جاءت إلى مقر الجريدة تحمل أوراقها وأوجاعها، كان مَصابٌ جديدٌ ألمَّ بها للتو بينما كانت في طريقها إلينا، جاءها خبر وفاة حفيدها، هذا الذي سنحكي حكايته وأمه وجدته.
تقول السيدة المسنة:
تزوجت في سن صغيرة وأنجبت ثلاث بنات، تُوفي زوجي منذ (42) عامًا وكانت كبرى بناتي عمرها عشرة أعوام وأصغرهن عمرها سبعة أشهر، كان زوجي يعمل موظفًا بمصلحة الآثار، وحينما تُوفي لم يترك لنا سوى معاش بسيط لا يكفي احتياجاتنا، وحتى أستطيع إعالة بناتي ورعايتهن التحقت بدروس محو الأمية حتى أتمكن من الحصول على عمل للإنفاق على بناتي، وحفظت القرآن لكي يحفظني وبناتي من شر الحياة، ثم تعلمت الخياطة والتحقت بالعمل في مصنع للملابس، وعانيت كثيرًا مع أصحاب العمل نظرًا لظروف رعايتي لبيتي خاصةً مع إصابتي بفيروس (سي).
تحملت مشاكلنا وقسوة ظروفنا وحدي، لم يساعدني أحد من أهلي، كانتِ الحياة تمضي ورغم صعوبتها كنت أتحملها على أمل أن أصل ببناتي لبر الأمان، لكني فوجئت بظهور أخي في حياتنا فجأة يريد أن يزوِّج ابنتي الوسطى من قريب لنا، رجل أرمل ولديه ثلاثة أولاد، لم يكن عمرها آنذاك تعدى الـ(19) سنة، لكنني رفضته ليس لهذا السبب فقط بل لأني كنت أعرف أن هذا العريس لا يناسب ابنتي صاحبة الطموح والتي تصغره بسنوات كثيرة، إلا أن أخي استطاع الحصول على البطاقة الشخصية لابنتي وقام بتزويجها رغمًا عني بعد إقناعها بالزواج، وتزوجت، ولم تدرك حجم الخسارة التي ألمَّت بها إلا بعد زواجها، أما أخي الذي لم يسأل عني طوال حياته إلا عندما قام بتزويج ابنتي فقد مات.
عانت ابنتي مرارة تلك الحياة مع زوجها وأولاده، لكن حياتها استمرت، لأنها أنجبت ولدًا وبنتًا، وحينما أصرت على الطلاق اتهمها زوجها بالاستيلاء على منقولاتها وحرر لها محضرًا في قسم الشرطة، وتم إلقاء القبض عليها في مشهد مأساوي، فقد حضرت سيارة «البوكس» وألقتِ القبض عليها بينما كانت تحمل طفلتها الرضيعة فوق ذراعها، ولجأت ابنتي للمحكمة التي قامت بتطليقها بعد إثبات شذوذ زوجها وسوء معاملته لها، وبعد الطلاق وبعد أن تركت بيتها لمدة شهرين عانت خلالهما الكثير لكي تستطيع العمل ورعاية طفليها، وكلما التحقت بعمل لا تستطيع الاستمرار فيه لعدم قدرتها على التوفيق بين رعاية ابنيها وبين عملها، وبالتالي لم تجد ما تنفق به على طفليها فاضطرت للعودة مرةً أخرى لزوجها.
كبر طفلاها وصار ابنها شابًا بارًا بي وبأمه، وقبل أن يعوضها عن سنوات الألم التي عاشتها مع أبيه توفي في حادث اليوم أثناء وجودي بمقر الجريدة..
«قالت تلك العبارة وراحت في بكاء شديد، ثم عادت لتكمل حديثها:«
أما ابنتي الكبرى فحكايتها لم تختلف كثيرًا عن شقيقتها، فكما تدخَّل أخي وقام بتزويج أختها، تدخَّل عمها وقام بتزويجها من رجل كفيف البصر من دولة عربية، وحصل عمها على مهرها ولم أعلم عن الأمر شيئًا إلا بعد زواج ابنتي التي كان عمرها آنذاك (17) عامًا، وطُلقت ابنتي بعد أن أنجبت بنتين وأُجبرت على ترك بنتيها هناك وعادت إلى مصر، وبعد فترة تقدم للزواج منها رجل مطلق ولديه ولدان تركتهما له زوجته بعد أن استولت على أمواله كلها، ورغم أني رفضت هذه الزيجة أيضًا إلا أن ابنتي أصرت على الزواج منه وكانتِ الخطيئة الثانية في حق نفسها، حيث حدثت مشكلة بيني وبين زوجها قبل إتمام الزواج حين طلبت منه أن يكتب قائمة بمنقولاتها مثل أي عروس فرفض، وقاطعني منذ ذلك اليوم حتى الآن، وبعد شهور قليلة من زواجها استولى على مصوغاتها الذهبية التي كان أهداها لها زوجها الأول، وعاشت، واستمرت في حياتها، فماذا ستفعل لو طلبتِ الطلاق للمرة الثانية، وقد أصبح لديها أبناء من هذا الزواج للمرة الثانية.
أما ابنتي الثالثة، الصغرى، فكانت أفضل حالًا من أختيها، حيث تزوجت من رجل على خُلُق لكنه بسيط الحال، وأنجبت أربعة من الأبناء يشغلون يومها كله، ابنتي الوحيدة التي يمكنني زيارتها وقضاء بعض الأيام معها لكن لضيق مساحة شقتها تضطر لإرسال أحد أبنائها للمبيت عند عمته لعدم وجود مكان يكفينا..
ووسط هذه الأحداث كلها كنت أتنقل من سكن لآخر حتى أكون إلى جوار إحدى بناتي، مما أدى لإلغاء بطاقة التموين الخاصة بي بعد أن انتقلت من مدينة العبور إلى منطقة عين شمس، وبمرور الأيام فقدت قدرتي على العمل وأصابني المرض، لكن رحلتي طالت ولم تعُد لي قدرة على الانتقال من سكن لآخر كما لم يعد لديَّ المال للإنفاق على الدواء والطعام والسكن، ومع إلغاء بطاقة التموين وتعدي إيجار السكن الـ (2000) جنيه شهريًا، واحتياجي للدواء بشكل مستمر لم أجد أمامي سوى اللجوء إليكم لرفع صوتي إلى السادة المسئولين، فأنا لا أريد أن أموت وحدي في سكن بعيد عن بناتي ولا أن يكتشفوا موتي بالصدفة، أحتاج سكنًا وتأمينًا صحيًّا وإعادة بطاقة التموين الخاصة بي لتعينني على الحياة.
ونحن بدورنا حاولنا قدر المستطاع طرح قضية هذه المواطنة، ونأمل أن يتدخل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لمساعدتها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بعد أن
إقرأ أيضاً:
أخبار السيارات| خطر يهدد سائقي سيارات مازدا.. سيارة 8 حصان عمرها 100 عام
نشر موقع "صدى البلد" مجموعة من أخبار السيارات التي تتناول أحدث الإصدارات والتقنيات في عالم السيارات، إضافة إلى تفاصيل حول بعض المخاطر والغرامات التي تواجهها الشركات الكبرى. إليكم أبرز ما جاء:
تسريب الصور الأولى لسيارة جاكوار سوبر GT الكهربائية لعام 2026
تفاصيل مسربة عن التصميم والمواصفات المتوقعة لسيارة جاكوار الكهربائية.
تحذيرات جديدة لسائقي سيارات مازدا حول إمكانية اختراق النظام وسرقة السيارات.
شركة فورد تواجه غرامة ضخمة بسبب مشاكل متعلقة بالسلامة في بعض طرازاتها.
أول سيارة شرطة كهربائية مجهزة بتقنيات ذكية تدخل الخدمة في الولايات المتحدة.
عرض لسيارة كلاسيكية عمرها قرن من الزمن وما زالت تعمل بقوة بسيطة.
مواصفات مذهلة لأسرع سيارة مفتوحة السقف على الإطلاق.
عرض لأهم العيوب التي أشار إليها المستخدمون في طراز فولكس فاجن جولف الجديد.