهو خليط بين الصدمة والفجع والحزن والفراغ والسكينة، إلا أن العزاء، وما يخفف المصاب أن روحك الطاهرة مكانها لم يكن أبدًا في الأرض؛ لذلك تلهّفت السماء لاسترداد أمانتها حيث التحرر من الجسد البشري لتكون بجوار رب كريم.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

الملك ينعم على هاني حبيبة صاحب العلامة التجارية “حبيبة” بميدالية اليوبيل الفضي

أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الأربعاء، بميدالية اليوبيل الفضي على هاني حبيبة صاحب العلامة التجارية “حبيبة”.

وجاء هذا التكريم الملكي للشركة خلال لقاء جلالته بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة العاصمة وعدد من ممثلي الشركات والمؤسسات الوطنية، في الديوان الملكي الهاشمي.

وتعتبر حلويات حبيبة التي تأسست عام 1951 الأشهر والأعرق في المملكة بصناعة الحلويات الشرقية والغربية وخاصة الكنافة.

ولدى حلويات حبيبة 6 فروع وهي:

مقالات ذات صلة وفاة أردني ووالده خلال أيام 2024/12/18

1- وسط البلد – دخلة البنك العربي
2- وسط البلد – شارع الملك حسين
3- شارع المدينة المنورة – دوار الواحة
4- المجمع الرئيسي – شارع المدينة المنورة
5- السعودية – الرياض / السليمانية
6- السعودية – الرياض / قرطبة

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • ما هو مكتب “لوتش” الأوكراني الذي تم تدميره بضربة روسية؟
  • “إنسان” تستعرض تجربتها في ملتقى المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
  • السيد عبدالله بن حمد .. الصفي الرضي
  • إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
  • عبدالله علي ابراهيم ، لمن يكتب هذا الرجل ؟
  • “الهزاني” يحتفل بزواجه
  • إنسان تختتم ورشة “مُعِين” لتمكين أيتام المملكة من مهارات العمل التطوعي
  • الملك ينعم على هاني حبيبة صاحب العلامة التجارية “حبيبة” بميدالية اليوبيل الفضي
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. مائة وسبعون يوما” من القبض على الجمر